الثلاثاء ٧ حزيران (يونيو) ٢٠١١

بعد تدريسه في جامعة «آيوا» الأمريكية

مصطفى سعد

«روبوت» شريف الشافعي في «جامعة الكويت»

الدكتور مصطفى عطية


وأطروحة أكاديمية جديدة عن تجربته الشعرية
انتقى الناقد الدكتور مصطفى عطية أستاذ الأدب بجامعة الكويت ديوان «الأعمال الكاملة لإنسان آلي» للشاعر المصري شريف الشافعي، لتدريسه لطلاب جامعة الكويت التي يعمل بها، وذلك ضمن قراءات منهج الفصل الدراسي القادم.

يأتي هذا الاختيار بعد شهور قليلة من تدريس الديوان ذاته لطلاب جامعة «آيوا» الأمريكية، بوصفه «إضافة أصيلة متفردة إلى قصيدة النثر العربية، ومساحة خصبة لالتقاء الفضاء الإبداعي والفضاء الرقمي»، بحسب مقررة المنهج، الشاعرة والأكاديمية العراقية دنيا ميخائيل.

وصرح الدكتور مصطفى عطية، وهو أكاديمي وأديب مصري مقيم بالكويت، أنه بصدد إصدار كتاب نقدي بعنوان «تجليات ما بعد الحداثة في الشعرية العربية الجديدة»، يتناول فيه ديوان الشافعي على نحو موسع، بوصفه أنموذجًا للجمالية المدهشة المتمردة. يأتي الكتاب كدراسة تطبيقية، مصحوبة بتأصيل نظري في ثنايا البحث المنهجي.

الشاعر المصري شريف الشافعي

و«الأعمال الكاملة لإنسان آلي» متتالية شعرية من عدة أجزاء، صدر أول أجزائها بعنوان «البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية" في ثلاث طبعات؛ كإصدار خاص (القاهرة 2008)، وعن دار تالة السورية (دمشق، 2009)، وعن دار سندباد للنشر (القاهرة، يناير 2010). ويصدر الجزء الثاني هذا الصيف بعنوان» غازات ضاحكة" في ستمائة وخمس عشرة صفحة.

يتجلى «الروبوت» مبدعًا على صفحات الديوان على نحو غير مسبوق، ويطرح أفكارًا إنسانية طازجة، ويقدم رؤية بانورامية شاملة للعصر الحديث، بأسلوب شعري عميق وبسيط.

وبحسب الدكتور مصطفى عطية، فإن «إنسان آلي» يعتمد جماليات تثويرية جديدة، تخالف الدارج والمألوف، وتمثل الطليعة الشعرية الحقيقية التي تعمل في صمت وتميز، وتثبت جدارتها بعيدًا عن صخب المزيفين.

يرى د.عطية أن تجربة شريف الشافعي (39 عامًا) تؤسس لذائقة جديدة في مسار قصيدة النثر العربية، ويستند في دراسته ملامح "ما بعد الحداثة" في تجربة الشاعر إلى نقاط أربع:

أولاً: الانطلاق من مبدأ اللايقينية وسقوط المركزيات الثقافية الكبرى الذي بشرت به ما بعد الحداثة، وإعادة الاعتبار للذات لا الأدلجة بوصفها منبرًا ومعبرًا لرؤية العالم، وهذا ما يتضح في تجربة "الروبوت"، الذي يقرأ العالم بأبعاد جديدة.

ثانيًا: الانطلاق من قراءة علاقة الشاعر الذاتية مع الأشياء والأجهزة ومعطيات التقنية الحديثة، وهذه التجربة الأولى عربيًّا في هذا الصدد، وإن سبقتها تجارب أخرى فردية ومتناثرة، لكن تجربة "إنسان آلي" تقدم العلاقة التي يمكن تخيلها بين الإنسان والآلة، والإنسان والأشياء والطبيعة، بشكل صريح وواضح وجمالي، وعبر كتابة متصلة مكتملة المعالم.

ثالثًا: اعتماد الشاعر على جمالية مدهشة ، متمردة وصادمة، مثل استخدامه الكلمات الإنجليزية، ومفردات الحاسوب الأجنبية، وتشعيرها، وكأننا نقرأ خبزنا اليومي، وتفاصيل حياتنا شعريًّا، وبرؤى عميقة.

رابعًا: بنية الإخراج الطباعي، وهي ذات علاقة عضوية بقراءة النص وبناء دلالته، وهي مدرسة راسخة في الشعر الأمريكي المعاصر، وإن جربها بعض الشعراء العرب بشكل مفتعل، ولكنها لدى الشافعي جزء أساس في التجربة، لا يمكن فصله ولا تجاهله.

مصطفى سعد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى