الثلاثاء ٢١ حزيران (يونيو) ٢٠١١
بقلم بوعزة التايك

لا.. لن تدفعوا الثمن غاليا

نهبت وسرقت وزورت وسحقت أيها المسؤول لكن لا تخف، لن تدفع الثمن غاليا لأنك ببساطة تفعل ما نفعله جميعا وفق قوانين السرقة الجاري بها العمل.

لا تكترث أيها الوزير فمصالحك لن تمس وأطفالك لن يمسوا ومدير ديوانك لن يمس وكل من خالف القانون من أفراد عائلتك وأعضاء حزبك لن يمس لأنك لم تقم إلا بما يمليه عليك ضميرك الحي تجاه الوطن.

ما لك ترتعش أيها الجلاد؟ عذبت مناضلين شرفاء بالغوا في حب الوطن؟ سحقت أكباد طلبة كانوا يدافعون عن حقهم في الحصول على منحة؟ ضاجعت امرأة شريفة أثناء الاستنطاق؟ هل هذه مخالفات يعاقب عليها القانون؟ ستعاقب ربما لكن حتما لن تدفع الثمن غاليا لأن بلدنا معروف بالتسامح و التعايش و المحبة و الإخاء.

ماذا تقول أيها الشرطي؟ صفعت سائقا لأن شعر زوجته لم يعجبك؟ وما العيب يا حبيب الأمة العربية؟ الشرطي خطاء بطبعه وخير الخطائين لن يدفع الثمن غاليا. عليه فقط بقول لاحول و لا قوة إلا بالله العظيم أمام القاضي لتتم تبرئته.

تذرف الدموع خوفا من العقاب؟ ومن قال لك إن القانون يعاقب أبناء المسؤولين الذين يقودون سياراتهم في حالة سكر ويقتلون مواطنين يبحثون عن جحر الفار للمبيت و الحلم بغد أفضل؟ كفى من الدموع. لن تدفع الثمن غاليا. و من أين لك المال ووالدك لم يصل حسابه بعد إلى المئة مليار؟

ماذا أرى؟ زعيم يقود البلد منذ أربعين عاما يستعد للرحيل؟ ومن قال لك ارحل يا سيدي؟ أما زلت تصدق نكت الشارع العربي؟ لا خوف عليك فمهما وقع لن تدفع الثمن غاليا. الثمن الوحيد الذي عليك أداؤه هو ثمن فستان حماتك بمناسبة بلوغها سن العشرين بفضل الامتيازات التي تحصل عليها من دواوين الوزراء المنتمين لحزبك ومن السفراء و الكتاب العامين للوزارات و.. و ..

أبدا لن تدفع الثمن غاليا أيها المناضل النقابي.ولا أنت يا رئيس الجماعة الحضرية ولا أنت يا سيادة العمدة ولا أنت يا قائد المقاطعة ولا أنت يا رئيس الجهة والجهات المشبوهة ولا أنت يا رئيس لجنة الدعم بالمركز السينمائي ولا أنت أيها البرلماني ولا أنت يا أعظم و أحسن باحث في خبايا قمامة البلد. لن تدفعوا الثمن غاليا لأنكم محظوظون كونكم تعيشون في وطننا العربي. بلد العفو و المغفرة. بلد"إن الوطن غفور رحيم". بلد"نسينا و دفنا الماضي". بلد"اسرق وارقص فرحا بالانتماء لهذا الوطن". بلد الإفلات من العقاب. بلد "أنا أسرق و من بعدي اتسونامي". بلد "اسرق أولا وثانيا وثالثا وإذا بقي لك بعض الوقت اسرق رابعا ".

الوحيد ربما الذي سيؤدي الثمن غاليا هو بوعزة التايك. هذا الكاتب الذي أذاقه بعض المحررين الثقافيين و المثقفين الحنظل. هذا الكاتب الذي نشر كتابيه على حسابه الخاص والذي يستعد لنشر كتابه الثالث "دموعي تراقصني" حول حبيبته فلسطين.. لن يدفع الثمن لا غاليا ولا رخيصا لأنه سبق أن أدى الثمن وباع شبابه بأبخس الأثمان ولن يبيع شيبه ولا عش عندليبه الأسمر ولو وضعوا بين يديه جبالا من الذهب و المرجان.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى