الثلاثاء ١٤ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
بقلم إبراهيم سعد الدين

رسائل تتحدى النار والحصار

أحدث كتب الأديبة الجزائرية (زكيـــة علال)

عَن مَركز نهر النيل للنشر بمصر صَدرَ مؤخَّراً كتاب (رسائل تتحدى النار والحصار) وهو أحدث كتب القَاصَّة والأديبة الجزائرية المعروفة زكية علال، والذى كتبته مازجة بين دفء الانتماء لوطن وأهل وأرض، ومرارة الانتماء لوطن وأهل وأرض أبت الدنيا إلا أن تستمر فى قهرهم ومحاربتهم ومعاداتهم. يقع الكتاب في 140 صفْحة من القَطع العادي، وهو عبارة عن إحدى وثلاثين رسالة تبعثها زوجة تتصدع حياتها ونفسها تحت وطأة حصار وعدوانٍ وقَهْرٍ وطُغيان دائم من عدوٍّ عُنْصُريٍّ شَرسٍ وتجاهل مستمر من بشر لا يقيمون أى اعتبار لمعاناة شعبها.

"لأوَّلِ مَرَّة أُحِسُّ أني وحدي داخل محرقة كبيرة أشعلتها إسرائيل في غزة وباركتها أمريكا، وصمت عنها العرب..

كنتُ يتيمة داخل ألسنة اللهب..

بعض العالم يبتسم لصراخي..

وبعضه يقهقه لاضطرابي..

وبعضه الآخر يتفرج دون ألم..

الغارات تتواصل، وأنا أقفز بضعفي بين دمي وأعضائي المتناثرة هنا وهناك".

لكنها تجاهد لتبقى متشبثة بخيوط الأمل وانتظار الغد الأفضل، وتبقى حاملة روح الصمود رغم رياح الاقتلاع التى تهاجمها دون توقف، ورغم الانشطار الذى يتهدد روحها وأسرتها وأهلها.

"وبعد أيام جاء المولود ـ تماما ـ كما كنت أتوقعه..

جاء قويا يحمل في يده سيفا وحجارة، وفي قلبه تتأجج نار الانتقام لكل الأجنة التي أُجهضت..

ولدي لم يكن نسخة منك يا عبد الله..

بل كان يشبه أرض الأنبياء..

ولدي يعيش نكبته الستين.. ومع ذلك مازال شامخا كما وضعته..

لا زال ثائرا لأجلي.. ولأجل كل المآذن العتيقة..."

(رسائل تتحدى النار والحصار) أنين إبداعى ملئ بالشجن الشفيف، يغوص داخل عقل وقلب وروح امرأة تعانى بطش المحتل، فتناجى أحبة يعانون معها، وآمالا تنتظرها بفؤاد لا ينقطع رجاؤه.

زكية علال ابنة الجزائر، ربيبة الوطن الذى انْتَزَعَ حريته بأرواح شهدائه المليون.. والتى تشربت حكايات الآباء عن الوطن، وتشبعت بروح المقاومة، وتعلمت كيفية الحفاظ على شعلة الأمل.. تلتقط القاسم المشترك بين فلسطين والجزائر، فتئن تحت وطأة الطغيان، وتبشر بأمل ينمو جنينا فى رحم المستقبل.. وتهدينا كتابا لافتا يفوح انتماءً ويتدفق صدقاً.. وهو مكتوب بالكامل قبل بدء الحرب الأخيرة على غزة، مما يدل على حِسٍّ استباقى مرهف يليق بكاتبة جادة متفردة.

(رسائل تَتَحدَّى النَّار والحِصَارْ) هو الإصدار الثالث للكاتبة القاصَّة زكيّة عَلاّل الحائزة لى العديد من الجوائز المحليَّة والعربيَّة، حيث صَدرَ لها مَجْموعتان قصصيَّتان: الأولى بعنوان (أحْرَقْتُ سَفينة العَودة) والثانية بعنوان (لَعْنَةُ المَنْفى) عام 2005.

أحدث كتب الأديبة الجزائرية (زكيـــة علال)

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى