الأحد ٢٩ أيار (مايو) ٢٠١٦
بقلم
الحقيقة في تعرية مسنّة الكرم بأبو قرقاص
الحقيقة في تعرية مسنّة الكرم بأبو قرقاصالرجل هو من جرّد أمّه من ملابسها وتركها عارية أمام الناسارجو أن استعير عقولكم ولو للحظةأولاهذه الحادثة لا علاقة لها بالدينالعادة في الصعيد عندما تُتهم فتاة بالفاحشة مع رجليقوم أهل الفتاة المتهمة بالهجوم الغير عقلاني على الرجل وعائلتهسواء كان هذا الرجل مسلم أو مسيحيولا يستطيع أي إنسان أن يتوقّع نتائج هذا الهجومفإذا قيل أن الهجوم أسفر عن تجريد إمرأة مسنةوالله أعلم بحقيقة هذا الأمرولكن إن صدقتْ المرأة العجوز في إدعائهافما حدث للمرأة العجوزأمرٌ مُتوقّع وليس من عجائب الدنيا السبعلأن الرجل المتهم بالفاحشة لاذ بالفرار عندما عَلِم بقدوم أهل الفتاةولم يتذكَر هذا الرجل أنّه ترك من خلفهأمه وزوجته واولادهفكّر فقط في النجاة بنفسه ولم يهتم بعائلته والعواقب السيئة التي قد تعود عليهمفعندما جاء أهل الفتاة ولم يجدوا الرجل لأنه هو المقصودحتى يُطفئوا نار العار من قلوبهم ومن أعين الناسلم يكن أمامهم سوى أهل هذا الرجل وعشيرتهفإن جرّدوا المرأة المسنة من ملابسها وأحرقوا البيتفهذا لم يكن أبدا أمراً غريبا عن التوقعات الصعيديّةلأن المُتحكم في هذا الامر هو العُرف الصعيدي وليس العُرف الدينيفلو أننا سمعنا أنّ أهل تلك الفتاة جرّدوا المرأة العجوز واغتصبوا زوجة هذا الرجل الجبانالذي لم يكن على قدر مسئولية حماية أهل بيته من خطأٍ هو المتسبب فيهفلا نتعجبلأنهم تعاملوا مع الموقف بالأعراف الصعيدية التقليديةالتي ما نحاول كثيرا أن نقتل تلك الأعراف السيئة وينتصر علينا الفشلفلم يتعامل هؤلاء بالأعراف الدينيةلأن الدين الإسلامي أو المسيحي لن يسمح بتلك التجاوزات اللا أخلاقيةقال تعالى " ولا تزر وازرة وزر أخرى " صدق الله العظيمفالدين الإسلامي والمسيحي برئٌ من تلك الأحداثالسؤالكيف اختلط الدين بتلك الحادثة ؟الإجابة ( شعبٌ يحتاج إلى ثقافة فكريّة تحميه من الفتن )للأسف الشديد هناك الكثيروالكثير من المسلمين ممن جعلوا الدين وسيلةً في تحقيق اغراضهم من جاهٍ وسلطانٍ ومالوهناك أيضاً الكثير والكثير من المسيحين ممن جعلوا الدين وسيلة في تخقيق أغراضهم من جاهٍ وسلطانٍ ومالهؤلاء الأشخاص مسلمين كانوا أو مسيحيينينشرون الفتن بين المصريينوللأسف صدورنا خاوية تتّسع لجميع الفتننستقبلها بصدرٍ رحب ونسعى جميعا نرويها بدمائنا وأرواحنا..نسأل الله العفو والعافية..