«أبطال في صمت» للدكتور أحمد الخميسي
أصدر القاص والكاتب المعروف أحمد الخميسي، أحدث كتبه بعنوان «أبطال في صمت»، عن مطبوعات المنصورة القاهرة، وزين الغلاف لوحة للفنان هبة عنايت، يهدي المؤلف كتابه إلى والده الشاعر والكاتب الكبير عبدالرحمن الخميسي. وقال الخميسي أنه حاول أن يكتب بالحبر ما كتبه الأبطال بالدم.
واهدى الخميسي الكتاب بكلمة جاء فيها : «إلى روح والدي التى لم تنكسر قط، عبدالرحمن الخميسي، الذي كتب في مقدمة كتابه «المكافحون» عام 1951: «على الكتاب أن يحطموا أقلامهم إذا ألمت بالوطن نكبات ولم يشهر كل منهم يراعه كالحسام يفلق به رءوس الجائرين، عليهم أن يكسروا أقلامهم إذا لم يلبوا صرخة الوطن الجريح ويجندوا أقلامهم ينفخون القوة منها في الأرواح.. وإذا أهاب داعي الوطن فعلينا أن نخوض الهول والموت كل بما ملكت يداه».
واستطرد الكاتب قائلا: «والآن بعد نحو سبعين عاما من تلك الكلمات أجدني منفعا إلى تمجيد بطولات أبناء الشعب المصري المجهولين، البسطاء، البطولات التي لم تقع تحت عين العدسات.
وتابع القاص أحمد الحسيني: «أهدي كتابي إلى والدي الفنان والمقاتل؛ وإلى الصديق أحمد بهاء الدين شعبان، اعتزازا بكل ما يربطنا، وإلى أخي وصديقي مدحت الزاهد، الذي ألهمنى فكرة هذاالكتاب»، مضيفا: «أحيانا تكون إشاعة الأمل العمل الأهم؛ أهدي الكتاب أولا وأخيرا إلى الأبطال المجهولين المنسيين في صمت إلى أرواحهم وصورهم وأصواتهم وضحكاتهم، بأمل أن أكون قد وفقت هنا في أن أكتب بالحبر ما كتبوه بالدم».
ويحتفي الكتاب بأبطال حقيقين من أبناء الشعب المصري في مختلف المجالات منهم: الدكتور محمد غنيم، أحد رواد زراعة الكلى، والمجند أيمن حسن الذي خطط ونفذ في 1990 عملية اعتيال لـ21 إسرائيليا بعد أن قام أن الجنود الإسرائيلين بإهانة العلم المصري، والدكتور محمد مشالي «طبيب الغلابة».
ومن أجواء الكتاب حكاية بعنوان «محمد أفندي رفع العلم»: «كنا ونحن مازلنا نقف صباح كل يوم في فناء المدرسة لنقوم بتحية العلم قبل دخولنا إلى الفصول، ننتظر من دون حماس أن ننتهى من ذلك الواجب لكن ما أن يرتفع العلم في السماء حتى نرتجع وتشملنا هزة شعور بقدسية الوطن لقد غرست فينا المدرسة حب ذلك العلم الذي يكرم الانسان عند موته بان يلفوا به جثمانه، كأنما دثروه بوطنه وذكريات بلاد وحبه، وهو العلم الذي كتب عنه صلاح جاهين: كل نجمة في العلم، وكل لون غزلتهم نسجتهم، صبغتهم نور عنيك، الله عليك، وقد توفي في الأول من مايو جندي مصري بسيط هو محمد أفندي العباسي عن عمر يناهز 72 عاما، كان أول من رفع العلم على الضفة الشرقية لقناة السويس في حرب 1973...».
كتاب فريد من نوعه يوثق بطولات فذة لأبطال لا نعرفهم مثل فرحانة سلامة وغيرها ويتمسك خلال ذلك بذاكرة الوطن ودفتر كفاحه