الاثنين ١٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٤
بقلم
أبواب القاهرة
على أبوابِ قاهرةِ الأعادي
ترى التاريخَ عن قربٍ ينادي
يؤذِّنُ في بقايا من مواتٍ
مشاعلُهم خَبَتْ بعد اتقادِ
فيشعلُ من صحائفِهِ شموعاً
لها وقعُ الصواعقِ في الشدادِ
فتلك شموعُ حطينٍ أنارت
سماءَ القدسِ في يومِ الجِلادِ
وذا قطزٌ أنارَ شموعَ فخرٍ
بتشريدِ المغولِ كما الجرادِ
على لونِ الملوكِ يكونُ حتما
صِباغُ الناسِ في كلِّ اعتقادِ
ملوكٌ أزهقوا سودَ الليالي
وكانوا في الورى بيضَ الأيادي
بنوا مجداً علا من دونِ ندٍّ
وصان رداءُهم عِرضَ البلادِ
تراءت شمسُهم فوق الأعالي
على طولِ الزمان بكل وادي
ودار زمانُها حتى تعرَّت
بسوأتِها تروادُ كلَّ حاديِ
على أبوابِ قاهرةِ الأعادي
نعى التاريخُ كوما من رمادِ
قد احترقوا بنارٍ أضرموها
وكأسُ الذلِّ تمعنُ في ازديادِ