أرض السراب
في تِهامةَ يَبْكِي الحمامْ
تُغَرِّدُ قُمْرِيَّةٌ فوقَ سطْحِ الظَّلامْ
تَتَجاوَبُ أًصْدَاؤُنا مِنْ بَعيدٍ وَتَعْلُو كَأَلْسِنَةِ اللهَبِ الرَّاقِصَهْ
لِتُؤَذِّنَ في كُلِّ وَقْتٍ بأنَّ وِلادَتَنا ناقِصَهْ
في تِهامَةَ كُلُّ الأمُورِ سَواءْ
الحَيَا .. صَرْخَةُ القَلْبِ .. قَصْفُ الرُّعودِ .. ودَفْقُ أَنِينِ الطُّفُولةِ عندَ تَأَلُّمِها .. دَمْعَةُ الأُمِّ فَوْقَ
وِسادَتِها .. بَسْمَةٌ .. رَغبةٌ في التبرُّدِ من شِدَّةِ الحَرِّ .. هَبَّةُ رِيْحِ المساءِ العَليلةِ .. طُولُ المسافاتِ .. طُولُ الأَمَلْ
في تِهامةَ كُلُّ مُقِيمٍ هَمَلْ
نشاطٌ يُحاوِلُ أنْ يَتَزَحْزَحَ وَسْطَ رُكامِ الكَسَلْ
في تِهامةَ أَبْكِي وَحِيدًا لأنِّي تَذَكَّرْتُ أَنِّي دَرَجْتُ وحِيدًا ، وأَنِّيَ كالعُشْبِ يَنْبُتُ فَوْقَ الرِّمَالْ
وتُحَدِّقُ فيَّ الحياةُ بعينِ الوَجَلْ
تترقَّبُ في كُلِّ يومٍ على طُرُقِ السَّيرِ طَرْقَ الأجَلْ
في تهامة دفءُ العلاقاتِ يحنو، ودفقُ الشعور يُدَنْدِنُ شعرًا ذلولًا، يداعبُ وَهْمَ السَّحابْ
وتمتد من كلِّ صوبٍ إليَّ أيادٍ كأيدي الصِّحابْ
ولكنَّني حين أرنو بعيدًا بعيدًا إلى المنتهى
أرى الماءَ في الأفُقِ المتوقِّدِ تحت أسنة شمس الذهابْ
فأعلمُ أنِّي أمرُّ بأرضِ السرابْ
وأنَّ دوائيَ كي أتحرَّرَ من همهمات البلاءْ
ويزهرَ غصني بورد الخُزامى فيملأَ ركنَ الرَّجاءْ
وتسموَ روحي
ارتوائي بماء الإيابْ