الجمعة ٢ أيار (مايو) ٢٠١٤
بقلم
أغنية الوطن المسافر
أغنيةُ الوطنِ المسافر
إن جئتُأحملُ فوقَ كفَّيَّ الحنينَ كما ابتعدتُوعدتُ مغروسًا بأرضكِ مثلَ نبتٍ أو وَتَدْلا ترفضي قلبي الصَّغيرَ فإننيأخشى المصيرَ وليسَ عندي طاقةٌ أن أبتَعِدْوارمي بقافيتي البريئةِقلبَ شارعِنا الحزينَفكم سألتُ القلبَ عن سرِّ البكاءِ فلم يَرُدْومشيتُ فوقَ صراطهِ المحذوفِ من وجهِ الخريطِةِ للأبَدْقدراًسيقتلني الحنينُإذا رأيتُ عيونَكِ السوداءَ بينَ نجومناويعودُ يدميني صراطُكِإذ أصيحُ منادياً أن لا مَرَدْفالنبضُ في صدري بحارٌكنتِ يومًا ما بهالكنَّ موجكِفي مساءٍ حالكٍ يطأُ الفؤادَ إذا سَعِدْعيناكِ قدسٌتائهٌ في دربِ أيامِ الظلامِ المُستَبِدْعيناكِ " مبكىً "لايزورُ ترابَهُ إلا البكاءُ ولا يواسيهِ أحَدْعيناكِ صمتُ جنازةٍحملتَ شهيدَ جروحِهاخرجت على دربِ الخليلِ بلا قِماطٍحيثُ تعرفها القبورُ كظلِّ أيامٍ تُعَدْعهداًسنُمسِك مِدفعاونردُ أوطانًا مضت ستون عامًا دونَ ردْوغداً ستصبحُقبةُ القدسِ العتيقةِ مركباًفي قلبِ بحرٍ هادئٍهل في كتابِ عقيدتي قولٌ يُرَدْ ؟فالحرفُنجمٌ ثاقبٌ(ألِفٌ) أعودُ ... أرى ... أبي(لامٌ) لئن لمْ ينتهوا فاعصف بِهمْو(الميمُ) مائدةُ الطعامِ بكلِّ يَدْهم يُبحرونَ بكلِّ قصدٍ في بحارِ حبيبتييستنشقونَ هواءَ شارعِها الفسيحِيُذبّحونَ الزَّهرَ من أعناقهِ ونقولُ من فينا الأشَدْ !أطفالُ قريتنا زهورٌوالسنابلُصافحت وجهَ السَّحابِ فأسقطَ المطرَ الجريحَ على الرُّبىإذ تعرفُ الشَّيخَ الكبيرَ من العَصاوالطفلَ من ضَحِكاتهِ وبراءةِ الوجهِ المدللِوالمناضلَإذ يُلَثِّمُ رأسهُ ويَهُدُّ بالقلبِ المُدجّجِ ألفَ سَدْلو يبصرونَفإنهم عُميٌ بغيرِ بصيرةٍفلمن أصوغُكِإن أردتُ صياغةَ المأساةِ بين ضلوعِناويداكِ ترتجفانِ من ألمٍ وكَدْيامن رسمتِ الحبَّ فوقَ ملابسي البيضاءِ دمعاًلا أرى أيَّ ابتسامٍ في عيونِ الأرضِيدنيني من الوطنِ المسافرِفي دروبِ القلبِ حتى يستريحَ كما وَعَدْلازلتُ أبصركِ ابتسامةَ حزنِناوبقيةً ممن تبقوا حولنايتنفسونَ الصبرَ فجراً خشيةً من غَدرِ غَدْ--باسمكِ أستنيرُسألتُكِحينَ غادرني ابتساميمتي سأعودُ يابدرَ التَّمامِ ؟هي الأيامُتقضي كلَّ شيءٍوتشرُعإن أرادات في التهاميتركتُ الأرضَثمَّ سكنتُ أرضاًبها جفَّت ينابيعُ الكلامِوما أنا بالمسافرِ منكِ كرهاًوما أنابالمحلِّقِ في الغمامِوما أنا من هواةِ الكأسِ فجراًأسيرُ العشقِيَسكرُ بالغرامِأعدَّتْ ثوبها وكأنَّ عُرساًومرَّت في دلالٍمن أمامييناجيها الهوي سراً وجهراًويمشيبينما أخفي هياميوصارَ الحبُّ خلفَ ضلوعِ صدريكصوتِ الرعدِأو رشقِ السِّهامِبربِّكِحينَ يغدو الطفلُ كهلاًعليلَ القلبِ محنيَّ العظامِفمن مناسيأتي الدارَ حبواًومن منّا سيبدأُ بالسلامِ ؟قناديليتئنُ دماً وتبكينضوبَ الزيتِتخييمَ الظلامِأحبُّكِ نَجمةًوالعمرُ شمسٌيحلِّقُ في سمائكِ كاليمامِوقلباًلا يحنُ لغيرِ قلبيمعاً نبقي علي هذا الوئامِوجفناًلم يذُقْ للنومِ طعماًوقد لاحتْ عيونُكِللأنامِفحبُّكِأبتغي ديناً ونهجاًوحبُّكِزادُ مابعدَ الفطامِوباسمِكِ أستنيرُ بكل أرضٍفأنتِ المنتهىمسكُ الختامِ****--المَوتُ والحرِّيَّةدع عنكَ ذلَّ الأمسِوالغَجَرِيَّهْواسمعْ غناءَ الوردِفي الفَجريَّهْوإذا توحَّدَتِ البلادُ على الشَّجىأقِمِ الصَّلاةَ بدولةٍ مصريَّهْعُدِّي خُطى الأقدامِعندَ فراقِنافالقلبُيوشِكُ أن يموتَ عشيَّهْسَيعودُ شملُ الأرضِ بَعدَ شَتاتِهاوتُخَضِّبُ الحنَّاءُكفَّ صَبيَّهْصوتُ القنابلِ لا يُخيفُ قلوبَنافالقلبُ صلدٌ والبِلادُ أبيَّهْوأتى رصاصُ الموتِ يحصدُ روحَنافمنَ الدِّماءِ قصـيدةٌ شِعريَّهأوقدتُ من كلِّ الأصابعِ شمعةًوهتفتُ في ميدانِنا " سِلميَّهْ "ماذا سأكتبُوالحروفُ جريحةٌوالشِّعرُ مثلَ عواصفٍ شِتويَّهْيا أيُّها الوطنِ المُسافرُ في دميأترى الفتاةَفقيدةَ العُذريَّهْ !وطني الذيقد خلَّدتهُ قصائدٌفي كلِّ بيتٍ ألفُ ألفِ قضيَّهْبيني وبينكَما تخطُّ أنامليعندَ الغيابِ بأحرُفٍ عربيَّهْكم حاصروا قلبيليكتُمَ نبضَهُوالنبضُيأبى أن يظلَّ ضَحِيَّهْالموتُ في القاموسِلا معنى لهُإلا رجوعُ عباءةِ الفطريَّهْهو أن أموتَلكي أعودَ كما أرىوتعودُ روحي للحياةِ نقيَّهْيا أيها الطفلُ الصغيرُودمعُهُ شقَّ الخدودَ بحنكةٍ مهديَّهْكفكفْ دموعَكَقد وُلِدتَ بدولةٍفيها تآخى الموتُبالحريَّهْ