الثلاثاء ١٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٧
بقلم
أغنية طفل وحيد
في وحدتي أجلسُ والليل يرعبني
أحدّثُ نفسي عن نفسيَ نفسي
يا نجمة الأملِ صمتي يعذبني
كم لي من الطولِ يا ساعة السهرِ
أفكر اليومَ بكل ما حولي
وكلُ ما حولي كعتمة الليلِ
يا موعد النوم ما زلتَ في الصوم
وغيريَ رقدوا
ألاعبُ القمر بالوني الحالم
وأفرشُ النجم قطاري الغائم
وأحصد السحب أمطار أحلامي
تسافر الطائرةْ فتشعلُ الدربَ
كأنها عينا صبي ياباني
أحصيتُ أغناما في المرج تجترُ
فزغللتْ عيني وابتدى النومُ
عجمان 2011
مشاركة منتدى
6 نيسان (أبريل) 2019, 20:46, بقلم قدس بن عبد الله
حلم
كانت تجلس على صخرة وهي منغمسة في تأمل الأمواج التي تبعت بعضها البعض للإعلان عن إنطلاق يوم جديد. كل موجة تمثل لها رحيل إلى وجهة أخرى. فاجأني ضحكها، على الرغم من شعورها بالوحدة إلا أنها كانت تنقلني إلى كوكب آخر يمثل تلك النفوس البريئة التي لا تهتم أبداً بما يدور حولها .كانت يدها الصغيرة ترفرف في كل مرة ترى فيها سفينة أو طيور النورس تقترب من المنارة القديمة. عكست حركات شعرها الطويل فرحتها في هذه اللحظات الأبدية. هدأت قليلا ، لم أكن أعرف ما جذبها من خلال النظر أمامها. كان الأفق الذي ظهر لها وكأنه لغز. إندمجت السماء مع البحر لتكوين تحفة فنية مبنية على جميع ظلال اللون الأزرق. الغيوم بأشكالها المختلفة كما تصورتها هذه الفتاة الصغيرة وانعكاس أشعة الشمس على سطح البحر ترمز إلى الجمال الإلهي. لا أحد يستطيع أن يكتشف السر العظيم لاهتمامها الكبير بالأصوات التي رافقت الأمواج وخاصة إيقاعها المتناغم. توجهت فجأة نحو الرمال ، وكان فستانها الأبيض الصغير يرقص مع الريح شبيها ببتلات رائعة لوردة. ركعت متحمسة لنحت الحبات الذهبية باحثة عن الأحجار،الأصداف والأعشاب البحرية. لا شيء يضاهي لحظة الهدوء التي جعلتني أشعر بها ، فكلنا لدينا القدرة على التخلص من العديد من متاعب الحياة بمجرد النظر إلى البحر ، فالروح تجد مصدر إلهامها وتصل إلى النقاء بفضل هذا المشهد الذي يدفعك للهروب بعيدا عن هذا العالم القاسي والحماقات التي يرتكبها الإنسان. هز حزن قلبي لبضع ثوان ، أتذكر طفولتي ، قريتي الصغيرة وعائلتي ، ولا سيما أسعد اللحظات التي عشتها. لكن بعض الجروح تبقى محفورة في الذاكرة. بالتأكيد ، أصعب شيء بالنسبة لي: التفجيرات في كل مكان ، خوف الأطفال وصراخهم ، دموع النساء ، صورة الجثث ، كل هذا لا يزال محفوراً في رأسي حتى الآن . هذه الصورة ، التي كانت رمادية اللون ، دمرت تماما جوهر الإنسانية. الحقيقة التي أزهقت كرامة الإنسان كان لها تأثير واحد فقط في الناس لتسبب شعورا بالمرارة وحالة من الذعر المستمر. كانت ازدواجية الموت والحياة أساس حياتهم اليومية ، لقد خلقت مقاومة وقوة شعب بأكمله تنبعان من إيمانهم بأن الأعمال الصغيرة هي التي ستؤدي إلى تغيير فعال في المستقبل.
فتحت عيني عندما سمعت ضوضاء ، كان الصيادون يقتربون من قاربهم الصغيرمنطلقين ليوم آخر من الصيد. من بينهم ، كان هناك رجل مسن يعد الشباك ،مرونة أصابعه سمحت له بالعمل بسهولة . على الرغم من التجاعيد التي ظهرت بوضوح على يديه والتعب الذي ميز ملامح وجهه ،إلا أن أسلوب عمله أظهر صبره وشغفه الكبير بالمهمة التي قام بها. دعتني ألحان جميلة صادرة عن هذا الرجل إلى ضرورة الإصغاء إليها . كان في تزامن تام مع الإيقاع البطيء للأمواج. إنتقل الصيادون الآخرون نحو البحر لدفع قاربهم ليعلنوا مغامرة جديدة متبعين آمالهم وتطلعاتهم. تذكرت الطفلة الصغيرة ، نظرت حولي ، لم أجد شيئاً ،لا هي ولا آثار نحتها. لم يكن سوى حلم جميل...
13 نيسان (أبريل) 2019, 19:40, بقلم قدس بن عبد الله
أرض الفرح
كانت محاطة بحلة من اللون الأخضر الذي كان يكسوالأرض، كبساط مطرزبإتقان، ومختالا يحتفل بفصل الربيع. رفعت يدها في إتجاه شجرة متفرعة الأغصان وقد إختارتها كي تحتمي بظلالها في يوم ربيعي حار.غمرتها نوبة فرح نابعة من نقاء قلبها ولكن شبيها بنقاء الزهورالبيضاء التي زينت الأشجار كفستان جميل. عم الفرح الأجواء لتنطلق في القفز يمنة و يسرة راكضة في إتجاه الفراشات المنتشرة في هذاالفضاء الرحب. لم تكن خائفة من النحل بل كانت في إنسجام تام مع كل ما يحيط بها. تارة ترقص وتارة أخرى تضحك مصدرة قهقهات بريئة تنم على صفاء قلوب الأطفال ثم ترتمي على العشب كإنسان عائد إلى موطنه بعد طول غيابه و قد إرتمى في حضن آمه من شدة شوقه لها. لم تكن أيضا تشعربالتعب،كانت تحدق في السماء و كأنها تبحث عن شئ جديد يثير فضولها،عادت تهز يدها فوق العشب وأشعة الشمس قد إنعكست على خصلات شعرها حتى لمحت جسما صغيرا يقفزإلى جانبها فأخذت تلاحقه مصرة على إمساكه لتجد أرنبا مذعورا قد إختبأ حذو أمه في مأمن من أي خطريمكن أن يداهمه. إبتسمت وجعلت تودعه في إطمئنان. عادت إلى جانب الشجرة العظيمة ،آنشدت كلمات غير مفهومة وجلست فوق الأرجوحة لتلعب قليلا و بدت تعلوبها .
13 نيسان (أبريل) 2019, 19:44, بقلم قدس بن عبد الله
الكتابة في الصغر كالنقش على الحجر
– هي تعود الأنامل الصغيرة على اللعب بالحروف و الكلمات مع الخوض في مغامرات الشخصيات و الرسم الخيالي للاحداث والصور.
– هي إنسجام بين عقل الطفل و الأبجدية قادر على خلق تراكيب جديدة و حكايا منسوجة من وحي ريشته المبتدئة لكنها تعادل الدرر.
.هي سلاسة المعنى و المبنى التي ينتهجها الطفل مضفيا بساطة على التعبير و الجمل
– هي ولادة الروح الإبداعية عنده منذ نشأته و تدريب على صقل موهبته الصغيرة لتنمي شخصيته و ترتقي به كفرد فاعل في محيطه و المجتمع.