أكمة الورد
قال الطبيب:
– وكيف كان ذلك الصوت؟
– ردت وردة بثقة:
– كان مثل العويل . مثل رجل بعيد يصرخ .
– هل سمعت ماذا كان يقول؟
– نعم .
– قال الطبيب وهو يبتسم ناظرا الى أم وردة :
– اذن قولي لي ماذا كان يقول .
– وقالت وردة :
– فينكوم .. فينكوم ؟
وترجمت أم وردة فورا للطبيب.
– انها تعني ـ أينكم .. أينكم ـ
لم يستطع الدكتور لومينوز أن يخفي استغرابه من دقة وردة في وصف الصوت ووثوقها وهدوئها. ورغم ذلك عاد يسألها من جديد:
– قولي لي يا وردة، هل يأتيك هذا الصوت وأنت نائمة أم حتى وأنت صاحية ؟
وعادت وردة تشرح من جديد وقد على وجهها بعض التوتر:
– قلت لك في النوم لا أسمع أصواتا. فقط يأتي ويريد أن يأكلني.
ضمتها أمها الى صدرها وبوادر دمع ينضح على محجريها وهي تقول :
– لن يمسك أحد بسوء يا حبيبتي.
دون الطبيب كلمات على ورقة أمامه وسأل وردة من جديد:
– وصوت ذلك الرجل متى تسمعينه ؟
– عندما أكون في الحديقة عند أكمة الورد ،أنا ألعب .
نقل الطبيب نظره من وردة الى أم وردة وعلى وجهه تساءل. أخبرته أن لهم حديقة وعلى طرفها الجنوبي توجد أكمة صغيرة مزروعة بشجيرات الورد يطلقون عليها أكمة الورد. دون الطبيب من جديد على ورقته، ثم نهض من على كرسيه وجعل يفحص الطفلة.
** ** **
مراكش في بداية الربيع تغري بالنزهة. الحدائق مترامية على مرمة البصر. وقامات النخيل الباسقة ترفع السعف بمحاذاة أسطح المنازل. الأسوار الحمراء الداكنة تتجلل رداء أخضر منقوش بأمواج الزهر الزاحف .
غادرت أم وردة وابنتها قهوة البهجة الأنيقة .أكلتا قليلا وشربت أم وردة قهوة سوداء قبل أن تبدأ رحلة العودة إلى أكزاد. بضواحي زاكورة . لا يوجد في أكزاد ولا حتى في زاكورة طبيب نفساني مختص بالأطفال. بعض المعارف نصحوها بالذهاب إلى مراكش .هذا النوع من الأطباء لا يوجد إلا في المدن الكبيرة.هكذا قالوا لها .لم تكن هي لتقرب الأطباء النفسانيين لولا هذا العويل والصراخ الذي بدأ يصيب بنتها منذ أكثر من عام.منذ أن اختفى أبوها قبل اثنتي عشر عاما.لم تجد صعوبة كبيرة في تربيتها .تركها في عامها الأول.خرج إلى عمله ذلك اليوم.ولم يعد .بحثت عنه في كل مكان.أقسام البوليس، المستشفيات، مستودعات الأموات.لا أثر .. الأرض كنها انشقت وابتلعته .هي لم تؤمن أبدا بموته .ظلت ولا زالت تنتظر اليوم الذي يفتح فيه باب الدار بمفتاحه الذي معه ويهل كعادته، بشوشا مفعما بالحيوية.
الطريق إلى أكزاد طويلة وصعبة . سيارة زوجها لا زالت تتحملها.غادرت أم وردة مراكش مع الظهر .انزوت الصغيرة بجانبها تغالب النوم فيغلبها.نامت معوجة الرأس .وعادت ذكريات زوجها الغائب تلعبها .
– ما رأيك .. هل أعجبك ..؟
هكذا قال لها وهو يطوف بها في كل أنحاء المنزل والحديقة المجاورة له.كان قد اشتراه وقرر الانتقال والإقامة فيه.
– رائع .. انه واسع والحديقة كبيرة .
قالت له وهي تتمسك بساعده .
الآن لم تعد تهتم كثيرا بالحديقة.انه كبيرة . شجيرات الورد تنمو بسرعة وبكثرة .تزحف وتغطي كل شيء .خاصة في الركن الجنوبي عند البئر القديمة .ساقية الماء المدفونة التي تمر من هناك وتنتهي في البئر ساعدت الورد على النمو. كثر وتشعب وأضفى على الركن رهبة ووحشة . أكمة الورد أضحت شبه مهجورة. لكن وردة صارت تلعب هناك أكثر من اللازم .لطالما حذرتها أمها .خاصة عندما جرت إليها فزعة وهي تبكي مذعورة ذلك اليوم من العام الماضي.
– ماما .. ماما ..
خرجت أم وردة عند الباب جارية :
– ماذا هناك..؟ ماذا جرى ؟
لم ترد وردة بكلمة .كانت تبكي وتشير إلى أكمة الورد.أنبتها أمها كثيرا ذلك اليوم ومنعتها من العودة إلى هناك.عندما هدأت في المساء عادت أمها تسألها :
– ماذا جرى هناك ؟
– رجل مدفون في البئر عند الأكمة .
– وما أدراك؟
– سمعته يصيح.انه هناك .
– رجل مدفون ويصيح، ما هذا الهراء يا وردة ؟
– لا أدري .. لا أدري .
وعادت أمها تسألها وقد علت وجهها مسحة جد:
– وماذا سمعته يقول ؟
– فينكوم ..فينكوم ؟؟
صمتت أم وردة ثم حذرت بنتها من العودة إلى أكمة الورد.ذهبت أم وردة إلىٍ الأكمة . أصاخت السمع كثيرا.لكنها لم تسمع شيئا .
كان المساء قد أقبل عندما وصلت أم وردة إلى أكزاد . نامت وردة أغلب الوقت خلال الرحلة .وحتى عندما تفيق كانت تبقى متوجسة وشبه خائفة. مرات عدة عادت تسأل أمها عن أبيها.ماذا عساها تقول لها أكثر مما قالته لها من قبل .خرج يوما ولم يعد.فعلت كل ما يمكن أن تفعله دون جدوى.لكنها لم تيأس.وحتى إذا كان قد اختطف كما تيقنت فيما بعد ، هل ترى وردة تفهم معنى لذلك .
لم يصف لها الطبيب دواء. قال لأم وردة أن تحاول منع ابنتها من الاقتراب من أكمة الورد لمدة شهر بعدها يراها من جديد.تتراءى أكزاد غير بعيد عن زاكورة . في بعض الأحيان تخالها تقترب منها كثيرا. ولا بد يوما من ملء تلك المساحات الفارغة التي تفصلهما .لولا تلك الأطلال الباقية لثكنات جيش المعمرين لكانت أكزاد قد اختلطت بزاكورة وصارت مدينة واحدة .أطلت أم وردة من على سطح منزلها .أصائل مارس تبدو صافية ونسائم عليلة تداعب وجهها . في البعيد تبدو الجبال العالية واضحة تماما . وفي الأسفل ، الوادي المنبسط على مرمى البصر . وأطلال الثكنات تلي أسوار لحديقة مباشرة.ظهرت وردة تجري في الحديقة . كانت تلاعب الكلب وهو ينبح من حين لآخر .ذهبت نحو أكمة الورد.ندهتها أمها من أعلى المنزل. وقفت في مكانها.نظرت نحو أمها ثم عادت مبتعدة .
نباح الكلب ازداد هذا العام.صار أكثر من ذي قبل .خاصة في أواخر الليالي . يقف كثيرا عند أكمة الورد ويزداد نباحه .
مرات عدة عادت أم وردة وابنتها إلى عيادة الدكتور لومينوز .كان يحاول أن يشجعها أن ابنتها سوف تبدأ في الاستجابة للعلاج. لكنه في قرارة نفسه كان يود أن يزور مكان إقامة وردة ، أن يزورأكمة الورد. في الزيارة الأخيرة قال فجأة لأم وردة:
– هل تقبلين أن أزورك في البيت ؟
تفاجأت المرأة، ولم تدر بماذا ترد. فاستطرد الطبيب قائلا :
– لعلاج أحسن أود أن أزور وردة في بيتها وأطلع على فضاءات لعبها .
لم تر أم وردة مانعا فردت مصطنعة تمالك نفسها:
– طبعا .. طبعا يا دكتور. أهلا بك في أي وقت .
ابتسم الطبيب قليلا ودون أسطرا في الورقة التي أمامه وقال بهدوء وهو يداعب خد وردة :
– جيد.. هل نحدد موعدا ؟
توتر داخلي يسري في جسد أم وردة .لا تدري ما سببه .إنها تقيم وحيدة مع ابنتها .صحيح أن والديها وأقارب زوجها يزورونها من حين لآخر .لكنها تقيم وحيدة مع ابنها .تنتظر عودة زوجها في أية لحظة . وانتبهت أنها لا بد أن تحدد موعدا للطبيب الذي ينتظر الجواب.وسألته :
– هل يناسبك يوم السبت ؟
– مناسب جدا.
حددت المكان والزمان .ستلتقيه في زاكورة . الطبيب يعرف زاكورة جيدا . وأكزاد ليست بالبعيدة.نهضت أم وردة ومدت يدها للطبيب مودعة:
– إلى اللقاء.
– إلى اللقاء .
ليتها لم تأذن للطبيب بالقدوم إلى أكزاد.لم تكن تدري أن هذه الزيارة من أجل صحة ابنتها ستجر عليها كل هذه المتاعب.لم يقم كثيرا في أكزاد. وصل في الصباح. لم يبق أكثر من ساعة.حتى الغذاء رفض البقاء لتناوله .كان متعجلا .دخل إلى غرفة البنت وألقى نظرة على كل شيء .سأل أم وردة إن كان للبيت دهليز أو قبو . لم يكن للبيت قبو أو دهليز. طلب الذهاب إلى أكمة الورد. رافقته أم وردة اليها .فحص شجيرات الورد وفتش عند منابتها كمن يبحث عن شيء.انبطح أرضا وألصق أذنه بالأرض وأطال التنصت .أزاح بعض شجيرات الورد عن طريقه ليفسح ممرا يمر منه.فصاحت به أم وردة :
– انتبه ، هماك بئر قديمة وساقية مدفونة .
صوت ماء يرتطم في الأسفل يصل إلى أذنيه.ثم خيل اليه أنه يسمع شيئا.كصياح بعيد.بعيد جدا .ونظر الى أم وردة في تساؤل :
– ماذا ؟هناك شيء ؟
قالت أم وردة .ورد الطبيب :
– لا أدري .. اقتربي واسمعي معي .
اقتربت أم وردة من الطبيب وصمتا لبرهة .عاد الصياح من جديد. انه شبه واضح .لكن بعيدا يأتي من الأسفل.نظرا الى بعضهنا البعض في دهشة وتساؤل وقال الطبيب :
– هل سمعت شيئا؟
قالت أم وردة في شبه شرود.
– نعم انه نفس الصوت الذي تحكي عنه وردة .
وعاد الطبيب يسأل :
– ماذا يعني الصياح ؟
ردت الأم :
– انه نفس الكلام. فينكوم .. فينكوم ..
رجعا الى الدار صامتين .لم يخبرا وردة بأي شيء.قالت الأم للطبيب أنها لم تسمع أبدا هذا الصياح .لكنها لم تقترب يوما بالقدر الكافي .هي أيضا كانت تخاف المجاري المهجورة . وكانت تحاول أن تمنع وردة من الذهاب إلى هناك .
طلب الدكتور لومينوز من أم وردة أن ترافقه إلى أقرب مركز للإسعاف.ذهبت معه إلى زاكورة.مركز زاكورة هو الأقرب .أكزاد لا يوجد فيها مركز للإسعاف .أخبر الطبيب المسؤول هناك عن الصياح وطلب منه القيام باللازم وودع أم وردة بعد أن حدد موعد زيارتها وابنتها للعيادة . ثم عاد إلى مراكش .
غادرت أم وردة بناية الإسعاف. السيارة في الشارع المقابل . عبرت الشارع دون أن تلحظهما . لم تنتبه إليهما إلا عندما همت بفتح باب السيارة. اقتربا منه وبادرها الأول :
– السيدة أم وردة ؟
– نعم .. من أنت ؟
– يجب أن تذهبي معنا إلى الكوميسارية .
وردت فزعة وهي تنظر حواليها :
– لماذا ؟ من أنتما ؟
– لا تخافي، نريد أن نلقي عليك بعض الأسئلة.
– يجب أن أذهب ، بنتي وحيدة ومريضة .
– نعرف ذلك ، لن تتأخري .
كان يلبسان سراويل جينز وأحدهما يدخن . ركبت وركب الأول بجانبها والثاني في الكرسي الخلفي .وانطلقت السيارة .
مرات عديدة تم استدعائها إلى الكوميسارية .الأسئلة نفسها .هل من أخبار عن زوجك.هل اتصل أحد يسأل عنه . أين تظنينه ذهب . لكن هذه المرة كانوا أكثر تركيزا حول الطبيب ومرض وردة .سألوا عن عنوان الطبيب ومن دلها عليه، ونوع مرض البنت والدواء المكتوب في الوصفة. وماذا فعل الطبيب عندما قدم إلى زيارة منزلها . ولماذا فعل ذلك ؟ أرهقتها الأسئلة .بدأت تبكي ثم بدأت تصرخ في هستيرية . وقعت على ورق مكتوب ثم تركوها تخرج. وعادت مسرعة إلى البيت .
من بعيد تراءى لها جمع صغير من الناس على مقربة من البيت .خفق قلبها بشدة . داست بقوة على البنزين فاندفعت السيارة بجنون على الطريق الشبه المترب .توقفت في فرملة حادة وتصاعد الغبار .خرجت واندفعت نحو باب منزلها وهي تصيح باسم بنتها :
– وردة .. وردة.
كان جمع آخر من الناس بالداخل في الحديقة .وبينهم شرطيان .تقدم أحدهم منها .حياها ثم قال :
– هذا البئر القديم خطير .كان يجب إصلاحه .
حملقت فيه بنظرات حادة ثم أشاحت بوجهها عنه وابتعدت تبحث عن بنتها. كانت بجوار الحائط ومعها الكلب .كان صامتا بجانبها . جرت إليها وضمتها في حضنها وهي تقول لها :
– لا تخافي حبيبتي .. أنا هنا .
وقالت وردة :
– ماما .. ماما ، انظري ، انظري .
ألقت أم وردة نظرة على أكمة الورد. لم يعد هناك ورد .اجتث بكامله وتم جمعه في كومة بجانب السور وفوق فوهة البئر القديم جثم مكعب إسمنتي تم بناؤه.أقفل فم البئر تماما .
كان الليل قد أسدل ستائره عندما غادر آخر المتجمهرين منزل أم وردة. وقفت على عتبة بابها تمسك بيد ابنتها وردة، ترقبهم يبتعدون في صمت.
لم يمر أكثر من شهر حتى بدأ بعض الغرباء يتوافدون على أكزاد .بعضهم يحمل آلات تصوير .صوروا بيتها من الخارج في حذر . وتناهى إليها أن زوجها ربما لا يزال حيا . وربما يعود قريبا .لم تصدق لكنها في قرارة نفسها كانت شبه متيقنة أنه سوف يهل عليها يوما ويفتح الباب بالمفتاح الذي معه كما كان يفعل دائما عندما يعود .
عادت إلى مراكش في الموعد نفسه الذي حدده الدكتور لومينوز .دقت جرس العيادة. انتظرت قليلا ثم أعادت دق الجرس من جديد .لم يجب أحد.أعادت دق الجرس بإصرار. لا أحد يجيب . فتح باب مقابل لباب العيادة .أطلت سيدة وسألت أم وردة:
– هل تسألين عن الطبيب ؟
– نعم .. لي موعد معه من أحل بنتي .
– لقد رحل .. ما اسمك ؟
نظرت أم وردة الى السيدة في استغراب وقالت :
– لماذا تسألين عن اسمي ؟
– لا تغضبي يا سيدة .لقد ترك الطبيب رسالة لسيدة تعالج ابنتها هنا .
وردت أم وردة في عجل :
– بنتي وردة هذه تعالج هي التي تعالج هنا وأنا أمها .
– هل أنتما من أكزاد ؟
– صحيح .. نحن من هناك ؟
دخلت السيدة إلى منزلها وعادت بعد برهة تحمل ظرفا أبيض ومدته لأم وردة.همت بفتحه لكنها تراجعت .ودعت السيدة وغادرت المبنى .
تناقلت أخبار وصلت اليها أن زوجها ربما يكون موجودا في سجن غير معروف. وبدأت الصحف تكتب عن مختفين آخرين. لطالما قالت لها وردة أن الورد عند أكمة الورد به رائحة العرق.مثل رائحة العرق الآدمي .تماما كرائحة إبط أمها .لم تعر ذلك كبير اهتمام. كما لم تعر كبير اهتمام للصياح البعيد الآتي من البئر القديمة عند أكمة الورد. لم تكن يوما أكثر تفاؤلا من اليوم .إنها شبه متأكدة أنه سيعود قريبا .تكاد تشتم رائحته. لم تستطع الانتظار حتى العودة إلى أكزاد .قصدت قهوة البهجة. دلفت وهي تمسك بيد ابنتها وردة .اختارت طاولة في الركن. طلبت قهوة سوداء لها وعصيرا مع حرشة لوردة .أخرجت الرسالة من جيب معطفها الداخلي.وقبل أن تفتحها لمحتهما من جديد .جالسين خلف طاولة مجاورة لها. يلبسان سراويل الجينز وأحدهما يدخن . أشاحت بوجهها عنهما متحاشية ابتسامة مقززة من أحدهما. فتحت الرسالة وبدأت تقرأ:
"" وردة ليست مجنونة . إن الصياح عند أكمة الورد هو صياح سجناء في سجن يقع بجوار منزلك . قرأت عن ذلك في الصحف وشاهدت برنامجا في التلفزيون. اشرحي لها ذلك وستشفى. لقد رحلت مضطرا .وداعا . د.لومينوز ""
أعادت قراءة الرسالة من جديد . نظرت من حولها . كانت سحب سوداء داكنة تعبر سماء مراكش الصافية .وفكرت أم وردة وقلبها يدق دقات متسارعة لهذه الخاطرة .أيكون عويل أكمة الورد لأبي وردة . أتمت شرب القهوة ونهضت.ونهضا الشخصان وراء الطاولة المجاورة.
مشاركة منتدى
16 شباط (فبراير) 2005, 04:47, بقلم ح.
اولا تحية ثقافية لللاخ عبد النور على هذا العمل واقول له بان زاكورة كما قال لا يوجد بها طبيب نفساني فهي تعج بالاطباء النفسانيين الذين يشفون غليلهم في خيرات البلاد " شرح الواضحات من المفضحات "
وشكرا مرة اخرى