أنامُ لأحلمَ...
وأَشْتَفُ مِنَ الواقعِ رواياتي الليليَّة
وأَسْرِقُ الأَحْلامَ الجميلةَ مِنَ الليل
وأَرْحَلُ وأَتْرُكُ ورائي باقاتَ الذكريّات
وأَسْرِقُ مِنْ السنونو أَحْلامَهُ
وأَصْعَدُ بها أَعالي الجبال
وأَحمِلُ غُصنَ زيتونٍ
أُعَلِقَهُ على شَجْرَةِ السِنديّان
في أَعلى التِلال .
أَنامُ وأَحْلَمُ...
بل أَتكَلَم كما يتَكَلَمُ مُلوكِ الجانّ
ويكونُ لي قصرٌ خياليٌ
وزمنٌ خاصٌ بي
ولا أَرتدِّي غَيرَ شعابِ البحر والمُرجان.
وأَطفو في أَمواجِ المحُيط
وأكشِفُ أَسرارَهُ
وأَحَفَظُ أَصْواتَهُ
وأَتَعَلمُ كيّفَ أَتَكَلَمُ في الخفاءِ
وأُرَتِلُ ترينمات خَريرِ الماء
وأَعشَقُ لَوْنَهُ الأَزْرق المُخْضَر
كَلَوْنِ حَجرِ ماءِ البحر.
وأبَدو كالحورية بِصفاءِها
وأُخِرجُ حَبّاتَ اللؤلؤِ مِنْ أَصْدافِها
وأَنْثُرُها على رَمْلِ الشواطئ.
وأَصْنَعُ بيتاً صَغيراً مِنْ شِعابِ البَحرِ
وأُزَينُهُ بالأَصْداف
ولا أَسْبِقُ الزمانَ في أَحْداثهِ .
بل أَتْركُ للحياةِ
حريَّةَ إختيّارِ المكان
لأحيا فيهِ.