الأحد ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٩
بقلم إسراء عبوشي

أي دور للمؤسسات التربوية في تنمية الإبداع؟

يعد الإبداع شبه عمليّة إنتاج تشهد كلّ لحظة من لحظاتها ولادة جوهرة ذات قيمة آنية، ليس ذلك فحسب بل تكمن الأهميّة في كون الإبداع ضرورة من ضروريات الحياة.

فهو أمر ضروري لتقدم وتطور المجتمعات، وورقة يمكن القول عنها رابحة لتحقيق مجموعة من التحولات فيه بمختلف مجالاته وتجلياته.

كما يعد الإبداع بمثابة القدرة على الإتيان بأمر جديد في أي مجال من مجالات العلوم أو الفنون أو الحياة بصفة عامة، كما يمكن وصف طرق التعامل مع الأمور المألوفة بطرق غير مألوفة على أنّها إبداع، ويدخل في نطاق ذلك دمج الأفكار والطرق القديمة بعد تمريرها على المخيلة للخروج بنتيجة جديدة، هذه الاشياء لا تحدث ولا يمكنها أن تنبلج صدفة بلا مؤثر، وبعبارة أوضح لا بد من مؤثرات (المؤثرات في مقالنا هذا نلخصها في مؤسسات الاسرة – المدرسة –جمعيات المجتمع المدني)

يبقى السؤال هنا، كيف تسهم هذه المؤسسات في تنمية الابداع داخل المجتمع ؟

مؤسسة الأسرة:

إذا كان رب البيت للدف ضاربا... فشيمة أهل البيت كلهم الرقص

لا جدال في كون التأثر بالوالدين والأسرة أمر واجب وجوباً، فالأسرة هي المنطلق والميدان الأول لتلقين أولى دروس الحياة، بمعنى أن الحس الذوقي للفرد أي فرد تبقى لأسرته نصيب أوفر في توجيهه وتشكيله،فالطفل يُمنح منها ما يُشبع فضوله الإبداعي، هذا من جهة.
وإما أنها - أي الأسرة - تربي الإبداع فيه عن طريق تشجيعها لكي يخصص لنفسه فترة للعب وتعلم كل ما من شأنه تهذيب الذوق والحس الابداعي عنده وفيه، وكذا اعطاؤه فرصة للحوار والتعبير عن أفكاره ومسايرتها في حدود المعقول والمتقبل من جهة ثانية.

مؤسسة المدرسة:

" الوسط المدرسي؛ حيث يسكن الإبداع، والعمل
بكل مكوناته التربوية لترسيخ معالم الحب والجمال،
من أجل إنسان ذكي مبدع وفنان".

إن الحديث عن المدرسة هو بالضرورة حديث عن فترة مهمة في حياة الطفل إلى ما بعد الطفولة، ففي مرحلة الطفولة الصغرى مثلا ينضج البعد الإبداعي لدى الطفل، حيث تعتمد على مجموعة من الأنشطة التربوية، الرسم، الصباغة، المعامل اليدوية وأنشطة أدب الطفل وتعويده على حصة الحكاية التي تعمل على إعمال الخيال.

هي خطوات أولى تزكيها مرحلة التمدرس في تنمية الذوق الإبداعي وتهذيب السلوك وذلك من خلال المقررات التربوية وكذا الوسائل والآليات التي يتم الاشتغال بها داخل الفصل كإدراج مواد التفتح والتشكيل والمسرح، الموسيقى، الرقص ضمن المنضومة التعليمية، ويقتضي هذا تكوين أساتذة ومعلمين (منشطين) ذوي الاختصاص أو الميول للمجال الفني. إضافة إلى انفتاح الطفل /التلميذ على أنشطة خارج الفصل تؤطرها المؤسسة وبالتالي خلق تلميذ دينامي، اجتماعي أخلاقي و إبداعي، وهذا هو الموجود في فطرة كل طفل إذا ما وجد من يكتشف فيه ويساعده على تطويره. فالعقل كما الإبداع أعدل قسمة بين الناس.

مؤسسات المجتمع المدني:

كما تعتبر مؤسسات المجتمع المدني معززا أساسيا لقدرات ومهارات الطفل التي اكتسبها مسبقا سواء في المدرسة أو الأسرة فتعمل على تطويرها وصقلها ضمن مجموعة من الأنشطة؛ الرياضية، الموسيقية، المسرحية، المسابقات الثقافية، خرجات ميدانية...
كما أنها تفتح بابا للتواصل مع الأخر والانفتاح عليه – أخذا وعطاء- فهي بذلك تنمي حس الإبداع وتخلق إنسانا إجتماعيا وفاعلا بالدرجة الأولى.

ومن هنا يمكن القول على أن الابداع كما البنيان الذي لا ولن يستقيم إلا بأعمدة متراصة داعمة للصعود نحو الأفق، الأعمدة هنا يمكن تسميتها بمؤسسات التنشئة الاجتماعية.

مجموعة من الطلبة الباحثين في التربية الجمالية وتدبير مهن الفن والثقافة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى