ارجعي
– ارجِعي؟
– لكني لم أعد أحبك، تبدّل كل شيء في، أنظر نحوك فيلفّني سؤال واحد فقط "كيف كنت قد أحببتك كل ذلك الحب؟!"، وأشعر وكأنني لا أعرِفك..
– لكنني أحبك
– أعلم أنه قد مسّك شيء من حُبّي الآن، بعد أن كففت أنا.
– ليس بالضرورة أن تُحِبّيني، دعيني أُحِبّك أنا، سأكون راضيٍ كل الرضا عن ذلك..
– سأظلمُك.. أُذيقُك من الكأس التي لطالما شربت منها لسنين، أتعلم؟
يُشبه الأمر أن يُحضر لك أحدهم لاتُحِبه قصر فتربت على كفّه وتضع قصرهُ جانِبًا، وأن يُفاجِئك آخر تُحِبّه بوردة من على الرّصيف فتقفز فرِحًا مُنتشيٍ، تشعر بأن الدنيا بما فيها قد حيزت لك..
– سأقدم لكِ كُل شيء أملكه.. أعِدك
– ستحاول بكل ما تملك أن تُبقيني، تستغفِرني وتسترضيني، وأستلذّ أنا بكونك تائه تهذي تجوب الطّرقات بحثًا عنّي.
– قبِلت.
– وأنا لم أقبل، وتعلم جيدًا أنني لن أقبل.
– انتهينا؟ لكنني لم أُخطيء
– ومن قال أنك أخطأت؟ لا نترك الناس خلفنا عادةً بالأخطاء بل بنفاذ الفُرص، استنفذت كل الفُرص المُمكنة، كُنت تُسيء كل مرّةٍ تدّعي الحُب فيها وكانت شِغاف قلبي مُعلّقة بِك، كنت أُصارِعني وأسألني مائة مرّة في الدقيقة الواحدة، ما الذي يمنحه؟
كيف..كيف يفعلها
كيف يقول ولا يستطيع أن يرفع منديل من على الأرض لأجلي؟
وعُلِّمت دون قصد
زارتني طفلة أعجبني طوق وردٍ تلُف به رأسها، فمنحتني إياه حُبًا..
وبقيت أنا أفقِدُك شيء فشيء..
– لكنني أريدك الآن وأُحِبُّكِ أكثر من أي وقت مضى!
– ستُحِبّني..
عندما أتوقف أنا عن حُبّك، ستقِف ببابي عُمرك كلّه وكأنه ضريح مُقدّس تطرق الباب وتعلم أن لا أحد سيجيبك..