الخطابة تعريفا ونجاحا وفشلا
تعد الخطابة وسيلة إعلامية ناجحة تمارس فن التأثير على المتلقي وتبرز مدى إتقان صاحبها لهذا الفن العريق.
وهي مهنة صحفية، منتشرة في ميادين كثيرة في عالم الإعلام والمؤسسات الثقافية الدينية والسياسية وغيرها.
محاور البحث:
1-تعريفا
2-تاريخ الخطاية
3-نجاحها وفشلها
4-ملخص البحث
1- تعريفا:
يعرفه الأستاذ محمد فيضي:
فن الخطابة:
الخطابة هي القابلية على صياغة الكلام بأسلوب يمكِّن الخطيب من التأثير على نفس المخاطب، وقد عرفها أرسطو بأنّها (قوة تتكلف الإقناع الممكن) وقال ابن رشد الخطابة هي: (قوة تتكلف الإقناع الممكن في كل واحد من الأشياء المفردة)، وقد عرفت أيضاً بأنّها (فن مشافهة الحضور للتأثير عليهم واستمالتهم). هناك تعريف آخر للخطابة وهو أنها نوع من الفنون النثرية فائدتها التأثير والإقناع بحضور الجمهور المتلقي.
هناك ثلاثة أمور يجب الاهتمام بها في الخطابة وهي: مواصفات المؤدي (الخطيب):
أن يمتلك الخطيب عمق وإدراك وفهم للحياة ومدى سبره لغورها وفهمه لأحوالها، والمواصفات الشكلية من حيث حسن النبرة وجهارة الصوت، وأن يكون حسن المظهر مواصفات الأداء (الإلقاء):
الاهتمام بالأداء والإلقاء المحكم والتقليل من الأمور المنفرة مثل السعال والتنحنح والتأتأة والتردد والتكرار الممل والحركات العشوائية وصياغة الكلام بأسلوب جامع لقواعد اللغة من نحو وبلاغة وشامل لأصول المعالجة المنطقية والعلمية للأمور.
مواصفات النص الملقى: يجب أن يكون النص سهل اللغة وعدم استخدام الكلمات العامية، وأن لا يكون النص طويل ولا قصير "خير الأمور أوسطها".
2- تاريخ الخطابة:
يعد فن الخطابة فنا إعلاميا مميزا، وجهدا عالميا جديرا بالتوقف نظرا لقوته الإقناعية الإنجازية.
يقول الأستاذ محمد فيضي عن تطورها تاريخيا:
الخطابة اليونانية:
يعود الفضل الأول في إرساء الخطابة واستنباط فنونها إلى اليونانيين قبل الميلاد ويعود اهتمام اليونانيين بالخطابة لارتباطها بطبيعة الحياة اليونانية التي غلبت عليها المجادلات الفلسفية والسياسية وشيوع حالة الحرية الفردية والتعبير عن الرأي، وقد كان لظهور مجموعة من المتكلمين الذين عُرفوا بالسفسطائيين لتميزهم بالقدرة على الخطابة المؤثرة والإلقاء المحكم الدور الكبير في تطور الخطابة اليونانية مما جعل الخطابة مهنة يسعى إليها من يريد البلوغ إلى المراتب العليا من طبقات المجتمع، ويُعد مؤلَّف الخطابة لأرسطو أول مؤلَّف جامع ومنظِّر لعلم الخطابة، وقد بلغت الخطابة ذروتها في العهد الروماني حيث برز خطباء مشهورون مثل: شيشرون وافتتحت العديد من المدارس الخاصة بتعليم الخطابة الخطابة .
في العصر الجاهلي:
كان لها حظ وافر عند العرب لتمتع اللغة العربية بالفصاحة والبيان التي مثلت الجانب الأهم فيما ورد من خطب ذلك العصر، ومن خطباء ذلك العصر: قس بن ساعدة الإيادي. خارجة بن سنان خطيب داحس والغبراء. خويلد بن عمرو الغطفاني خطيب يوم الفجار. أكثم بن صيفي. بطلوع فجر الإسلام على الجزيرة العربية نشطت الخطابة واشتدت الحاجة إليها لاحتياج الدين الجديد للتبليغ في نشر وإقناع الناس في دعمه ، كما كان للخطابة الأثر البالغ في جميع مراحل تطور الدعوة من استنفار الهمم للجهاد والدفاع عن الدين ضد الكائدين والمتربصين به وتبليغ أحكامه وتعاليمه للمسلمين، وأصبحت للخطابة في ظل الإسلام مواسم وأوقات كخطبتي العيدين وخطبة الجمعة.
ويعد أول خطيب في الإسلام هو سيدنا أبو بكر الصديق، حيث يعد أول من دعا للدين الحنيف، وذلك عندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين رجلاً ، ألح أبو بكر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الظهور فقال الرسول :( يا أبا بكر إنّا قليل ) فلم يزل يلح حتى ظهر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد ، وكل رجل معه ، وقام أبو بكر خطيباً ورسول الله جالس .
ثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين ، فضربوهم ضربا شديدا ، ووطئ أبو بكر ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة ، فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ، وأثّر على وجه أبي بكر حتى لا يعرف أنفه من وجهه ، وجاء بنو تيم تتعادى ، فأجلوا المشركين عن أبي بكر ، وحملوا أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه ولا يشكون في موته ، ورجعوا بيوتهم و قالوا :( والله لئن مات أبو بكـر لنقلتن عُتبة )000ورجعوا الى أبي بكر وأخذوا يكلمونـه حتى أجابهم فتكلم آخر النهار فقال :( ما فعـل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)فنالوه بألسنتهم وقاموا
أما اول سفير في الإسلام تناول أمر الخطابة كذلك فهو مصعب بن عمير.
الخطابة في العصر العباسي:
بلغت الخطابة أعلى ما يمكن أن يصل إليه علم من اهتمام ورعاية وإنتاج في العصر العباسي، حيث لم يكتفِ بما توفر من تجارب عند العرب بل ترجموا ما كان عند غيرهم من آداب الخطابة وفنونها إلى العربية، ومن الكتب المهمة التي ترجمت في هذا العصر كتاب الخطابة لأرسطو الذي ترجمه إسحاق بن حنين وعلق عليه الفارابي، وكان لظهور الفرق الكلامية خصوصاً المعتزلة أكبر الأثر في ازدياد رونق الخطابة الخطابة في العصر الحديث بالرغم من تطور وسائل الاتصال الجماهيري وتنوع أشكالها في العصر الحديث لم تفقد الخطابة رونقها بل ازدادت أهميةً لقدرة وسائل الاتصال الجديدة من أجهزة التلفاز والمذياع المرتبطة بالأقمار الصناعية من تعميم الخطاب على عدد هائل من سكان المعمورة، والخطابة اليوم خصوصاً الخطابة السياسية والدينية تُعد من أكثر أنواع الخطابة تأثيراً في الجماهير. أنواع الخطابة الخطبة الوعظية (الدينية). الخطبة الاحتفالية. الخطبة السياسية. الخطبة القضائية. الخطبة الاجتماعية. الخطبة الحربية.
أجزاء الخطبة المقدمة. العرض (السرد). المناقشات. الملاحظات الثانوية.
3-نجاحها وفشلها:
يقول الأستاذ إيهاب إبراهيم عن الخطابة:
لا تزال الخُطبة هي سوق الكلمة الأكبر؛ إذ يرتادها الجمهور الغفير، فكلما كانت الكلمات قويةً مُؤثِّرة أقبل الجمهور عليها، وكان لها أعظمُ الأثر، ولقد تغيَّرت أحوالُ كثير من العباد - بل والبلاد - بكلمة ألقاها صادقٌ يبتغي بها وَجْهَ الله. .
ويقول:
إننا بحاجة إلى ذلك الخطيب الواسع الاطلاعِ، الموثَّق الكلام، بعيدًا عن الشاذ والضَّعيف من القول والأحاديث، سهل العبارة، خبير بما يصلح الناس، ويُحدثهم بما يعرفون، بعيدًا عن التقعُّر والأقوال الشاذة، ففي الأثر عن علي - رضي الله عنه - قال: "حدثوا الناس بما يعرفون؛ أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله؟"، ويراعي مستواهم التعليمي في الغالب، فلا يُحدثهم بما لا يفهمون؛ قال ابن مسعود: "ما أنت محدثٌ قومًا حديثًا لا تبلغه عقولُهم، إلا كان لبعضهم فتنة".
نحتاج إلى الخطيب الذي لا يُخالف عمله قوله؛ حتى يكون مقبولَ النُّصح عند الناس، فإنَّ الناس لا يقتنعون بقولٍ يُكذِّبه عملُ صاحبه؛ قال -تعالى- عن شعيب: ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ ﴾ [هود: 89]، لا يتحقق فيه قول الله -تعالى-: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [البقرة: 45].
نحتاج إلى الخطيب المفوَّه الذي يُحسِن استخدامَ الألفاظ والعبارات الرقيقة، وهي في الوقت نفسه تجذب الانتباه؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: ((إنَّ من البيان لسحرًا، أو إنَّ بعض البيان لسحر))؛ أخرجه أبو داود في السنن وصححه الألباني، بعيدًا عن تكلُّف السجع وشغل الناس به عن مضمون الخطبة، يُحدثهم بما يألفون من الألفاظ، بحيث يكون إيصال المعنى جليًّا هو مقصده، يجمع بين الترهيب والترغيب؛ فإن النفوس ترجو وتخشى.
ويَجب أن يهتم الخطيب بنظافته ومظهره وهندامه؛ فإنَّ ذلك له وقع وتقدير عند الناس، كما أنه يدعو إلى الطهارة، وديننا دين النظافة والطهارة، والنفوس تنفر من المظهر القبيح، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: ((من جاء الجُمُعَة، فليغتسل))؛ رواه البخاري، وقد بوب البخاري - رحمه الله - باب يلبس أحسن ما يَجد، وفي الحديث الذي رواه أبو داود: ((ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليومِ الجُمُعة سوى ثوب مهنته))؛ صححه الألباني.
تعد تلك العناصر هامة جدا لنجاح الخطاب تلك التي سندرجها مقتبسة بتصرف، ولكن ، للأسف مدرسيا واكاديميا، مازال هناك من يغفل عمن يمسك بورقته وينقل منها خطابه، وفي هذا تشتيت لقدراته، وقلة مهارة في مواجهة الجمهور براينا، فهي ليست نصا حرفيا يقال، بقدر ماهي فكرة هامة تقدم بعفوية وإقناع..فكيف ستقنع الطرف الىخر بفنسك وفكرك، وانت لاتملك من العفوية والمباشرة والمقدرة على الخطاب الحر شيئ؟
يشكل التحدث أمام الناس أحياناً خوفاً وارتباكاً عند الخطباء، لكن مهما اختلف نوع الخطاب – من محاضرة أو عرضٍ لمخططٍ ما أو التحدث في اجتماع - عليك كمتحدث التقيد بهذه الأمور:
1- تحضّر وتمرّن:
يتقلّص الخوف من التحدث أمام الناس كلما ازداد التحضير للأمر، إذ عليك أن تتمرن أكثر من مرة على خطابك، مما يرفع من مستوى ثقتك بنفسك.
2- لا تحفظ:
التحضير لا يعني حِفظ النص الذي ستلقيه أو عرض الـ"باور بوينت" (Power Point) الذي ستقدّمه، بل يكون خطابك ناجحاً إذا حفظتَ رؤوس الأقلام وأهم أقسام ومحطات كلامك، أي إذا قسّمتَ خطابك إلى أقسامٍ منطقية.
3- إعرف موضوعك جيّداً:
لا يجوز أن تلقي خطاباً أو تقدّم عرضاً مهنياً ولا تكون عالماً بمختلف نواحي الموضوع الذي تطرحه. أحِط نفسك بثقافةٍ شاملة عنه وعن فرعياته. إجعل كلامك غنياً بالتعابير والمفردات المهنية وبالبراهين الأكيدة التي تُظهرك في موقع العارِف والمُقنِع أمام الجمهور، واعرض أمثلة من التاريخ إذا أمكن، الأمر الذي يشير إلى ثقافةٍ واسعة لديك.
4- إرتدِ زيّاً مهنياً مناسباً:
تَرفعُ رؤية الجمهور لأناقتك من استعداده للإصغاء إليك، بما أنه يشعر أنك تقدّر حضوره وتعطي أهمية وجدية لعرضك. للنساء: عليكنّ ارتداء ملابس أنيقة لائقة بمكان العمل أو العرض، انتعِلْنَ الكعب العالي ولا تبالغْنَ بالتبرج. للرجال: ارتدوا بذلة أو قميصاً وبنطالاً من دون سترة، شرط أن يكون القميص أنيقاً ومخصّصاً لمناسبات مهنية كهذه، وطبعاً عليك أن تقوم بحلاقة ذقنك في اليوم نفسه.
5- تعرّف على المكان:
توجّه باكراً إلى المكان الذي ستلقي خطابَك فيه وتعرّف على المسرح أو المنصة، كما تأكد من أن أجهزة العرض متوفرة وتعمل بشكلٍ سليم، لمنع أي عطل تقني قد يحصل خلال عرضك.
6- تعرّف على جمهورك:
من المهم أن تعرف إلى من تتوجه، فانتبه إلى ماهية الجمهور وتذكّر أنه حضر لأنه مهتمٌّ لسماع ومشاهدة ما ستعرضه. لا تخيّب أمله بالحديث عن أمورٍ لا تهمّه. تعرّف على هدفه من المجيء، وتعرّف عليه عامّةً (جمهور متخصص، جمهور يافع، طلاب، مسنّون، جمهور نسائي...)، كما يمكنك أن تصافح أول الحاضرين وتتأهل بهم.
7- تواصل مع جمهورك:
حاول إشراك جمهورك في خطابك كي لا تظلّ بعيداً عنه، وذلك عبر طرح الأسئلة الإفتراضية التي تدفعه للإجابة عقلياً ولمتابعة خطابك، وعبر استعمال عباراتٍ تشمله مثل: "من هنا، يجب علينا..."، أو "هذا ما يجب أن نقوم به..."، أو "هذه المسألة تعنيكم مباشرةً".
8- ركّز على لغة الجسد:
تؤثّر لغة جسدك جدّاً على حالتك النفسية خلال عرضك، فالجمهور يلاحظ مباشرةً إذا كنتَ متوتراً. قِف بشكلٍ مستقيم، خُذ أنفاساً عميقة، إبتسم وانظر إلى أعين الناس. في حال وجود "بوديوم" لا تتسمّر وراءه، بل تحرّك حوله وامشِ بعيداً عنه قليلاً، وأشِر بيدَيك إلى الشاشة – في حال توفّرها.
9- إمزح وكُن خفيف الدم:
لا عيب أبداً إن أضحكتَ جمهورك بنكتةٍ سريعة، أو بقصّة طريفة، فبذلك تتقارب منه ويصبح هو مشدوداً إليك أكثر. لكن لا تُكثِر من الأمر، فذلك يؤدي للإستخفاف بك وسيصبح خطابك مبتذلاً. تذكّر: أنت لست كوميدياً.
10- لا تُطِل بالحديث:
ركّز حديثك على الموضوع المطروح، فلجمهورك وقتٌ ثمين. لا تُكثر من الحديث عن أمورٍ لا تتعلق فعلاً بعرضك أو بموضوع خطابك. إجعل عرضَك شاملاً لنواحي الموضوع من دون الدخول في تفاصيل غير مهمة.
4- ملخص البحث:
يقول الدكتور: أحمد توفيق حجازي:
إن أمر الخطابة ليس بالأمر السهل، فلها تأثير قوي على المتلقي، هي طريقة للدخول إلى عقل الإنسان والتأثير عليه، باللغة وكافة أشكال التعبير، إنه فن الإيحاء، ولعلها تستغل طاهرة القطيع أو الجمهرة، والتي تعتمد على المحاكاة والتقليد الغريزي للآخرين.
أنت أعرف بقدراتك، كن صريحا عفويا ومقنعا مع من تخاطب..بحشد أفكارك بمعالجتها جيدا قبل صدورها.. واختصرها ولا تقرأ من مخلصك الورقي ،لاتكن متكلفا، جرب وحدك كيف تخاطب الجمهور قبل مواجهته، تابع غيرك، شاهد على اليتويب تجارب غيرك كانت ناجحة
حضر جيدا مادتك وحدد نقاطها الرئيسية، لان الإعلام اليوم يعتمدعلى المقدرة الشخصية الفائقة في إقناع الآخر، كن متنوعا في أسلوبك.. كن طريفا في الوقت املناسب عندما يبدأ بالجمود بالهدوء والملل.
يقول ديل كارنينجي في كتابه: فن الخطابة:
هناك شيء أكيد علينا مراعاته: إن الطريقة المقبولة لتعلم السباحة، هي الغوص في الماء.
لقد مر وقت على قراءتك الكتاب، لم لاتضعه جانبا الآن وتمارس شيئا علميا.
إختر موضوعا لديك معرفة سابقة به، وأنشئ خطابا حوله مدته ثلاث دقائق ثم تدرب على الخطاب عدة مرات ثم قم بإلقائه أمام مجموعة من أصدقائك، وضع كل جهدك أثناء قيامك بذلك.
من هنا يبدأ مسار النجاح...
خطاب مختصر كعينة:
محاضرة لأول مرة:
كيف بدأت طريقي في الخطاب:
أخذني عالم الرقميات بكل غثه وثمينه...لرغبة الاطلاع..وعرفني من خلاله على بحاثة دعموا مسيرتي الثقافية...
تعلمت منهم كيف أكتب بحثا منهجيا...ومضت سنوات وأنا أحضر لأول كتاب بحثي في حياتي... استغرق مني تبادلات في البريد الالكتروني وقتا طويلا مع بحاثة وأسئلة و قراءة كتب تنوف عن ستين كتابان وعندما طبع أخيرا..
عرفت ثقل وزن الباحث عنه من الأديب البسيط..ليأتني سؤال هام: أي الأنماط تريدين أن تتخصصي فيها؟
جاء ردي بعفوية: الرواية والبحث...
غامرت بتسجيل محاضرتي الأولى بعد وقت وكانت: الموهبة الكاذبة...
كانت تجذبني المصطلحات فاعمل على تسجيلها والعمل على تفكيكها وتحليلها...
عندما أنهيت العمل بإحداها، حاولت التدرب مع أولادي، أن ألقي عليهم.. نصي..أعالجه أهذبه...أجرب من جديد بلا ملل..وهم يقولون:
– كرري بلا أوراق..اسمعي لسلمان العودة..لطارق سويدان ودروسه، ولأحمد الشقيري...
وجدتني أقوى فعلا..غيرت النص..عدلت كثيرا..كررت حتى أشبعت النص تعديلا...
حضرت الخلفية البرمجية في المركز الثقافي ، عبر برنامج الشرائح التفاعلية،لاستعرض الأفكار الأساسية فقط من خلال اللوحة المضيئة...
بعد أن أنهيت محاضرتي...اكتشفت نسياني لبعض أوراق مهمة تحوي اختبارا منهجيا كتطبيق عملي للمحاضرة، لم أتوقف، وقمت بطرح مافيه على الجمهور، وتركت كل ينعم بنتيجته وحده وكان هذا هو الأفضل فعلا.
شجعني حينها همسا رقيقا إيجابيا من أولادي ، وكثيرا من الجمهور شدوا من أزري..فعرفت أنه ليس هناك من عمل كامل..لكن هناك كثير من العمل الناجح.
عزمت على إكمال الدرب..وهدف يكبر ويكبر..