السبت ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٥
بقلم أحمد مطر

الراحلة

هذا ما ألِفْنا طُولَ رحْلتنا الَمديدَهْ

لا تأسَفي لنفُوقِ راحِلةٍ هَوَتْ

من ثقْل جُملَتنا المفيدهْ !

فَعَلي الطريق سَنصطفي أُخرى جَديدهْ

وإذا وَهَتْ كُلُّ الجمِالِ

عَن احتمالِكِ واحتمالي

فَلْيكُنْ

قدمي أحَدُّ منَ الَحديد

وخُطوتي أبداً وطيدهْ!

لا.. ما تَعبتُ

وَلو ظَلَلْتُ أسيرُ عُمْريَ كُلّهُ

فَوقَ اللّظي

سَيَظلُّ يَفعَمُني الرّضا

ما دُمتِ طاهرة حميدهْ

ماذا أريدُ وأنتِ عندي؟

يا ابنتي

لو قدموا الدّنيا وما فيها

مُقابلَ شعْرهٍ من مَفرِقيكِ

لقُلتُ : دُنياكمْ زَهيدهْ !

وطنٌ أَنا

بينَ المنافي أحتويك مشرداً

كي لاتظلّي في البلاد معي شريدهْ

وأنا بنُوركِ يا ابنتي

أنشأتُ مِن منفايَ أوطاناً

لأوطاني الطّريدَهْ

لكنّها بُهرَتْ بأنوار السطوعِ

فآنَسَتْ لعمي الخُضوعِ

وَمَرغتْ أعطافَها بالكيْد

حتي أصبحتْ وهيَ المكيدهْ !

ماهمَّني ؟!

كُلُّ الحُتوف سلامة

كُلُّ الشقاءِ سعادةُ

ما دُمتِ حتّي اليَوم سالمةً سَعيَدهْ

لاقَصْدَ لي في العَيْشِ

إلاّ أن تعيشي أنتِ

أيتُها القصيدهْ !

هَيّا بنا..

لُفّي ذِراعَكِ حَوْل نحْري

والبُدي في دِفءِ صَدْري

كي نَعودَ إلي المَسيرِ

فإنَّ غايتنا بَعيَدهْ

وَدَعي التّلفّت للوَراءِ

فقد هَوي عَما هًَوَتْ

وصف الفقيدة

هِيَ لم تَذُقْ مَعني المَنيَّةِ حُرةً

مَعَنا

ولا عاشَتْ شَهيدَه

لاتَحزني يوماً عَلَيْها

واحزني دوماً لَها

لَمْ نُنْفَ عَنها.. إنّما

نُفِيَتْ، لِقِلّةِ حَظّها، عَنّا الجَريدَه!


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى