السخریة في شعر محمد الجواهري
– كاتب المقالة:عبدالکریم البوغبیش ،طالب دکتوراة بجامعة آزادالاسلامیةفرع علوم وتحقیقات طهران
– الاستاذ المشرف:الدکتور حامد صدقی
– الاستاذالمساعد:الدکتورسید أمیرمحمود أنوار
مقدمة:
یدورموضوع هذه المقالةحول السّخریة فی شعر الشاعر الکبیر محمد مهدی الجواهري، تحدثت فی البدایة عن السخریة والاسباب الّتي تجعل الشاعر أوالادیب ان یتخذ هذا الاسلوب أي الاسلوب الساخر،فلکل شاعر اوکاتب طریقته لبیان الاوضاع الغیرمرضیة،لربما تجنباًمن الاذی أومن حیث تلّقي المستمع ،فهی قدتکون اکثروقعاً فی قلوب الناس.وبعدذلک دخلت فی صلب الموضوع وهو القصائدالساخرة لدی شاعرنا الکبیر الجواهري،للجواهری قصائد کثیرة سخربها من العدید من کبار الفئةالحاکمة الی جمهور الناس العادین،وهو بسخریته لا یریدالاضحاک بل التوعیة لما یحدث فی بلاده ،وقد اوردنا بعض قصائده الساخرةکـ(طرطرا،تنویمةالجیاع،ماتشاؤون،أطبق دجی وکم ببغدادالاعیب).
1-السخریة وبواعثها:
في كل فترة و زمان ، نجد جماعة من الناس يشتهرون بالظرافة و الفكاهة و الاريحيّة ، و يحاولون أن يجعلوا من هذه الفنون تسلية للأخرين دون أن يبحث أحد في غايات أو بواعث هذا العمل .
لهذا يجب علي كل من يريد أن يتعمَّق في هذا المجال أو يكتب بحثاً علمياً عن البواعث للجوء إلي هذا الأسلوب من البيان ،أن يجدَ جواباً لبعض الأسئلة، مثل:هل الغاية فردية أم جماعية؟ أو هل الغاية في كتابة هذه النصوص سياسية أم اجتماعيّة أو لها أسباب أخري؟ فعلينا أن نبدأ خطوة خطوة من البداية ،فنقول: السخرية لونٌ من الهجاء و لكن بفارق ، و هو أن للهجاء لساناً حادّاً و مرّاً و نحن لا نجد الصراحة الموجودة في السخرية كما نجدها في الهجاء ، و من جهة أخري ،الغاية في السخرية هي الاستهزاء من شخص في حالة جَعْلِ الشخص اضحوكة للآخرين مع الاستحقار.
و من ناحية أخري ، السخرية ليست لفظة تعادل لفظة الفكاهة و إن كان قاسم مشترك بين هاتين الفظتين و هو الإضحاك ، و لكن يوجد فرق هام بينهما و هو: الغاية في الفكاهة هي الإضحاك لاجل الضحك فقط، و لكن الاديب الساخر يهدف في وصفه الناس و الأحداث إلي استدرار الضحك و قد يكون له من وراء ذلك فلسفة ، هي محصّل مزاجه الخاص أو تجربته في الحياة،كأن يري تقاليد المجتمع ما لا فائدة تحته، أو يري في المثل الخُلقيه رياءً و اصطناعاً ينبغي تدميره، من خلال السخرية. إذاً السخرية وسيلة لأجل الوصل للغاية و ليست هي بغاية.
و يهدف الأديب الساخر من خلال كلامه شخصاً خاصاً أو جماعة إو شعباً أو قوماً . و أحياناً يسخر الكاتب من بطله في كتاباته و يقصد من وراء ذلك أشخاصاً دون الذين يوجدون في كتاباته و من المحتمل إن يسخر من نفسه لأجل الوصول للغاية .
« يجب أن يكون الانسان شريفاً حتي يضحك من نفسه لأن الانسان دائماً اما يضحك من صديقه أو من جاره أو من الشخص الذي تثقل عليه رؤيته أو يضيق به قلبه»[1].
النقّاد الغربيون يقسمون السخرية إلي قسمين:
1- السخرية المباشرة أو الرسمية التي تعادل لفظة (Formal) وهي أيضاً تنقسم إلي طريقتين :
أ: الطريقةالاولي هي طريقةالأديب الساخرالروماني،هوراسيوس[2]
(65-8.ق م) التي تعرف بالسخرية الهوراسية ((X-Horationn satire و هي أقل حدّة ومرارة و أكثر تهذيباً و أدباً من الطريقه الثانية . في هذه الطريقة يبالغ الأديب في تصوير الرذائل من أجل إيقاظ الضمير البشري النائم .
علي الأديب الساخر أن يتسّم بصفحات ٍ منها : الذكاء و الخلاّقيه و القدرة علي أن يسخر من نفسه- بعض الاحيان –لو تطلَّبت الظروف .
ب: الطريقة الثانية هي السخرية الجوفينالية(JuveallianSatire ) المنسوبة للأديب جوفينالين (60-140.م) و هي أسلوب لاذع ،مُرّ و حادّ ، يحاول الأديب الساخر إظهار الحقائق بأسلوب ساخر،ليمنع الانسان من فعل الرذائل .[3]
إذاً ففي السخرية المباشرة يتكلّم القائل أو الشاعر مع قارئه مباشرة من غير لفٍّ و دوران ، و من المحتمل –كما أوردنا – أن يتخذنا القائل لساناً لينّاً لكي لا يجرح مشاعر الآخرين أو ينتقد و يسخر من نفسه، أو يتكلّم دون رحمة و شفقة و أية ملاحظة و يسخر من الآخرين و يسبب لهم الألم و يحقّرهم.
2- السخرية الغير مباشرة أو الغير رسمية التي تعادل لفظة (informal) و تعرف بالسخرية المنيبية (MeniPean Satire . ) المنسوبة إلي الفيلسوف اليوناني «مينوبروس» . و في هذه الطريقة ، يسخر الكاتب أو الشاعر من أبطال كتاباته أو من نفسه أو عقائده، و قد نري الكاتب من خلال تحليله و علي طريقة النقل، يسخر من أطرافه و ما يجري حوله. [4]
إضافة إلي هاتين الطريقتين توجد طريقة ثالثة تُعرف ب »الأضحوكة» (Black humor) و هي تبيّن جانباً مأساوياً مضحكاً من الحياة . استخدم العبثيون هذا الاسلوب كثيراً في أعمالهم ، مثل : صموئيل بيكيت[5] (1906-1989)، إدوارد آلبي (1928م) غونتراغراس (1927م )
و لو أردنا أن نذكر أهم البواعث للجوء إلي هذه الطريقة من البيان لكانت علي الترتيب التالي :
1- قد يكون الاسلوب الساخر إنتقاماً لما يتلقّاه الشاعر من الإهانات و المذّلات «فالسخرية تترجم حاجة روحية: المجتمع يستحق الشاعر بلامبالاته و إنكاره، فيسحقه الشاعر بأن يسخر منه و يحتقره»[6]
2- يجعل بعض الشعراء السخرية من الآخرين و الاشياء و الظروف ،سلاحاً حادّاً لحصوله علي حقوقه المستلبة – علي الأقل علي حدِّ ظن الشاعر – كما هو عند الكثير من الشعراء ، مثل:بشار بن برد و الحطئية و …
3-يري البعض من الادباء السخرية طريقة مناسبة لتنبيه الظالمين و الاشرار و المتعجرفين دون أن يخاطروا بأنفسهم مباشرة.
4- و قد يتخذ الشاعر السخرية أسلوباً لتعويض ما يفتقده من الجمال الظاهري أو الفقر المادي أو المكانة الاجتماعية و …
لهذه الأسباب تكون السخرية أكثر إفصاحاً من الأساليب الأخر، و نجد الكلام الساخر ينافس الكتاب و الإعلان و الخطاب و يتفوّق عليهم جميعاً في تبيان سيئات المجتمع في المجال السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي …
و إن السخرية ليست للمتعة فقط ، صحيح أن الشعر و الأدب الساخر يسبب لك الضحك و يجعلك تقهقه، و لكن هذه القهقة تمتزج بالتفكير و الامعان ، إذاً نستطيع القول بأن السخرية هي أمثولات و عِبر و مواقف و آراء جديرة بالنظر و التأمل.
2-السخرية في شعر الجواهري:
«يتمتع الجواهري بشهرة جاهرة، امتدت إلي أرجاء الوطن العربي . و هو شاعر مكثر مجيد في أكثر شعره ، و شهرته باتت حديث السامرين في منتد ياتهم…»[7] و هو في الحقيقة حلقة وصل تربط بين الشعر العربي الكلاسيكي و الشعر الكلاسيكي المعاصر، فهو في الواقع «ينتمي في نهجه الشعري إلي مدرسة عريقة في الشعر العربي عَرْضُها العصور العربية منذ امريء القيس حتي الجواهري ، و هي الكلاسيكية القائمة علي التقليد في الطرح الشعري و الفنون الشعرية و أساليب الكتابة، كما تقوم علي متانة التركيب اللغوي الذي يصل في بعض مناحيه إلي الإغراب و التقعر و اعتماد الفصاحة و البلاغة في أكمل الوجوه و الطرق ،في إطار من الغنائية والخواطر الحكمية التعليمية… ».[8]
«والجواهري في شعره رجل الثورة الذي التزم قضية العشب والوطن، و انتصب مناضلاً في سبيلها ،يهاجم المسؤولين في صراحة جريئة وعنيفة ». [9] ثم يمزجه بألوان السخرية حتي تصبح قصيدة رنّانة تجري علي ألسن الجميع و تتسع إليها وكأنها قصيدة للمتنبي قالها في هذه الأيام ،فيقول الجواهري:
كـــم ببغـــدادَ ألا عيـــبُ و أســــاطـــيرُ أعـــاجيبو أســـاطـــين إذا امتحنوا فمهـــازيــــل منـــاخيـبُو «تهاويل» يُــدان لهــــا طَوْعَ مــا تُـــومي حواجيبسُــررً مـــن فــــوقها بَقَر في خناهایعبق الطیبقُـــدَّ سُحت مـــن غبــاغِبهِ و غَـــذَاها الإثـــمُ والحوبُكــذب التــاريخُ لا عَرَب إنهـــم- لابـــدَّ - تعــريبأو فــأعــــراف و أنعِمة و مـــــروءات أكـــاذيـــــبُخَـــزيَتْ بغـــدادُ مــن بلدٍ كــلُّ شـــيءٍ فيـــه مقلـوبفَلَـــقٌ الإصبــــاح غــِريبُ و نعيـــقُ البـــوم تشبـــيبو بيــوت الفِســـق عــامرة و عــرينُ الليـــث منهــوب...عاتَ رجس في محارمها و تــولّي رَعْيَهـــا ذيـــــبضـــلَّ واستــخذّي لـه نَقَد بــالحُطام الــدون مسحوب* * *كــم ببغــــدادَ ألاعيـــب و أضـــاحيــــك أخـــاشيبُو عضـــاريـــط …مَرازبة و يـــرابيـــع... يعـــاسيـبكـــل مَنـــحوسٍ ومشِفَرِهُ بيـــد الأطمـــاع مثقـــــــوبو دُمــــيً للأجنـبيِّ بها خَبَـــت حُلــــو و تقـــــريبشُــدَّ خيــط في مخاصرها فهـــو للترفيــــه مجـــــذوب...و«دســاتير» مُمَخــرقَة عشَّشّـــتْ فيهــا العنـــاكيبو سيـــاســـات ملفَّفــــة و زعــــامــــات أســاليبدون أجنادٍ... كما خَليت مــن زنـــاديــــقٍ محاريب[10]
المعروف عن الجواهري «أنه متنبي عصره » و عند ما نقرأ هذه القصيدة قد يتحقّق لنا الأمر ، فهي تذكّرنا بقصيدتي المتنبي الشهیرتين الّلتين يقول فيهما:
و ماذا بمِصْرمن المضحكاتِ و لكنــــهُ ضــــحك كالبكـا
و الثانية داليته الشهيرة التي قد أخذ الجواهري الشكل و المفردات منها:
عيـــد بـأية حالٍ عُدت يا عيدُ بمـــا مضي أم بأمرٍ فيك تجديد[11]
فالجواهري في هذه القصيدة يصوّر لنا لوعته و حقده علي مدينه بغداد و من يقطن فيها. فالشاعر يُكثر من إعطاء الصور الكاريكاتورية للقاريء، و ان كانت هذه الصور لا تحفل بالخيال واغلبها صور حسيّة. من هذه الصورة ،أن تنشقّ غباغب مملوءة بالحرام و الإثم أوجعل التاريخ رجلاً كذّّاباً مخادعاً و … .
فبغداد مدينةٌ، كلّ شيءٍ فيها مقلوبٌ : الصباحُ عندها مظلمٌ و صوتُ البوم نغمةُ الحب و بيوت الدعارة فيها كثيرة وعامرة ، و بيت الشرف منهدمة و… و رجالها مثل الدمي لعبة في أيدي الأجانب تأخذبهم حيث تشاء.
و اما «الوزارات» فتطالب بجميع الأشياء ، و الدستور ممخرق و متروك لا يعمل به في زاوية حتي عششت عليه وفيه العناكب و السياسة و الساسة كلهم مزيّفون و… .
وعلي طريقة المتنبي و لكن باسلوب عصري يسخر الجواهري برسم صورٍ كاريكاتوريةٍ مكثّفة حتي يستنفد جميع ما في نفسه من احتقار و حقد لهولاء الذين قد جعلوا بغداد علي هذه الصورة البشعة.
و من القصائد التي تلوّنت بلون ساخر ، قصيدة تعرف بـ«طرطرا» ،وهي تَجِدُ و تحسّ السخرية في شكلها ومضمونها ، و في كل مفردة من مفرادتها المستخدمة في القصيدة و «هي علي النمط الساخر و الوزن من القصيدة الدبدبية المشهورة التي قيلت في العهد العباسي و مطلعها:
أي دَبْـــدَبــَي تـــدبـــدبي أنـــا علـــي «المغـــــربي»[12]
وقدتناول الجواهری فی مقدمتها الاتجاهات الطائفیةالمختلفةالتي یحاول الحکام بثّها بین صفوف الشعب إضافة الی روح القبلیّةالعشائریّة والنعرات القومیّة واستغلال کل ما یفرق أبناء الشعب حتی في أزیائهم».[13]
و يقول الجواهري فيها:
أي طــرطرا تطرطري تقــدَّمــــي ، تــــأخَّريتشيَّعـــي ، تسنَّـــــــني تهـــــــــوَّدي ، تنصَّــــريتكـــــــرَّدي ،تعــــرَّبي تهــــاتـــــري بـــالعُنصـــرِتعمَّمـــــي، تـــبرنطـي تعقَّلـــــــي ، تســــــــدَّري[14]* * *و أنـتِ إنْ لم تَجِـــدي أبــــاً حميـــــدَ الأثـــــــرو مَفخَراً مِـــنْ الجُــــد و دِ طيِّـــــبَ المنحــــــــــدرو لم تَرَي في النَّفس مـا يُغيـــــك أن تفتخــــــــريشـــــأن عصـــــــامٍ قـــد كَفَتــــهُ النفـــــسُ شـــرَّ مفخرِطُوفي علي الأعراب مـن بـــــادٍ و مــــــن محتضـــــروالتمــــــسي منهـــــم جـــــدوداً جُـــــــدُداً و زَوِّريتَـــــزيدي تــــزبَّــــدي تعنَّــــــــــزي تشمــــــــــرَّيفي زمـــــن الـــــذَّر إلي بـــــــــــداوة تَقَهْقـــــــــــري[15]
الجواهري في هذه القصيدة يسخر من كلّ شيء : من الديانات ، و من القوميات و من العادات و التقاليد ،لأنها أصبحت وسيلة في أيدي البعض مثل السیاسیّن ليصلوا إلي غاياتهم.
و في المقطوع الثاني من قصيد ته هذه يسخر من التفاخر بالآباء و الجدود ، و يقول حتي و ان لم يكن لشخصٍ آباء و جدود كرماء يستطيع أن يختلق لنفسه و يزوّرهم، و هذه الاشياء قد تحدث في عصر الذرّة و نحن نرجع القهقهري .
تقلَّــــــبي تقلُّــــــــبَ الــــــدهـــــــــرِ بِشتـــــــَّي الغيرتصـــــــرَّفي كمــــــا تشـــــــائـــــينَ و لا تعتــــــــــذّريلِمَنْ ؟!أللناس؟! و هم حُـــــــثالـــــــة في سَقــــــــرَأم للقــــوانــــين و ما جــــاءت بغــــــير الهـــــــذرأم للضمـــير و الضمير صُنْـــــــعُ هـــــــذا البـــشر؟!لمـــــن ؟! أللتاريخ؟! و هــــو في يَـــــــد المُحَبِّــــــرمُسخَّــــــر طَوعَ بنان بنـــــان الحـــــاكــــم المُستَحرِ... أم للمقـــــــاييـــس اقتضـــــا هــــنَّ اختــــلافُ النظرإنّ أخـــــا طَـــرْطَـــر مــن كـــل المقاييــــس بَــــري* * *أي طـــرطــــرا تطـرطري و هلَّلــــــــي و كَبّــــــريو طَبّلـــــــي لكـــــلِّ ما يُخـــزي الفَتَــــي و زمِّـريوَ سبَّحــــــي بحمـــــــد مـــــأفــــــونٍ و شكــــر أبتَـــرأعطــــي سمـــات فارغٍ شَمــــــــردَل لبُحــــــــترواغتَصِــــــبي لِضفـــدع سمــــــاتِ ليــــثٍ قســورو شبِّهـــــي الظـــــلامَ- ظلمــــاً - بالصبَّـــــاح المُسفـــــرو ألبســــــي الغــــبيَّ و الأحـــــمقَ ثــــــوبَ «عبقـــــــر»إن قيــــل إنّ مجـدهم مــــزيَّــــــف فـــــأنــكريو إن هـذا المستعـيرَ صـولةَ الغَضَنفَرأهـــون مـن ذبابة في مستحـمِّ قَـذِرفهــــي تطـــير حُـرَّةً جَنــــاحُــــها لم يُعَــــــــرفغــــــالطـــي و كابـــري و حـــــــــــــوِّري و زوِّري* * *أي طــرطــــرا لا تُنكري ذنبـــــاً و لا تستغفــــــريكــــوني علـــــي شاكلة مـــــن أمــــــــرهم تُؤمَّـريكــــوني علـــــي شاكلة الــــوزير بــــادي الخـــطرإُقســـم «بالكـــــافور» لا أقصِـــدُ شتــــم «العنــــبر»لأنـــــتِ فـــــوق البشرِ فــــوق القَضـــــا و القـــدر* * *أي «طرطرا» بـــالكِ من قُبَّـــــــــــرة بمَعمَــــــــــرِ«خلالـــــــك الجوَّ» و قــــــد طـــاب «فبيضي و اصفري.»«و نقّري» مـــن بَعدهِم «مــــا شئـــــت أن تُنَقِّـري»قـــد غَفـــَل الصيادُ في «لنــــدن» عنـــــك فابشري[16]
و في المقطوع الثالث يسخر إلي هؤلاء الساسة لأنهم لا يبالون بشيء و لا بأحد ، فالناس حثالة لا قيمة لهم فيجب أن يضحَّي بهم و القوانين أيضاً لا قيمة لها لأنها كلام هذر و ثرثرة و يستمرّ بسخريته من الضمائر البشرية و من التاريخ و من كل المقاييس التي وضعت في المجتمع .
«وتواصل القصیدة طرح المتناقضات في هذاالمجتمع الذي یُلبس حکامه ومأجوروهم کلّ شئ عکس ماتقتضیه طبیعته تزویراً للواقع،وإخفاء للمثالب والعیوب،وإمعاناً في استفزازالناس،والحط من أفهامهم ووعیهم بحقائق الامور.إنّ «طرطرا»وهي الفئةالحاکمة تهلل وتکبّر وتدقّ الطبول لکل اشکال المخازي التي یتصف بها رجالها...[17]
و الشاعر في النهاية يقول ساخراً بأنه لا يقصد شَتْم أحدٍ أو أهانته بل يريد أن يبيّن أن في مجتمعنا قد يزوّر كلَّ شيء فيُتسم بالكافور الذي يُحنّط به الميّت أنه لا يقصد أن يُقلّلَ من مكانة العنبر أو كل شيءٍ طيّب الرائحة ، و لكن قد خلا الجوُّ للانتهازيين ليستقلوا الظروف و يفعلوا ما يشاؤون.
القصیدةالتالیة«أطبق دجی»:
تقع هذه القصیدةفي ست وخمسین بیتاً،وهي من بدایتها حتی نهایتها«جلداًعنیفاً»للذات العرقیّةوللقوی الوطنیّة،بهدف استنهاضها للعمل علی خلاص العراق من ربقةالطغیان،والتحکم ،والاحکام العرفیّة،والوضع الاقتصادي المزري.
یقول الجواهري:
أطبق دجی آطـــبق ضبــاب أطبــق جَــهــاماً یاسـحـابُأطبق دمارُعلی حُماةدَمارهم أطبق جزاءُعلی بناةِقبورهمأطبق علی المُعزی یُراد بهـا علی الــــجــوع احـــتــلابُأطــبــق عــلــی مــتــفـرقـین یــزیــدُفــرقــتــهــم مُـصابأطــبــق عــلــی مـتـبـلّــدیــن شــکـاخـمــولـهـــم الـذبــابُلــم یعـرفــوا لــون الــسّــماء لــفـرط مــا انحنـتِ الـرّقـابولـــــفــرطِ مـــا دِیــــســـت روؤسهــم کمـا دِیـسَ الـترابُ[18]
* * *
وبعدهذه القصیدة نشر الجواهری إحدی أروع قصائده الساخرة التي تجاوزت المائة بیتاًمن الشعروهي(تنویمةالجیاع)1951مومطلعها:
نــــامي جيـــــاعَ الشعب نامي حـــرستــــكِ آلهــــة الطعــام
وفي هذه القصیدة رکّزالجواهري علی الازمّة الاقتصادیةالطاحنة والحالة المزریة التي یعیشهاالفقراء في المأکل والملبس والمسکن ساخراًممن حالة السکون ،و داعیاً من خلال اسلوبه الساخر الجموع الجائعة والمضطهدة،الّتي تفرش الحصی وتلتحف بالساحب لکي تقلع عن حلة الاسترخاء التي تغریهم بها الفئات الحاکمة.[19]
نـــــامــــــي فـــإن لم تشبَعي مـــــــن يَقْظَــــــةٍ فمن المـنامنــــامــــــي علي زُبْدِ الوعود يُـــــدافُ في عســـل الكـــلامنــــامي تَـــــزُركِ عـــرائـسُ الأحـــلام في جُنـــح الظـــلامتتنــــوّري قـــرصَ الــرغيفِ كـــــدورة البــــدر التمـــــامو تَــــرّيْ زرائبـــــكِ الفسـاحَ مبلَّطـــــــاتٍ بــــالــــرُّخــــام... نـــامي و لا تتجـــــادلـــي القـــــولَ مــــــا قـالت «خُذام»نــــــامي علــــــي المجـــــــد القـديم و فـــوق كُوم من عظام...نامي جياعَ الشعـب نامــــي النـــــوم مــــن نــــَعمِ السلامتتـــوحَّــدُ الأحـــــزاب فـــيـــه و يـتَّقـــي خطـــــرُ الصِـــدامإنّ الــحــمــــاقـة أن تـشـقّــــي بـــالنهــــوض عصــــا الوئامنــــامي جيــــاع الشعـــب نامي لا تقطعــــي رزقَ الأنـــــــاملا تقطعــي رزق المتــــــاجــر و المهنــــدس و المـــــــحامي!نــــــامي تُــــريحـــــي الحــــــاكمــــينَ مــن اشتباكٍ و التحامنــــامي فجُـــــدران السجـــــــون تعِـــــــجّ بــــــالموت الزؤامو لأنـــــت أحــــــوجُ بعــــــدَ أتعــــاب الـــــرُضوخ إلي حَمــام نـــــامـــــي يُــــرَحْ بمنــــامـــــكِ الـــــزعماء من داء عقامنـــــــامــــــي فحُّقـــــكِ لـــــن يضيـعَ و لستِ غُفْلاً ! كالسوامإن «الرُعــــــاة»الســـــاهـــــرين سيمنعـــــونك أن تضــــــامي* * *نـــامي جيــــاعَ الشعب نامي النــــوم أرعــــي للذمـــــامو النـــــوم أدعـــــي للنــزول علـــــي السكينــــة و النظامنـــامـــي فمــــا كـــان القصيـ ـــدُ ســـوي خُرَيزٍ في نظام... نـــامي :اليــك تحيَّـتي و عليـــــك نـــــائمةًً ،سلامينامــي جياع الشعب نـامـي حـــرستـــــك آلــــهة الطعام [20]
هذه أبيات من قصيدة (نامي جياعي الشعب) و هي من قصائد (الجواهري) السوائر الجياد لما احتجنت من قوة سخرية و معاني جميلة و تبكيت للحاكين الذين لا يلقون بالاً (للدهماء).[21]
و الجواهري في قصيدته استطاع أن يعطي تكرار اللفظة بُعداً فنياً عميقاً ، و نجح في تكراره لفعل الأمر «نامي» و قد كرر الجواهري «نامي»ستّاً و خميسن مرة مما جعلها أشبه بنغمة الحداء ، و نقطة ارتكاز في الايقاع ،هيأت جوّاً درامياً من النغم الموسيقي ، و مجالاً لمباشرة الذي يأتي بعدها ، و تلوينه و حَمَلَ هذا التكرار طابعاً ساخراً ، تضمّن معني مقلوباً بقرينة القصد والدلالة . إذ ليس من المقبول أن يقصد الشاعر ب «نامي» دعوة الآخرين للنوم الحقيقي …[22]« و هذا الاصرار و الالحاح علي التكرار قلب المعني المعجمي للفظة ، فلم تعد تعني النوم الفعلي ،أو دعوة الناس للنوم و الراحة ،بل أصبحت تعني التحريض و الإثارْ، و صارلها مدلول جديد هو التنبه و اليقطة ، و ترك الغفلة و الرقود ،بل أصحبت تعني الثورة و الوثبة . كل ذلك من خلال تكراره للفظ بشكل ساخر ، في هدوء ، و حتي إذا كان الغرض من هذا التكرار ان يُشعر الآخرين أنهم فعلاً في موقع النوم … » [23]
و هكذا يستخدم الجواهري السخرية في أشعاره ليستقزّ الشعب و يفتح عيونهم، و يلفت انتساههم إلي الحاقة التي وصلوا إليها .
أمّاعام1952م فقد أنشد الجواهري متنبي العصرقصیدةساخرة متمیّزة کان عنوانها«ماتشاؤون»ومطلعها:
ما تشاؤون فاصنعوا... فرصةٌ لاتــضّـیـعُ
یشار الی أنّ هذه القصیدة قد نشرت فی وقت لا یفصلها سوی ایام عن أحداث انتفاضة تشرین الثانی 1952م التي بدأها طلبة الکلیات والمعاهد العلیا لتتطور إلی حرکة شعبیّة عارمة عجزت السلطة عن قمعها فأنزلت الجیش الی الشوارع ،واعتقلت العدید من المواطنین ومن بینهم الشاعرالکبیرالجواهري وأیضاً ولداها فراتوفلاح.یذکر الاستاذ الدکتور زاهدمحمد زهدي انَّ هذه القصیدة کانت بیاناً ساخراً یشهرالشاعرالکبیر بوجه الحکام،بعد أن أشهربیانه الاول(تنویمةالجیاع)بوجه المحکومین.
إنّه یسخرمن الحاکمین لیفعلوا مایشتهون لأنَّ الحکم بأیدیهم، لامعارضة فعّالة یحسبون لها الحساب ،و لاضمیریهزّ الحاکمین فیدفعهم إلی الرحمة والعدل،ومیزانیّة الدولة بین ایدیهم یقطعون بها ألسنة السوء.[24]
ما تشاؤون فاصنعوا... فرصةٌ لاتــضّـیـعُفرصةٌ أن تَحَکَّــموا وتَخُطُّوا ، وترفعواوتُدِلـُّوا علی الرّقـا بِ وتُعطلوا وتمنعوا* * *ما تشاؤون فاصنعوا لکم الارضُ أجمعُ...لــکمُ الناس أکــــــتعُ مِن ذویهــم وأبـصـعُخَــوَلٌ عـنـدکم ،خُذوا مَــن تـشـاؤونَ أو دَعواقــد خُـلـقـتـم لتحصدوا وعــبـیـداً لـِیـزرعوالکُم «الّرافدانِ»و«الزّاب»ضرعٌ فأضرعواتُخصب الارضُ تحتکم –ماأمرتم-وتَرتعُلیت أنّ الجموع فیهنّ شاءٌ وترتعُماتشاؤون فاصنعوا الجماهیر هطّعُما الّـذي یستطیعهُ مستضامون جُوّعُ![25]* * *ماتشاؤون فاصنعوا کلُّ عاصٍ یُطوّعُفشبابٌ یخیفُکم للمطامیر یُدفَعُوضمیرٌ یَُهُزُّکم بـ(الکراسی)یُزعزعُولسانٌ یَنوشُکم بـالــدنـانـیـریـُقـطــعُما تشاؤون فأصنعوا جوّعوهم لتشبعوا* * *ماتشاؤون فاصنعوا لکم النّاس مصنعُلکم الحکمُ ملعبُ في نهارٍ...ومَخدعُلکم الامرُ مسبحُ بــالــلُـبـاناتِ مترعُما تــشـاؤون فــاصـنـعوا وأجیدوا وأبدعواانظموا «المال َ»کالقصیدِ بــحـوراً وقطّعوالــــکُم «عِقدُه» الــفرید وللشعبِ ..مَصرعُ* * *ما تشاؤون فاصــنعوا تُستعزّوا وتُمنعواضــیّقوا ما استــــطعتم من خناقٍ و وسّعواالــــقــوانین شِـــرعةٌ بـــــحرابٍ تُــشَــرّعُوالاراجیفُ شرطةٍ و«التقاریرُ»مِدفعُوالسـجونُ المزمـجـراتُ قِطارٌ مُدرّعُوالتأویلُ في القضاءِ بلاءٌ مُبرقَعُ* * *کاذب ٌ مَن یخیفُکم بعِظاتٍ ویَصدعُویُریکم مَصارعاً لِطغاةٍ«تَصرَّعُوا»حسِبوا اللیلَ مرکباً فإذا الفجرُ یَطلعُوإذا الدربُ مُوصدٌ وإذا الرّیحُ زَعزعُواذا کلُّ روضةٍ أزهرت أمسِ بلقعُکاذبٌ!کلُّ همّهِ أن تَاخافواوتفزعوالکم «الجنُ» تُهرعُ مثلَما «الانسُ»تخضعُ* * *أنتم «الشّمسُ »في السّماء ،وأزکی وأرفعُو«عُقابٌ » علی الجواءِمنیعٌ.وأمنعُأنتمُ «الموتُ»هل یحینُ من الموتِ مَصرعُ؟أنتم «الخُلدُ» هل یغیضُ من الخُلدِ مَنبعُ؟أنتم«السُلُّ» یختفي في صدورٍ..ویرجعُأنــتــم«اللهُ»واحـداً وهـولاشـکَّ..أربـعُفرصةٌ لا تُضَیَّــعُ ما تشاؤون فاصنعوا[26]
کمانلاحظ فِی القصيدةالمذکورة انّ الشاعرالکبیر الجواهري کان یقول کلّ هذا الشعر الساخر اللاذع التهکميُ ویوجّهه الی الحکام حتی اکبرهم منزلةًومقاماً،دون أیّ خوف أو رهبة،یهزأبطغیانهم المزیف ویشبههم من باب (العکس )بالشمس والسماء والعُقاب والموت الذي لا یُصرع ،وکان الکثیرمن أبیاته یتحول الی شعارات فی الشوارع تهزُّ الجماهیرالغاضبة، ومع ذلک فإنّ الجواهري لا یُعتقل إلا لبضعة أیامٍ،وکان یصدر الحکم بسجنه لشهرٍأوشهرین إلّا ویکون الحکم مقترناً بوقف التنفیذ!!!
وفي قصیدةعنوانها (شدةلندن)تناول الجواهری باسوب ساخر الوضع الذی کان علیه العراق بعد إنهیار الآمال العریضة بالحریة والاستقلال الناجز، ثمب یام ما سُمّي بالحکم الوطني بتحقیقالمصالح الاجنبیّة الّتي ثار علیها الشعب،وأیضاًبروزفئةمن االمثقفین النفعیین تُبارک الحکم الجدید بهدف مصالحها الخاصة.
یاخلیليَّ والبللاءُ کثیرٌ في بلادي ،لا،وکهذي البلیةأَ زمنَ الدّاءِ في العراق ولن یَشفیه إلا الجرّاح والعملیّةأَ فتيٌّ عراقنا؟فـلـماذا خــدعوه؟ وذاک شأن الفتیهسَحَرتنا ظواهر الأمرحتی أوهمتنا أن البلادقویّهنتغنّی وعصرُنا من نُحاس بأغانی عصورناالذهبیّهنخرالجهلُ أُمّتي نخرة السوس فأینَ المجامعُ العلمیهکلنا في الجمود والجهل وحشیون لکن حقوقنا مدنیهکلُّنا فی النفاق والختلِ نبدي کلّ یوم مهارة فنیّهوطني کـلُّ مـن عـلیه وزیرٌ واضعٌ نُصبَعینه کرسیّهقد لففناکلّ الـــمساوي فـینا بـرداءٍ من نهضةوطنیهما شقیـــناإلا لأنـّا حـسِـبـنا أن في الکـذب جرأةأدبیهکثُرالمدَّعون ، لما اختلفنا في البدیهي ،فکرة فلسفیهلو یقول الادیب في الشر«إن الارض تحتي»لسُمیت نظریهکلــُّنا بـمـا تـمـنّی سعـــیدٌ لا نُبالي أن البلاد شقیهأَ سمعتم ما قیل عن«برلماني» وعرفتم مهارة حزبیه؟لست ادري لکن یول خبیر: في البضاعات...شدة«لندنیه»[27]
یشیرالدکتورزاهد محمدزهدي في کتابه الجواهري صناجةالشعر العربي في القرن العشرین:«کان الجواهري یلجأ للسخریة کلما أُسقط في یدیه وشاهد مطامحه تنهار،وتکشفت آماله عن خداع وتمنیات لم تجد طریقها إلی واقع الحیاة.کان شأنه في القضیة الوطنیة الکبری الّتي شهد بعض أحداثها، وتعرف علی بعض رجالها، وکتب عن معارکها الضاریة ضدالانجلیزفي النجف إلا ستاراًللحکم الاجنبی،والذي صارعثرة في سبیل الاستقلال الناجز..
مشت کلُّ جارات العراق طموحةً سراعاً، وقامت دونه العباتُ
ومن عـجـبٍ أن الّذین تکــفّلــوا بإنـقاذِ أهـلیه هـم لعـثرات»[28]
الاستنتاج:
اردت فی ختام هذه المقالة الوجیزة أن اشیر ألی أنّ مزاج الجواهري المتقّلب وروحه المتمردة والبیئة السیاسیة والاجتماعیة المتحولةوالمتغیرة الّتي عاشها الجواهري أثّرت کلّ التاثیرفي تجاربه الشعریّة ،وأیضاً تعدُّد الدیانات والمذاهب والقومیات الموجودة في العراق، کلّ هذه الاحداث کانت متداخلة في شعره،في نفسیّته، في إختیاره لکلماته وافکاره،لأنّه کان الصورةالحیّة لما یحدث فی بلاده،فلم یستطع السکوت والکتم علی انفاسه بل نطق نطقة جواهریّة أراد بها أن ینهض الشعب علی الوضع المزدري السائد فی العراق،فنطق مرَةً بصورة مباشرة واخری غیر مباشرة،إنه عبري زمانه وکان صوتاًلذاته ووطنه وأمته ،سما وتدفق لیصبح صوتاًللشعرالعربی فی القرن العشرین دون منازع.
إن دیوان الجواهري ملئٌ بتلک القصاید الساخرة والتهکمیة واذا سنحت الفرصةلباحث دراستها فانه دون شک سیخرج بنتیجةلافتةللنظر لانّ الکثیر من شعره یحتوی علی نوع من السخریة، وقد تصل سخریته الی حد النکتة والافراط فی الهجاء.ونحن فی هذه المقالة لم نأتي الا بالقلیل من شعره الساخر.
وشکراً.
المصادر
- أدونیس (علی احمدسعید)،مقدمة للشعر العربي، دارالعودة ،بيروت ،ط 4 ،1983م.
- أنوشة،حسن ،فرهنگنامه أدبي فارسي، سازمان چاپ و انتشار وزارت فرهنگ، تهران ،ط2، 1381ش.
- الأيوبي ،ياسين في محراب الكلمة ،المکتبة العمرية، بيروت،
1999م. - البعلبكي ،منير، المورد(قاموس انكليزي ،عربي) ،دارالعلم للملائين، بيروت،ط3،1989م.
- بیضون ،حیدرتوفیق،محمدمهدي الجواهري شاعرالعراق الاکبر،دارالکتب العربیة،بیروت ط1 .1993م
- الجبوري، عبدالله، الجواهري و نقد جوهرته، عالم الكتب ،بيروت،بلاتا.
- الجواهري، محمد مهدي ،الديوان ،مطبعةالادیب البغدادیة،بغداد،1974م.
- ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ،الجواهري في العیون من اشعاره،دارطلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق،ط4، 1998م.
- ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ،ذکریاتی،دارالرافدین،دمشق،ط 1 ،1991م.
- شعبان،عبدالحسین ،الجواهری جدل الشعر والحیاة،دار الاداب،بیروت،ط2009.2م.
- زهدی،زاهدمحمد،الجواهری صناجةالشعرالعربی فی القرن العشرین،دارالقلم،بیروت،ط 1 ،1999م.
- الفاخوري، حنا ،الجامع في تاريخ الأدب العربي(الادب الحدیث) دار الجيل، بيروت ،ط2، 1995.
- العطیّة،جلیلالجواهری شاعرٌمن القرن العشرین،منشورات الجمل،المانیا،ط 1 ،1998م.
- العلايلي، عبدالله و آخرون ،المنجد في الاعلام، المطبعة الكاثولكية، بيروت، 1995.
- الكبيسي،عمران،لغة الشعر العراقي المعاصر، وكالة المطبوعات ،الكويت، بلاتاریخ.
- المعری،ابوالعلاء،شرح دوان المتنبی،دارمکتبةالحیاة،1407هـ
- المندلاوی ،صباح،فی رحاب الجواهری،منشورات دارعلاءالدین،دمشق، ط 1 ،2000م.
- وهبة،مجدي و كامل المهندس ، معجم المصطلحات العربية في اللغة و الأدب،مكتبة لبنان ،بيروت، ط2، 1984.
- یعقوب،اميل ،قاموس المصطلحات اللغوية و الأدبية ،دار العلم للملايين، بيروت، 1987م.
حواشي
1.أدونيس ،1983م،ص40.2. هوراسيوس أو هوراتيوس شاعر لاتيني من ادباء العصر الذهبي صديق أو غسطس و فرجيليوس.له «فن الشعر» و «الهجائيات» و«الرسائل ». ،( العلايلي، عبدالله و آخرون1995م ،ص733)3. انظر : حسن أنوشة، 1381ش، ج2،ص934.4. انظر : كامل المهندس ،1984م ،ص198.5- صموئيل بيكيت: رواثي و كاتب مسرحي إيرلندي.مُنح جائزة نوبل في آلآداب لعام 1969 . (منيرالبعلبكي ،1989م ،ص11)6.أدونيس ،1983م،ص40.7. الجبوري،عبدالله،بلاتاریخ ،ص78.الأيوبي ،یاسین،في 1999م ،ص88.9. الفاخوري،حناء1995م،ص50810.الديوان ، ج7،ص237.11.المعري ،ابوالعلاء ،1407هـ ،ج4،ص168.12.الجواهری فی العیون من اشعاره،ص221.13.زهدی،زاهدمحمد،1999م،ص373.14.شعبان،عبدالحسین،2009م،ص262.15.المصدرالسابق ص263.16.المصدرالسابق صص264-26517.زهدی،زاهدمحمد،1999م،ص375.18.بیضون ،حیدرتوفیق،1993م،ص73.19. زهدی،زاهدمحمد،1999م،ص 38820. الجبوري،عبدالله،بلاتاریخ ،ص53.22.الديوان ،ج 4، ص ص 73-80.23.الکبیسی،عمران ،بلاتا صص157-158 .24.المصدر السابق ، ص18025. زهدی،زاهدمحمد،1999م ،ص 39026.الدیوان ج 4 ص12727.المصدرالسابق صص129-13028.الدیوان ج4صص381-38229. زهدی،زاهدمحمد،1999م، ص381