الخميس ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠١٨
بقلم حسن مشهور

الشعرالميتافيزيقي والشعر الصوفي والممارسة المنزاحة

يقع أحياناً لدى البعض خلط بين الشعر الميتافيزيقي والشعر الصوفي. إذ أن هناك من يظن بأن المواضيع التي يتناولها والأغراض الشعرية التي يخرج لها الشعر الصوفي هي ذاتها التي يتعاطى معها شعرماوراء الطبيعة 1، في حين أن الأمر كذلك.

فهناك بون شاسع في المواضيع والمنطلقات والهدف الذي تبنى عليه النصية في كلا الأنواعيتين الشعريتين .مع العلم بأن الشعر الصوفي في تشكله وبنيويته هو أسبق في الوجود بكثير من الشعر الميتافيزيقي، الذي لم يعطى ذلك الاهتمام كبنية شعرية ونقد أدبي سوى في القرن السابع عشر.2

كما أن الميتافيزيقيا بالأساس قامت على جملة من التساؤلات التي تتعلق بحقيقة الموجد قبل أن تهتم بمعالجة مسألة الوجود وهي مايطلق عليها الفلسفة الأولى 3.

وبنيتها تقوم على ثلاثية منطلقات هي الأنطولوجيا والثيولوجيا والكوزمولوجيا.4

في حين نجد الشعر الصوفي يقوم في بنيته على ويدور في مواضيعه حول الحب الإلهي.
والعشق للذات الإلهية والذوبان الكلي فيها 5. أي أن الشعر الصوفي – في مواضيعه - ماهو إلا ترجمة للمذهب الصوفي القائم على المحبة والانعتاق من الإرث الدنيوي.6

فالولي في المذاهب الصوفيه، أبسط تجليات حضوره هو البعد عن الزخرف الدنيوي والتموضع والارتماء الكلي في كفة الخالق 7. ثم لزوم الذكر وخاصة "ذكر الصحو" منه. إذ أن العديد من الأولياء – في العرف الصوفي – يفضلون ذكر الصحو ويمقتون "ذكر الغفو"8، كونه يعد منقصة من العابد في نظرهم وقد يؤدي به إلى مالايرضى من القول أو إلى العواقب الوخيمة كما جرى للمتصوف الشهير الحلاج.

وبالإضافة للذكر فإن العارف – وصف لشيخ الطريقة الصوفية – إذا كان شاعراً فإنه يعبر في الغالب عن حبه لربه وعن عشقه وذوبانه في الذات الإلهية شعراً.وقد نجد منهم من يصف لحظة التجلي .9

وهي تلك الآنية التي ترتقي فيها روحه أو نفسه وربما ذاتيته – من يدري – إلى المسالك العلى فتكون بالحضرة 10. أي ربما مشاهدة الذات العلوية في أروع بهائها وقمة تجليها – وفق الفهم المذهبي الصوفي – وربما قد أتيحت الفرصة للذاكر أن يرى بعض من نعيم الآخرة 11.و الجدير بالذكر أن نعلم أن ليس كل ذاكر أو عارف يمكن أن تحصل له مثل هذه الحظوة وفق المعتقد الصوفي.

وقد يعتقد البعض أن فرط الانفعال هو سمة مرتبطة بالفكر الصوفي، وهو في الواقع اعتقاد يجانبه الصواب.ففرط الانفعال هو في الواقع ليس جزء من المحور الكلي العام للتصوف 12، ولاعلاقة له بمشكلات الحالة المتصوفة المرصودة في انفعالاتها.

إذ إن المتصوفة في الواقع ينقسمون إلى نوعين رئيسيين وفق المشاهد والمرصود عبر متتالية التاريخ .النوع الأول وهو النوع الانفعالي، وهم أولئك الذين تطغى عليهم مشاعرهم الانفعالية وتنعكس على أداءاتهم التعبدية.13

في حين أن النوع الآخر من المتصوفة هم من يلقبون بأصحاب النظر أو العقلانيين .وهؤلاء أكثر تحكماً في انفعالاتهم، وعلى قدر عالي من الاتزان الانفعالي14.ولكن مع ذلك علينا أن نعي جيداً إنه وإلى حد ما، لايوجد حد فاصل بين كلا النوعين ولكن تحصل في الغالب عملية انتقال تدريجي بين هذين الحدين الأقصيين. 15

ملمح آخر يقوم عليه الفكر الصوفي ويعكسه شعر المتصوفة، ألا وهو التقرب للخالق ونيل رضاه وجلب المنفعة الدنيوية عبر الشفاعة إليه ببعض الأولياء الصالحين 16. إذ أن هناك اعتقاد جازم لدى المتصوفة يقوم على فكرة أن هؤلاء الأولياء الصالحين الذين كانت لهم كرامة في وقتهم عيشهم، يمتد أثرهم وترجى حصول المنفعة من حضرتهم حتى بعد وفاتهم 17.

وهذه المنفعة – في اعتقادهم – يمكن إحرازها عندما يقوم الشخص بزيارة قبورهم والتصدق عن أرواحهم ودفع مبلغ مالي لمن يقوم على نظافة وحراسة المقام 18– أي قبر الولي في العرف الصوفي – ودعاء الله هناك بنية جلب البركة وحصول الاستجابة.

وهذه الممارسة التعبدية في الواقع قد تشكلت ونشأت وأصبحت فعل أدائي ممارس، انطلاقا من الفهم المذهبي للصوفية بأن الدعاء بجانب المقام هو الجالب المعجل للاستجابة والمقدم عما سواه من مواضع الدعاء.

في حين أن الشعر الميتافيزيقي يقوم في الأساس ليس على عرض المحبة والذوبان عشقاً في الذات الربانية أو الذات الرسولية – على نبي الأمة أفضل الصلاة وأتم التسليم – كماهو حاصل في الشعر الصوفي.

لكن شعر ماوراء الطبيعة يقوم بالأساس على مناقشة وعرض قضايا فلسفية تتجاوز الحضور المادي والطبيعي للحياة وتساؤلات تتعلق بالماهية وبحقيقة وبمهمة الوجود وعلى جدليات تبنى على قضايا مغرقة في الغموض وعصية على الفهم19 والتفسير كالموت وعوالم الملائكة والشياطين وأطروحات نقلتها لنا الثيولوجية الدينية كيوم الدينونة ومقام الجنة ومقام النار.20
وكي نوضح أنواعية الشعر الصوفي أكثر بنماذج ماثلة للعيان، فإنه حري بنا أن نذكر في هذا المقام بأن هناك العديد من النصوص الشعرية الصوفية الشهيرة التي كتبت عبر التاريخ .منها ماكتب في حب الله عز وجل ومنها ماقيل في عشق نبي الأمة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.21

من ذلك القصيدة الشهيرة المسماة (الكواكب الدرية في مدح خير البرية)، وشاعت بين العامة تحت مسمى (قصيدة البردة)، التي قالها محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، في مدح نبي الأمة عليه وعلى آله وصحبه أتم التسليم.

وقد قالها في القرن الثالث عشر الميلادي. والملاحظ أن هناك قصة تروى حول الكيفية التي أخرجت بها هذه القصيدة ذات الصبغة الصوفية من المدح النبوي، على صورتها الشعرية الماثلة للعيان.

وهي رواية ذات بعد ميتافيزيقي إلى حد ما أن صح التعبير.وقد تكون قد نقلت على لسان البوصيري، وقد تكون مما صنعه القصاص والرواة. سعياً منهم لإضفاء هالة روحانية ونوع من القداسة على هذه التحفة الأدبية الخالدة.

حيث يروى في سبب قولها أن الشيخ البوصيري قد أصيب بالشلل النصفي – كانت العرب تسميه الفالج – ففكر في نظم هذه القصيدة والاستشفاع بها إلى الذات الربانية، أملا ً في أن يعافية الله ويمن عليه بالشفاء.22

ثم عمد بعد ذلك لقولها والاستشفاع بها إلى الله عز وجل، داعيا له ومتوسلاً إليه وطالباً منه أن يمن عليه بالشفاء عاجلاً غير آجل. ثم نام فرأى النبي محمد ابن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وقد مسح بيده المباركة على وجه البوصيري والقى عليه ببردته.

ليصحو البوصيري ويجد أن مابه من ضر قد ذهب، وأن الله عز وجل قد من عليه بالشفاء .فقام من فوره وخرج من بيته ولم يكن قد أعلم بهذه القصيدة احد.فلقيه احد الفقراء في الطريق، ولم يكن يعرفه.

فقال له – أي هذا الدرويش – أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .فرد البوصيري : أي قصيدة تعني؟ .فأجابه الرجل بقوله : "التي أنشأتها في مرضك". ثم بدأ هذا الفقير يذكر الأولى من أبياتها ويعلق بقوله: "والله إني سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعجبته وألقى على من أنشدها بردة. فما كان من البوصيري إلا أن أعطاه القصيدة، فقام ذاك الدرويش من ساعته وألقاها بين الناس وبين لهم رؤيته حيالها، فشاعت القصيدة وشاعت الرؤيا.23

حقيقة إن هذه الأقصوصة المقاربة للمناحي الميتافيزيقية، والتي أضفى عليها لون من الوهج الروحي والمسحة الدينية، قد كانت من ضمن الأمور- في تقديري - بالإضافة لجودة القصيدة، في أن تنتشر هذه القصيدة، هذا الانتشار الكبير .لدرجة أنه في العصر الحديث قد أصبح في بعض البلدان تعقد مجالس ذكر، تسمى "بمجالس البرد الشريفة"، أو "مجالس الصلاة على النبي". ويكون ذلك في كل يوم جمعة ويتم إنشاد القصيدة كنوع من التعبدية والذكر الديني.24

حيث يبتدئ البوصيري بردته بالقول:

أمن تذكــــــر جيــــــرانٍ بذى ســــــلم

مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدم

أمْ هبَّــــت الريـــــحُ مِنْ تلقاءِ كاظمــةٍ

وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم

ويمتد الدفق الشعري المنبثق من عاطفة الوجد الروحي للحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم ) إلى أن يقول الشاعر :

محمد ســـــــــــــــيد الكونين والثقليـن والفريقين

من عرب ومن عجـــــمِ

نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــد ٌ

أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــم

هو الحبيب الذي ترجى شــــــــفاعته

لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــــم

حقيقة عند تأملنا للنصوص الشعرية الصوفية سنجدها قد كتبت عبر الامتداد التاريخ الإسلامي للصوفية باللغة العربية الفصحى، لكن مع تتالي التاريخ وغلبة العامية على معظم الأقطار العربية والإسلامية، فقد أصبح غالبية شعراء المتصوفة يكتبون بلهجاتهم القطرية.

كما هو الحال في المقامة المكناسية التي قالها الشاعرالصوفي الشهير أبوالحسن الششتري الذي عاش في القرن الثالث عشر الميلادي، وهي من الزجل الأندلسي .وتحدثنا أدبيات التاريخ إن الششتري بعد مغادرته لمسقط رأسه مدينة غرناطة، واعتناقه طريقة شعيب أبو مدين وهو شيخ هذه الطريقة في التصوف.

التقى وهو في طريقة لملاقاة أصحاب ابي مدين، بأحد شيوخ المتصوفة وهو ابن سبعين وكانت له هو كذلك طريقته الخاصة في التصوف وله فرقته . فقال للششتري:

(... إذا كنت تريد الجنة فسر إليهم، وإن كنت تريد رب الجنة فهلم إلي) 25. ثم وضع له الآلية التي من خلال إتباعها يمكّن لذاته من الولوج لطريقته . وهي قائمة على أربعة مناحي واشتراطات.

التجرد من المتاع والثياب والزخرف.

ارتداء ملابس القشبانية الصوفية، (أي رقعهم البالية) .

أن يحمل في يده بنديراً، (أي دف بلغة أهل المغرب).

الدخول للبلدة على هذه الصورة والبدء في ذكر الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.26

وتشير مصادر التاريخ، إلى أنه قد فعل ما أمره به ابن سبعين، وظل في السوق ثلاثة أيام ينشد مقامته المكناسية ويضرب على الدف . وفيها يقول:

شويخ من ارض مكناس وسط الاسواق يغني
اش عليه انا من الناس واش على الناس مني
اش عليا يصاحب من جميع الخلايق
افعل الخير تنجو واتبع اهل الحقايق
إلى أن يصل فيها لقوله :
والمقارب بحالي يبقى برا مسيب
من معوا طيبة انفاس يدري عذر المغني
اش عليه انا من الناس واش على الناس مني
وكذا اشتغالوا بالصلاة على محمد

والرضا عن وزيروا أبي بكر الممجد
وعمر قايل الحق وشهيد كل مشهد
وعلي مفتي الارجاساذ يضرب مايثني
اش عليه انا من الناس واش على الناس مني

وفي العصر الحديث نجد بأن هناك قصيدة للشيخ الصوفي عبدالرحيم البرعي، ثرية في تكوينها حيث قد ذكر فيها كافة الأولياء وحدد من خلالها سبل نيل الحظوة والخير الدنيوي وفق الفهم الصوفي . كما نلحظ فيها كذلك حضور بعض المفردات من اللغة السودانية الدارجة، كونها تمثل اللغة القطرية للشاعر، فهو يفتتحها بقوله:

ياصاحي همنا لزيارة أمنا
مصر المؤمنة بأهل الله

قم نحدا ونظعنا لها نبذل وسعنا
لاتخشى الفاقة والشدة والعنا

زور فيها حبورك إبليسك ألعنا
وهوى الامارة في نحروا اطعنا

الدنيا الساحرة للشر لاتدعنا
ونفوسنا الخاينة للأمر تذعنا
في حدودنا وشرعنا عين الله ترعنا

افتتح الشاعر قصيدته بدعوة لكل رجل يحمل في قلبه الفكر الصوفي بأن يسارع لزيارة قبور الأولياء في مصر .تلك الأرض التي حفظ الله أمنها لضمها رفات أئمة المتصوفة .والتي تعد كذلك المزار لمعتنقي الفكر الصوفي كونها تظم أكثر المزارات الصوفية، وقبور أشهر الأولياء. بعد ذلك يوجه دعوة لمعتنق الفكر الصوفي بالبعد عن دعوات الشيطان وغوايته للإنسان وبأن يجعل جل جهده وعقله موجه للعبادة .

كما نلحظ حضور "التربيع"، وهي رقمية لها دلالتها لدى الشاعر وارتباطاتها التعبدية وثقلها الروحاني في تعجيل الإجابة نلمس ذلك في قوله :

ندعوك بالأربعه والكتب الأربعة
والسور المية والعشرة واربعة

بالملائكة الستة والكرما الأربعة
بنبينا محمد والخلفا الأربعة

والستة البعدهم والأئمة الأربعة
والفقهاء السبعة وأقطابنا الأربعة

ايام السنة التسعين في اربعة
وبحورنا السبعة وأنهارنا الأربعة
نسلم من أربعة ونحشر مع أربعة

ليعطف على حديثه بتوجيه النصح لكل متصوف حق بأن يدرك عظم ما تحويه تلك القبور التي تتموضع في مصر من رفات مقدس . وذلك عبر سرد مقتطفات توصيفيه لما كانوا عليه من كرامة ومن ولاية وثقل نوعي لدى المجتمع الصوفي.

ثم يشرط على كل من يريد أن يكون بالحضرة، ويفكر في زيارتهم ونيل بركتهم، بأن يعي آداب وشروط الزيارة تلك. وأن يحرص على إتباعها وعدم الإخلال بمقتضياتها.

نلمس ذلك في قوله:

لا تجهل امرهم في مصر مقرهم
هم أهل البيت الواضح سرهم

زورهم بمحبة تشرب من درهم
وابذل أموالك لجناهم برهم

دايما واليهم لتنال من برهم
سيدي الحسين الناثر درهم
ابن الحنفية ومحمد بدرهم

قل زيد الأبلج الباقي أغرهم
مع حسن الانور الفعلو سرهم

اسماعيل ومحمد الشايع ذكرهم
صالح والحنفي الفايح عطرهم

لعلي زين العابدين حبرهم
جعفرنا الصادق مع موسى صدرهم

أستاذنا الباقر في العلم بحرهم
في البحر وبرهم لله درهم

ثم يأتي الشاعر ليصل للب الدعاء والغرض من المدح الصوفي وإظهار المحبة للأولياء وذكر مناقبهم وهذا الأمر هو "الاستشفاع" بهم لدى الله لنيل الرضا وتحقيق المنى.

وهو الذي يعبر عنه الشاعر عبر استخدام مفردة "بجاهم". وتعني: أني استشفع إليك يارب السموات والأرض ومابينهما بكل مالهؤلاء من ثقل نوعي ومكانة لديك كعباد زهاد صالحين نالوا رضاك وحضوتك، وقدرات روحية وكرامات هي استحقاق عن رضى رباني منك بأن تحقق لي...الخ.

نجد هذا في البيت الشعري التالي:

بجاهم يا الله زيل عننا العلة

ليختم الشاعر نصه بالصلوات الموجوبة، على الهادي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

وهو يدعوا بأن تصل هذه الصلوات لقبر نبي الأمة محملة بمعاناته و ممهورة باسمه واصفة لمعاناته، كي يحضى ببركاته وينال شفاعته.

صلوات تسرح للخير قطب الرحى
توصل ضريحو عنه لا تبرحا
تذكرنا عندو واحوالنا تشرحا
بالفوز تاتينا وصدورنا تشرحا

حقيقة أن بتأمل هذا النص الشعري ذو البعد الصوفي من كافة جوانبه وتشكيلاته يتضح لنا بجلاء تلك الأغراض الشعرية والمبنى الحكائي الذي يقوم عليه الشعر الصوفي بمجمله . وهو كما يتضح من ورقة العمل هذه مختلف بل فلنقل على النقيض من الشعر الميتافيزيقي وأن أعتقد البعض أن أحدهما ماهو إلا صورة للآخر.

هذا ولايمنع الأمر، أن يقع لدى شاعر أو آخر من كلا الأنواعين تداخل في الغرض الشعري .كون العلوم الإنسانية تتسم بالتداخل والندرة في الثبات.

كما أن التطور المرحلي للبنى الشعرية يجعل من بعض الأنواع تتبنى تشكيل بنيوي جزئي من أنواعية شعرية أخرى.27

كما هو جاري حالياً الآن في الشعر الذي قد أدخل في بعض منه القصة لتطل علينا الأقصوصة الشعرية، التي تم اقتباسها وتوظيفها شعرياً من فن القصة القصيرة جداً.28

أو كما نشاهد في قصيدة الصورة الشعرية الواحدة ذاك الاتجاه الشعري الذي دشنه الشاعر الأميركي سيسل داي لويس ومجايليه أمثال الشاعر الأميركي عزرا باوند والعديد من الشعراء الحداثيين في القرن العشرين.29

حسن مشهور – مفكر وأديب

الهوامش

1- بدر الدين مصطفى و غادة الإمام، الميتافيزيقيا، ط1، عمان : دار المسيرة للطباعة والنشر، 2012،ص142ومابعدها

2- ولتر ستيس، التصوف والفلسفة، ترجمة : إمام عبدالفتاح إمام، ط1، مكتبة مدبولي، 1999، ص92

3- سارة كوفمان وروجي لابورت، مدخل الى فلسفة جاك دريدا المتافيزيقية واستحضار الأثر، ترجمة : ادريس كثير وعزالدين الخطاب، إفريقيا الشرق، 1991، ص 153.

4- برتراند رسل، تاريخ الفلسفة الغربية الكتاب الأول الفلسفة القديمة، ترجمة : زكي نجيب محفوظ، مراجعة : أحمد أمين، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2010، ص 119.

5- مصطفى سويف، الأسس النفسية للإبداع الفني في الشعر خاصة، القاهرة، دار المعارف، 1970. ص 93

6- سعيد توفيق، الخبرة الجمالية، دراسة في فلسفة الجمال الظاهرية، لبنان : بيروت المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، 1992، ص121

7- عبدالوهاب الشعراني، الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية، تحقيق : طه سرور و محمد الشافعي، لبنان، بيروت : مكتبة المعارف،ص 128 .

8- زين الدين محمد المناوي، الكواكب الدرية في تراحم السادة الصوفية : الطبقات الكبرى، تحقيق : محمد أديب الجادر، لبنان، بيروت : دار صادر .ب.ت، ص117

9- ابن تيمية، الصوفية والفقراء، تعليق وشرح، محمد رشيد رضا، ط2، مصر، مطبعة المنار، 1348،ص108

10- أبي العباس أحمد بن عيسى، قواعد التصوف، تقديم وتحقيق عبدالمجيد خيالي، لبنان، بيروت، دار الكتب العلمية، ب.ت.، ص103

11- أبي بكر محمد الكلاباذي، التعرف لمذهب أهل التصوف،ضبط وتعليق : أحمد شمس الدين، ط1، لبنان، بيروت : دار الكتب العلمية،ص89.

12- هنتر ميد، الفلسفة أنواعها ومشكلاتها، ترجمة : فؤاد زكريا، ط7،القاهرة، مطبعة الأنجلو، 1986،ص125

13- المرجع السابق ص 126

14- يوسف زيدان، الفكر الصوفي بين عبدالكريم الجيلي وكبار الصوفية، لبنان، بيروت : دار مدارك للنشر، ص113

15- المرجع السابق، ص 115

16- زكي مبارك، التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق، الجزء الأول، ط1، مطبعة الرسوالة، 1938، ص147

17- عبدالرحمن عبدالخالق، الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة، ط5، ملتقى اهل الحديث، 1999، ص106

18- المرجع السابق ص117

19- زكي نجيب محمود، موقف من الميتافيزيقيا، الطبعة الأولى، القاهرة: دار الشروق، 1993، ص 117 ومابعدها

20- ميشيل أونفري، كتاب نفي اللاهوت، ترجمة : مبارك العروسي، ط1، بغداد: منشورات الجمل، 2012، ص 154.

21- عبدالوهاب الشعراني، الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية، تحقيق: طه سرور و محمد الشافعي، لبنان، بيروت : مكتبة المعارف، 132

22- مجدي كامل، أحلى قصائد الصوفية، الطبعة الأولى، سوريا، دمشق: دار الكتاب العربي، ب.ت، ص98

23- مجدي كامل، أحلى قصائد الصوفية، الطبعة الأولى، سوريا، دمشق: دار الكتاب العربي، ب.ت، ص 102.

24- المرجع السابق ص 107

25- عبدالمنعم الحفني، الموسوعة الصوفية: أعلام التصوف والمنكرين عليه والطرق الصوفية، المكتبة العلمية، ب.ت.

26- المرجع السابق ص 134

27- وليك رينيه، مفاهيم نقدية، سلسلة "عالم المعرفة "، الكويت، العدد 110، فبراير 1987، ص 91

28- رشيد يحياوي، في أنواعية الشعر، لبنان، الدار العربية للنشر والتوزيع، مطبوعات النادي الأدبي بجازان، 2014، ص828

29- ترانس هوكز، البنيوية وعلم الإشارة، ترجمة: مجيد الماشطة، بغداد، دار الشئون الثقافية، 1986م، ص131


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى