الثلاثاء ١٠ آذار (مارس) ٢٠٢٠
بدون مؤاخذة
بقلم جميل السلحوت

العمى الثقافي في فلسطين

في الخامس من آذار-مارس- الحالي أقامت ندوة اليوم السابع الثقافيّة الأسبوعيّة الدّوريّة، في المسرح الوطني الفلسطيني-الحكواتي- في القدس احتفالا بمرور تسعة وعشرين عاما على تأسيسها، ودخولها عامها الثّلاثين. وقد حضر الاحتفال العشرات من الكتاب والفنانين والمثقفين والمهتمّين بالشّأن الثقافيّ. كما كتب العشرات مقالات بهذه المناسبة، نشرتها عشرات الصّحف والمجلات والمواقع الفلسطينيّة والعربيّة.

وندوة اليوم السّابع ليست أطول ندوة على السّاحة الفلسطينيّة والعربيّة فحسب، بل تعدّت ذلك لتكون أطول ندوة في العالم جميعه كما قال الأديب أولف ستارك رئيس اتّحاد كتاب الأطفال في السويد. لكنّ يبدو أنّ هذه المناسبة وهذه النّدوة وأهمّيّتها وأهمّية استمرارها لم تصل إلى مسامع "عباقرة الثّقافة" في فلسطين نفسها، أو بالأحرى فإنّ القائمين على بعض المؤسّسات الثّقافيّة ووسائل الإعلام الفلسطينيّة لا تروق لهم هذه النّدوة، أو أنّ المسؤولين الثّقافيّين في هذه المؤسّسات لا يستسيغون القائمين على النّدوة أو بعضهم، لأسباب تخصّهم ولا يعلم بها غيرهم، أو ربّما بسبب تفشّي مرض "الكورونا"، لذا فإنّهم تجاهلوا نشر أيّ خبر عن احتفاليّة الندوة بدخولها عامها الثّلاثين. تماما مثلما فرضوا حصارا على نشر المقالات بهذه المناسبة.

وفي الواقع فإنّ هكذا تصرّفات ليست جديدة على وسائل إعلامنا المقصودة، فالمسؤولون عن الصّفحات الثّقافيّة فيها يتجاهلون حتّى نشر خبر عن صدور كتاب توثيقيّ لجلسات النّدوة، التي صدر عنها حتّى الآن ثلاثة وعشرون كتابا، تماما مثلما يتجاهلون نشر خبر عن صدور كتاب لأيّ من القائمين على الندوة، علما أنّ الأخبار والمقالات ترسل إليهم أوّلا بأوّل، وليتهم يخبروننا عن أسبابهم؛ لنجد لهم عذرا! أم أنّ الكورونا الثقافيّة والإعلاميّة وصلت بلادنا قبل أن تصلنا كورونا الوبائيّة؟

وهنا لا بدّ من القول أنّ الندوة المؤهّلة لدخول موسوعة غينتس، وهذا يشكّل رافعة للحراك الثّقافي في فلسطين، ستواصل نشاطاتها، ولا تنتظر التّهاني والمباركة من أحد، وتتمنى الشّفاء لمرضى الثّقافة الكورونيّة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى