الاثنين ٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٧
بقلم رواء الجصاني

الغربة والحنين في شعر محمّد مهديّ الجواهريّ

من المصادفات الجميلة في هذا الزمن الرتيب، البكّاء، وبالتزامن مع السنويـــة العشرين لرحيل الشاعر العراقي – العربي الخالد، دافعت الباحثة اللبنانية: هبة محمد مصطفى، قبل فترة وجيزة، عن رسالتها للماجستير الموسومة " الغربة والحنين في شعر محمد مهدي الجواهري" ولتجاز بدرجة جيد، من اللجنة الاكاديمية في كلية الاداب والعلوم الانسانية / الجامعة اللبنانية بيروت. (*)

وقالت "هبة" عن دوافع اختيارها لهذهِ الدّراسةِ، وللعنوانِ: " هو حبُّ الإطلاعِ وتعرّفِ حياةِ شاعرٍ لفتَ إنتباهي منذُ بدايةِ قراءَتِي لشعرِهِ وحياتِهِ، وقد سعيتُ جاهدةً إلى اكتشافِ ملامحِ تلكَ الشّخصيّةِ العملاقةِ الّتي لُقِّبَ صاحبُها بشاعرِ العربِ الأكبرِ، كما أنَّه حصلَ على لقبٍ شعريٍّ مميّزٍ وهو متنبي العصر. وهذا ما ولّدَ الإعجابَ في نفسي أكثر، ولقد تاثّرْتُ كثيرًا بحياتِهِ وغربتِهِ وحنينِهِ".

* اما عن اهمية الدراسة، واهدافها، فقالت الباحثة:

"ان الاهمية تكمن في ان تعرّفِ بشاعرٍ عملاقٍ صاحبِ مخزونٍ شعريٍّ لايزالُ حتَّى اليومِ يُعدُّ من النّوادرِ، اِلتَحمَ شعرُهُ بالأحداثِ العنيفةِ مدًّا وجزرا،ً ثباتًا وتقلّبًا، وأصبحَتْ قصائدُهُ المواكبةُ لها مناراتٍ تضيءُ لعشاقِ الشعرِ والوطنيّةِ والقوميّةِ معًا، الشّعرُ في أنموذجِهِ العالي الّذي تتردّدَ من خلالِهِ أصداءُ شعراءِ العربيةِ الكبارِ: المعرّيُ والمتنبي وأبو تمام والبحتري والشريف الرّضي وغيرُهم من أصحابِ القاماتِ الكبرى، يحاذيهِمُ الجواهريُّ ولا يتخلّفُ عنهم، بل يتجاوزُهم بمذاقِ العصر وفتنةِ المغايَرَةِ والقدرةِ الفذّةِ على إبداعِ الصّورةِ الشّعريةِ في منمنماتِها، وتنويعاتِها الإيقاعيّة"... اما اهداف الدراسة - البحث فهي:

هدف الكشف عن دورِ الغربةِ وما ولّدتهُ من حنينٍ لدى الشّاعر، وكيف عبَّر عن ذلك في شعرِه.
اِستكشافِ أبرزِ محطّاتِ حياتِهِ في الوطنِ والغربةِ والهجرةِ القسريّةِ الّتي أنَّ منها، حيثُ كان الحنينُ المُشعِلَ لثوراتِ النّفس، ما جعله سيّدًا للحرف ، يغوصُ في كنفِه مُبحرًا في عالمِ الشعرِ، شاعرًا صلبًا يقفُ جبّارًا عنيدًا يتحدّى كلَّ الصّعابِ على الرَّغم مما يعتوِرُه من مشاعرَ متناقضةٍ أحيانًا.

وتستمر الباحثة في التعريف برسالتها فتقول:

تناولتُ في رسالتي (الغربة والحنين في شعر محمّد مهديّ الجواهريّ).. وقد وجدْتُ عالمَ الجواهريِّ عالمًا شعريًّا بامتياز، حتّى أنَّ الحياةَ عندَهُ كانَتْ تُعادُل العيشَ بوضعٍ شعريٍّ، وهي إنْ خلَت أصبحتْ جحيمًا.

إنّ الجهدَ المبذولَ في دراسةِ شعرِ محمّدٍ مهديٍّ الجواهريّ وإقامةِ الرّكائزَ البحثيّةَ، حتّمَتْ عليَّ توزيعَ الرّسالةِ بينَ مقدّمةٍ ومدخلٍ وفصلين وخاتمة . تُشكِّل المقدّمةُ مدخلًا عامًّا للرّسالةِ، يعرضُ بشكلٍ موجزٍ البحثَ وموضوعَ الرّسالةِ، وهي تحتوي على نقاطٍ لا بُدَّ منها، للتعريف بالشّاعرِ وأسبابُ اختيار الموضوع، والمنهجُ المتّبعُ في الدّراسةِ وصولًا إلى عَرْضِ مضمونِ فصولِها.

أمّا المدخلُ فَقَدْ تَناولَ سيرةَ حياةِ الجواهريِّ، ومراحلَ حياتِهِ، كما تناولَ عَرضًا لمخزونِهِ الشّعريِّ والثّقافيِّ، ومؤلّفاتِهِ الشّعريّةِ.

وفي الفصلِ الأوّلِ تمَّ عرضُ موضوعِ أهميّةِ الوطنِ وأيضًا أزمةِ المواطنةِ الّتي عاشَها الشّاعرُ. أمّا الفصلُ الثّاني فقد تناولَ موضوعَ الغربةِ والحنينِ في شعرِ الجواهريّ، فعرّفَ عناصرَ الغربةِ، ومظاهرَ الحنينِ الّتي تناولَها الشّاعرُ في قصائِدِه. وقد أَنْهيتُ الرّسالةَ بخاتمةٍ عامَّةٍ عن موضوع الرسالة.

واخيرا، وعن النّتائجُ الّتي حققَتْها الرّسالةُ، اضافت الباحثة هبة محمد مصطفى:

تناولت هذه الدّراسةُ موضوعَ الغربةِ والحنينِ في شعرِ الجواهريِّ وكشَفَتْ عن أزمةِ الشّاعرِ الحقيقيّةِ، وأسبابِها وعناصرِها الّتي ساهَمَت في إشعالِ روحِ التّمرّدِ والثّورةِ في حياتِهِ. كما أظهرَتْ السّمةَ الّتي ميَّزَتْ شعرَ الجواهريِّ وهي القدرةُ على التّمرّدِ والتّحديِّ، وتجلَّى ذلكَ في كثيرٍ من القصائد، وقد عبّر ذلك عن جماليّةِ الإبداعِ لدى الشّاعرِ، فقد أبرزَت الحماسَ والزّخمَ في الأحداثِ في قالبٍ شعريٍّ جميلٍ يحملُ اللوحاتِ الدّراميّةَ بأسلوبٍ مؤثِّرٍ.

لقد توصّلَتْ الدّراسةُ أيضًا إلى الكشفِ عن مدى تأثرِ الشّاعرِ بواقعِهِ، وعن كيفيّةِ توظيفِهِ للشّعرِ في خدمةِ وطنِهِ، وفي الّتعبيرِ العميقِ عن واقعِهِ المؤلم، فكانَ الجواهريُّ لكلِّ ذلك لسانًا ناطقًا بأحلام العراق وأشجانِهِ وانكساراتِهِ، وقد كلَّفَتْهُ هذه الوظيفةُ - التي ارتضاها لنفسِهِ - حريَّتَهُ، ومستقرَّهُ في وطنِهِ، وأهلِهِ، وكلَّفَتْهُ غربةً ومنفى، وكلَّفته جنسيِّتَهُ العراقيةَ التي نُزعتْ منه، وكلّفتهُ أنْ مات بعيدًا عن دِجلةَ والفُراتِ، وكلَّفته أنَّ كَفنَه لم يُنسجْ من شراعِ القاربِ الّذي رآه على صفحةِ دِجلةَ.

لقد أضاءَتْ هذه الرّسالةُ على حياةِ شاعرٍ شَغَلَ التّاريخَ، فهو عاشَ غريبًا بكلِّ ما أوتيَ من معنى للغربةِ .. فهو الشّاعرُ الّذي جمعَ بين دفاتِ شعرِهِ حبًّا منقطعَ النظيرِ لوطنٍ عانى ويلاتِ الظلمِ ولايزالُ، وقد شكّلَ شعرُهُ وثيقةً تاريخيّةً وحقلًا واسعًا للأبحاثِ والدّراساتِ ستحملُ الكثيرَ من الموضوعاتِ والمضامين العميقةِ.

وختامًا أرجو من خلالِ هذهِ الدّراسةِ أن أكونَ قد أجبتُ عن كلِّ الأسئلةِ التي تَضمّنتْها خطةُ البحث، محقّقةً الأهدافَ المرجوةَ. كما أتمنى أن تكونَ قد فتحَتْ آفاقًا واسعةً وجديدةً حولَ موضوعِ الغربةِ والحنينِ في شعرِ الجواهريِّ، وأن تكونَ بذرةً لدراساتٍ أخرى تفيدَ المكتبةَ الجامعيّة والعربيّة بشيءٍ جديدٍ.

(*) تشكلت، اللجنة الاكاديمية التي اجازت الرسالة – الدراسة من د. هند اديب، رئيساً ود. دلال عباس، مشرفةً، ود. رامز يزيك، عضواً، وذلك بتاريخ 30/6/2017 .


مشاركة منتدى

  • السلام عليكم...
    الغربة والحنين في شعر الجواهري هو عنوان لرسالة الماجستير لزوجتي الدكتورة نجلاء محسن رضا... وقد ناقشت رسالتها في عام 2012 في الأكاديمية الليبية طرابلس/ ليبيا. وبعدها أكملت الدكتوراه في عام 2017.
    وقد طبعت رسالتها عن الجواهري بكتاب في دار زهدي للطباعة عمان/ الأردن عام 2017. فيرجى التأكد من الرسالة المذكورة... وربما كان العنوان مصادفة.
    د. مثنى عبد الإله الوائلي.

  • الغربة والحنين في شعر الجواهري عنوان لرسالة

    ماجستير نوقشت في كلية الآداب الجامعة

    العراقية في بغداد عام 2007 م

    للدكتور محمد حسون نهاي وأجيزت بتقدير

    جيد جدا عال

  • االغربة والحنين في شعر الجواهري عنوان لرسالة

    ماجستير نوقشت في كلية الآداب الجامعة

    العراقية في بغداد عام 2007 م وأجيزت

    بتقدير جيد جدا عال الدكتور محمد حسون نهاي

    استاذ الادب الحديث في كلية الآداب الجامعة العراقية في بغداد.

  • الغربة والحنبن في شعر الجواهري

    هي رسالة ماجستير للدكتور محمد حسون نهاي ، نوقشت في قسم اللغة العربية

    كلية الآداب الجامعة العراقية في عام 2007 م ، وحصلت عللى تقدير جيد جداً عال .

    وما تجدر إليه الإشارة ان الدكتورمحمد حسون نهاي هو استاذ مادة الأدب
    الحديث في قسم اللغة العربية كلية الآداب الجامعة العراقية .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى