الثلاثاء ١٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٨
بقلم فاروق مواسي

الفعل المضارع- معلومات إضافية «من المصادر»

الفعل المضارع في الأصل ما دل على حدث في الحال أو الاستقبال.

ولكنه قد يرد في استخدامات أخرى، سآتي على ذكرها.

معنى المضارع= المشابه، يقال ضارعه وحاكاه وشاكله وشابهه (مأخوذ من تضارع السخلان، أي أخذ كل منهما بحَلمة ضَرع)، وقد شابه المضارع الاسمَ فيما يلي:

1- كلاهما يكونان مبهمين فتدخل خاصّيّة عليهما، فيتعيّنان ويفيدان معنى جديدًا:

نقول: هو يسافرُ – لا أدري هل هو للحال أم الاستقبال.

أدخلنا السين أو سوف فتعين الزمن للاستقبال بعد أن كان مبهمًا.

وكذلك الاسم:

كتاب- نكرة، ولا نعرف أي كتاب هو المقصود.

الكتاب- تعين بواسطة ال التعريف.

2- المضارع قد يقع في مواقع الأسماء ويؤدي معانيها: محمد يسرع، ومحمد مُسرِعٌ، وأنا أعرف المادةَ، وأنا عارفٌ المادةَ. لاحظ أن كلمة (المادة) في الجملتين تعرب مفعولاً به.

3- تدخل لام التوكيد على المضارع، وهي في الأصل تدخل على الاسم لأنها لام الابتداء، فتقول:

إن الطفل لباكٍ، إن الطفل ليبكي، ولا يجوز دخولها على الماضي.

الفعل المضارع يبدأ بأحد الحروف: ن، أ، ت، ي، وقد جمعتُها في كتابٍ لي على كلمة (نَأتي)، واستسغتُها أكثر من (أنيتُ)- لأن (نأتي) فعل مضارع كذلك.

انتبه إلى أن حركة هذه الحروف الأربعة فتحة:

يَقبَل، يَستقبل، يَتقبّل،

ولكنها تضم إذا كان أصل الفعل االغائب في الماضي من أربعة أحرف: هو أقبل- يُقبِل، قابل- أُقابل، قبّل، نُقَبّل، علّم- يُعلّمون، دحرج- تُدحرجين، آمن- نُؤمن.

تحديد المضارع هو:

أن يقبل دخول السين أو سوف أو النواصب أو الجوازم، نحو: لم يكتبْ، لن أبكيَ، سوف يجتهدُ..

المضارع ومعناه (باعتبار زمنه)

يفيد المضارع:

 للإعراب عن حقيقة تحدث، نحو: تشرق الشمس كلَّ يوم صباحًا.

كلُّ حيّ يموت.

 للإعراب عن حدثٍ جرى وقوعه عند التكلم، واستمر واقعًا، وهذا ما يسمى ب (الحال) نحو:
فقلت لصاحبي: أراك في حَيْرة من أمرك، فقال لي: أَحْسبُك تفكر في ذلك.

ويتعين المضارع للحال- كذلك- بلام الابتداء، إنك لتتفوقُ،

أو مسبوقًا بـ ليس: لستُ أندمُ،

أو ما النافية: ما أقبَلُ النفاقَ.

 الإشارة إلى الماضي إذا كان مسبوقًا ب (لم): فإذا قيل: (لم يَكتبْ) فكأنه قيل: (ما كَتَب)، ويقال إن النفي بـ (لم + المضارع) أقوى: لم يلد ولم يولد- الصمد ، 3.

 الدلالة على أن الحدث كان مستمرًا في زمان ماضٍ، وذلك إذا سبقه (كان)، نحو:

كان النبي (عليه السلام) يوصي بمعاملة الجار بالحُسنى.

 للدلالة على الماضي، فلا يكون معناه الحال ولا الاستقبال، كقوله تعالى:

إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وَعَدنا الله و رسولُه إلا غُرورًا- (الأحزاب، 12).
..
للدلالة على استمرار العمل، دون التقيد بماضٍ أو حاضرٍ أو مستقبل، كقوله تعالى: إن الله
يأمر بالعدل والإحسان وٕايتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي
- (النحل، 90)
وعنده مفاتح الغيب لا يعْلمها إلا هو، ويعْلم ما في البر والبحر، وما تسقط من ورقة إلا يعْلمها-

الأنعام، 59.

 للدلالة على المستقبل، إذا دخلت عليه السين أو سوف، نحو ولسوف يرضى- فسيكفيكهم الله ...

ويتعين للاستقبال إذا تضمن طلبًا: يوفقُك الله يا أخي!

قد يقع المضارع موقع الأمر، من ذلك قوله تعالى:

قل لعباديَ الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم- إبراهيم، 31،

وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن- الإسراء، 53-

أي: أقيموا الصلاة، وأنفقوا مما رزقكم الله، وقولوا التي هي أحسن ...

قل للمؤمنين يغُضّوا من أبصارهم ويحفظوا فُروجهم- النور، 30.


مشاركة منتدى

  • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جازاك الله خيرا يا دكتور
    تنبيه: هنا الفعل الماضي (جازاك) تفيد المستقبل
    وبارك الله فيك
    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

  • مالفرق بين قولنا انواع الفعل ماضي ومضارع وامر
    وقولنا ماضي وحال ومستقبل
    هل هناك اختلاف ؟
    اذا كان هناك اختلاف متى نستخدم كلمة مضارع ومتى نستخدم كلمة حال
    ومتى نستخدم كلمة امر ومتى نقول مستقبل

    أرجو الرد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى