الخميس ٤ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم عبد القادر محمد الأحمر

القمـر

 يقول د. أحمد زكي في كتابه «مع الله في السماء»:

... إن مدار القمر كمدار الأرض، اهليلجي الصورة- أي مبالغ في تفرطحه - إنه مدار بيضاوي احتلت «الأرض» إحدى بؤرتيه.. ويبعد القمر عنَّا حتى ليكون بعده 252710 ميلاً، ويقترب منَّا حتى ليكون بعده 221463 ميلاً، تنقص المسافة بيننا وبين القمر أكثر من عشرها، ومع هذا لا نحس للقمر باقتراب أو ابتعاد!!.. ويستغرق القمر في إكمال دورته حول الأرض 27 يوماً ونصف، ولكن الأرض تكون في أثناء هذا قد دارت بالقمر حول الشمس فتغير موضعها، ووجب على القمر أن يلاحقها ليكون في موضعه بالنسبة لها عندما بدأ دورته حولها أول الشهر، وهو يلحق بهذا الموضع بعد نحو يومين، فيكون قد مضى على أول دورته نحو من 29 يوماً ونصف..

والقمر يدور في مستوى حول الأرض، وتدور الأرض في مستوى غيره حول الشمس، إنهما يكادان يتطابقان، فميل المستوى على أخيه يبلغ نحواً من 5 درجات، وكما مال محور الأرض على مستوى مداره، فكذلك مال محور القمر على مستوى مداره، إلا أنه أقل ميلاً، ودارت الأرض حول نفسها، فكان هذا «الليل»، وكان هذا «النهار»!!
ودار القمر حول نفسه!!..

ولكن الأرض تقطع مدارها حول الشمس وتتمه، بعد أن تكون قد دارت حول نفسها نحواً من 365 مرة هي الأيام، والقمر يقطع مداره حول الأرض ويتمه في شهر قمري، ولكنه أثناء هذا لا يكون قد دار حول نفسه إلا مرةً واحدة..

ومن أجل هذا لا نرى منه إلا وجهاً واحداً، إلا أن يتأرجح فنرى من جوانب هذا الوجه، من ورائها، أطرافاً، إنه يواجهنا بوجه واحد كلما دار، ويأبى أن يعطينا ظهره، فليس في الناس من أموات وأحياء من رأى للقمر ظهراً


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى