الجمعة ٩ شباط (فبراير) ٢٠٢٤
بقلم أحمد ترمس

الكلام سرنا المنشور

في البدء كان الكلام
عطر من كتاب الحياة
و كان البوح النبيل
ومضة من نور القلب
يضيء مساحة من كوكب الفكر
فبأي اللغات أكتب
والكلام صورتي
ورحيق محبرتي
وأنا الذي نشرت حروفي في غمرة الزحام
وأنا الذي سقيت قصائدي من عطر الغمام
فبأي اللغات اكتب وأنا سليل أمة الحروف
وبأي معدن أصقل جوهر الكلام

ها أنا اهبط من سماء الفكر
إلى ضفاف الكلمة
أغمس ريشتي واكشف عن القول المباح
وأطوف في مدارات الجمال
وأسافر على أجنحة نسمة
وأقطف من سنا الضياء ومضة
وأمتطي صهوة الخيال
والكلمة تكتبني على صفحات الحياة
وتزرعني على صدر الحقل وردة
وتطلقني فوق محيا الأفق نجمة
قلمي أخضر
في بحر الكلمات زورقْ
أسكنته عذب المعاني
ومهرته بحنين الوجد المنمق
وصقلت حروفه بحبق القلب
ورسمت بدائعه بندى الحب
وأنزلته من مزن المداد المعتقْ

الإنسان أول الكلام
سره المجلى وجوهره الأعلى
وكتابه المرتجى
وكذلك هو مسك الختام
والكلام الطيب طيف غمام
صدقة سانحة
وباقة زاهية من نرجس وخَزام
والكلام رفيف الضياء
صاخب كما الموج
عاصف كما الرياح
ناعم كما الماء
وكم جميل حينما تتراقص الحروف بين زهرتين
زهرة العقل وزهرة القلب


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى