الفنان السينمائي والمسرحي المتميز فاروق أزنابط
هناك فنانون نقدرهم كثيراً، نتابع أعمالَهم في التفلزة ،وفي السينما، و في المسرح، ولأننا نكن لهم شعوراً خاصاً، فإننا نحب أن نعرف أخبارهم، وقد ننقلها نحن بدورنا للآخرين، لا نميمة بل حباً؛ حب شارك في صنعه إما إبداع جميل، أو أريحية، أو موقف لا يُنسى، منهم.
من هؤلاء الفنان الريفي المحبوب فاروق أزنابط.
فاروق فنان ريفي، محبوب، استطاع أن يرسم لنفسه مساراً فنياً متميزاً، في التلفزة والسينما،والمسرح؛ لاسمه حظوة لدى المشاهدين، شارك في صنعها فنه الأصيل، مجسداً أدواره ببراعة فنانٍ مسكونٍ برسالة نبيلة، يحرص على توصيلها للمشاهد عبر مسرحيات، أو مسلسلات، أوأفلام تترك بصمة، تمر من العقل، وتسكن القلوب.
بداياته كانت في المسرح الذي عشقه، سواء مسرح الطفل، أو مسرح الكبار؛ لتشخيصه للأدوار نُكهة ريفية لا تخفى على أحد، فوق الركح، أو في الشاشة الصغيرة أوالكبيرة..شارك إلى جانب فنانين مرموقين، وتحت إمرة مخرجين كبار، واستطاع أن يغرس اسمه أيكة خضراء، سقاها بماءِ فنٍ أصيل، غير مبتذل.
شاهدناه في:
رجل من ذهب_ القمر العاشق _ بنت السلطان_ الاسكافي _ تلايتماس _ حفار القبور....(مسرح الكبار)،
الجهل و العلم _ l’arbre au rocher _ من ينقذ بحيرة مارتشيكا_ أجلت الجلسة... (مسرح الطفل)
زلزال امزورن_ عسل الدفلة _ الوريث الوحيد _ فرصة العمر _ النيكرو _ مغريضو -الصفقة _ العميد المنصور (أعمال تلفزية - القناة الثامن)، الماضي لايموت في جزئين _ نهار مبروك _ بيا و لا بيك _ غدر الزمان ...(أعمال تلفزية -القناة الأولى)
مغيس _ الوحوش _ ايبيريتا _ وداعا كارمين ...(الأفلام السنيمائية الطويلة)
تابعونا في "كلمني عنه"، الجزء الثالث – الحلقة ... مع أجوبة فنان أصيل اسمه فاروق
1- موقف طريف حدث لك في الأسرة، أو المدرسة، أو الحياة بشكل عام،
2- الإبداع الفني ،كيف ترسمه، بينك وبين نفسك، قبل التصوير،
3- ورطة نُسجت لك أو وقعتَ فيها صدفة ... كيف تخلصتَ منها،
4- أجمل أو أغرب، أو أسوأ تعليق عن "إبداعك السينمائي أو التفلزي"، سمعته من أحدٍ وجهاً لوجه، أو قرأته مكتوباً.
5- في مجال الفن ، أمر تكشفه، لأول مرة، وتميط اللثام عنه لمحبيك..
6- كلمة استثنائية، منك.
موقف طريف حدث لك في الأسرة، أو المدرسة، أو الحياة بشكل عام
حصل لي ذلك في أمستردام، ذات موسم، فوق الخشبة، مؤدياً دوراً في مسرحية "أظراف"/ الإسكافي؛ في لحظة، أمام جمهورغفير، نسيتُ دوري، وغاب عني الحوارُ تماماً، وبفنية، وبتقنية خروجٍ عن النص تلاعبتُ برأسي، بحركات بهلوانية، أنقذت بها الموقف، الذي أحرجني كثيراً، لكنه أسعد الحاضرين، لأنهم ظنوا أنه جزء من الدور في المسرحية.
الإبداع الفن ،كيف ترسمه، بينك وبين نفسك، قبل التصوير،
قبل تقمص الشخصية أقرأ السيناريو جيداً، أتوقف عند المشاهد التي تخص البطل وقفاتٍ متأنية، أتقمصها بيني وبين نفسي، وبدون مرآة، بل وأدرس حتى الحركات الملائمة للمشهد، أهتم بجسدي كله مع كل كلمة؛ أي حركة أقوم بها، يستدعيها المشهد، تكون قيد الدرس العميق مسبقاً، مهما تكن بسيطة؛ لأن الحركات، في الفن، لا تُلقى اعتباطاً، أو كيفما اتقف ..أنسى فاروق، أنضو عني ثوبي، وألبس ثياب الشخصية حتى أصبح البطل فلان، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لدرجة أني، بعد ذلك، أحتاج لوقت كبير حتى أعود سيرتي الفاروقية الأولى.
3 - ورطة نُسجت لك أو وقعتَ فيها صدفة ... كيف تخلصتَ منها
لبّيْتُ دعوةً من شركة إنتاج سينمائية مرموقة، للمشاركة في برنامج رمضاني، اُعِدّ لي شخصياً كفنان ريفي، للوقوف على ملامح، ومحطات من شخصيتي الفنية؛ بدأتِ الأسئلة، من منشط البرنامج، تتقاطر عليّ عن حياتي، وفني، ومستقبل الفن بالريف، وكنتُ أجيب بأريحية معهودة، لكن المنشط راح يزيغ، بأسئلته الغريبة، وبدأ يقرب من جدران محطات خَبيئة من شخصيتي، هي بالنسبة لي مكتوب عليها " الاقتراب ممنوع"، اعترضتُ، لكنه أصر أن يتسلقها بدعوى السبق الصحفي، خيرتُه في الأخير بين أنْ يكف عن طرح أسئلته المستفزة، أو أنسحب، لكنه أصر على المضي قدماً، بهدوء عجيب، مستمراً في استفزاي بأسئلته، نزعتُ الميكروفون المعلق فوق صدري، وقفتُ لأنسحب ، لكنه اعترض طريقي، وهو لا زال يكرر سؤاله الأخير ،أمام هذه الحال كان لا بد من رد فعل عنيف، مني، تمثل في أنه أصبح غارقاً في دمائه التي سالت من أنفه بغزارة، بسبب ضربة قوية على وجهه ..حينها فقط تعالت الأصوات من الكواليس "أستاذ فاروق، شاركتَ معنا في الكاميرا الخفية".
قدمتُ اعتذاري للمنشط، ورفضتُ أن تُعرض الحلقة في رمضان.
أجمل أو أغرب، أو أسوأ تعليق عن "إبداعك السينمائي أو التفلزي"، سمعته من أحدٍ وجهاً لوجه، أو قرأته مكتوباً.
أعلنها صراحة، وبفخر، طوال مسيرتي الفنية لم أتلقَ أي تعليق يسيئ لفني، أبداً.
رشيد الوالي في مسلسل "الماضي لا يموت"، أعْجِبَ بدوري، وقال مُعلقاً عن مشاركتي إلى جانبه في المسلسل "أنت فنان بلا منازع"،
وكذلك المخرج هشام جباري أسعدني بما قاله عني "احنا عندنا محمد خويي، فنان مقتدر، وفي الريف عندهم فاروق أزنابط".
رشيد، وهشام، على سبيل المثال لا الحصر؛لأني أحتفظ بشهادات ثمينة قدرت مسيرتي الفنية من كبار المخرجين، والفنانين المعروفين على الصعيد الوطني، والعالمي.
في مجال الفن، أمر تكشفه، لأول مرة، وتميط اللثام عنه لمحبيك..
هذا سؤال، منك، أصرح أنه لم يسبق لأحد أن طرحه عليّ، منذ بدأتُ الاشتعال في الفن، ولأنه بهذه الخصوصية، أعترف لقلوبكم الطيبة أني خجول جداً، رغم أني أجسد أدواراً كبيرة أمام أزيد من أربعين تقنياً وراء الكاميرا، وآخرين.. حين أمثل أرتبك، وأخاف، وأنا أتقمص الشخصية؛ مهمتي الوحيدة، حينها أمام الكاميرا، هي أن أرضي المتلقي، وأتقمص الدور عن جدارة، وهذا ما أنجح فيه، والحمد لله.
جاداً أقول لكم إني أمام الكاميراً ارتجف خوفاً، وأجهد نفسي حتى أكون عند حسن المخرج، ومُحبي فني، أخاف من النقد كثيراً خاصة من نقد زوجتي، نقدها لي حاد، وصعب..هههه
كلمة استثنائية، منك.
شكري جزيل لإدارة السلسلة الحوارية الطريفة "كلمني عنه"، أتاحت لي فرصة ثمينة لعناق مُحبّي فني، وللتعبير لهم عن حبي الكبير لهم، من أي مكان، في هذه الأرض.
وأرجو من هذه المدينة الجميلة (الناظور) أن تضاعف من إنتاج أعمال فنية هادفة. تحيتي.