الأحد ١٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم محمد شداد الحراق

المديح الصوفي

الشعر الناصري نموذجا

لقد نشط هذا الاتجاه الشعري في البيئة الصوفية وفي أوساط الفقهاء، ووجد فيها التربة الخصبة لنموه وانتشاره، خصوصا في أزمنة الاستبداد السياسي والظلم الاجتماعي. وذلك حينما يفقد الناس ثقتهم في علماء السلاطين والبلاطات وفي فقهاء النوازل والمناسبات. فلا يجدون أمامهم سوى الزوايا والرباطات، فيولون وجوههم شطرها، يمدحون علماءها، ويتقربون إلى شيوخها، وينخرطون في مشروعهم الديني والتربوي.

لا يطمعون في مكسب، ولا يسعون إلى حظوة، ولا يرجون منفعة، بل يكون همهم الوحيد هو البحث عن الموطن الآمن، وعن القلوب الصادقة، وعن الرجال الصلحاء والعلماء النبهاء الذين يدلون الناس على الخير، ويعلمونهم أمور دينهم ودنياهم. وإذا كان بعض الشعراء قد سخروا شعرهم للمدح والتكسب والارتزاق والتزلف إلى الحكام والولاة والسلاطين، وتسابقوا على موائدهم، وأكلوا من فتاتها و فضلاتها، وعاشوا بعقلية نفعية انتهازية، وبطموحات مادية مصلحية، فإن شعراء الزوايا كان لهم شأن آخر، ومنطلق مغاير تماما.

فقد سلكوا بالمدح مسلكا جديدا، وتوجهوا به إلى رجال العلم والفقه والتصوف والولاية والصلاح. لا منفعة تدفعهم، ولا مصلحة تحركهم. لأنهم وجدوا في أولئك الرجال القيم الخالدة والصورة المثالية للقادة الذين يستحقون المدح والثناء من الناس. ولذلك يعتبرهم الأستاذ عبد الله كنون أصحاب فضل على الشعر لأنهم احتفظوا له بمكانته العالية بعد ما ابتذله أصحاب التكسب والارتزاق، بل إنهم امتلكوا موقفا معاديا لأصحاب التكسب بالشعر، إذ عابوا على الشعراء المرتزقة ولاموا صنيعهم حينما انبطحوا على أبواب القصور ووضعوا جباههم على تراب المصلحة، وتعلقوا بأذيال الملوك. وفي هذا يقول أبو القاسم الشاطبي:

قل للأمــير مقالـه من عالم فطن نبـيه
إن الفقيـه إذا أتـى أبوابكم لا خير فـيه

وقد ساد الاقتناع في صفوف العامة والخاصة بأن كل فقيه تقرب إلى السلطان وتذلل إليه، لا يوثق به ولا بعلمه. لأن من يحوم حول البلاطات ويستجدي الحظوة والامتيازات يكون دائما مستعدا للتضحية بأخلاقه ومبادئه في سبيل المصلحة.

أما الشعراء الفقهاء وأتباع الزوايا، فقد نأوا بشعرهم عن مستنقع التكسب، وابتعدوا عن مواطن الشبهة حينما زهدوا في أبواب الحكام ونظروا إلى الشيوخ والأقطاب والعلماء نظرة التقدير والتعظيم. وإذا كان منهم من مدح الملوك والخلفاء، فإنهم قلة، ومع ذلك فهم لم يستهتروا في هذا الأمر استهتار غيرهم من الشعراء، ولم يتخذوه حرفة، وكانوا لا يمدحون إلا من يستحق المدح

وقد حافظ شعراء الزوايا على هذه القيم، وزهدوا في الدنيا والمراتب والجاه، وابتعدوا عن حمى السلاطين. لأنهم اعتبروا أن الزهد في الماديات والابتعاد عن الحكام "بمثابة الحرف الأول في أبجدية الطريق إلى الله".

إن شعراء الزوايا- وغيرهم من الشعراء الفقهاء- قد خلقوا تيارا جديدا واتجاها مستحدثا في مجال المديح، بحيث هذبوا هذا الفن، وشذبوا أغصانه حتى لا يميل إلى رياض السلاطين وبلاطات الحكام. فساهم عملهم في ظهور شعر مدحي جديد يتغنى فيه أصحابه بصفات العلماء والصوفية ورجال الولاية والصلاح.

لقد كان شيوخ التصوف الصلحاء ،في زمنهم، يمثلون صورة البطل النموذج الذي تتحقق على يديه الفتوحات والرغبات، وتصلح به أحوال الناس وتقضى به الحاجات. خصوصا في زمن النكسات والكوارث والصراعات. وقد ازداد الإعجاب بهؤلاء الأبطال والزعماء الروحيين حينما زهدوا في الدنيا وطلقوها ثلاثا، وعزفوا عن الماديات وتركوها كليا، وأقبلوا على العلم والدين والذكر والتربية والخدمات الاجتماعية، وكذلك حينما اعتصموا بحبل الله المتين، وانتقدوا الحكام الظالمين، ورفضوا الخضوع لهم أو الاستسلام لتعليماتهم ووصايتهم. هذه الصفات وغيرها جعلت المجتمع كله يتحلق حول الشيوخ والعلماء الصادقين والمجاهدين. فكثر، بذلك، أنصارهم وأتباعهم، وكثر، تبعا لذلك، شعراؤهم وأدباؤهم. فتنافس هؤلاء في مدحهم والثناء عليهم، وفي تقريظ أعمالهم وتخليد تراثهم ومناقبهم.

وتمثل الزاوية الناصرية نموذجا واضحا لهذا النوع من الشعر. فقد وجد الشعراء المغاربة خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر للهجرة، بصفة خاصة، الصورة النموذجية للبطل ممثلة في شيوخ هذه الزاوية وفي بعض علمائها وتلامذتها. فقد توارث أهل الزاوية العلم والصلاح والجرأة والقيم المثلى. فارتبطت شهرة هذه الزاوية بسيرة شيوخها وبصيتهم وسمعتهم التي تجاوزت الحدود. ولذلك تقاطر عليها الشعراء من كل حدب وصوب، يطلبون الانضمام للطريقة الناصرية، ويرسمون في لوحاتهم الشعرية صورة البطل الذي ملأ الدنيا بعلمه وزهده وتواضعه.

انطلقت مسيرة المدائح الصوفية في الزاوية الناصرية مع قصائد كل من اليوسي والعياشي. وبعد ذلك أصبحت تقليدا فنيا في صفوف سائر المثقفين والأدباء المنضويين تحت لواء الطريقة الناصرية، حتى أصبحت القصائد التي قيلت في مدح شيوخ الزاوية وعلمائها تمثل تراثا شعريا هائلا قل نظيره في ذلك العصر. بل إن قصائد المدح الصوفي تشكل أهم العلامات الدالة على الحركة الشعرية في الزاوية الناصرية. فلا تكاد تجد مصنفا من مصنفات هذا العصر إلا وفيه بعض من هذه المدائح التي قيلت في هذا الشيخ أو ذاك. ويكفي أن نسرد أسماء الشعراء المداحين لشيوخ الزاوية لنعلم أهمية هذا النوع من الشعر وقيمته. فإلى جانب كل من اليوسي والعياشي نجد شعراء العصر، كعبد الملك التجموعتي(ت1118) وأحمد الحلبي(ت1120) وأحمد التستاوتي(ت1127) ومحمد العلمي الحوات(ت1161) وموسى الناصري(ت1142) وأحمد بن موسى الناصري(ت1156) والصغير الإفراني(ت1156/1157) وغيرهم كثير.

بل إن هناك من شعراء المشرق العربي من شاركوا في هذه الحركة المديحية تقديرا منهم لشيوخ الزاوية واحتراما لمكانتهم في العلم والسلوك، فهذا أحد شعراء مصر وهو عبد الرحمان بن العز يمتدح الشيخ أحمد الخليفة بقصيدته التي مطلعها.[الكامل]

حدث عن المرعى الخصيب الأينع ودع التغزل في الجمال الأروع
وانزل ولذ بالظاعنين وصبهــم أشواقي التي مزجت بأضلعـي
فرياض هاتيك المعاهـد أيـنعت والشوق أمطرها سحائب أدمـع

وفيها يقول مادحا :

ذي النسك والفعل الجمـيل أحمد بن ناصر سامي المقام الأرفـع
المالـــكي الشاذلـي المغربي اللوذعي أخ النوال الأوســـع
الأمجـدي الأحوذي الأوضحـى الصالح بن الصالح المــتورع
يا در عــقد الأفضلــين ومن غدا فعيله بأحمد المتـشــرع
خذ مدحة كعـروسة في خدرهـا جاءتك تسعى في جمال أبــدع

إذا كانت هذه العبارات المادحة المحملة بألفاظ الثناء والإطراء قد صدرت من أحد شعراء المشرق من المعجبين الذين وصلهم شعاع الزاوية ونور شيوخها، فكيف تكون عبارات الثناء والمدح إذا صدرت من شعراء الزاوية الذين يستحمون بهذا النور ويتلحفون بهذا الشعاع صباح مساء ؟ كيف تكون مدائح من نهلوا من معين الزاوية، وارتووا من حياضها المعرفية والروحية، وتربوا على أيدي رموزها وشيوخها، وتشربوا القيم والأخلاق من تعاليمها ؟

تكشف المدائح التي قيلت في شيوخ الزاوية عن مستوى الارتباط وعن متانة العلاقة التي كانت قائمة بين القيادة والقاعدة. ففيها نلمس كل العلامات الدالة على الولاء التام والبيعة المطلقة والانتماء الصادق للخط الأيديولوجي الناصري، والالتزام بالمرجعية والتصورات الفكرية للطريقة الناصرية. بقصائد المديح الصوفي عبر الشعراء عن هذا الانتماء وعن هذا الولاء، خصوصا وأن الزمن الذي عايشوا تقلباته وصراعاته دفعهم إلى الاحتماء بحضن الزاوية وبحمى شيوخها، اتقاء للفتنة، وابتعادا عن رحى الصراعات الطاحنة التي كانت تسحق الجميع، وتنشر الرعب والفزع في كل مكان.

لقد وجد الشعراء في الشيخ صورة الزعيم الروحي والموجه التربوي والنموذج البشري الذي يستحق المدح والثناء في زمن ضاع فيه الربان وعز فيه الملاح الذي يقود المركب إلى بر الأمان. ولذلك نجد الشعراء قد ولوا شطر الزاوية بوجوههم ومدائحهم، يصفون كل عالم وكل شيخ وكل ولي صالح. حتى أصبح للزاوية شعراؤها وللشيوخ مداحهم كما كان للسلاطين شعراؤهم وأدباؤهم.

لقد شكلت (دالية اليوسي) مقدمة لسلسلة المدائح الصوفية التي نظمت في شيوخ الزاوية الناصرية، وكانت عنوانا كبيرا لمدرسة شعرية جديدة تهتم بالزعماء الروحيين وقادة المجتمع الحقيقيين في تلك الفترة. وقد فتحت هذه المدرسة أبوابها لشعراء كثر من أبناء الزاوية و من العلماء الأفاقيين. فجاءت قصائدهم كامتداد طبيعي لدالية اليوسي باعتبارها القصيدة / النموذج في هذا الباب. وغير خفي ما يمكن أن يحدثه هذا التمركز حول شيوخ الزاوية من استفزاز لأنانية السلاطين، واستثارة لعقدة العظمة والغيرة القاتلة في أعماقهم . فظهور هؤلاء الرموز واستقطابهم للناس وللطبقة المثقفة، تهديد مباشر لمؤسسة الحكم، وضربة قاضية لهيبة السلطان، وشكل متقدم من المنافسة على الريادة والنجومية والتألق في المجتمع. ولذلك بدأت آلية الصراع تعمل في الخفاء والعلانية لتوتر العلاقة بين المؤسستين ؛ السلطة من ناحية، والزاوية من ناحية أخرى.

وقد ساهمت قصائد المديح في تضخيم المشكل بين رجال السلطة ورجال الزاوية. فكل مدح للشيوخ يقابله جرح عميق في نفسيات الحكام، وكل ثناء عليهم يصير سهاما حادة تجرح كبرياء أولي الأمر الذين تعودوا احتكار الثناء والمدح لهم. وإذا كان الأتباع والمريدون والمثقفون يتلقون قصائد المديح بالحفاوة والترحيب، فإن هناك من كان ينظر إليها نظرة الريبة والشك والمقت.

كثرت الأوصاف والتحليات في قصائد المديح الصوفي على نمط ما نجده في التراجم. فالممدوح يمتلك أكثر من جانب وخاصية، فهو شخصية متكاملة، ولذلك نجد الشاعر يهتم بالإشارة إلى كل مميزات الشيخ، سواء ما كان متعلقا بالجانب العلمي والمعرفي، أو ما كان مرتبطا بالجانب الروحي والتربوي، أو ما تعلق بالخصوصيات والكرامات والخوارق. فالممدوح (غيث الورى)، و(ناصر الشريعة) و(إمام الطريقة) و(عالم الحقيقة) و(بحر المعارف) و(طبيب الزمان) و(عنوان الولاية) و(محيي السنة) و(مجمع المكارم) وما إلى ذلك من التحليات الصوفية التي تليق بمقام الشيخ. ولنستمع إلى اليوسي( ت1102 )وهو يعبر عن هذه المعاني من خلال داليته في شيخه محمد بن ناصر(ت1085) :[الكامل]

غيث الورى ذاك ابن ناصر الذي نصر الإله به شريــعة أحمـد
وأعاد وجه الدين أبيض مسـفرا بهجا مقرا عـين كــل موحـد
وأقام سمك بنـائه حتى سـمـا فوق السماك على الأواسي الوطد
وأزاح عن كل حندس شبهــة وضلالة وغوايــة وتـشــدد
كم سنة أحييت بعــد إمـاتـة وضلالــة أخمدت بعد تـوقـد
وافيت والبدع الحوادث قد دجت ظلماتها والجهل وارى الأزنــد
والدين مطموس المعالم والهدى بيض الأنوق ولقطـة لم تنشـد
والسنة الغراء قفـر موحـش ما فيه من هاد ولا من مهــتد

بهذا الوصف الدقيق، وبهذا السرد المسترسل لإنجازات الشيخ وأفضاله تتحول قصيدة المديح إلى ترجمة وسيرة لشخصية الممدوح، كما تتحول إلى وثيقة مهمة تصور الواقع الثقافي والمجتمع الديني في عهده، وما ساد فيه من جهالة وضلالة وبدع، وكأن قصيدة المديح تؤدي أكثر من دور ووظيفة. فإلى جانب إبراز صورة الممدوح، وبيان فضله وقدره، فهي تبرز صورة الواقع بكل اختلالاته وانحرافاته. ومن ناحية أخرى تمرر القصيدة بعض مواقف الشاعر الرافضة والمناهضة لما يعيشه من مفارقات وتناقضات. وبذلك يكون اليوسي قد استغل مساحة المدح ليسجل نقده السياسي والاجتماعي بشكل ضمني وفي قالب فني.

وكانت هذه الشهادة الفنية من عالم تلك الفترة وأديبها كافية لتجعل علماء العصر يهرعون إلى شيخ الزاوية لنهل العلم من معينه وارتشاف البركة من حوضه، خصوصا حينما يؤكد اليوسي بأن شيخه الناصري هو مجدد الدين الذي تبشر به التعاليم الدينية والأقوال المأثورة. وبأنه قطب دائرة التصوف الذي فاق كل الأقطاب، واجتمعت في شخصه كل المكارم والصفات التي لم تجتمع في شيخ غيره :

فكشفت جلباب الجهالة عن ســنا بدر لســائمة الضلال منـدد
ومنحت إحياء الهداية موضـــحا منهاجهـا للسالك المتعـبــد
وحميتها من كــل سار ســارق وفككت منها الغل عن هاد الهدي
وجلوت عن حجب الأسرار هلالهـا وأعدته بدرا يلوح لمقــتـدي
أنت الذي جاريت أرباب النـهــي فسبقتهم سـبق الجواد المجـود
أنت الذي قرطست لمــا أخلصـوا وفلجت عنهـم بالمعلي الأسـود
وعبرت من لجج المعــارف لجـة وقفت بساحلهــا فحول الـورد
وكرعت غير مزاحم بحياضــهـا فوردت منها كل عذب المــورد
وفتحت أصداف المكارم للــورى وجمعت أصنـاف السلوك الأقصد
وركبت أكتاف المجـادة للعـــلا ومنحت أعراف العلوم الشـرد

ونلاحظ أن أبا علي اليوسي في هذا المدح قد ركز بشكل كبير على صفتين أساسيتين في شخصية الشيخ، وهما : الجانب الديني الدعوي التربوي، والجانب العلمي المعرفي، وقد احتل الشيخ بهما منزلة لم يحظ بها غيره. وفي عبارة الشاعر (غير مزاحم) إشارة إلى ما وصل إليه الشيخ من علم بحيث لم يكن لينافسه أحد. وبذلك أضحى وحيد زمانه وفريد أوانه. وقد ساهمت الجمل الفعلية المتتالية في تكثيف عملية السرد لمنجزات الشيخ في مجال العلم والتربية والدعوة : (كشفت ـ منحت ـ حميت ـ جاريت ـ قرطست ـ عبرت ـ كرعت ـ فتحت ـ ركبت).

ولقد شكلت دالية اليوسي مرجعا لشعراء المديح الصوفي في الزاوية الناصرية وفي غيرها، وعملت على تحريك الممارسات الشعرية وتوجيهها نحو الاهتمام برجال الزاوية. والحقيقة أن اليوسي نفسه قد تأثر بصنيع من سبقه من الشعراء، وعلى رأسهم البوصيري حينما مدح شيخه أبا العباس المرسي. وهكذا انتمى اليوسي إلى شعراء الداليات، ودخل هذا النادي من بابه الواسع .

تناسلت المدائح وتكاثرت، تختلف حينا، وتتشابه أحيانا أخرى. وما ترك الشعراء شيخا من شيوخ الزاوية إلا ونظموا في حقه مدائح تشيد بخصاله ومناقبه وأفضاله. ولكن أغلب المدائح قيلت في الشيخ المؤسس محمد بن ناصر(ت1185) وخليفته من بعده الشيخ أحمد بن ناصر(ت 1129)، فهذا أبو سالم العياشي(ت1190) ، يعلن بدوره عن ولائه التام لشيخه ابن ناصر ويعبر عن تعلقه بهذا الزعيم الروحي الكبير الذي تحول إلى قلعة حصينة يحتمي بها كل من اكتوى بنار الواقع، ويلجأ إليها كل من ذاق مرارة الحياة، فهو الدواء الشافي، وهو البحر الطامي، وهو مجدد الدين و محيي طريق القوم. رجل اجتمعت فيه كل خصال الصلاح والعلم، فمن لزم داره فاز وظفر، ومن أعرض عنه خاب وخسر. يقول العياشي : [الكامل]

حصني إذا خان الزمان وناصري شيخ الشيوخ محمد بن ناصر
محيي طريق العلم بعد دروسها ومعيد رسم للعـبادة داثــر
بحر الشريعة والحقيـقة من له بعد التردد دان كل معاصــر
محيي طريقا للجنيد وصـحبـه والشاذلي والشيخ عبد القـادر
كم سنة بظهوره ظهرت وقــد نسيت زمانا مالها من ذاكــر
يا من به ظمأ لعـلم نـافــع جد المسير إلى حماه وبــادر
و الـزم داره تفـز بما أملتـه واصبر به صبر الكرام وصابر

ونلاحظ أن العياشي يلتقي مع اليوسي في كثير من الإشارات المتعلقة بشخصية الممدوح، مما يدل على أن ما جاء في هذا الوصف قريب من الواقع، ليس فيه تضخيم أو مغالاة. ولعل عين الرضا التي كان ينظر بها كل واحد منهما إلى شيخه، هي التي جعلت المعاني تتلاقى والإشارات تتشابه. وإذا كان اليوسي قد حافظ على قوة الشاعرية في داليته وجمع بين التعبير والتقرير، فإن العياشي لم يقاوم جاذبية الأفكار والمعاني، فاستسلم للتقرير والأسلوب المباشر. ولهذا جاءت مدحته قريبة من النفس الخطابي والطابع النظمي، وهي السمة الغالبة في شعر الفقهاء.

لكن العياشي لا يكتفي بالوصف المباشر أو بذكر سجل إنجازات الشيخ، وإنما يتذلل، فيغير نبراته، ويصطنع خطاب التشفع والتضرع، وكأنه في موقف حرج، ينتظر الفرج من شيخه والخلاص من سيده، ولذلك يخاطبه مبتهلا متوسلا : [الكامل]

يا سيدا حاز المعارف كلـهـا عطفا على عبد لئيم جـائـر
قد جئت نحوك مستجيرا خائفا والقلب مني في جنـاح طائر
لا أبتغي دنيا ولكن أبتغـــي ما كان أعلى من نفيس جواهر
حب الإ له مشاهدا لجلالـــه في باطني وجماله في ظاهـر
والله أرجو الوسيلة سيــدي في نيل ما أملته في خاطـري
بشرى لمن وجهت قلبك نحوه وغسلت باطنه بقلب طاهــر

ويشارك أحمد التستاوتي(ت 1127 )في هذه الحركة المديحية، فيجاري اليوسي في صنيعه، ويركب صهوة المعارضة، فينظم مطولته اللامية في مدح شيخه محمد بن ناصر وقد سلك نفس الطريق، ووافق من سبقه على نفس المضامين والإشارات. فالشيخ بحر العلوم ومحيي الدين بعدما تعطلت مراكزه وانهارت حصونه، وهو الذي حارب الجهل والجهالة والغي والغواية : [الكامل]

الماجد الشيخ ابن ناصـر الذي ملك القلوب بطوله المتسلسل
أحيى السيادة بعدما قد وأقام رسم الدين بعد تخلخـل
وسمــا به شرع النبي مـحمد وأزاح ليل الجهل بدر شمردل
بحر تـــدفق من علـوم جمة يشفي الغليل مقاله إن يسـأل
أحيى المكــارم بعد ما بليت وقد أطفأ ضرام الغي بعد تشـعل

ونجد التستاوتي يعيد المعاني نفسها، كما وردت في دالية اليوسي، فالشيخ يحتل منزلة في العلم والمعارف لا يدانيه ولا يزاحمه فيها أحد. كما نجد التستاوتي يسير على نهج اليوسي في استعماله للجمل الفعلية المتوالية حين يعرض سجل إنجازات الشيخ،حيث يقول: [الكامل]

أنت الذي سدت المجـاري للعـلا إذ لا يجاري ماجـد بتحيــل
وسلكت بحرا من علوم فـائضــا بمعارف ما إن له مـن سحـل
لا من يزاحم في التثام فراتــهـا فشربت وحدك كل عذب سلسـل
وقطفت نـوارا بأنــوار سمـت وهصرت منها كل غصن مخمـل
وجليت من درر المعارف مـا بـه تغني الفقير عن السؤال المـرذل
وعلوت أطواد الفضائل في الـورى وسرى الهدى من فضلكم للأسـفل
ما زلت ترقى في المعالي صاعـدا وسواك يذهب في الحضيض الأسفل

وإذا كان اليوسي والتستاوتي والعياشي قد ركزوا في مديحهم على الصفات الخلقية والعلمية للشيخ ابن ناصر، فإن الشاعر أحمد الحلبي(ت1120) زاد على ذلك، فركز على تصوف الشيخ وعلى الأنوار القدسية التي كانت تنبعث من أفعاله وأقواله. فقد جمع الشيخ بين الشريعة والحقيقة والطريقة، وامتلك أسرار علم الحقائق،و كساه الله بأنوار الهدى، وفيه يقول: [الكامل]

نبع المواهب والعلوم بصـــدره في درسه يجري كبحر طامـي
جمع الشريعة والحقيقة والطريـــــــــقة إذ بدا مصباح كـل ظــلام
قد طلق الدنيا ثلاثا وانثــنــى للزهد والتقوى ونيــل مـرام
برهـان أهل الحق كم جلى العمى وشفى الحشا من علة وكــلام
وضحت له أسرار علم حقائــق من بعدما خفيت على الــروام
شيخ تحقق بالتصوف عــارف بإلاهــه عـلم مـن الأعـلام
شيخ كساه الله أنوار الهـــدى وبه انجلى في الدهر كل ظــلام
من لم يرد من بحر عذب علومـه حرم الهدى كمدا مدى الأيـام

وقد توارث أبناء الشيخ وحفدته المشيخة، كما توارثوا هذه الصفات. ولذلك اجتمع الناس حولهم وأعلنوا الولاء لهم، وكان في مقدمتهم الشيخ أحمد الخليفة الذي عرفت الزاوية في عهده أوج إشعاعها و قمة مجدها الذهبي. وكان من مظاهر هذا التألق والازدهار، أن عرفت الحركة الشعرية في أيامه نشاطا واسعا على مستوى الإبداع. وكانت قصائد المديح الصوفي من الدرر التي رصعت هذه الفترة من تاريخ الزاوية. فإذا كان بعض كبار الشعراء قد رحلوا عن الزاوية بعد رحيل الشيخ ابن ناصر، فإن هناك شعراء آخرين برزوا على الساحة، لا تقل نصوصهم جودة وأهمية عن شعر من سبقهم. وقد برز في هذه الفترة طائفة من أبناء البيت الناصري ممن استهواهم الأدب، واستبدت بهم نزعة الشعر. شارك شعراء البيت الناصري في هذه الملحمة المديحية من موقعهم كشعراء فقهاء منفتحين على فن الشعر متمرسين بقرضه ونظمه. ويبرز من هؤلاء الشعراء الشيخ موسى الناصري(ت1142 ) الأديب الفنان المبدع الذي جمع في مدائحه بين رقة الشعراء ورجاحة العلماء وعاطفة الصوفية. استفاد الأديب موسى الناصري من محفوظه الشعري، ومن تجارب سابقيه في مجال المديح الصوفي، فجات مدائحه تدور في نفس الفلك، وتحمل نفس البصمات والآثار التي وجدناها في شعر اليوسي وأقرانه. فالمدحة تتناول صفات الممدوح الخلقية والعلمية والصوفية ؛ فالشيخ هو شمس الزمان، وهو ماجد الأمجاد، والإمام الأوحد، وقطب الزمان، والهمام، وهو صاحب الفضائل التي لا تعد ولا تحد ولا تحصى. وهو الذي يرجى في الشدائد، وتحقق به الرغائب، وتفرج به الكروب وما إلى ذلك من الأوصاف والتحليات: [الكامل]
شمس الزمان وماجد الأمجاد والــــــــفخر المعظـم والإمـام الأوحد

قبلت من فرح به خـــــد الثرى شكرا ولا حـظ لمـن لم يحمد

ويقول في مدحة أخرى :[الكامل]

سلم على قطب الزمان وغيــــثه إمام مجد حاز قــطب التــقدم
أعني ابن ناصر الهمــام المرتضي قطب الأسيدة والإمام الأعظـــم
بحر الزمان وسعده ونهـــــاره ومحاسن الدنيا إليه تـنتــمـي
شرف يطرز بالنجوم ويســــتمي فوق السماء على مرور الـغيـم
والله لـيس لـه نظـيــــر لا ولا فهو الإمـام وروضة المـتيــم
كم من فضائل لا تعد تكـــــثـرا وفواضل فاضت بهاء الأنجـــم
عجبا لمن لم يستلم يد مجـــــده كيف النجا من راشقات الأسهــم
لا غرو أن المجد فيه سجـــــية والمدح يقصر عن علائه السمي

وبعد هذا الثناء الجميل ينتقل الشاعر إلى اتجاه آخر،فيحول نصه من سياق المدح إلى خطاب التذلل والتشفع والتوسل، وهذا ما لمسناه في المدائح السابقة. وهو ما يعني أن المدائح ينتظمها نسق واحد، وأن بنيتها تتشكل من مستويين أساسيين هما، مستوى المدح والثناء واستعراض صفات الممدوح وخصاله وأفعاله، ومستوى الانكسار والتذلل والتوسل بين يدي الممدوح. وهذا ما نجده في هذه المدحة أيضا: [الكامل]

قد طال هجري وانتظاري لعفوكم منوا بـإطفا لوعتي بتبـسـم
حاشا لجودك أن تقنط عاصــيا العفو أقـرب من إمام أعظـم
هذا عبيدك قد أتى مستشـــفعا مستـرحما بتودد وتــرحـم
أنت الوقاية والمجير مـن البـلا ولكل حادثة دهت بالمسلـــم
لولاك يا ابن الأكرمين لما غـدت أولاد ناصر عرضة المستقسم

والحقيقة أن اللجوء إلى الشيخ في تلك الفترة، لم يكن من باب المجاملة أو التقليد، وإنما كان لحاجة نفسية واجتماعية وروحية. ففي عهد أحمد الخليفة، كانت البلاد تعيش تحت حكم السلطان إسماعيل(ت1139)، وكانت المناطق النائية والزوايا الصوفية فضاءات تزعج السلطان، لما تشهده من حركات دينية صوفية وثقافية، ولذلك كثرت المناوشات والاستفزازات لاستدراج شيوخ الزوايا وأتباعها إلى دائرة الصراع المباشر. أضف إلى ذلك أن الشيخ أحمد الخليفة كان (لا يبالي بأمير ولا مأمور، ولا سلطان ولا وزير، وزهد عن أبواب الملوك، ولا يلتفت إليهم في حاجة جلت أو قلت... وما ذكر سلطان في خطبته قط...). كل هذه المعطيات ساهمت في تأزيم العلاقة بين المؤسستين. فكانت آثار هذه الوضعية تصيب أتباع الزاوية وتؤثر عليهم. ولذلك جاءت المدائح كتعويض للشيخ عن إحباطاته النفسية في علاقته مع جهاز المخزن، كما كانت نوعا من الدعم المعنوي والالتزام الأخلاقي الذي يعبر به الأتباع عن ولائهم والتزامهم و إخلاصهم لإطارهم الأيديولوجي مهما ساءت الظروف وتعقدت الأحوال.
ويشير الأديب موسى الناصري، في شعره، إلى بعض ما لاقاه الشيخ ، ويدرج ذلك في سياق المدح، قائل: [الكامل]

يا ويح قوم أتعبوه بحملهــــم ما ليس يحمله الطين الأســود
وتحزبوا بمكائد لم يعلــمـــوا أن أحمد ذا المشرفي المهـنــد
كالبدر إلا أنه لا يخــتفـــي والليث إلا أنــه لا يعتـــدي

وقد ظل الشيخ أحمد الخليفة ملهما للشعراء حتى بعد وفاته، لأن آثاره وأفضاله ظلت شاهدة، وبقيت خالدة. ولهذا سجل الشعراء اللاحقون في قصائدهم ما تناقلته الشفاه ورددته المصادر عن هذا الشيخ. ولعل هؤلاء الشعراء كانوا يعوضون بمدائحهم ما حرموا منه من فرصة الاجتماع بالشيخ والاقتباس من أنواره. وهكذا نظم أديب الزاوية أحمد بن موسى الناصري(ت 1156) قصيدته ومديحيته الشهيرة بالنسيم العاطر والتي مطلعها: [الكامل]

هب النسيم معطـــر الأردان والدوح يرفل في حلى الألوان

وفي هذا النص يسير أحمد الناصري على إيقاع من سبقه من شعراء الزاوية، فينظر إلى ممدوحه نظرة شمولية تلامس كل جوانب شخصيته، فهو عضب الدين الباتر، وقاهر الظالمين، ومزيح الضلالة، ومعز دين الله، وتاج الولاية وشمس الزمان، وهو البحر، والينبوع، وصارم الإسلام، وكعبة الإحسان، وصاحب الكمال. وقد جمع الشاعر، في مديحه، بين المدح والفخر والتوسل :[الكامل]

يا سائق الأظعان عج نحو الحمى واحمل تحية مدنف هيمــان
وألمم بروضة أحمد شيخ الورى شمس المعاني العارف الرباني
نجل ابن ناصر الإمام المرتضـى الماهر الأتقى الرفيع الشــان
الله أرشـــده وأعـلى حزبـه وأدام نصرته مـدى الأزمـان
وأجاح كارهه وأحـــمى داره وسما به شمسا على كيــوان
وأقامه للــدين عضبـا باتـرا ومهـندا ذكرا أعـــز يـمان
وأنار مظلم عصرنا من جهــله ومحا رسوم الظلـم والعصـيان
وأزاح كل ضلالة لمـا انتــضى وأعز دين المصطـفى العـدنان
صلى عليه مسلما رب الــورى ما حن مشتاق إلــى الأوطـان

ففي هذا المستوى الأول من القصيدة نلاحظ استرسال الشاعر في ذكر صفات الممدوح الصوفية والخلقية، وكذلك في استعراض ما أنجزه الشيخ في حياته خدمة للدين والعباد والبلاد، وبعد هذا المدح الخالص، ينتقل مباشرة إلى مستوى الفخر، ولكن بدون أن يغادر سياق المديح الصوفي :[الكامل]

فخرا بني نصر بأحمد من غدا تاج الولاية، حضرة الرحمان
فخرا ببدر فائــق ومهــلل ناهيك من شمس في كل أوان
فخرا بمن أضحى صميم زمانه درا نفيسا غـالي الأثــمان
فخرا ببحر سيبه عم الـورى ينبــوع علم ممـطر هـتان

ويختم مدحته، على طريقة رواد هذا الفن، بالتوسل والتضرع والاستنجاد بحمى الشيخ وبجنابه :

يا صارم الإسلام يا بحر النـدى يا ذخرنا يا كعبة الإحســـان
يا حائزا كل الكمال وروضــة سقيت بوبل نواله الهــــتان
فبه نصول على الزمان إذا طغى ونروم نكب عدونا المـــيـان
وانظر لحالي واجبر الكسر الذي أعيى الأطبة من قديم الزمـان

ويشارك الأديب محمد الصغير الإفراني(ت 1156/1157) في هذه السمفونية المادحة لشخص أحمد الخليفة، موظفا المصطلح الصوفي بكثرة، ومعتمدا بعض النصوص المأثورة والتي كان الصوفية يعتمدونها كمرجع أساسي في طرقهم وأسانيدهم، وخاصة حديث (من رأى من رآني...). [البسيط]

فهو الإمام الذي شــاعت فضائـله كمـا فـواضله شنـفـن آذانـا
وهو الذي في صميم المجد ما برحت أسـلافـه تتهـاداه إلـى الآنـا
قطب غريب ولكن فــي محاســنه إن النفيـس غريب حـيث ما كانا
أما طريقته المثـلى فلسـت تــرى يحوكهـا غـابر الأزمان إنسـانا
وما علـــي إذا ما قـلت معتـقدي دع الجهـول يظن العـدل عدوانا
يا أيها القطب والآيات شاهــــدة يا أيها الغوث إسـرارا وإعـلانا
إنا روينا حديثا من طريـقـــكـم قـال الثعالبي قولا كشف الـرانا
لسبعة من رأى من كـان أبصرنـي إني له ضامن روحـا وريحـانا
وأنت سابعهم فاشهد بفضـلك لـي فقـد رأيتك وسنانــا ويقظانا

وهكذا كانت المدائح الصوفية الناصرية مساحة فنية ، يسعى الشاعر فيها إلى رسم أحساسيه بالكلمات، وإلى التعبير عن مواقفه بالوزن والإيقاعات. لم يكن فن الشعر عنده مقصودا لذاته، ولم تكن الممارسة الشعرية بالنسبة إليه لغاية فنية بقدر ما كانت وسيلة لإسماع صوته، وللتعبير عن مواقفه ومشاعره. ولذلك جاءت أغلب النصوص تقريرية في أسلوبها، يغمرها النفس الخطابي والتعبير المباشر. لأن اللفظ والإيقاع كانا خادمين للمعاني والأفكار. ولأن الاهتمام بالمضمون جاء على حساب الاهتمام بالشكل، باستثناء بعض التجارب الشعرية التي استطاع أصحابها تحقيق التوازن الفني بين مكونات الخطاب الشعري.

الهوامش:

  1. عبد الله كنون: أدب الفقهاء، ص : 142. دار الكتاب اللبناني بيروت، د ت
  2. م نفسه، ص: 143.
  3. م. نفسه، ص: 144.
  4. أحمد الطريبق: الكتابة الصوفية في أدب التاستاوتي 1045- 1127 ج3 / 780، منشورات وزارة الأوقاف المغربية 1424-2003
  5. تنظر هذه المدائح، في مصادر الشعر الناصري، منها: محمد المكي بن ناصر: الروض الزاهر في التعريف بابن حسين و أتباعه الأكابر مخ خ ح 11861/ز،والدرر المرصعة في أخبار صلحاء درعة :تحقيق الحبيب نوحي، رسالة جامعية بكلية الآداب الرباط 1988، والكناشة الناصرية مخ خ ح 12029، وأحمد بن خالد الناصري: طلعة المشتري في النسب الجعفري .المؤسسة الناصرية للثقافة و العلم
  6. الروض الزاهر، ص: 296 ـ 297.
  7. ديوان اليوسي،ص:16 طبعة حجرية بفاس د ت
    طلعة المشتري، 1 / 197.
  8. ديوان اليوسي،ص:16 طبعة حجرية بفاس د ت
    طلعة المشتري، 1 / 197
  9. طلعة المشتري، 1 / 197 ـ 198.
  10. الداليات أو الدوالي، سلسلة من القصائد، تبدأ بدالية النابغة في المتجردة، وتتبعها دالية البوصيري، ودالية اليوسي، ودالية التستاوتي. انظر: طلعة المشتري 1 / 252. وأحمد الطريبق : الكتابة الصوفية 3 / 756 ـ 761.
  11. الروض الزاهر، ص : 222 ـ 223.
  12. م. نفسه، ص : 223.
  13. : (قف ساعة بين الغوير فأربل .... واعطف بمنعطف الرسوم الهمل.)
    نزهة الناظر 2 / ورقة 33. طلعة المشتري 1 / 210 ـ 231.
  14. نزهة الناظر 2 / ورقة 36. طلعة المشتري 1 /219.
  15. م. نفسه.1/ص221
  16. الدرر المرصعة، ص: 347. الروض الزاهر، ص: 247. طلعة المشتري، 1 /-262-263
  17. الروض الزاهر، ص: 364.
  18. م. نفسه، ص: 361.362
  19. م نفسه، ص: 362 ـ 363.
  20. أقدم السلطان إسماعيل على منع الشيخ أحمد الخليفة من الذهاب إلى الحج سنتين متواليتين: (1119 و1120) وأمره بالتوجه إلى مكناس للاستئذان... انظر تفاصيل ذلك في الرحلة الناصرية ج 1 / ص: 4 ـ 7. طبعة حجرية بفاس 1320
    رحلة أحزي ص46 -67 مخ م و 147 / ق.
  21. الروض الزاهر، ص: 292 ـ 293.
  22. م نفسه، ص: 364.
  23. الدرر المرصعة، ص: 77 ـ 78.
  24. الدرر المرصعة، ص: 77 ـ 78.
  25. م نفسه، ص: 78.
  26. الدرر المرصعة، ص: 77 ـ 78.
  27. الكناشة الناصرية، ص: 78 ـ 79.
الشعر الناصري نموذجا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى