الأربعاء ١٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢١
بقلم إبراهيم بديوي

الموت

الموتُ عدادٌ على الأرقامِ
يقضي مفاجئةً على الأحلامِ
أرقامُهُ أعمارُنا مكتوبٌ
ميقاتُها في دفترِ الأيامِ
يأتي فيُشعلُ في النفوسِ أنيناً
ويُشقُ فيها نهرَ حزنٍ دامِي
يسطو على الآمالِ يخطَفُها بل
يُفنِي جموعَ الناسِ والأقوامِ
الموت محكمةٌ بلا استئنافٍ
عُقدت هُنالك جلسةُ الأحكامِ
فيها الشهودُ مقيدون سكوتاً
قد ألجمَتْهُم صفعةُ الأختامِ
وقِّع بخطِك لا عزيزَ تنادي
زيفُ الحياةِ انهارَ كالأوهامِ
يومانِ في العمرِ القصير امتازا
عن كلِ ما في زحمَةِ الأعوامِ
حفلٌ بمولدِك السعيدِ وعيدٌ
وكأنما الدنيا بدارِ مُقامِ
وجنازةٌ لا بدَّ آتيةٌ لا
تعقيبَ حكمٌ نافذٌ بتمامِ
الغسلُ والتكفينُ ذاك وداعٌ
ثم الترابُ بحفرةٍ وظلامِ
قل للطغاة بأن ذاك مصيرٌ
لا بد آتيكم بغير محامي
وستنزلون بحفرةٍ من نارٍ
تُسْقَون فيها من حميمٍ حامي
ضاعت أمانيكم سُدَىً وهباءً
لا مرحباً بأكابرِ الإجرامِ
بالموتِ أسرارٌ تموتُ وأخرَى
تحيا فتكشفُ غيمةَ الإبهامِ
عرشٌ يزولُ وينتهي كسرابٍ
أضحَى بيومٍ مثلَ كومِ حطامِ
عرشٌ يقومُ ويعتلِي كسحابٍ
وكأنَّهُ باقٍ بغيرِ فطامِ
الموتُ معجزةٌ بكلِ قياسٍ
شرٌ وخيرٌ أيٌّما إِحكامِ
قَدَرٌ طوَى في ثوبهِ أنباءً
ضاقت بنا عُسراً على الأفهامِ
سمٌّ حَوَى في كأسِهِ تِرياقاً
يقضِي على الأوجاعِ والأسقامِ
لولا الفراقُ وغربةٌ بقبورٍ
لَرَأَيتُنا نسعَى إلى الإعدامِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى