النجوم وخليك قدهـــــــــا !

في العلاقة بين الفن والتجارة فإن أكثر ما يسجل لنجوم الأغنية تحديدا مدى الخدمة التي ساهموا بتقديمها لترويج مشروب البيبسي على الرغم من أن هذه المادة أثبتت مقاومة وصلاحية للشراء لا تنافسها فيهما أي مادة أخرى ،كما أنها أثبتت بجدارة بأنها من المشروبات العصية على المقاطعة على خلفية المواقف السياسية ، لكن اللافت للنظر والسمع هو تلازم عبارة(خليك قدها) مع الإعلانات التجارية لهذا لمشروب .

نجوم الغناء ونجماته سجلوا بطولات كثيرة في هذا المجال، أحدهم قد يطل عليك عبر الشاشة في مشهد يخيل إليك فيه بأنه مقدمة لملحمة تاريخية أو عرضا لمعركة ضروس، لكن سرعان ما تفاجأ بظهور النجم حاملا بين يديه علبة بيبسي كما لو كانت آخر كنوزنا التي نباهي بها العالم، أو كما لو كانت أول إنجازاتنا في حسم قضايانا وصراعاتنا.

المشهد برمته لا يستدعي أكثر من مشاعر استياء مؤقتة سرعان ما يتم ترحيلها كي تتاح الفرصة أمام ظهور مشاعر مشابهة تحفزها مشاهدة أخرى أو شهادات أخرى على أن أكثر ما نجيده هو خوض المعارك الوهمية وبأننا قدها...

لست أجد تفسيرا لعبارة خليك قدها على الرغم من كثرة سماعها ولست أجيد الربط بين الإعلان المصور وبين العبارة

خليك قدها تحتمل أكثر من تفسير، أحدها يعطي معنى التحدي بأنك لن تكون قد مقاطعة هذه المادة أو هكذا أشعر، قد يكون تصورا خاطئا لكن من المؤكد بأنها لا تحمل معنى التحدي لموقف نقيض

خليك قدها إذا ما اقترنت بصورة وأداء (إليسا)في إعلانات البيبسي قد توحي بالتحدي أيضا ، إذ كيف سيكون بمقدورك أن تقاوم نكهة بيبسي مضافا إليها نكهة ودلع إليسا ، وعلى الأغلب أنت لن تقاوم بل وبحسب توقعات القائمين على هذه الإعلانات قد تصبح انتحاريا كي تحظى بإحدى النكهتين

ما أود قوله أو التأكيد عليه هو أن نجومنا ونجماتنا يستنزفون جهودهم لدعم مادة تجارية لا تحتاج كل هذه التعبئة فمادة الكافئيين وحدها كفيلة باستدامتها لمن يفضلونها كمشروب دون أية اعتبارات أخرى

نجوم الأغنية يبدون كالأبطال في دعمهم للمنتجات التجارية لأن قضيتهم الأهم من منظورهم هي تحقيق الأرباح من خلال هذه العلاقة بين الفن والربح بمختلف مقاييسه وهم دون أدنى شك( قدها وقدود )