النسوية
المقدمة
يضرب مصطلح «فمينزم» (feminism) بجذوره في أعماق التاريخ، ولكن بالنسبة إلي معناه الحالي، فانه جديد كما أن إستخدام لفظة النسوبة جديد في العصر الحديث بهذه الإشتقاقات. فالنسوية في الفارسية تعادل «سيطرة المرأة» «إعطاء الدور الرئيس للمرأة» وتقوم فكرتها علي المطالبة بتساوي الحقوق بين الرجل والمرأة.
الكلمات الرئيسية: المرأة، النسوية، الحقوق، الدفاع، النهضة، السيطرة.
تعريف النسوية:
من الناحية الإصطلاحية: تطلق علي جميع النشاطات النظرية والعلمية التي بدأت من القرن التاسع عشر حتي الآن في الدول الاروبية والأمريكية قد تمت بإسم الحماية والدفاع عن حقوق المرأة وأيضاً النسوية تطبيقاً لتعريف عن «روزاليددلمار» يطلق علي الشخص الذي يعتقد بأن النساء تورطن في التمييز بسبب الجنس ولهن الحوائج المحددة والمعينة، التي اهملت لم يتم وإرضاؤها وبقيت هكذا وضرورة إرضاء الحوائج. هي التحول والتغيير الأساسي في النظام الإجتماعي والإقتصادي والسياسي. [1]
فيالأساس، تكون «النسوية» بمعني النهضة الإجتماعية المعروفة التي ظهرت في إنجلترا في القرن الثامن عشر بشكل جدي وخلال قرنين من الزمان بعد ذلك امتزجت الأصوات الكثيرة التي سمعت من فرنسا والولايات المتحدة، كان الهدف الأصلي من هذه الحركة، الوصول الي إحدي القيم الأساسيه التي أساسها التساوي الجنسي. [2]
كلمة (Feminism) من جذر (feminine)، كان أصلها يعادل (Feminin) ألتي توخذ من اللغة الفرنسية والمانية: كلمة (femine) بمعني المرأة أو الجنس المونث التي تعود إلي الجذر الذي كان أصلها اللاتيني (Femina) [3]
أول من استخدم مصطلح «النسوية» «شارل فوربية». أستخدام اللفظ «النسوي» في نص طبي باللغة الفرنسية سنه 1871 م لأول مرة لتفسير نوع من وقفة لنمو الأعضاء والخصائص الجنسية للمرضي الذين يعانون من صفات الأنوثة في جسد هم ثم إستخدم الكاتب الجمهوري الفرنسي «الكساندر دوما الأبن» هذا اللفظ في مولف تحت عنوان «الرجل المرأة» سنه 1872 م لشرح النساء اللاتي يعاملن كالرجال، وإن كان قد أستعلمه المعجم الطبي لتعريف صفات الأنوثة للرجال ولكن في المصطلح السياسي، استخدم للنساء اللاتي لهن صفات الرجولة [4]
تاريخ الحركة النسوية
في ذروه التنبوء ومعمعة العداوات التي جرت علي النساء في القرن التاسع عشر، ظهرت وجوه، مثل «ساموئل تيلور كالتريج» «آلدوكس هاكسي» و«جان استوارت ميل» يعلنون بأن لافرق بين الجنسين (الرجل والمرأة)و قدر اتهم الذهنية و هم كانوا يسعون لأعطاء الأعتبار والقيمة للنساء وإنقاذهن من التكاليف المنزلية الخاصة. قد تزامنت هذه الجهود مع بعض التحولات او التغييرات في بداية القرن العشرين. إلي ذلك الحين ما كان لهن حق التصويت وحق الملكية (التملك) الخاصة وحق الدخول إلي الجامعة ولكن في بداية القرن العشرين ثمة القوانين الجديدة التي تلغي القيود السابقة وتمتعت النساء بحقوقهن المذكورة من جهة القانونية [5]
الموجة النسوية الاولي
يرجع تاريخ مسيرة حركة النساء وتاكيدها علي التعادل والتساوي إلي عصر النهضة في عهد الثورة الصناعية. الذي إسفر عن التغييرات الأجتماعية والأقتصادية. تعود بداية الموجة الاولي لنظرية المساواة بين الجنسين سياسياً وإقتصادياً واجتماعياً إلي كتاب «إحقية حقوق المرأه» لمولفته «ماريولستون كرافت (1792)» والتي كتبته مطالبة بدور فاعل ونشط للمرأة في الأمور الأجتماعية ترفض ماري ولستون كرافت في كتابها وتحت عنوان «إثبات حقوق المرأة» وبأسلوب تحليلي جيد، جميع البني والتركيبات التي تحد من دور المرأة في المجتمع وتصورها علي أنها مخلوقة ضعيفة لاحول لها ولا قوة، كما تطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق وعلي وجه التحديد في أمور التعليم التربية دون النظر إلي نوع الجنس. [6]
الموجة النسوية الثانية
بعد موجة النسوية و طرح القضايا الهامة المرتبطة بحقوق المرأة طرحت مرحلة أخري من تنمية وتعزيز النسوية بعنوان الموجة الثانية التي تمتد طوال القرن العشرين و ظهرت خلالها وجهات نظر علمية وفلسفية مهمة. اهم وجهات النظر المطروحة في هذه الموجة عبارة عن «نظرية فرويد، الأتجاهات الجديدية للماركسية وفلسفة الوجودية، إجزستانسياليسم، والنسوية الراديكالية. [7]
دون أدني شك يمكننا أن نعتبر الموجة الثانية للنسوية وليدة الحضور الفعال والنشط للمرأة في ميادين العمل والسعي والقضايا الأجتماعية تميزت هذه المرحلة من النشاطات عن المرحلة الاولي بفوارق واضحة.
طرح المفكرون والنشطاء في الساحة الأجتماعية والأقتصادية قضايا وزوايا جديدة من حقوق المرأة نسبة إلي نمو الافكار العلمية والفلسفية وتبعا لذلك ساعد إنتشار هذه المبادي بشكل كبير علي تقدم موجة النسوية ثم الأشارة إلي هذا الموضوع في أغلب المصادر ذات الصلة تأتي عن ذكر بعض منها: «لقد عممت حركة تحرير المرأة تطاق ألفاظ السياسية والأقتصادية إلي الأحاسيس الجنسية، الجسم والعواطف وغيرها من ميادين الحياة الأجتماعية التي كانت تعد من قبل قضايا شخصية وعائلية بحتة» [8]
الموجة النسوية الثالثة
في الموجة الثالثة للحركة النسائية ألتي بدأت في نهاية القرن العشرين (الثمانيات) الأتجاهات ما بعد النسوية جديرة بالملاحظة: طرحت في هذه المرحلة بشكل عام قضية الهيمنة الخفية علي أساس من أفكار «ميشل فوكو» و«جاك دريدا» و«كتي فرغوسن». إستند هذا الفكر علي أنه خلال إصلاح المجمتع الذي كان يعتمد العلم والقضايا العينية تشاهد الهيمنة وسلطه الرجل علي المؤسسات الأجتماعية وهياكل الحكم. لذلك هذا الانتشار وتزايد الهيمنة الخفية سببت تمرد القطاعات المهمشة في المجمتع كانساء والسود علي نظام الحكم. كان لأفكار ما بعد البنوية في سبيل نقد تيار الهيمنة الخفية وجعل منطق المساواة الحاكم والمدير تأثيراً بالغاً ومشهوداً لقد كان واضحاً هذا الحقل النزاع الفكري القائم بين من يقدم أفكاراً جديدة من فرويد أمثال «جان راك» أو «جوليا كريستوا» ومن يتبع الأفكار الأكثر قدماً. [9]
نهضة النسوية في مصر
عندما ثار النسويون دفاعاً عن حقوق المرآة لم يكن أحد يصدق أن المرأة موجود تستطيع أن تكون صاحبة الحق. الحركة النسوية التي إنطلقت من فرنسا بشرت بظهور أفكار جديدة، أفكار يمكن إعتبارها منقذة للنساء. لقد سمعت هتافات تدعو إلي الدفاع عن حقوق المرأة في فرنسا وسط أفكار تافهة فارغة. أفكار تتحدث ما يلي: هل المرأة إنسان أيضاً. وهل مكانة المرأة تساوي مكانة الرجل بين يدي الله؟ مع ذلك لم يكن أحد يتصور أن هذه الموجة تتجاوز الغرب وتتسلل إلي البلدان الشرقية وسائر بلدان العالم وتترك أثرا بالغاً في تلك المناطق. [10]
الأسبقية التاريخية
نهضة النساء للمطالبة بالمساواة بشكل منسجم وذي إطار محددلها سابقة تفوق 150 عام. لكن دخلت الأفكار النسوية الغربية إلي الآثار المكتوبة للبدان الأسلامية منذ أواخر القران التاسع عشر. ربما تكون مصر اول بلد أسلامي شهد تسلسل الأفكار النسوية اليه. اليوم هناك عدد كبير من أتباع الحركة النسائية المتواجدون في البلدان الأسلامية يخصصون قسماً كبيراً من جهودهم للنضال الديني الداخلي بغية سيادة الروية النسوية أهم هولاء مايليي: «فاطمه تريسي» من المغرب. «رفعت حسن» من باكستان، «عزيزه العبري» من لبنان، «فاطمه أحمد إبراهيم» من السودان، و «نوال السعداوي» من مصر [11]
حركة حقوق وتحرير النساء الايرانيات
مع نظرة علي تاريخ ايران المعاصر في القرن الأخير يتبين لنا بأن الحركه الدستورية تشكل منعطفاً تاريخياً لتأثر المجمتع الايراني بالتطورات الفكرية الغربية والمثال علي ذلك تلك الحركة الثورية في سبيل التنمية السياسية والثقافية. أول مجموع نسائية ظهرت في الساحة كانت في العام 1287 ش. ثلاثه من بنات ناصرالدين شاه كن أعضاء في هذه المجموعة. كانت هذه المجموعة تقيم جلسات وندوات كل 15 يوماً وكانت تسعي إلي إعداد النساء للمناقشة حول قضاياهن وبيان أفكار هن أمام الناس. تأسست بعد عام أي في العام 1279 ش. رابطة مخدرات الوطن. تشكلت هذه الرابطة في البداية علي يد عدد من النساء الطبقة الراقية واتخذت موقفاً أمام التهديد الذي تشكله روسيا أمام استقلال ايران. في العالم 1310 ه.ش أعلن الخطر علي عدد من المؤسسات التي تملكها النساء وقبل ذلك في العالم 1304 ه.ش أبلع رضا شاه النساء ان يحللن أنفسهن وينضمن إلي «رابطة السيدات» التي كانت بقيادة بنته « شمس» وكانت تهدف إلي محاربة الحجاب. بعد ظهور الثورةالأسلاميه والأبحاث المرتبطة بالمرأة سواء في البيت.أو في المجمتع وتقديم تعريف عن المرأة ونشاطها من ناحيه الأمام الخميني أو من ناحية المتنورين الأسلاميين وإتخذت حركة النساء شكلاً جديداً لكن بعد ثلاثين عاماً من الثورة ظهرت مخالفات واحتجاجات في إطار الجماعات او الأفراد ضد النظام الفكري والعملي الحاكم علي مكانة المرأة وحقوقها وحريتها [12]
خاتمه
حاولت أن اوضح في هذه المقالة مفهوم النسوية وموجاتها، ثم قمت بتقديم انواع الموجات وتطور المرأة فيها من حيث مكانتها وتقدمها في الحياة الأجتماعية والثقافية وبعد ذلك طرحت بدء الحركة النسوية في إحدي الدول العربية و تسللها الي ايران وكنت أردت في هذه المقالة أن أظهر كل المحاولات التي تنجر إلي تحرر المرأةمن التبعيض وإعطاء القيم والاعتبار الانساية اليهن.
المصادر والمآخذ
1.جين، فريدمن، «فمينيسم» مترجم: فيروز مهاجر، تهران، انتشارات آشتيان، چاپ اول 1381، ه.
2. هلن اوليائينيا، «نقد فمينيستي ويرجينياوو لف» كتاب ماه ادبيات و فلسفه، آذر 1382 ه. ش
3. عباس يزداني، بهروز جندقي «فمينيسم و دانشهاي فمينيستي» ترجمه تحليل و نقد مجموعه مقالات دايره المعارف روتليج، قم، دفتر مطالعات و تحقيقات زنان (مركز مديريت حوزههاي علميه خواهران) چاپ اول، 1382ه. ش
4. مسعود جعفري، «زنان هرچه ميگويند باور مدار» زنان س. ش 91. شهريور 1381
5. هادي وكيلي، «مجموعه مصاحبهها ، مقالات و ميزگردهاي همايش اسلام و فمينيسم، ج1، نهاد نمايندگي مقام معظم رهبري در دانشگاه فروسي مشهد، اسفند 1379.
6. خسرو باقري، «مباني فلسفي فمينيسم» دفتر برنامه ريزي اجتماعي و مطالعات فرهنگي معاونت فرهنگي و اجتماعي وزارت علوم تحقيقات و فناوري، چاپ اول، 1382
7. مگي هام، سارا گمبل، «فرهنگ نظريههاي فمينسيتي، مترجم فيروزه مهاجر و ديگران، تهران، نشر توسعه، چاپ اول، 1382 ه. ش
8. رضا متمسك، «فمينيسم» واقعيتها و چالشها، مقاله زن روز، 1955، سال 1383
9. محمدرضا زيبايي نجاد، «لاتوجد لدنيا النسوية الإسلامية» صحيفه همشهري، العدد 9، سنة 1387