

انكسارُ أضواءٍ
القصيدة هذه في رثاءِ شخصٍ عزيزٍ ، هو السيد مرتضى العسكري
ولستُ أرثيهِ وحدَهُ في الحقيقةِ ، إنّما أرثي من قبلهُ وطناً كبيراً يموتُ كل
يومٍ ، وكلّ يومٍ نكتشِفُ أننا نحنُ العراقيين المخلصينَ له لا نملكُ دليلاً على
عراقيّتِنا وانتِمائِنا له ، لا فرقَ إذنْ بيننا وبينَ مَنْ نبكيهِ الان فنحنُ من
قبلهُ ميتون
الشّمْسُ غارتْ في النّهارِ المُمْطِرِويَظّلُّ نورُ الشّـْمْس ِ رَهْنَ تكَسـّرِولأنَّ دربَكَ مُثــْمِرٌ ... فَلَـطولُهُخيْرٌ مِنَ الدّرْبِ القصيرِ المُقْفِرِولاَنّ نهْجَكَ نهــجُ آل ِ مُحَمــّدٍفأظنّ ُ أنّكَ في الظريق ِ الأنْوَرِمَعَكَ الشُّموسُ وأنتَ وحدَكَ راحِلٌوالليلُ طالَ على الأقَلِّ الأكثَـرِلا تحزَني أنْ غابَ قبلَ دقائقٍفكَما يغيبُ البدْرُ غابَ العسْكَريضاقَتْ سطورُ الدّهْرِ في كَلِماتِهِحتى كأنّ َ الدّهرَ بعضُ الأسْطـُرِقِرْناً طويْتَ مِنَ الزّمانِ مَلأتَهُبَصَماتِ مَعْرِفةٍ و خطّ َ تَفَكّـُـرِفإذا بكَ الضِّفَتانِ تُصْبِحُ أنْهُـراًوإذا بكَ الانهارُ سبعة َ أبْحُــرِقلبانِ تحتَ مُجاهِدٍ و مُفاوضٍومُخاطرٍ و مُحاضِرٍ و مُفَكِّــرِهذا البِناءُ .. فمَنْ يَمُتْ مِنْ بعْدِهِحَمَلتْ لهُ الأركانُ عُمْر َ مُعَمِّـرِإنْ عُدّ َ أهْلُ العِلْم ِ عُدّ َ مُعَلـِّـماًو يُعَدّ ُ في الفقراءِ دونَ الأفْقـَرِما أحْوَجَ الوطنَ العريضَ لِمِثْلِهِخُتِمَتْ نوافِذُهُ بِشَمْعٍٍٍٍ أحْمَـرِفكأنّ َ أهلَ الأرْضِ شَحّاذ ٌ علىأهْل ِ الوقاحَةِ والضّميرِ الأصْفَرِيا نفسِ قولي الحقّ َ حتى يَخْسَرواشيئاً أعزّ ُ عليكِ مِنْ أنْ تخْسَريخدَعَتْهُمْ الأموالُ فانْصَرَفوا لهاوالشّعْبُ ظلّ َ ينامُ تحتَ الخِنْجَـرِهيَ أرضُنا وسَرَقْتَ مِنّا أرضَنافاخْجَلْ بأنْ تخْطو خُطى المُتَكَبِّـرِولقدْ صَنَعْنا منكَ سَهْواً قائِداًأنكونُ أوّلَ مَنْ تـُهينُ و تـَزْدَري ؟البَعْثُ ماتَ فمَنْ سعى لِحَياتِهِفهو الحقيرُ يُريدُ وجْهَ الأحْـقَرِلسْنا معَ المتذبذِبينَ بدينِهِمْفيبيعُ ما دفعوا النّـقودَ و يشْتريالدينُ ليسَ عِمامَة ً وعَباءة ًومعَ القوِيِّ على الضعيفِ المُدْبِرِالدّينُ ليسَ وسامة ً ونـُعُومَة ًوتسَلـّـُطاً و تجَبـّـُراً لتَـجَبّـُرِالدينُ دينُكَ لسْتُ أعرِفُ شكْلـَهُدينٌ و عِلـْمانيّـة ٌ يا مُـفْـتـَري؟الدّينُ ليسَ على هواكَ لكي ترىلا فرْقَ بينَ مُحَـرِّفٍ و مُـزَوِّرِالدينُ دينُ الواقِفينَ لظالِمٍكالصّـدْرِ أو بنتِ الهدى والعسْكَريلا دينَ مَنْ وضعوا العِمامة َ جانِباًوتسابَقوا لِحصادِ حَبِّ السُكّـرِوضعوا على جسَدِ العِراقِ خرائطاًوحصونَ بينَ مُكَبِّـرٍ و مُكَبِّـرِو تفـنـّنُوا كي يُعْلِنوها فِتـْنَـة ًوحروبَ طائفةٍ لنَهْبٍ أوفـَرِيا ابنَ العِراق ِ وما اغْتـَرَفـْتَ للحظَةٍمِنْ ماءِ جالوتَ الغريبِ المَصْدَرِوصَبَرْتَ وانْكشفَ الطريقُ لسالِكٍبقيَ القليلُ مِنَ المسافةِ فاصْبِـرِوتجَنّبِ العَثَراتِ بعدَ تعثـّـُرٍوإذا استقامَ الدّربُ يوماً فاحذَرِإنَّ الذي أمضى السنينَ مُزَيّـَفاًلا يستقيمُ مع العراقِ بأشهُـرِوالمُسْتقيمُ هو الفقيدُ بِفِعْلِهِوبوجْهِهِ الطلِقِ الكريمِ المنظرِاليومَ ننعى رمْزَ كلِّ فضيلةٍواليومَ نبْكي فـَقـْدَ حُلـْو ِ المَعْشَرِفقدَتْ نجومُ الأرْض ِ نجْماً مُشْرِقاًومُؤَثِّـراً و يظلّ ُ جِدّ َ مُؤَثـِّـرِما كنتَ تعرفُهُ لكثرَةِ عَدْلِهِهل عاشَ سُنّـِـيّاً بها أو جعْفـَريفقَدَتْ نواطيرُ الصّباحِ مُزارِعاًساقَ البِقاعَ الى حقول ِ العَنـْبَرِتأتي الثـِّمارُ بكلّ ِ عَصْـرٍ مَرّة ًإلاّ ثِمارُكَ في جميع ِ الأعْصُرِلندن 23-9-2007