ان ننادي بحرية التعبير على الانترنت شيء وأن نعتدي شيء آخر
فالمقالة والرأي او النص او فقرة الحوار او شيء ممايماثله عندما تكون من ابداع الكاتب او من إلهامه ونفسه تجيش بهذا الابداع الى سجن ابداعه فعليه الاحتفاظ بإبداعه في ارشيفه حفظا ابديا فيخترق بذلك وصية لحكيم مفادها بما معناه ان على العالم ان ينشر علمه قبل موته فإن مات ولم ينشره مات هو وعلمه وان نشره قبل موته فالثواب مضاعف ، وهذه الحكمة مخصصة فقط لمن آمن ان هناك ثواب وعقاب ، وان اراد هذا المبدع ان ينشر ابداعه في اي وعاء آخر سيما وان كثرة الأوعية اليوم في عالم الفضائيات والانترنت صار لها منافذ شتى ولاتعد وعليه ان يعلم ان هذه المادة التي تم نشرها في اي من الاوعية فقد خرجت من طاعته ولم يعد أميرا عليها او سيدا مطلقا اوحاكما عرفيا يجلس منتظرا من ينقلها الى اوعية متعددة ليجلس يحاسبه ايما حساب ويتناوله بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد وتوجيه المهانات الى كتّاب وننال من قدراتهم ونحبط طموحاتهم وننفرد بالحكم المطلق على اننا نحن فقط ونحن فقط الذي اختصنا الله بالكتابة وهذا عين الخطأ لوقوعنا في شراك الأنانية ومن يقول بصحة رأينا وكأننا معصومين وهذا محال لأننا جميعنا بشر ومعرضون للخطيئة كل حين ومن أجاز لنا ان نحرمهم من اقل حقوقهم وهي القراءة والكتابة وعلى فرض حتى عملية نقل مقال من الى فماذا يعني بالنسبة لكاتب محترم وكبير لو كان كاتبا كبيرا ومحترما حتى ولنفترض في أسوأ الاحوال انه لم يذكر اسم كاتب المقال ولنجد عذرا للجميع تحت اسم ( سهواً ، نسيان ، عدم انتباه ، جهل بقوانين النشر … الخ ) هل يعني ان نسمح لأنفسنا بالاعتداء على ناقل فكر ما او ثقافة ما ؟؟ لنعمد ياأخي للقول ناقل الكفر ليس بكافر .. اما ان نمسخ كاتب ما ونطلق لسجايانا حريتها في هجومنا عليه مانحين ذواتنا حرية قذفه فنقيم الدنيا ونقعدها على دماغه ونفضحه طولا وعرضا مالئين الدنيا وشاغلين الناس ... على طريقة الجنازة كبيرة والمتوفي عصفور ... الخ ..
فهذه ليست من اخلاق الشبكة ولم تكن الشبكة لمثل هذه المهاترات من قبل اشخاص موتورين فالكاتب الكبير والعاقل ليس معنيا بعبارة موتورين .. بل اولئك المصرّين على اعتقاد انه ليس من كتّاب غيرهم في الساح او انهم سيبقون هم فقط الكتّاب ولو امتد بنا النظر افقيا لأيقنّا انه ستولد أجيال بحكم الواقع تكتب واجيال تصنع واجيال تؤلف وأجيال تنطق الشعر ولاوقوف لحركة الحياة ، والله رأيت عشرات المقالات لي منشورة على مواقع لم اسمع بها ولم ارسلها لها ولم انبث ببنت شفة لأني احترم عملية انتشار مقالة ما لعموم الفائدة ولا أتوقف باحثا عن مكائد انتقم فيها من ناقل ما لمقالتي ... ثم لوكانت جميع الكتابات على الشبكة كما ورد القرآن الكريم الى سيدنا محمد (ص) قوله تعالى : وماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .. الخ .. لما كان محمدا ( ص) خاتم الرسل لكن طالما انها مجمعة من مصادر عدة وليس للوحي قيد شعرة فيها فيعمد بعضهم ليأخذ من الشبكة حلبة لسجالاته ومن موقع ما أو غيره ساحة لصيحاته علما بأن كافة اصول وقواعد النشر في كل المواقع تطالب بأخلاقية عالية جدا في التعامل مع الشبكة وتتضمن توصيات راقية جدا تحثّ على احترام الآخر فالرجل المثقف والكاتب الكبير ينظر الى الشبكة كأداة حضارية خلقت لتبقى لأنها انجازا هو الأكثر احتراما من بين جميع انجازات الفكر الانساني الخلاق ويتعاملون معها على هذا الاساس واغلبهم يكنون لها ولصانعها ولزوارها كل المحبة والاحترام والتقدير لما قدمته لهم من خدمات جليلة وثقافات متنوعة وخبرات عتيدة وتواصلات مستمرة وجهود مشكورة ... الخ .
فمتى نرتقي الى هذه المستويات ونتوقف عن مهاجمة الآخر او مهاجمة مواقع الآخر كمسألة مهمة للنقاش اريد ان أدلو بدولي فيها عبر الشبكة التي تواجد فيها حسب بعض الاحصائيات قرابة(1,300,000,000) موقع ولاتخلو من الغثّ والثمين والجميل والأقل جمالا والقوي والضعيف مضمونا وتصميما وهذا لايعنينا بحال من الاحوال ، واصحاب المواقع هم الأشفق على مواقعهم من أي انسان آخر او من أي ناقد آخر على طريقة للبيت رب يحميه ، وكل صاحب موقع معجب بموقعه بشكل ما وليس لنا عليه سوى ان نطرح آراء عامة كأن نقول مثلا : لوكانت الميزة الفلانية متوفرة في الموقع الفلاني لكان أجمل .. وغير ذلك من التـقولات ولاننس ان إرضاء الناس غاية لاتدرك فعلينا من باب الآداب العامة والذوق العام ان نحترم مواقع الآخرين بالحدود الدنيا للذوق العام وللعلم ففي الشبكة الكثير الكثير مما قد يعجبك ويستاء منه غيرك والعكس ايضا مع اختلاف نسبة العجب والاستياء وليس لنا إلا احد امرين فإما ان نزور الموقع الفلاني ونفيد منه حسب الحاجة او ان نعرض عنه وننتقل الى موقع آخر ففي الشبكة امكانية التجوال فيها منذ يوم ظهور النور الى يوم النفخ في الصوْر فهل يحق لنا توجيه الانتقادات اللاذعة لموقع ما مجرد انه لم يناسب مزاجاتنا او لأننا بحثنا فيه عن قضية ولم نجد ضالتنا ؟؟ وهل يجب ان تطاله مزاجاتنا حتى في حالة مرضنا النفسي او الصحي او في حالة انفعالاتنا من امر ما ؟؟ طبعا ولا أمانع من يعترض على المواقع المشينة بقيمنا واخلاقيتنا تلك التي تسيء لتربيتنا وإسلامنا كالتي يتحدثون عنها باختصار بعبارة ( المواقع المنحلة قيميا ) اتمنى لو اعرف كلمات سر هذه المواقع لأمحوها عن بكرة ابيها ولكن ياحسرة .. وفي حال رغبة البعض معرفة ترتيب موقعه في الانترنت حسب الافضلية او ترتيب موقع ما يدخل الى الرابط www.alexa.com ثم يكتب اسم موقع ما في جدول ثم يقرر موقع اليكسا ماهو ترتيب الموقع المطلوب في الترتيب العالمي للمواقع فموقعي مثلا www.yamsyaf.com الذي بلغ ترتيبه بين المواقع العالمية 651000 والتجربة متاحة للجميع فمن هنا ومن هناك أربأ بالجميع معرفة اننا نعيش عصر التبادل الثقافي الذي نال حيزا كبيرا من الحرية في عصر الصحافة الالكترونية فأين نحن من حضارات الشعوب التي تتناقل القطاع الفكري والثقافي من والى كل مكان لغاية التبادل المعرفي واكتساب الخبرات بين كل سكان الكون اين نحن ممن يعطي بلاحساب ويقدم النفيس من اعماله طوعا وبرغبة لإفادة الآخر اين نحن من الأم التي هي عنوان حقيقي للعطاء وتعمل في البيت بلاراتب مدى الحياة وفي كل عطاء تشعر حقيقة انها على تقصير لرغبتها الجامحة في تقديم المزيد اين نحن من ذاك الرسول الكريم محمد (ص) الذي تطاول عليه صغار الناس بالسباب والشتيمة فقال لهم غفر الله لكم اين نحن من البابا بولس الذي فارقنا قبل ايام وعلينا ان نصلي جميعا لراحة نفسه وفاء له .. وفي ذاكرة الشعوب ان شخصا ما حاول اغتياله بالرصاص وبعد ان نجا البابا من قبضة الرجل قرر البابا ان يبقى بابا بكل المقاييس وزاره في سجنه وعفا عنه فأي أخلاق هذه وأي اعراف وأي قيم يحملها محمدا عليه السلام والبابا عليه السلام ايضا فكل من يقدم الخير للبشرية اقول له من وجهة نظري عليك السلام .
واذا ماقسنا كاتب له مقال على الشبكة فأعجب به كاتب آخر ونقله الى موقع آخر وذكر اسم الكاتب الحقيقي عليه فما يضير ذلك بالكاتب الأساس ؟؟ وهذا الكاتب لوكان مكان البابا في القصة الواردة قبل قليل فماذا به فاعل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كثرت في الآونة الأخيرة رغبة الناس بالتباري الثقافي والفكري لنقل المعلومات وتبادلها بين الناس ولم يكن هنا اسرع وسيلة من الانترنت تلك الشبكة التي لم تكن يوما منغلقة على احد ومن يعجبه شيء يتزود منه ويرسله للآخر لغاية الإفادة او الاحتفاظ به وهذه النقطة أضاءها موقع الحوار المتمدن في قواعد النشر المبين في المادة رقم 8 جاء فيها : لتكن المعرفة والفكر الإنساني متاح للكل وبشكل واسع ... فأي أخلاق تريدها أعلى من هذه الاخلاق التي خطط لها الأخ رزكار لتكون عناون الحوار المتمدن ؟ وعلينا ان نسعى جهدنا لإطلاق المعرفة من سجنها بطريقة حضارية وهنا اخص بالذات ذكر المصدر على الاقل احتراما لحقوق الكاتب رغم اني على علم مسبق اننا لسنا جميعا من تعداد الملائكة الروحانيين حتى تأتينا كل هذا الوفر من المواد الثقافية والفكرية المنشورة على الشبكة كإلهامات ربانية ولايخلو بعض الجمل ذات هذا الطابع لكن الأكثرية نقلت او سجلت من مصادر ايضا متعددة من هنا او من هناك وهذا لايشير لنقص في المادة بل ربما في كثير من الاحوال يغنيها وقد يجعل بعض القرّاء معجب بها بكثرة قد تكون بسبب نفس هذه الجملة التي ذكرت ..
ومن وجهة نظري ان عملية التبادل الفكري والثقافي بطريقة عفوية تسمح للجميع من الاطلاع على روابط وقضايا وأفكار ومقالات ونصوص ماكان ليطلع عليها الآخر بحكم تجواله الطبيعي في الشبكة والنقطة العلمية بالضبط هنا تساهم فيها محركات البحث العالمية بكثرة وتعددية مواد البحث وسهولة الحصول على المعلومة بوفرة أكبر وبسرعة أكثر وهذا الرأي لايدحضه العلم والتوسع بل يؤيده بقوة ولنذكر مثالا عن ذلك : نفرض ان البحوث المتعلقة بمادة الرمل لم تتكرر على الشبكة فمحركات البحث تأتي بها فقط ولو تكررت من قبل اي احد لكثرت كلمات البحث من نفس النوع من مادة الرمل وبالتالي توسعت خيارات الباحث ليجد ضالته أكثر واسرع وأغنى فهل من رد على هذا ؟؟ وهذا رأي اول
ولندع محركات البحث جانبا لإغناء الموضوع في قضية التجوال التلقائي على الشبكة فقد يجد البعض مادة ما على الشبكة تذكره بحاجة ما له او لصديقه فيطلبها فربما يجد ضالته فيها من خلال بحث لكاتب ما منقول عن كاتب آخر منقول عن كاتب آخر ولولا الثالث ما وصل الباحث الى نقطة محددة وهذا رأي ثاني .
ويبقى موضوع الاعتراض على نقل النص ومشكلة ذكر المصدر وتلك حقيقة يجب ألا تأخذ هذا الدور المنفعل الى هذا الحد وتصل الى شكل يمنع البعض الكثير من الافادة من مادة ما ..وعلينا ان نكون حضاريين بالمعنى الحقيقي ولانستخدم الشبكة لمهاترات لاتنته .. سيما وان الكاتب الكبير والحقيقي يترفع عن اي نوع من المهاترات في الشبكة وفي غير الشبكة .
قد أفاجىء المجتمع الشبكي في مقالة قادمة ببيانات أربأ بنفسي عدم التعرض لذكرها ..
مشاركة منتدى
17 نيسان (أبريل) 2005, 04:08, بقلم على عبد اللطيف
مقالة فيها الكثير مما شغل فكرى خلال الفترة الماضية ، ولقد ذكر كاتب المقال كل ما توصلت إليه من نتائج ، ولكن الشىء الذى يحزننى هو أن المادة تنقل إلى موقع آخر دون ذكر الكاتب الحقيقى للمقال أو المصدر الذى نقل منه المادة ، وينسب المقال لاسم كاتب آخر ، وإذا قمت باخطار الموقع بحقيقة الأمر ، تجدهم لايبالون ولايسألون وكأنه لاحق لك فيما تقول !!!
شكرا لكاتب المقال لأنه عبر عن خلجات نفسى وأغنانى عن كتابة مقال أنفث فيه عن غضبى .
فالنقل من موقع إلى آخر دون علم الكاتب ، لاغبار عليه ويفرحه ، طالما ينسب المقال إلى صاحبه ، لأنه وسع دائرة نقل المعلومة ، لأن المبدع الحقيقى يعمل من أجل سعادة الآخرين .
وشكرا مرة أخرى لكاتب المقال , وشكرا لناشره ، وأتمنى أن تؤتى كلماته بالثمرة .
على عبد اللطيف
mahmoudelbadwey@hotmail.com