الثلاثاء ٢٥ آب (أغسطس) ٢٠٢٠
بقلم حياة محمود

بحرٌ مسجورٌ دمعُ أمي

دموع الأم في هذه القصيده تماماً مثل البحر المسجور الذي يجتمع فيه النار و الماء معاً، النار لا تُبخر الماء و الماء لا تُطفىء النار، و بذلك يستمر الدمع أمامك و تستمر أنت بالفزع، في مشهد تشخص له الأبصار، دمع أمك في هذه الصورة يجعل منك شخص عاجز.. لا يستطيع فعل شي أمامها سوى الجمود، و كأنها قد قامت قيامتك.

إنّى أرى ما لا يُرى في دمع أمي
بحرٌ مسجورٌ ينسابُ كلَّما بَكتْ بالقربِ مني
سُجرتْ دُموع أمي
والسَّجورُ كان صخراً ثابتاً في قلب أمي
يعصُرُ الأحزان عصراً
يملأُ الأيامَ قهراً
يُثْقِلُ الهمَّ عليها ثمَّ تبكي
و أنا بالعجزِ أبقى
كيف أُنهي دمعَ أمي؟!
هل سَأنجو؟ أم سَيُلقى بي جزاءً
بحرُها المسجور حتفي

يا إلهي يا إلهي إن بَكتْ
نارٌ بدمعها ِالتقتْ
لكنها مهما عَلَتْ
الدمعُ لا لن ينتهي
دموعها مهما طَغتْ
النارُ لا لن تنطفي

ربَّاهُ أذهِبْ دمعَ أُمي
تَرحلُ الأهوالُ عني
لا تخسف بي يا رحيمُ كلما بَكتْ
فالنارُ و الماءُ معاً في دمعِها
يُجمّدان الفعلَ عندي
يُشخِصان ناظري
و يُذهِبان العقلَ مني

مشهدٌ من يومِ بعثي دمعُها
ربَّاهُ فارحمْ ضعفَ قلبي
وقعُ الدموعِ من عُيونها قيامتي
ربَّاهُ كفكف دمعَ أمي
أرجوك يا إلهي
يا مَن إذا أردتَ قلتَ كُنْ
لدمعها قُل لا تَكنْ


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى