الأربعاء ١٥ أيار (مايو) ٢٠١٩

بيان جماهيري ذكرى نكبة فلسطين ال71

رضوان عبدلله

صادر عن مكتب التعبئة و التنظيم – إقليم لبنان

أكثر من سبعة عقود و نحن، جيلا وراء جيل، نعيش النكبة بكل اسوداداتها ومآسيها ونتائجها على كافة الصعد و المجالات، في ظل وجود احتلال صهيوني غاشم لارضنا الفلسطينية المقدسة، والاستمرار بحالة الخروج الفلسطيني للاجئين من ديارهم و في ظل استمرار وتعمق الانقلاب الاسود وعدم تحقيق الأهداف التي وضعتها الحركة الوطنية الفلسطينية و تغول المشروع الصهيوني وتوسّعه، حيث أصبح أكثر تطرفًا وعنصريةً واجراماً، بوجود أكثر من 800 ألف مستعمر استيطاني في الضفة الغربية وحدها، وسط استعدادات لضم أجزاء من الأراضي المصنفة (ج)، على طريق ضمها لـ"إسرائيل" بعد أن أفرِغت تقريبًا من سكانها الأصليين، مع توقع أن يتم نشر خطة الرئيس الامريكي الارعن دونالد ترامب "صفقة القرن" بين اسبوع وآخر، حيث انه من المتوقع أن الخطة ستشمل الاعتراف بأن جميع الأراضي التي يسكنها المستوطنون اليهود ستكون تحت السيادة الإسرائيلية. ووفقا لذلك، ربما لن يعارض الأمريكيون الإجراءات الإسرائيلية القاضية بتطبيق القانون الإسرائيلي في الضفة الغربية رغم ان الأماكن التي توجد فيها تجمعات فلسطينية ستبقى في أيدي الفلسطينيين، وهذا يتوافق مع ما قاله الرئيس ترامب في الماضي بأنه لا يتشبث بشعارات الماضي، بل يعترف بالحقائق على الأرض ويتصرف وفقها.

إن شعبنا في هذه الايام هو أكثر إصرارا على التمسك بالثوابت، والحقوق الوطنية المشروعة، وفقا للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها حق العودة، وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. وهذا ضمن ما استند اليه المشروع الوطني الفلسطيني عند انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة إلى الحق الفلسطيني، ورفع شعاري العودة والتحرير عبر استخدام الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية لدحر وهزيمة المشروع الاستعماري الصهيوني وإقامة دولة ديمقراطية واحدة بعد هزيمة وتفكيك المشروع الاستعماري ونظام التمييز العنصري الصهيوني والذي يستهدف الجميع ومن ضحاياه اليهود انفسهم.

إن استمرار الاحتلال بسياساته وإجراءاته العدوانية تجاه مدينة القدس المحتلة والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها يشكل انتهاكاً للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية، واعتداءً صارخا على حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية التي نصت عليها مواثيق حقوق الإنسان، وبروتوكول جنيف الأول لسنة 1977 الذي حظرت مادته (53) الأعمال العدائية الموجهة ضد أماكن العبادة. وأن مدينة القدس بمقدساتها الإسلامية المسيحية لن تكون إلا عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ولن تفلح سياسة التهويد الاحتلالية في تغيير طابعها العربي.

لذا فاننا نرفض استمرار انتهاك سلطات الاحتلال الاسرائيلية لحرمة المسجد الاقصى المبارك، خاصة اخلائهم المعتكفين والمصلين من المسجد بدون وجه حق، حيث ان الذي يجري هو انتهاك سافر لحرمة الشهر الفضيل واعتداء على الوجود المقدسي.ونحذر بالوقت عينه من تصاعد وتيرة الاحتلال والمستوطنين في مواصلة اقتحامات المسجد الاقصى والمحاولات المتكررة لاخلاء المسجد من المصلين. ونطالب بضرورة تظافر الجهود العربية و الاسلامية وتوحيدها من اجل مقاطعة شاملة لمن ينتهك القانون الدولي ويعربد بالقدس منتهكا القوانين الدولية، وان هذه التصرفات بحق حرية العبادة لن تمر هكذا.

اننا اذ نثمّن مواقف الاخ الرئيس محمود عباس الثابتة والرافضة لـ"صفقة القرن"، التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، نؤكد أن مصيرالصفقة هو الفشل أمام صمود شعبنا، واصراره على التصدي لكافة المؤامرات والمحاولات التي تستهدف حقه التاريخي بأرض وطنه فلسطين، وتستهدف وحدته كشعب، وهوية وطنية، كما ندعو جماهير شعبنا إلى رص الصفوف والوحدة في هذه المرحلة الخطيرة والمصيرية، مؤكدين أن هذه اللحظة التاريخية والمصيرية تستدعي أن نضع خلافاتنا الداخلية جانباَ، وأن نقف موحدين في وجه مؤامرة صفقة "ترمب- نتنياهو التصفووية"، بإنهاء الانقسام البغيض فورا، وإعادة توحيد الشعب والوطن، وهذا يجعلنا نؤكد على الأولوية لإِعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني وإنهاء الانقسام والعمل على إحباط "خطة ترامب"، والمشاريع الاستعمارية الاستيطانية، خصوصًا في عاصمة دولتنا الابدية مدينة القدس والضفة الغربية ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإبقاء القضية الفلسطينية حية، إضافة إلى توفير كل ما يلزم لضمان استمرار التواجد الشعبي الفلسطيني على أرض فلسطين، من خلال توفير مقومات صموده ووجوده واستمراره، وتوفير احتياجاته بالعيش حرًا وبحياة كريمة، وضمان حقوقه المدنية أينما تواجد داخل فلسطين وخارجها، فلا تعارض بين الحفاظ على هوية شعبنا الوطنية وحقوقة المدنية، خصوصًا إذا كان مواطنًا، والحؤول دون شن عدوان تدميري جديد على قطاع غزة، وإبقاء العامل الفلسطيني فاعلًا حتى لا يمكن تجاوزه من خلال حل عربي إقليمي.

ونحن نثق بأن شعبنا الفلسطيني الصامد على أرض وطنه، والمقاوم منذ أكثر من مائة عام، والذي يحمل قضيته في أماكن اللجوء والشتات ؛ قادر على إحباط "صفقة ترامب" مهما بلغ الاختلال في موازين القوى، من خلال الاهتمام والتثبت اكثر بالحقوق الوطنية الفلسطينية وبالتمثيل الشرعي الفلسطيني، منظمة التحرير الفلسطينية، و التي حصلت على اعتراف 140 دولة بدولة فلسطين، والمميزات السياسية والقانونية المترتبة على ذلك، والاهتمام والتمسك بالشرعية الدولية وقراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية واهمها قرار حق العودة رقم 194، تلك الشرعية التي تضمن الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، بدليل أن ترامب وإدارته يحرصان على القضاء على ما يسموه الانحياز الدولي للفلسطينيين.

وهنا ننبه ونحذر أمتنا العربية، جماهير وحكومات، في هذه اللحظة التاريخية، للمخاطر التي تستهدفها في هذه المرحلة، إذ أن "صفقة القرن" ليست خطرا على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة فحسب، وإنما على الأمة العربية جمعاء، لكونها العنوان الجديد للمشروع الصهيوني الاستعماري التوسعي ولفرض "اسرائيل" كقوة تتحكم بالمنطقة، ومقدراتها، وثرواتها، رغم ان الأكثر خطراً هو التخلي عن خيار الدولة والذي سيمكّن "إسرائيل" من استكمال تهويد الضفة واستيطانها بسرعة أكبر وتكاليف أقل، فالمعركة الأهم كانت على الأرض، وهي الآن على الضفة، ولا يجب الهرب من خوضها تحت أي ذريعة.

اننا اذ نعاهد جماهير شعبنا أن نبقى أوفياء لمبادئ الحركة ولدماء الشهداء، وإلى تضحيات أسرانا الأبطال، وجرحانا ومعوقينا، نشد على ايدي الأخ الرئيس والاخوة في اللجنة المركزية وبقية أطر الحركة على تمسكهم بحقوق أسر الشهداء والأسرى، ورفضهم لكل أشكال الابتزاز الإسرائيلي وانتهاكه للاتفاقيات الموقعة. ونجدد التأكيد على "حق العودة، وحق تقرير المصير، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشريف، ونقول بكل جرأة لا لـ"صفقة القرن"، ولا لمحاولات فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، ولا لإعلان ترمب المشؤوم باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ولا لاحتلال او ضم اي جزء من الاراضي العربية وبالاخص هضبة الجولان السورية.

عاش نضال شعبنا الفلسطيني في الوطن وخارجه

عاشت منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا

الشفاء العاجل للجرحى والمعوقين

الحرية للأسرى من اقبية وزنازين سجون العدو الاسرائيلي

المجد والخلود للشهداء الابرار

وانها لثورة حتى النصر

مكتب التعبئة و التنظيم – اقليم لبنان

رضوان عبدلله

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى