
«ثلج .. ثلج» لوفاء القسوس
عمان - سميرة عوض - قدمت الكاتبة وفاء القسوس في قراءتها لقصة «ثلج .. ثلج» في الحكواتي عصر اول من امس تجربة بصرية فريدة من نوعها على الساحة العربية، ففي خطوة غير مسبوقة على الساحتين الاردنية والعربية، عمدت المؤلفة الى تقديم عرض غرافيكي للكتاب وشخصياتها قام بتصميمه الشاب خالد محمد الظاهر.
وتتناول وفاء القسوس في قصتها الجديدة التي تأتي بمناسبة الاعياد المجيدة ورأس السنة قصة عائلة كبيرة، ذهبت بكامل افرادها الى بيت الجد والجدة في الريف الاردني، ذات يوم شتوي، وحين وصل الجميع الى ذلك البيت الريفي المحاط باشجار الصنوبر، فاجأهم سقوط الثلوج التي حاصرت المكان، وجعلت الكبار قلقين متوترين، في حين فرح الصغار بتساقط هذا الضيف ذي الرداء الابيض، وبدأوا بممارسة متعهم التي كانوا ينتظرونها على أحر من الجمر.
في هذه القصة، حاولت وفاء القسوس ان تعيد الطفل الاردني الى الطقوس الاردنية الجميلة التي كانت تقوم بها الأسر عند اجتماع شملها، بدءا من الوجبات الشهية التي تفرضها تلك الظروف الشتوية، وانتهاء بالممارسات التي يقوم بها الناس في مثل هذه الظروف.
خالد الظاهر استوحى العديد من جوانب هذه القصة الجميلة في اعمال غرافيكية مميزة، تجعل الكتاب قريبا من وجدان الطفل الصغير، فقد قام بتحريك الكتاب مما يمكن الطفل من تقليب صفحاته على الكومبيوتر بواسطة الفأرة، كما قام بعمل مسابقة من خمسة وعشرين سؤالا يقوم الطفل بالاجابة عليها بعد الانتهاء من تقليب صفحات الكتاب، وهي مسابقة الكترونية يتعرف فيها على الاجابة الصحيحة والخاطئة مباشرة، بعد الاجابة على كل سؤال، ويمكنه اعادة الاجابة على المسابقة اكثر من مرة كي يتمكن من الاجابة على الاسئلة كلها اجابات صحيحة.
من ناحية أخرى قام بعمل لعبة جميلة ومسلية من وحي الثلج، يستطيع الطفل من خلالها تجميع ما يمكنه تجميعه من كرات الثلج في وعاء خلال دقيقة واحدة، ولعبة أخرى هي لعبة تركيب شخصيات الكتاب.
اما الكليب الكرتوني فنرى فيه بعض شخصيات الكتاب وهي تقوم بعمل رجل الثلج الذي ورد ذكره في القصة خطوة خطوة، مما يشعر المشاهد بالمتعة الكبيرة.
في العرض الجديد الذي قدمته القسوس في مكتبة الحكواتي تحولت قصتها من قصة مقروءة الى قصة مرئية، بحيث جمعت الكتاب الورقي والكتاب الالكتروني بكل ما فيهما من مميزات، مما يجعل مثل هذه القراءة سابقة فريدة من نوعها على الساحة العربية. الامر الذي اعجب الاطفال وذويهم، اذ اجابوا على كامل الاسئلة التي جاءت غير تقليدية، فعدا عن تلك الاسئلة المتعلقة باحداث القصة، جاءت اسئلة تسأل عن اسم المؤلفة، والفنانة التي رسمت لوحات الكتاب بشكل يلفت انتباه الاطفال الى تكامل العملية الابداعية في انتاج الكتاب.
وكانت الكاتبة اهدت قصتها الثالثة الى «كل جد وجدة يلونون حياة احفادهم بالحب والفرح». مستحضرة ذاكرتها الحية الغنية بتفاصيل الطفولة مع جديها لتضعها في قصة مستوحاة من طفولتها الحقيقية. وتزامن اصدارها لقصتها مع الاستعداد للاحتفالات بموسم الاعياد ورأس السنة التي تدور حكاياتها في اجواء الثلج.
وتقول القسوس: «بالنسبة لي لن انسى منزل جدي وجدتي.. منزل الحب الفرح ولن انسى هذا اليوم.. فيوم هطول الثلج، كان اجمل يوم في حياتي».
وتؤمن القسوس الحاصلة العام 1989 على ماجستير فنون جميلة تخصص مسرح دمى من كلية كانا تيكت الاميركية بان الاستثمار في الطفولة هو الاهم وتتمنى وهي الحاصلة على وسام الاستقلال من الدرجة الثانية ان تنتشر مكتبات الاطفال العامة في كل انحاء الاردن.
كما نالت القسوس جوائز عديدة من اهمها ميدالية افضل نص اغنية اطفال في مسابقة اقيمت قبل اعوام في مركز هيا الثقافي.
والقسوس تعمل حاليا مستشارة في وزارة الثقافة، سبق وان ترأست تحرير مجلة «وسام»، وكتبت واخرجت عددا من مسرحيات الدمى للاطفال، والدوبلاج في مسلسلات الكرتون، وتولت ادارة مهرجان مسرح الطفل لثلاث دورات والمهرجان الاردني لأغنية الطفل العربي على مدى ثمانية اعوام. كما شاركت في معرض بولونيا الدولي لكتب الاطفال في ايطاليا.