السبت ٢٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٠
بقلم جميلة شحادة

حقل الياسمين

دعني أخبرُكَ عنْ أحوالِ مدينَتي هذا المساءْ:
اختلفَ كوكبانِ على لونِ الياسَمين في الحقلِ؛
واختلفَ أحمقانِ على الجهةِ التي ستُشرقُ منها الشمسُ في الغدِ.
احتدمَ الجَدَلُ،
اشتعلتِ الشُّهُبُ،
نَفَذَ الصبرُ،
اخترَقَتْ رصاصةٌ كَبِدَ الحَبقِ
وذَبحتْ سِكينٌ جَديلةَ الزَّنبقِ
زلزلتِ الأرضُ،
بَكَتِ السماءُ،
ذُهلتْ نواطيرُ الحقلِ،
ارتدتِ الأقنعَه، وأخفتْ وجهَها.
رقصَ سكانُ المدينَةِ،
خلعوا القفازاتِ، ونشبوا مخالبَهم.
تيبَّستْ صرخةُ الأطفالِ
على عتبةِ شفاههِم،
تعسَّرتْ ولادةُ جنينٍ يخشى الظلامَ في الخارجْ
ويبكي ذبحَ الشياهِ كلَّ أحدٍ
وكلَّ سبتٍ
وكلَّ جمعَةٍ.
مساءُ مدينتي هذهِ الليلةَ حزينْ.
أطفأوا الأضواءَ،
اغتالوا ورودَ تشرينْ
وشيخُ الحارَةِ ما زالَ يقيمُ الليلَّ
ويدعو اللهَ أنْ يُنزلَ الغيثَ
على حقلِ الياسمينْ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى