حواريه
(1)
رجلان فقط من ورق ومخمل. قال الرجل الورقي: اقرأني
– لست بقارئ جلود بشرية.
وقال الرجل المخملي: ارتديني.
– لا أريد أن أفضح عريي.
في الصباح المبكر. جاء بائع الجرائد، وباع رجل الورقي بسوق الكلام بدرهمين. كذلك فعل التاجر بسوق النسوة، باع الرجل المخمل بدرهمين.
في المساء عاد الزوج من عمله متعباً منهكاً وفي يده جريدةٌ بيضاء من غير سوء، كذلك عادت الزوجة متعبة منهكة وفي يدها كيسٌ من الخيش.
قال الزوج: هذه صحيفة نظيفة، نفترش بها مائدة الطعام
وقالت الزوجة: وهذا خُرجٌ جميل لحمارك. ثم تعانقا
(2)
لا شئ في الدكان، لا معلبات ولا حبوب ولا مشروبات غازية ولا سكر ولا طحين. لا رفوف معدنية أو خشبية ولا أكياس ولا كرسي ولا طاولة، لكن ثمة ميزان شاقولي في يد البقال المتربع في منتصف الدكان.
قال الفتى: أريد رطلاً من الكلام النظيف.
– لا يوجد في الوقت الحاضر
– لا بأس لو كان نصف نظيف
– غداً، ربما يوجد
– أعطني من المتيسر إذن.
هز البقال رأسه وزان له رطلاً من الأخبار العربية.
(3)
قال المسؤول الزراعي: اقترح أن تحول كل أجهزة التلفزيون في الوطن العربي إلى صحاحير خضار وفواكه، وبذلك نتحرر من قيود البنك الدولي، وفي نفس الوقت نقضي على المجاعة في عقر معدة المواطن العربي.
قال المسؤول الإعلامي: اعترض. الاعلام مهم لنا جداً، خاصة في هذه المرحلة الحرجة، فلولاه مثلاً، لما استطاع المواطن العربي أن يحيط بكل أسرار وملابسات زواج نجوى كرم.
قال نقيب المذيعين المرئيين: وماذا سنفعل بهذا الجيش الجرار من المذيعين والمذيعات؟
حين سمع وزير الدفاع هذا الكلام، فز من قيلولته وقال: ذكرتني بكلمة جيش. ماذا تعني في لسان العرب؟
فزَّ نقيب المذيعيين المرئيين فرحاً وقال: يا الله… بضاعتنا ردت إلينا، اللسان اختصاصنا، ولكن إذا كان لا بد من هذا الإجراء أقترح أن يستوعب الزملاء في الفرق.....
المسؤول الرياضي مقاطعاً: في الفرق الرياضية
مسؤول الفرق الموسيقية: لا. بل في الفرق الموسيقية
مسؤول الفرق الدينية: لا. بل في الفرق الدينية
مسؤول الفرق الكشفية: لا. بل في الفرق الكشفية.
مدير المنتجع الطبي: الكشفية 200 دولار والعملية 2000 دولار _ _ مضافاً إليها رسوم التغسيل وثمن الكفن وأجرة سيارة نقل الموتى.