حیاة دعبل الخزاعی وسیرته مع الخلفاء والوزراء
إعداد: محدثة السادات میر حسینی
الملخص
اتناول في مقالتي إلى دراسة دعبل الخزاعي واسمه، نسبه، مولوده، اساتذته، تلاميذته، مولفاته، بيته، والرواة عن المترجم هم و سيرته مع الخلفاء و الوزراء.
و ادرس في مقالتي ديوان شعره و له شعر كثير مجموع في ديوان و قد كان هذا الديوان مشهورا في العصور السابقة ولكنه اليون مفقود كما فقد غيره من نفائس الدواوين الشعرية و بدل علي كثرة شعره.
النتیجة من خلال الدراسة المختصرة نستنتج بان دعبل بن علي شاعر ثائر ذو عاطفة جياشة و صدر ملتهب و قريحة و قادة و صاحب خلق كريم عاش لفنه و صلت من شعره القليل و يمتاز بالوضوح والسهولة والبعد عن الاغراب و التعقيد و شعره يجمع بين الجزالة و الحلاوة و الفصاحة .
دعبل نزّاع أبدا الی البادیة بأسلوبه، و كلامه علی حدّ قول البحتری «أدخل في كلام العرب من كلام مسلم بن الولید، ومذهبه أشبه بمذاهبهم»
و دعبل ذو قریحة فیّاضة، توسل الشعر ممتثلا بالسلاسة و الإنسجام و السهولة ، و هو ذو حیویّة نبّاضة تبعث فی شعره حیاة و حركة . و هو، علی تبدّیه ، لا یهمل فی شعره جانب التصنیع ، فیعمد الی البدیع و یوشّی به أقواله فی اقتصاد واتزان.
(الکلمات الرئسیة : شدید الموالاة ، هجاء ، بیت رزین ،نبوغه)
المقدمة
انا ارید ان اتناول فی هذا البحث حیاة دعبل وسیرته مع الخلفاء والوزراء حتی ابین للقراء ان دعبل جند نفسه للدفاع عن المضلومین وعن دفاع اهل البیت رسول الله وایضا وقد عاصر هذا الشاعر البارع الإمام الصادق والكاظم و الرضا و الجواد عليهم السلام،لتحدّى دعبل ظلم العباسيّين وطغيانهم حتّى أنه قال: أنا أحمل خشبتي على كتفي منذ خمسين عاماً، لست أجد أحداً من يصلبي عليها. باعثی علی اختیار هذا الموضوع فی الحقیقه ذکر مکانة دعبل وال رزین بین شعراء فی العصر العباسی
والمصادر و المراجع التي اكثر اعتمدتها في هذا البحث هو الغدير في الكتاب و السنة و الاداب المجلد10002 لعبد الحسين الاميني النجفي، الاغانی لابو الفرج الاصفهانی، دیوان دعبل بن علی الخزاعی لعبد الصاحب الدجیلی، بشار بن برد لطه الحاجری دعبل بن علی الخزاعی شاعر ال البیت لعبد الکریم الاشتر،
( اسمه ونسبه )
هو دعبل بن علی بن رزین بن سلیمان بن تمیم بن نهشل بن خداش بن خالد بن عبد بن دعبل بن انس بن خزیمة بن سلامان بن اسلم بن حارثه بن عمرو بن عامر بن مزیقیا [1]
ویقول ابن حجر فی لسانه :هو دعبل الشاعر وهو دعبل بن رزین بن سلیمان الخزاعی ابو علی الشاعر المشهور کان حده رزین مولی عبد الله بن خلف الخزاعی والده طلحة الطلحات ویقال انه من ولد بدیل بن ورقا الصحابی
وهذا هو المشهور عند اکثرهم وقد اجمع علی عودةنسبةالی خزاعة احدی قبائل الیمن الشهیرة
ویکنی دعبل ابا علی عند ابی جعفر والخطیب البغدادی وابن عساکر و ابا جعفر عند محمد بن ایوب و المشهور الاول
اصل کلمة دعبل :دعبل لقب وهو بکسر اوله و ثالثه و سکونه المهملة بینهما و آخره لام و هو اسم الناقة الشارف ویقال ایضا للشئ القدیم
الدعبل:الناقةالتی معها ولدها ایضا :البعیر المسن [2]
(مولوده)
ولد دعبل سنة148ه وهو الارجح و قال ابن حجر فی لسان ولد سنة 142ه اصله من الکوفة ویقال انه من قرقیس واقام ببغداد
أساتذته
فی تاریخ دمشق انه حدث عن المامون و ماک بن انس ویقال انه حدث عن یحیی بن سعد الانصاری و شعبةبن الحجاج و سفیان الثوری و سالم بن نج و محمد عمر الوافدی و جماعةسواهم
ومن مشایخه فی الادب مسلم بن الولید تخرج علیه وتعلم منه فی لسان المیزان له روایة ان مالک شریک الوافدی و المامون وعلی بن موسی الرضا ویقال ان له روایة عن شعبة و التوری
( تلامیذه)
فی تاریخ دمشق روی عنه احمد بن داود و محمد بن موسی الترمذی و اخوه اسماعیل ومرآن احمد بن القاسم روی عن قصیدته التائیة والاغانی آنه خرج الفضل بن العباس جعفربن محمد بن الاشعث الذی قال ابو الفرج انه ان دعبلا کان مودبا قدیما وفی لسان المیزان روی عنه اخوه علی بن علی و لم یذکر روایة اخیه اسماعیل عنه وقد مر عن النجاشی انه یروی عنه موسی بن حماد الیزیدی وعن جامع الرواة انه نقل روایة علی بن الحکم عنه فی باب مولد ابی جعفر الثانی علیه السلام من الکافی
( مولفاته)
کتاب طبقات الشعرا [3]
کتاب الواحدی مثالب العریب و مناقبها [4]
دیوان الشعر
(دیوان شعره)
له شعر کثیر مجموع فی دیوان وقد کان هذا الدیوان مشهورا فی العصور السابقة ولکنه الیون مفقود کما فقد غیره من نفائس الدواوین الشعریة ویدل علی کثرة شعره ماذکر صاحب الاغانی عن هاشم بن محمد الخزاعی وعن الجاحظ عن دعبل : مکثت نحو ستین سنة لیس من یوم ذر شارقة الا وانا اقول فیه شعرا وقد نظم فی جمیع فنون الشعر و من الاسباب التی ادت الی اتلاف دیوان دعبل و اضطهاده لمهاحبة الخلفاء والحکام و لهذا نری شعر دعبل مششتا فی صفحات الکتب الادبیة منها و التاریخیة واشهر قصائد تلک التی مدح فیها اهل البیت علیهم السلام و التی تعرف بالتائیة مطلعها:
مدارس آیات خلت من تلاوة
ومنزل وحی مقفر العرصات
و لم یبق ادیب او المورخ او شاعر الا وذکر بعضا من ابیاتها.
و فی الاغانی (قصیدته مدارس آیات...)من احسن الشعر و فاخر المدائح المقولة فی اهل البیت علیهم السلام وکتبها فیملا یقال علی ثوب و احرم فیه وامر ان یکون فی اکفانه وسناتی علی ذکر القصیدة بالتفصیل لاحقا.
بيت رزين
بيت علم وفضل وأدب وإن خصه ابن رشيق في عمدته 2 ص 290 بالشعر، فإن فيهم محدثون وشعراء، وفيهم السؤدد والشرف
كانوا هم وأخوهم عثمان من فرسان مولانا أمير المؤمنين الشهداء في صفين [5] وأخوهم الخامس: نافع بن بديل استشهد على عهد النبي صلى الله عليه وآله ورثاه ابن رواحة بقوله
رحمل اله ابن بديل
رحمة المبتغي ثواب الجهاد
صابرا صادق الحديث إذا ما
أكثر القوم قال قول السداد [6]
وأما أبو المترجم علي بن رزين فكان من شعراء عصره، ترجمه المرزباني في " معجم الشعراء " 1 ص 283، وجده رزين كان مولى عبد الله بن خلف الخزاعي أبي طلحة الطلحات كما ذكره ابن قتيبة في الشعر والشعراء.
وعم المترجم عبد الله بن رزين، أحد الشعراء كما ذكرة ابن رشيق في " العمدة ". وابن عمه أبو جعفر محمد أبو الشيص ابن عبد الله المذكور، شاعر له ديوان عمله الصولي في مائة وخمسين ورقة، توجد ترجمته في " البيان والتبيين " 3 ص 83، " الشعر والشعراء " ص 346، " الأغاني " 15 ص 108، " فوات الوفيات " 2 ص 25. وغيرها. و ترجمه ابن المعتز في طبقاته ص 26 - 33 وذكر له قصايد طويلة غير أنه عكس في إسمه و إسم أبيه وذكره بعنوان: عبد الله بن محمد. والصحيح: محمد بن عبد الله. وعبد الله بن أبي الشيص المذكور، شاعر له ديوان في نحو سبعين ورقة، وذكره أبو الفرج في " الأغاني " 15 ص 108 وقال: إنه شاعر صالح الشعر وكان منقطعا إلى محمد بن طالب فأخذ منه جامع شعر أبيه ومن جهته خرج إلى الناس. وترجمه ابن المعتز في طبقاته ص 173.
(أبو الحسن علي أخو دعبل)
كان شاعرا له ديوان شعر نحو خمسين ورقة كما في فهرست ابن النديم، سافر مع أخيه المترجم إلى أبي الحسن الرضا سلام الله عليه سنة 198 وحظيا بحضرته الشريفة مدة طويلة، قال أبو الحسن علي هذا: رحلنا أنا ودعبل سنة 198 إلى سيدي أبي الحسن علي بن موسى الرضا فأقمنا عنده إلى آخر سنة مأتين وخرجنا إلى قم بعد أن خلع سيدي أبو الحسن الرضا على أخي دعبل قميصا خزا أخضر وخاتما فصه عقيق، ودفع إليه دراهم رضوية وقال له: يا دعبل؟ صر إلى قم فإنك تفيد بها. فقال له: احتفظ بهذا القميص فقد صليت فيه ألف ليلة ألف ركعة وختمت فيه القرآن ألف ختمة [7].
وخلف أبا القاسم إسماعيل بن علي الشهير بالدعبلي المولود 257، يروي كثيرا عن والده أبي الحسن كان مقامه بواسط وولي الحسبة [8]بها له كتاب تاريخ الأئمة. و كتاب النكاح.
(رزين أخو دعبل)
وأخوه هذا أحد شعراء هذا البيت ولدعبل فيه أبيات في تاريخ ابن عساكر 5 ص 139 وقال الأزدي: وخرج إبراهيم بن العباس ودعبل ورزين إبني علي رجالة إلى بعض البساتين (أو: إلى زيارة أبي الحسن الرضا عليه السلام كما في رواية العيون) فلقوا جماعة من أهل السواد من حمال الشوك فأعطوهم شيئا وركبوا حميرهم فقال إبراهيم:
أعيدت بعد حمل الشوك
بل من شدة الضعف
تصيرون إلى القصف فلو كنتم على ذاك ولا تبقوا على الخسف تساوت حالكم فيه
ثم قالا لدعبل: أجزيا أبا علي؟ فقال:
فإذ فات الذي فات فكونوا من ذوي الظرف
وخفوا نقصف اليوم فإني بايع خفي
(أما نبوغه في الأدب)
فأي برهنة له أوضح من شعره السائر؟! الذي تلهج به الألسن، وتتضمنه طيات الكتب، ويستشهد به في إثبات معاني الألفاظ ومواد اللغة، ويهتف به في مجتمعات الشيعة آناء الليل وأطراف النهار، ذلك الشعر السهل الممتنع الذي يحسب السامع لأول وهلة أنه يأتي بمثيله ثم لما خاض غماره، وطفق يرسب ويطف بين أواذيه، علم أنه قصير الباع، قصير الخطا، قصير المقدرة عن أن يأتي بما يدانيه فضلا عما يساويه.
كان محمد بن القاسم بن مهرويه يقول: سمعت أبي يقول: ختم الشعر بدعبل. و قال البحتري: دعبل بن علي أشعر عندي من مسلم بن الوليد فقيل له: كيف ذلك؟! قال: لأن كلام دعبل أدخل في كلام العرب من كلام مسلم، ومذهبه أشبه بمذاهبهم وكان يتعصب له [9].
وعن عمرو بن مسعدة قال: حضرت أبا دلف عند المأمون وقد قال له المأمون أبي شيئ تروي لأخي خزاعة يا قاسم؟! فقال: وأي أخي خزاعة يا أمير المؤمنين؟! قال: و من تعرف فيهم شاعرا؟! فقال: أما من أنفسهم فأبو الشيص ودعبل وابن أبي الشيص وداود بن أبي رزين، وأما من مواليهم فطاهر وابنه عبد الله. فقال: ومن عسى في هؤلاء أن يسئل عن شعره سوى دعبل؟! هات أي شيئ عندك فيه. وقال الجاحظ: سمعت دعبل بن علي يقول: مكثت نحو ستين سنة ليس من يوم ذر شارقه إلا وأنا أقول فيه شعرا. [10] ولما أنشد دعبل أبا نواس شعره:
أين الشباب؟! وأية سلكا؟! لا أين يطلب؟! ضل بل هلكا لا تعجبي يا سلم من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى
فقال: أحسنت ملاء فيك وأسماعنا. قال محمد بن يزيد: كان دعبل والله فصيحا [11]وهناك كلمات ضافة حول أدبه والثناء عليه لا يهمنا ذكرها.
أخذ الأدب عن صريع الغواني مسلم بن الوليد [12]
واستقى من بحره وقال: ما زلت أقول الشعر وأعرضه على مسلم فيقول لي: اكتم هذا حتى قلت:
أين الشباب؟! وأية سلكا؟! لا أين يطلب؟! ضل بل هلكا لا تعجبي يا سلم من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى
فلما أنشدته هذه القصيدة قال: إذهب الآن فأظهر شعرك كيف شئت لمن شئت.
وقال أبو تمام: ما زال دعبل مائلا إلى مسلم بن وليد مقرا بأستاذيته حتى ورد عليه جرجان فجفاه مسلم وكان فيه بخل فهجره دعبل وكتب إليه:
أبا مخلد كنا عقيدي مودة هوانا وقلبانا جميعا معا معا أحوطك بالغيب الذي أنت حائطي وأنجع أشفاقا لأن تتوجعا فصيرتني بعد انتحائك متهما لنفسي عليها أرهب الخلق أجمعا عششت الهوى حتى تداعت أصوله بنا وابتذلت الوصل حتى تقطعا وأنزلت من بين الجوانح والحشى ذخيرة ود طالما قد تمنعا فلا تعذلني ليس لي فيك مطمع تخرقت حتى لم أجد لك مرقعا فهبك يميني استأكلت فقطعتها وجشمت قلبي صبره فتشجعا
ويروي عنه في الأدب محمد بن يزيد. والحمدوي الشاعر. ومحمد بن القاسم بن مهرويه. وآخرون
(والرواة عن المترجم هم)
1- أبو الحسن علي أخوه كما في كثير من كتب الحديث والمعاجم.
2 - موسى بن حماد اليزيدي. فهرست النجاشي ص 117.
3 - أبو الصلت الهروي المتوفى 236. في مصادر كثيرة.
4 - هارون بن عبد الله المهلبي. في الأمالي والعيون.
5 - علي بن الحكيم. في أصول الكافي.
6 - عبد الله بن سعيد الأشقري. الأغاني وغيره.
7 - موسى بن عيسى المروزي. الأغاني وغيره.
8 - ابن المنادي أحمد بن أبي داود المتوفى 272. تاريخ ابن عساكر
9 - محمد بن موسى البريري. تاريخ ابن عساكر.
(أما سيره مع الخلفاء والوزراء)
فهذه ناحية واسعة النطاق، طويلة الذيل، يجد الباحث في طيات كتب التاريخ ومعاجم الأدب المفصلة حولها كراريس مسطرة فيها لغو الحديث نضرب عنها صفحا ونقتطف منها النزر اليسير.
1 - عن يحيى بن أكثم قال: إن المأمون أقدم دعبل رحمه الله وآمنه على نفسه فلما مثل بين يديه وكنت جالسا بين يدي المأمون فقال له: أنشدني قصيدتك " الرائية " فجحدها دعبل وأنكر معرفتها، فقال له: لك الأمان عليها كما أمنتك على نفسك. فأنشده:
تأسفت جارتي لما رأت زوريوعدت الحلم ذنبا غير مغتفرترجو الصبى بعد ما شابت ذوائبهاوقد جرت طلقا في حلية الكبرأجارتي إن شيب الرأس يعلمنيذكر المعاد وأرضاني عن القدرلو كنت أركن للدنيا وزينتهاإذا بكيت على الماضين من نفرأخنى الزمان على أهلي فصدعهمتصدع الشيب لاقى صدمة الحجربعض أقام وبعض قد أصار بهداعي المنية والباقي على الأثرأما المقيم فأخشى أن يفارقنيولست أوبة من ولى بمنتظر أصبحت أخبر عن أهلي وعن ولدي كحاكم قص رؤيا بعد مدكر لولا تشاغل عيني بالأولى سلفوامن أهل بيت رسول الله لم أقروفي مواليك للحرين مشغلةمن أن تبيت لمشغول على أثركم من ذراع لهم بالطف بائنةوعارض بصعيد الترب منعفرأمسى الحسين ومسراهم لمقتلهوهم يقولون: هذا سيد البشریا أمة السوء ما جازيت أحمد فيحسن البلاء على التنزيل والسورخلفتموه على الأنباء حين مضرخلافة الذئب في إنفاد ذي بقرقال يحيى: وأنفذني المأمون في حاجة فقمت فعدت إليه وقد انتهى إلى قوله:لم يبق حي من الأحياء نعلمه من ذي يمان ولا بكر ولا مضر إلا وهم شركاء في دمائهم كما تشارك أيسار على جزر قتلا وأسرا وتخويفا ومنهبة فعل الغزاة بأرض الروم والخزر أرى أمية معذورين إن قتلوا ولا أرى لبني العباس من عذر قوم قتلتم على الاسلام أولهم حتى إذا استمكنوا جازوا على الكفر أبناء حرب ومروان وأسرتهم بنو معيط ولاة الحقد والزعرإربع بطوس على قبر الزكي بها إن كنت تربع من دين على وطر قبران في طوس خير الناس كلهم وقبر شرهم هذا من العبر ما ينفع الرجس من قبر الزكي ولا على الزكي بقرب الرجس من ضرر هيهات كل أمرء رهن بما كسبت له يداه فخذ ما شئت أو فذر
قال: فضرب المأمون عمامته الأرض وقال: صدقت والله يا دعبل. [13]
روى شيخنا الصدوق في أماليه ص 390 بإسناده عن دعبل أنه قال: جائني خبر موت الرضا عليه السلام وأنا مقيم بقم فقلت القصيدة الرائية. ثم ذكر أبياتا منها
2- دخل إبراهيم بن المهدي على المأمون فشكى إليه حاله وقال: يا أمير المؤمنين إن الله سبحانه وتعالى فضلك في نفسك علي، وألهمك الرأفة والعفو عني، والنسب واحد، وقد هجاني دعبل فانتقم لي منه فقال: وما قال؟! لعل قوله:
نعر ابن شكلة بالعراق وأهله فهفا إليه كل أطلس مائق
وأنشده الأبيات فقال: هذا من بعض هجائه وقد هجاني بما هو أقبح من هذا فقال المأمون: لك أسوة بي فقد هجاني واحتملته، وقال في :
أيسومني المأمون خطة جاهل ما رأى بالأمس رأس محمد؟! إني من القوم الذين سيوفهم قتلت أخاك وشرفتك بمقعد [14]
شادوا بذكرك بعد طول خمولة واستنقذوك من الحضيض الأوهد
فقال إبراهيم: زادك الله حلما يا أمير المؤمنين وعلما، فما ينطق أحدنا إلا عن فضل علمك، ولا تحمل إلا اتباعا لحلمك
3 - حدث ميمون بن هرون قال: قال إبراهيم بن المهدي للمأمون قولا في دعبل يحرضه عليه فضحك المأمون وقال: إنما تحرضني عليه لقوله فيك:
يا معشر الأجياد لا تقنطوا وارضوا بما كان ولا تسخطوا
(3) أشار إلى قضية طاهر الخزاعي وقتله الأمين محمد بن الرشيد وبذلك ولي المأمون الخلافة.
فسوف تعطون حنينية يلتذها الأمرد والأشمط والمعبديات لقوادكم لا تدخل الكيس ولا تربط وهكذا يرزق قواده خليفة مصحفة البربط
فقال له إبراهيم: فقد والله هجاك أنت يا أمير المؤمنين. فقال: دع هذا عنك، فقد عفوت عنه في هجائه إياي لقوله هذا. وضحك ثم دخل أبو عباد فلما رآه المأمون من بعد قال لإبراهيم: دعبل يجسر على أبي عباد بالهجاء ولا يحجم عن أحد. فقال له:
وكان أبا عباد أبسط يدا منك؟! قال: لا، ولكنه حديد جاهل لا يؤمن وأنا أحلم و أصفح، والله ما رأيت أبا عباد مقبلا إلا أضحكني قول دعبل فيه.
أولى الأمور بضيعة وفساد أمر يدبره أبو عباد [15]
4- حدث أبو ناجية قال: كان المعتصم يبغض دعبلا لطول لسانه وبلغ دعبلا أنه يريد اغتياله وقتله فهرب إلى الجبل وقال يهجوه:
بكى لشتات الدين مكتئب صب وفاض بفرط الدمع من عينه غرب وقام إمام لم يكن ذا هداية فليس له دين وليس له لب وما كانت الأنباء نأتي بمثله يملك يوما أو تدين له العرب ولكن كما قال الذين تتابعوا من السلف الماضين إذ عظم الخطب ملوك بني العباس في الكتب سبعة ولم تأتنا عن ثامن لهم كتب كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة خيار إذا عدوا وثامنهم كلب وإني لأعلي كلبهم عنك رفعة لأنك ذو ذنب وليس له ذنب لقد ضاع ملك الناس إذ ساس ملكهم وصيف وأشناس وقد عظم الكرب
وفضل بن مروان يثلم ثلمة يظل لها الاسلام ليس له شعب
5 - حدث ميمون بن هارون قال: لما مات المعتصم قال محمد بن عبد الملك الزيات يرثيه:
قد قلت إذ غيبوه وانصرفوا في خير قبر لخير مدفون
لن يجبر الله أمة فقدت مثلك إلا بمثل هارون
فقال دعبل يعارضه:
قد قلت إذ غيبوه وانصرفوا في شر قبر لشر مدفون إذهب إلى النار والعذاب فما خلتك إلا من الشياطين ما زلت حتى عقدت بيعة من أضر بالمسلمين والدين
6- حدث محمد بن قاسم بن مهرويه قال: كنت مع دعبل بالضميرة وقد جاء نعي المعتصم وقيام الواثق فقال لي دعبل: أمعك شئ تكتب فيه؟! فقلت: نعم، وأخرجت قرطاسا فأملى علي بديها:
الحمد لله لا صبر ولا جلد ولا عزاء إذا أهل البلا رقدوا خليفة مات لم يحزن له أحد وآخر قام لم يفرح به أحد
7- حدث محمد بن جرير قال: أنشدني عبيد الله بن يعقوب هذا البيت وحده لدعبل يهجو به المتوكل وما سمعت له غيره فيه:
ولست بقائل قذعا ولكن لأمر ما تعبدك العبيد
8 - دخل عبد الله بن طاهر على المأمون فقال له المأمون: أي شئ تحفظ يا عبد الله لدعبل؟! فقال: أحفظ أبياتا له في أهل بيت أمير المؤمنين. قال: هاتها ويحك. فأنشده عبد الله قول دعبل:
سقيا ورعيا لأيام الصبابات أيام أرفل في أثواب لذاتي أيام غصني رطيب من ليانته أصبو إلى خير جارات وكنات دع عنك ذكر زمان فات مطلبه واقذف برجلك عن متن الجهالات واقصد بكل مديح أنت قائله نحو الهداة بني بيت الكرامات
فقال المأمون: إنه قد وجد والله مقالا ونال ببعيد ذكرهم ما لا يناله في وصف غيرهم. ثم قال المأمون: لقد أحسن في وصف سفر سافره فطال ذلك السفر عليه فقال فيه:
ألم يأن للسفر الذين تحملوا إلى وطن قبل الممات رجوع؟! فقلت ولم أملك سوابق عبرة نطقن بما ضمت عليه ضلوع تبين فكم دار تفرق شملها وشمل شتيت عاد وهو جميع
كذاك الليالي صرفهن كما ترى لكل أناس جدبة وربيع
ثم قال: ما سافرت قط إلا كانت هذه الأبيات نصب عيني في سفري وهجيرتي و مسيلتي حتى أعود.
9- حدث ميمون بن هارون قال: كان دعبل قد مدح دينار بن عبد الله وأخاه يحيى فلم يرض فعلاه فقال يهجوهما:
ما زال عصياننا لله يرذلنا حتى دفعنا إلى يحيى ودينار وغدين عجلين لم تقطع ثمارهما قد طال ما سجدا للشمس والنار
قال: وفيهما وفي الحسن بن سهل والحسن بن رجاء وأبيه يقول دعبل:
ألا فاشتروا مني ملوك المخزم أبع حسنا وابني رجاء بدرهم وأعط رجاء فوق ذاك زيادة وأسمع بدينار بغير تندم فإن رد من عيب علي جميعهم فليس يرد العيب يحيى بن أكثم
الخاتمه
النتیجة من خلال الدراسة المختصرة نستنتج بان دعبل بن علي شاعر ثائر ذو عاطفة جياشة وصدر ملتهب و قريحةو قادة وصاحب خلق كريم عاش لفنه و لمقارعة الظالمين و الدفاع عن المظلومين وصلت من شعره القليل و يمتاز بالوضوح والسهولة والبعد عن الاغراب والتعقيد وشعره يجمع بين الجزالة و الحلاوة و الفصاحة و السلاسة
–
المصادر
- ابن جعفر محمد بن علي بن الحسين بابويه القمي: الصدوق في العين.ط،دار النشر الامام الهادي(ع)،قم،1415ه.ق .
- ________________________________: كمال الدين تمام النعمة.ط3، دار المعارف،بيروت،1413ه ق.
- ابن خلکان: وفیات الاعیان و انباء الزمان. ط ، دار الثقافة، بیروت، 1924م.
- ابن عساکر، تاریخ مدینة دمشق، تحقیق على شیرى، بیروت، دارالفکر، 1415ق.
- ابن قتیبه الدینوری: الشعر والشعراء.تح:احمد محمد شاکر. ط2، عیسی البابی الحلبی، القاهرة ،1370ه ق.
- ابو العباس المبرد، الكامل فی اللغه و الأدب، ط 1، بیروت، دار الكتب العلمیه، 1407 هـ . ق.
- ابو الفرج الاصفهانی: الاغانی. ط3 ،دار الکتب المصریة ،1923م ومه بعدها.
- ________________ ط2، مطبعة الاعلمی ، بیروت ،1935م.
- ابؤالقاسم الموسوي الخوئي: معجم الرجال الحديث و تفضيل طبقات الرواة.ط5،دار الهداية ،قم،1413ه ق .
- حسین الحاج حسن: اعلام فی العصر العباسی . ط2، الموسسة الجامیة ،بیروت، 1986م .
- عباس قمي: الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهيه.ط،مؤسسة الاسلامية المدرسين ،قم المشرفة،1417ه ق.
- عبدالحسين الاميني النجفي: الغدير في الكتاب و السنة و الاداب المجلد10002. ط2، دار المعارف ،بيروت ،1378ق .
- عبد الکریم الاشتر: دعبل بن علی الخزاعی شاعر ال البیت. ط، دار الفکر ،دمشق ،1967م.
- عمر فروخ: تاریخ الادب العربی العصر العباسیة.ط،دار العلم للملایین ،بیروت ،1962م.
- علي بن محمد ابن صباغ :الفضول المهمة في معرفة الائمة.ط، مؤسسة النشر، قم،1970م.
- سید نوفل :الشعر والشعراء فی العصر العباسی. ط 2، دار المعارف، بیروت ،1423ه ق.
- شوقی ضیف: العصر العباسی الاول. ط 2، دار المعارف، القاهرة ،1973 م.
- صلاح الدین الصفدی :الوافی بالوفیات. ط3،مصورة مجمع اللغة العربیة، دمشق،1973م.
- طه الحاجری: بشار بن برد.ط2، دار المعارف ،بیروت ،1957م .
- محسن الامینی: اعیان الشیعة. تح :حسن الامینی، ط2، دار التعارف، بیروت ،1965م.
- مؤسسة نشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين: رجال النجاشي.ط2،قم المشرفه ،1366ق.
- محمد بن علي الاردبيلي الحائري :جامع الرواة.ط3، مكتبة اية الله العظمي المرعشي النجفي،قم المقدسة،1304ق.
- محمد علي الموحد الابطحي الاصفهاني :تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال للشيخ الجليل.دار الهداية ،ط،قم،1417ق.
- نصر بن مزاحم ، وقعه صفین، ط2، ق، منشورات مكتبه بصیرتی، 1382 هـ ق،
–