الخميس ٢٩ تموز (يوليو) ٢٠٢١
بقلم محمد زكريا توفيق

ذهب مع الريح

في عام 1900، ولدت مارجريت ميتشل في أتلانتا، جورجيا. من عائلة هامة تنتمي إلى الطبقة العليا. الحرب الأهلية، كانت تمثل أحداثا هاما بالنسبة لمواطني ولاية جورجيا، وتاريخا حديثا سمع عنه الكثير.

رواية "ذهبت مع الريح"، هي الرواية الوحيدة التي نشرتها مارجريت خلال حياتها. فازت بجائزة الكتاب الوطنية وجائزة بولتزر للأدب. استغرق تأليفها ما يقرب من عشر سنوات، وتم نشرها عام 1936.

الرواية لها وجهة نظر مختلفة عن الحرب. إنها تظهر إنسانية أصحاب المزارع في ولايات الجنوب، وموقف مواطني أتلانتا عام 1936، وقت كتابة الرواية، من تاريخ الحرب الأهلية في الماضي. القصة لا تلقي باللوم على أصاحب المزارع، وتصور أن سبب محنتهم كانت هي سياسة ولايات الشمال.

في زمن ميتشل مؤلفة الرواية، كان هناك قبول أكبر للنساء المستقلات مثل سكارليت. وكانت والدة ميتشل من الناخبين، وميتشل نفسها تقدمية في معتقداتها بالنسبة لأحوال المرأة. هذا كان له أثر هام في رسم شخصية سكارليت في الرواية.

في أبريل 1861، وفي مزرعة تارا مترامية الأطراف، التي تقع على بعد خمسة وعشرين ميلا من أتلانتا، جورجيا، يقع كلا من جيمني وبرنت في حب سكارليت ابنة صاحب المزرعة، البالغة من العمر 16 ربيعا.

في هذه الأثناء، علمت سكارليت أن الحرب على وشك أن تبدأ بين الشمال والجنوب، وأن آشلي سيخطب ميلاني ويعلن ذلك في حفل كبير.

أخبار الحرب الوشيكة، بالنسبة ل سكارليت، لم تكن تقارن في قسوتها وألمها بخبر زواج أشلي من ميلاني. من بين كل الشبان الذين تعرفهم سكارليت، لم تكن تحب سوى أشلي. لكن آشلي لم يكن يبالي بحبها له. ولم تكن تفهم ماذا وجده في ميلاني، جعله يفضلها عليها هي.

تصارح سكارليت الأب، جيرالد أوهارا، بخيبة أملها. لكنه مقتنع بأن آشلي لا يناسب ابنته. إنه يفضل عليه شبان ويلكس، بالرغم من عدم معرفته الكاملة له. نعم، آشلي قادر على الشرب ولعب البوكر، وأفضل من غيره من الشباب، لكنه يفعل ذلك بدون روح.

حقيقة، آشلي يحب القراءة وسماع الموسيقى ومشاهدة اللوحات الفنية، وهو أمر محير بالنسبة لرجل أيرلندي بسيط. ثم وعد الأب ابنته بترك مزرعة تارا لها إن وافقت على الزواج من شخص آخر. لكن سكارليت لا تهتم بالمزرعة أو الأرض ولا تعني شيئا بالنسبة لها. فيجيبها الأب بأنه لا يوجد شيء أهم من الأرض، لأنها هي التي تبقى للأبد.

تذهب سكارليت إلى حفل استقبال في ويلكس. كانت تأمل في مقابلة آشلي وإقناعه بالرجوع عن قراره. من بين الضيوف كان هناك ريت بتلر. هو شاب فصلته الأكاديمية العسكرية في ويست بوينت، ثم طرده والده من المنزل بعد أن رفض الزواج من الفتاة التي رشحها له.

في ذلك الوقت، لم تكن سكارليت لها علاقة ب بتلر. كانت تتطلع للتحدث مع آشلي في المكتبة. لكن آمالها تبخرت في الهواء، عندما وجدت آشلي حازما في نيته الزواج من ميلاني. إنه يحب سكارليت بقلبه، لكن عقله يغلب مشاعره ويخبره بأن ميلاني توافقه أكثر، لأن طباعها من طباعه. من ثم، زواجهما سوف يكون أكثر سعادة.

يغادر آشلي ويترك سكارليت في المكتبة وهي في حالة غضب شديدة. تأخذ مزهرية وتلقيها بكل قوتها على الجدار فوق الأريكة. لفزعها، وجدت أن ريت بتلر كان يرقد فوق الأريكة، وقد سمع حوارها اليائس مع آشلي.

أبدى بتلر ملاحظته بقوة روح سكارليت، وتعجب من رفض آشلي لها. ثارت سكارليت وغادرت المكتبة وهي تغلق بابها بعصبية.

أخيرا، تأكدت الشائعات عن الحرب. يحمل الشباب السلاح للزود عن الجنوب وطنهم. في هذه الأثناء، يتحدد ميعاد عقد قران آشلي وميلاني أول مايو.

لكي تغيظ آشلي، أخذت سكارليت تتودد للرقيق الخجول تشارلز، شقيق ميلاني، وتوافق على الزواج منه. وتصر على أن يكون زفافهما سابق ليوم زفاف آشلي وميلاني. بعد الزواج، يذهب زوجها وآشلي للحرب دفاعا عن الجنوب.

بعد شهرين، أضحت سكارليت أرملة. لقد مات تشارلز من التهاب رئوي قبل أن يشترك في أي معركة. في مايو 1862، تنتقل إلى أتـلانتا. تجبر على ارتداء ملابس الحداد السوداء والظهور بمظهر حزين، بالرغم من مخالفة كل هذا لطبيعتها وشعورها الحقيقي.

عندما ظهرت في اجتماع خيري لصالح المستشفى، تلتقي مرة أخرى ب ريت بتلر. هو ساخر بطبعه، قال لها بأسلوب تهكمي أنه يعرف ما قد دفعها إلى زواجها المتعجل. عندما بدأت التبرعات لشراء الأدوية، نزعت سكارليت خاتم زواجها وتبرعت به. تعجبت ميلاني من تصرفها، وتبرعت هي نفسها بخاتمها الخاص.

ثم يشتري الكابتن بتلر الحق في الرقص مع سكارليت، مما أوقع الأوصياء على الأخلاق في حيص بيص. لكن بتلر يصر عل حقه في القبلة، والمستشفى يحتاج إلى الأموال. إنهم متسامحون مع بتلر لأنه يمد الجنوب بكثير من المنتجات، في ظروف حصار الشماليين البحري للموانئ.

ثم يصب بتلر الوقود على نار القيل والقال، ويقول بأنه لم يفعل ذلك بداعي الشعور الوطني، ولكن من أجل تحقيق مكاسب شخصية له. كما إنه يشك في فوز الجنوبيين، فليس لديهم سوى الحماس والأعداد وسوء التدريب.

بدأت فضائح سكارليت تصل إلى والدها في مزرعة تارا. فيذهب الوالد جيرالد إلى أتـلانتا لكي يأتي بابنته، ولكي يشتري بعض الضروريات. لكنه هناك يقابل الكابتن بتلر، وينتهي به الأمر إلى السكر وتبديد المال في لعبة البوكر. هذا الارتباك جعله ينسى سخطه على سلوك ابنته، التي لا تزال في أتلانتا. ثم تلتقي سكارليت بكابتن بتلر، لكن قلبها لا يزال متعلقا ب آشلي.

بالتدريج، يتعقد الوضع في مسرح الأحداث. الثقة في جيش الجنوبيين بدأت تنقشع ليحل محلها الإدراك بخطورة الوضع وإطالة الحرب وصعوبتها. تظهر القوائم الأولى للقتلى، وتشمل العديد من الأسماء المألوفة لدى سكارليت، لكن آشلي لا يزال على قيد الحياة، ثم يأتي في إجازة قصيرة.

تحاول سكارليت الانفراد بآشلي للتحدث معه، لكن تجده دائما مرافقا ل ميلاني زوجته. قبل رحيله من اتلانتا، يطلب آشلي من سكارليت رعاية زوجته في غيابه، لأنها، في رأيه، لا تملك حيوية سكارليت. آشلي مستعد دائما للوفاء بواجبه نحو وطنه، لكنه غير متأكد من فوز الجنوب على الشمال، الخصم القوي جدا.

بعد الهزائم في جيتيسبورج وفيكسبورج عام 1864، تأتي رسالة تفيد بأن آشلي مفقود. تحزن ميلاني، ولم تعد تفكر سوى في حملها لطفل آشلي، هو شيء يبقيها على قيد الحياة.

لا يزال بتلر يقابل سكارليت، للمشي والحديث وبعض المغازلات الطفيفة. يقول لها في أحد المرات إنه يريد الانتظار حتى تنسى هي طعم قبلة الوداع التي طبعها على شفتيها آشلي. فتثور ثورة عارمة، جعلتها أكثر جاذبية وحالة لا تقاوم بالنسبة لكابتن بتلر.

يقوم بتلر ببعض الاستفسارات عن طريق معارفه في الشمال. فيتأكد من أن آشلي لايزال على قيد الحياة، لكنه في السجن في ولاية إلينوي. لقد عرضوا علية الانخراط في الوحدات العسكرية التي تحمي الأراضي الأمريكية من الهنود، لكنه رفض الخدمة في صفوف الشماليين، وهو يفضل الأسر على مثل هذه الحرية.

تصبح أتلانتا تحت الحصار. كل الذكور تقريبا في الجيش. تقرر سكارليت العودة إلى مزرعة تارا، لكن ميلاني تناشدها عدم تركها. مرة أخرى، يخبرها بتلر، بأنه يتوق إليها منذ اللقاء الأول.

عندما سألته سكارليت عما إذا كان قد عقد العزم على خطبتها، أجاب بأنه ليس من بين أولئك الذين يتزوجون، ثم دعاها علنا إلى أن تصبح عشيقته. وكما يحدث في معظم المقابلات مع بتلر، انتهت المقابلة بمشاجرة، وطرده من المنزل.

في خضم معركة أتلانتا، تبدأ ميلاني تعاني آلام المخاض. كل محاولات سكارليت لجلب طبيب، قد باءت بالفشل. جميع الأطباء كانوا يعالجون الجرحى، الذين يزيد عددهم يوما بعد يوم.

بمساعدة الفتاة الزنجية بريسي، قامت سكارليت بمساعدة ميلاني أثناء وضعها ابنا. ثم تقرر سكارليت مغادرة اتلانتا. تريد العودة إلى مزرعة تارا. يساعدها ريت بتلر، هي وميلاني على مغادرة أتلانتا، التي أوشكت على السقوط في أيدي الشماليين. لكنه يرفض أن يذهب معهما إلى تارا. ويذكر أنه قرر الذهاب مع ربقة المدافعين عن أتلانتا والاستمرار معهم في المقاومة.

هذا الخبر فاجأ سكارليت. قالت إنها لا تستطيع أن تفهم لماذا ريت بتلر المتشكك دائما في عدالة قضية الجنوب، فجأة يقرر حمل السلاح. كما أنها فوجئت أيضا بتركها والتخلي عنها عندما كانت عاجزة وفي أمس الحاجة إليه.

على هذا يجيب ريت بأنها ليست عاجزة، وبالنسبة للأسباب التي دفعته للانضمام الى الجيش، قال انه هو نفسه لا يعرف أسبابها. ولا يدري هل هي عاطفية أم بسبب الشعور بالخزي لكونه بعيدا عن الواجب الوطني وتفضيله لكسب المال بتوريد السلع.

لم تصدق سكارليت هذه الكلمات. يبدو أنه، كحاله دائما، يسخر بعض الشيء. ولكن لا شيء تستطيع أن تفعله، وعليها الذهاب إلى تارا مع ابنها، وخادمة وميلاني حديثة الوضع والعاجزة عن الحركة وابن ميلاني الرضيع. الطريق صعب وخطير، لكنهم وصلوا إلى تارا سالمين.

لم تجني العودة أية بهجة أو سرور. الفوضى والدمار ينتشر في كل مكان. مخازن الأسمدة حرقت بالكامل. مزرعة تارا كانت أكثر حظا. فالمنزل سليم. كان يستخدم مركز عمليات للشماليين. لكن تم نهب محتوياته وفرشه. علاوة على ذلك، لم تنتظر والدة سكارليت ابنتها. فقد ماتت من التيفوس. وفاة أمها أضرت بأبيها جيرالد، وأفقدته عقله.

لم تستسلم سكارليت، وقررت أن تفعل أي شيء لإنقاذ مزرعة تارا من الانهيار الكامل. فجأة، دخل المنزل جندي شمالي، قرر نهب محتويات المنزل والاستيلاء على ما يمكنه حمله. لكنه قلل من شأن سكارليت، التي أطلقت النار عليه فأردته قتيلا.

الحياة في المزارع الجنوبية أصبحت صعبة للغاية. الشماليون ينهبون القليل الذي تبقى. لم يكفهم هذا، بل قاموا بإضرام النيران في المنزل، ولم تتمكن سوى الجهود اليائسة للأفراد المقيمين من إخماد الحريق.

ثم يستسلم جيش الجنوب. ويرسل آشلي رسالة تفيد بقرب عودته. لا تستطيع كلا من ميلاني وسكارليت الانتظار. لمسافة بعد المنزل، يمتد رهط من الجنود العائدين إلى ديارهم من معسكرات أسرى الحرب. أخيرا، يظهر آشلي، وتكون ميلاني أول من يستقبله.

بعد انتهاء الحرب، لم تكن الحياة سهلة. مزرعة تارا تخضع لضرائب كبيرة. وإذا لم يتم السداد، فقد تفقد الأسرة ملكية المزرعة. تذهب سكارليت إلى آشلي للمساعدة، لكنه يعترف بصراحة انه لا يعرف ما يجب القيام به. فتدعوه سكارليت لترك كل شيء والذهاب معها إلى مكان ما في المكسيك، لكن آشلي يرفض، فهو لا يمكنه أن يترك زوجته وابنه وحدهما.

هنا تدرك سكارليت أن ريت بتلر فقط، هو الذي في إمكانه مساعدتها. إلا أنه الآن في موقف صعب، ألقت به السلطات الجديدة في السجن، وهو يواجه حبل المشنقة، إن لم يتبرع بجزء كبير من رأس ماله المكتسب خلال سنوات الحصار.

تأتي سكارليت إليه في السجن، إنها تتظاهر بأنها على ما يرام. لكن لا يمكن خداع ريت بتلر. إنه يفهم أنها قد أتت إليه من أجل المال. فتعترف سكارليت مجبرة على أنها حقا بحاجة لثلاثمائة دولار، من أجل تسديد ضرائب مزرعة تارا.

في مقابل ذلك، هي مستعدة لكي تصبح عشيقته. لكنه رفضها، معتقدا أنها لا تهتم إلا بأمواله، ثم نصحها بتهكم أن تظهر في المرة القادمة المزيد من الحرارة عندما تطلب من أي رجل بعض المال.

إلا أن هذا ما قد فعلته بالضبط. فعندما علمت أن فرانك كينيدي الذي يمتلك بعض النقود، قد وقع في حب شقيقتها الصغرى، سرعان ما أطلقت سحر أنوثتها وأوقعته في حبالها لكي تصبح السيدة كيندي زوجته. بذلك يتم إنقاذ مزرعة تارا من الضياع. هذا لم يزعج سكارليت بالمرة، حتى لو كان على حساب سعادة شقيقتها الصغرى. فالمزرعة أهم.

بدأت سكارليت في العمل بكل طاقتها. انها الآن تدير متجر فرانك زوجها، تقترض الأموال، وتشتري ورشة أخشاب، ثم ورشة ثانية وتديرها بسلاسة.

هنا تتكون الثروة، لكن في نفس الوقت، يتم تأليب الرأي العام في أتلانتا ضدها. فليس من المعتاد لسيدة القيام بأعمال تجارية. ومع ذلك، يؤكد لها ريت بتلر، أنها نتيجة حتمية للخيارات التي اتخذتها. فالمال والنجاح يؤديان إلى الوحدة.

يموت جيرالد والدها. ثم تعلم سكارليت عن نية آشلي للذهاب إلى نيويورك. لقد وعد بوظيفة في البنك. تحاول سكارليت إقناعه بالبقاء، وعرضت عليه العمل في ورشة الأخشاب ونصف العائدات. لكنه رفض. وبعد ضغوط من زوجته ميلاني، يقبل عرض سكارليت.

لكي تصبح ورشة أخشاب سكارليت مربحة، بدأت في استخدام العمالة الرخيصة من السجناء. فهي الطريقة الوحيدة لتحقيق الربح. لكن الورشة التي يديرها آشلي، لا تحقق أرباحا. فهو يرفض رفضا قاطعا استخدام المساجين.

في الوقت نفسه، ردا على المضايقات المستمرة من القادمين من الشمال للعمل في الجنوب، والعبيد السابقين، تم إنشاء جمعية كو كللوكس كلان. التي أصبح من أعضائها الناشطين فرانك كينيدي وآشلي.

لكن السلطات، لم تدخر جهدا لوضع حد لأنشطة هذه المنظمة السرية، وتمكنت من استدراج النشطاء إلى الفخ. فقط بعد التدخل في الوقت المناسب من بتلر، يتم إنقاذ حياة وحرية آشلي. لكن فرانك كيندي كان أقل حظا، وتصبح سكارليت مرة أخرى أرملة.

بعد ذلك، يتقدم ريت بتلر لها، وتوافق. يذهبان إلى نيو أورلينز، ثم يعودان إلى أتلانتا، حيث انتقلا إلى منزل جديد. من بين أصدقائهما عدد كبير من رجال الأعمال، والقادمون من الشمال للتجارة والعمل. ليس من بينهم تجار الجنوب.

تلد سكارليت بنتا، يحبها ريت بجنون. ثم تعرب سكارليت بقوة عن عدم رغبتها في المزيد من الأطفال. هذه هي بداية الأزمة في العلاقة مع زوجها. يقضي ريت المزيد من الوقت بعيدا عن المنزل وغالبا ما يعود وهو في حالة سكر.

عند اقتراب عيد ميلاد آشلي، تقوم ميلاني بترتيب حفل للمدعوين. في عشية الحفل، تقابل سكارليت آشلي في مكتبه، ويستعيدا ذكريات الأيام القديمة. لقد كانت مقابلة حزينة. عرفت سكارليت الكثير عن الشخص الذي تحبه. ما تراه الآن وتحس به يغرقها في الحزن. آشلي غارق في الماضي، لا يستطيع منه فكاكا، ولا يقدر على النظر للمستقبل والتأقلم معه.

ذكريات وآمال ما قبل الحرب، سببت لها الدموع. آشلي يحاول مواساتها، ثم يعانقها. أثناء ذلك، يشاهدهما غرباء. وقريبا تصل الأخبار إلى ميلاني وريت. سكارليت ترفض الذهاب إلى الحفل، لكن ريت زوجها يجعلها تذهب بالقوة.

ومع ذلك، ميلاني، وحدها من بين كل نساء اتلانتا، لا تصدق الإشاعات، وتقابل سكارليت بنفس الدفء. عند عودته إلى المنزل، يعطي ريت غيرته إجازة، ويأخذ زوجته إلى السرير بعد طول انقطاع.

تستيقظ سكارليت مع شعور سعيد بأن ريت يحبها، ولكنها تكتشف أنه ليس معها في السرير، ولا حتى في المنزل. عاد في اليوم التالي، لكي يخبرها أنه قد قضى وقتا طيبا خارج المنزل.

ثم يغادر ريت البيت لمدة ثلاثة أشهر، وعندما يعود، تخبره سكارليت بأنها حامل. ينتقدها ريت ويسيء لها بسبب غيرته الشديدة. ثم يندلع شجار، ينتهي بكارثة.

تسقط سكارليت على الدرج، وتجهض حملها. ثم تعود الحياة إلى الشجار والغم. لكن ينشغل ريت بالسياسة، ومساعدة الديمقراطيين الجنوبيين لكي يفوزوا على الجمهوريين، بدعم من الشمال.

بعد ذلك، غرقت الأسرة في سوء حظ آخر. ابنة ريت الصغيرة المفضلة بوني تسقط من حصانها وتموت. العلاقة بين الزوجين تصبح جافة رسمية غير محتملة. سكارليت لديها المال، وهو لديه الممتلكات، ولكن ليس هناك سعادة على الإطلاق.

تترك سكارليت اتلانتا. لكن برقية من ريت يحثها على العودة على الفور. لأن ميلاني تموت. لقد منعها الأطباء من الحمل والولادة، لكنها تجاهلت حظرهم. أرادت أن تعطي آشلي طفلا آخر.

على فراش الموت، تطلب من سكارليت أن تعتني بابنها وآشلي، لأنه "غير عملي للغاية". وتطلب من سكارليت أيضا أن تكون لطيفة مع ريت زوجها، لأنه يحبها جدا.

الآن، بعد غياب ميلاني، أدركت سكارليت كم هي وحيدة، وكم كانت تلك المرأة بالنسبة لها. ثم تكتشف شيئا آخر، يبدو أنها لم تحب آشلي قط، بل تحلم برجل قوي مرن، وهو ما لم تجده في آشلي مؤخرا. إنه متعب غير آمن، كل قوته العقلية يبددها على تقبل الهزيمة بنفس راضية.

أصبحت تدرك سكارليت كم يعني ريت لها، وكم كانت تحبه وهي لا تدري. انها حريصة الآن على أن تخبره بذلك بسرعة. لكنها لم تكن تعلم بخيبة الأمل التي تنتظرها.

استمع ريت بهدوء إلى اعترافها وقال إنه هو الآخر لديه ما يقوله. فحبه لها قد تلاشى تماما، كما تلاشى حبها لآشلي. ويعترف ريت بتلر بأنه قد أحبها من أول نظرة، ولم يستطع أن يطردها من أحلامه كلما حاول ذلك.

قال إنه لم يفقد الأمل عاجلا أم آجلا، وقال إنها سوف تقدر مشاعره يوما ما، وتفهم مدى ملاءمتهما لبعض، لكن كل جهوده لجلب حب سكارليت له ذهب هباء.

ثم يعلن ريت عزمه على ترك البيت لفترة طويلة، ربما، لإنجلترا ويعد بالعودة من وقت لآخر من أجل عدم إعطاء سبب كبير للشائعات والقيل والقال.

ثم تسأل سكارليت بيأس: "وماذا عني؟" أجاب ريت بحسرة:

"بصراحة يا عزيزتي، أنا لا أهتم البتة".

تفكر سكارليت بصوت عال وتقول بإنه أمر صعب للغاية، لكن طبيعتها القوية ترفض الاعتراف بالهزيمة. سكارليت مقتنعة بأن هذا ليس نهاية المطاف. فهي لا تستطيع التفكير الآن في أي شيء يستطيع أن يرجع ريت إليها. لكن غدا، يوم آخر، سوف تجد فيه بالتأكيد مخرجا.

ملاحظات على الرواية:

لقد كان شكسبير على حق. فمسار الحب الحقيقي ليس سلسا. فالأمر لا يستغرق كل هذا الوقت لشخصيتين، لكي يدركا بعد فوات الأوان أنه كان بينهما حب حقيقي.

النص الكامل غير المختصر من رواية "ذهب مع الريح"، يقع فيما يقرب من نصف مليون كلمة. استغرق تأليفها عشر سنوات. ضاعت معظمها في مطاردة آشلي. لم تكتشف الحب الحقيقي إلا قبل دائق معدودة من تخلي ريت بتلر عنها.

هذه حقا مأساة كل فتاة وفتى، حينما تجري أو يجري وراء سراب خادع ويغفل من يحبه حبا حقيقيا. المثل الشعبي يقول "مراية الحب عمياء". ولا أدري ماذا كانت تريد سكارليت من آشلي، وكيف لم تكتشف حقيقته، وتقبل صده ومعاملته لها بجفاء في كل مرة تفاتحه فيها؟

رواية ذهب مع الريح، هي رواية رومانسية. هي كذلك، تبين التغييرات التي اجتاحت الجنوب الأميركي أثناء الحرب الأهلية. تبدأ أحداث الرواية عام 1861، في الأيام التي سبقت الحرب الأهلية، وتنتهي عام 1871، بعد استعادة الديمقراطيين للسلطة في جورجيا.

عندما يخسر الجنوب الحرب ويتم تحرير العبيد، يشتد الصراع الداخلي. فالرجال البيض يخشون الرجال السود، والجنوبيون يكرهون التربح أو الهيمنة على أيدي الشماليين، والأرستقراطيين الفقراء يستاؤون من الأغنياء الجدد.

تجسد شخصيات الرواية الرئيسية الدوافع المتضاربة للجنوب. آشلي يمثل الجنوب القديم غير القادر على التغيير. يضعف ويتلاشى يوما بعد يوم.

ريت، من ناحية أخرى، يمثل الانتهازية الواقعية. يزدهر من خلال وضع قدم واحدة في الجنوب القديم وقدم وأخرى في الشمال.

تتمكن سكارليت من التغلب على الشدائد من خلال إرادتها الحديدية. تظهر كبطلة تعتمد على نفسها وحدها، وتنجو من الحرب الأهلية، ثم تعيد إعمار المزرعة دون مساعدة من أحد. تقوم برعاية أفراد أسرتها ومساعدة أصدقائها على طول الطريق.

تشير مؤلفة الرواية، مارجريت ميتشل، إلى أن التغلب على الشدائد يتطلب في بعض الأحيان القسوة. سكارليت تصبح سيدة أعمال قاسية وزوجة مسيطرة، خشنة عن طيب خاطر، من أجل النجاح.

شخصيات أخرى تنجح من خلال ممارسة قوة الإرادة، من بينها مدام فونتين، التي شاهدت الهنود تنزع فروة رأس عائلتها بأكملها عندما كانت طفلة، ومع هذا لم تنهار، بل عملت وكونت أسرة لها وأنشأت مزرعة خاصة بها.

في الفصل الثاني، يقول جيرالد لسكارليت "الأرض هي الشيء الوحيد في العالم الذي يعلو فوق أي شيء". وفي المواقف والمنعطفات الحرجة، تذكرنا سكارليت عادة بأن الأرض وبالخصوص مزرعة تارا، هي كل ما يهمها في الأمر.

عندما هربت سكارليت إلى تارا من أتلانتا خلال الحرب، وقعت وهي مريضة وضعيفة في حديقة مجاورة، فشعرت بأن الأرض تحت خدها، لينة ومريحة كوسادة.

بعد الشعور بالراحة وهي مستلقية على الأرض، قالت إنها مصممة على التطلع إلى الأمام ومواصلة النضال بقوة. وكأن الأرض هي مصدر هذه القوة.

عندما رفض آشلي علاقة سكارليت المقترحة، أعطاها قطعة أرض، وهو يذكرها بأنها تحب مزرعة تارا أكثر مما تحبه. تلمس سكارليت التراب بيدها، وتدرك أن آشلي على حق. في نهاية الرواية، عندما يضيع كل شيء منها، تفكر سكارليت في مزرعة تارا، فتجد السلوى والقوة والراحة لوجودها الدائم بجوارها.

الفيلم:

"ذهب مع الريح" هو فيلم ملحمي أمريكي. أنتج عام 1939، وكان أحد أفضل الأفلام المعروفة والأكثر نجاحا في كل العصور.

استمر أكثر من 30 عاما بطل شباك تذاكر في هوليوود على الإطلاق. فاز بثماني جوائز أوسكار، بالإضافة إلى جائزتين فخريتين. استنادا إلى الرواية الأكثر مبيعا 1936، "ذهب مع الريح" من تأليف مارجريت ميتشل. الفيلم طويل جدا، ما يقرب من أربع ساعات، ويتضمن استراحة في المنتصف.

قامت بدور سكارليت أوهارا، فيفيان لي.

وبدور آشلي ويلكس، ليزلي هوارد.

وبدور ريت بتلر، كلارك جيبل.

منتج الفيلم، ديفيد سلزنك، اشترى حقوق الفيلم بعد شهر من نشر رواية ميتشل. تضمنت عدة أدوار في الفيلم - لا سيما دور سكارليت. عمليات بحث مطولة وأساتذة في عقد الصفقات.

خمسة مخرجين و13 كاتب سيناريو، كدحوا لإحياء الملحمة. استغرق تصوير الفيلم 140 يوما. المشهد الشهير "حرق اتلانتا"، تتطلب إشعال النار في 30 فدان.

ثلاثة أيام احتفالات للعرض الأول للفيلم في أتلانتا. ذهب مع الريح كان أول فيلم ملون يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، وكانت هاتي مكدانيل، هي أول أميركية من أصل أفريقي

African Americans | History, Facts, & Culture
African Americans, one of the largest ethnic groups in the United States. African Americans are mainly of Africa...

يتم ترشيحها لجائزة الأوسكار والفوز بها. قامت بدور مامي.

ريت بتلر

ريت بتلر، هو رجل أكبر سنا من سكارليت في أحداث الرواية. يصور على أنه سريع البديهة. كون ثروته أثناء حصار الشماليين للجنوب. إنه من تشارلستون، لذا فهو يفهم عادات الجنوب القديم.

يعتقد أن الحياة بهذه الطريقة على وشك الانتهاء. لديه سمعة سيئة. عندما احتاجت سكارليت إليه للمساعدة في دفع الضرائب العقارية على تارا، طلب منها أن يصبح زوجها الثالث.

وقع في حب سكارليت منذ بداية الرواية. كبريائه وغيرته لم تجعلانه يقبل سلوك سكارليت وحبها لآشلي. لكن السؤال، لماذا تزوجها وهو يعرف أنها لا تحبه، وإنما تحب آشلي؟

ربما لطمعه في ثروتها، أو على أمل أنها سترجع إليه، لأنه متأكد من عدم حب آشلي لها. أو لكي ينالها بعد أن وجدها عصية عليه. أو لهذه الأسباب مجتمعة.

آشلي

يمثل آشلي ويلكس طبقة الجنوبيين المثقفين. في بداية الحب، يلبي آشلي نداء الواجب. واجبه اتجاه عائلته وحكومة الجنوب. هو الوحيد الذي لم يتحمس للذهاب للحرب. إنه واقعي وعقلاني. يعود إلى المنزل من الحرب، بعد أن رأى كميات هائلة من الموت، ليندم على عدم زواجه من سكارليت.

لقد غيرته الحرب وأنهكته المذابح، إلى الدرجة التي أصبح بعدها مجرد قشرة لما قد كان هو نفسه. لا يزال ملتزما بقيمه، ومستعدا للموت في سبيلها. إنه خير مثال للجنوب المنهزم.

ميلاني

ميلاني هي ربما واحدة من أقوى الشخصيات في الرواية. إنها زوجة آشلي، وهي تمثل أيضا مصير الجنوب. قبل الحرب، تثير غيرة سكارليت. يختارها آشلي زوجة له بدلا من سكارليت. تمثل الجنوب القوي المرن. تتوطد صلتها ب سكارليت أثناء الحرب، وتصبح خير صديقة لها.

مامي

مامي هي عبدة سوداء أكبر الخدم سنا في عائلة أوهارا لأجيال. هي خادمة وممرضة لوالدة سكارليت، ومن أبرز العبيد الذين جاءوا في الرواية. يبدو أنها كانت تحظى بمعاملة طيبة من العائلة، جعلتها تظهر سعيدة مهتمة بشئون باقي الأفراد. لم تتغير شخصيتها بعد الحرب، وتحافظ على تقاليد الجنوب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى