رؤية جديدة لقضية الأجناس الأدبية
القسم الأول
مقدمه
عند الخوض في كتابة تندر فيها المصادر وتقل المراجع تكون هذه الكتابة قد واجهت عقبة أمامها لكن، نتاج هذه الكتابة يكون أثمر فانه يغني المفقود بشيء ما حتى لو كان بسيطاً،ويثير قضايا فاتحا باب المناقشة،قضية الأجناس الأدبية في الأدب العربي من تلك القضايا التي قل الاهتمام بها في الساحة الثقافية والأدبية العربية،فقلما حظيت هذه القضية باهتمام الباحثين والدارسين والنقاد،كما إن الكتب الموجودة في المكتبة العربية قليلة جدا ومترجمة عن باحثين وكُتاب أجانب ولا يوجد مصدر أو كتاب يدور حول هذه القضية من جانب الأدب العربي لكن هنالك تعليلات لعدم دراسة الباحثين والنقاد لقضية الأجناس الأدبية في الأدب حيث إن الشعر كان السمة الوحيدة في الأدب العربي في تلك الفترة لكن بعد دخول أجناس جديدة إلى الأدب العربي وجبت دراسة القضية
اطلعت على كتاب اسمه ( ما لجنس الأدبي ) للباحث الفرنسي جان ماري شيفر وهو باحث لديه العديد من المؤلفات ويعمل في مركز البحوث العلمية في فرنسا، الكتاب من ترجمة الدكتور غسان السيد وهو الآخر باحث وأستاذا للأدب المقارن في جامعة دمشق هذا الكتاب والذي هو أحد منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في دمشق تطرق إلى هذه القضية علمياً وفي عموم الفكر الأدبي كما تطرق للقضية تاريخياً خارج دائرة الأدب العربي حيث أوضح في هذا الكتاب إلى إن مسالة الأجناس الأدبية شغلت العديد من الباحثين وفاقت دراسة الأجناس الأخرى كالأجناس الفنية مثلاً وما يقصده شيفر هنا الأجناس الأدبية في الفكر الأدبي العالمي،فهنالك العديد من الدراسات حول هذه القضية في الأدب الإنجليزي والفرنسي وهنالك كتب مترجمة إلى العربية في هذا المجال كما إن بداية القضية ( قضية الأجناس الأدبية ) تعود إلى بدايات بعيدة في التاريخ ،
في هذه الدراسة لقضية الأجناس الأدبية سأحاول التطرق إلى الأجناس في الأدب العربي لكن في ذات الوقت للتطرق للأجناس الأدبية في عموم الأدب ولعل هنالك صعوبة في دراسة الأدب العربي وأجناسه حيث عاش هذا الأدب عدة تحولات بمرور التاريخ وتأثير البيئة وما عكسه الاحتكاك بالشعوب الأخرى،حيث ظهرت أجناس لم يكن لها اصل في بداية الأدب العربي كالقصة والمسرحية والرواية وحتى المقالة ، لكن دراسة الأدب العربي تتطلب التقسيم وهو المعروف في تناوله حيث تم تقسيم هذا الأدب من حيث العصور ،
كما إن هنالك شيء مهم في القضية بالنسبة للأدب العربي،بالإضافة إلى ما ذكرناه هنالك ظاهرة الاختفاء وتداخل وظهور بعض الأجناس على حساب الأخرى
– ما الأدب وأجناسه ؟
– عند دراسة الأجناس الأدبية كقضية لابدّ من نظرة إلى الأدب لكونه المجنس والمقسم ، ينبغي ان نتعرف على ماهية الأدب واسس التقسيم واسباب التقسيم وما دواعي وجود أجناس فيه؟!
هذه التساؤلات ممكن الإجابة عليها من خلال نظرة إلى الأدب .
فالإنسان بطبيعته خُلق وفُطرَ إلى قوى جسمية ونفسية تضمنت هذه القوى قدرات عقلية وغريزية وعاطفية وخيالية وكل ما يجعله يحافظ على وجودة الفردي داخل دائرته الاجتماعيّة ونظامه الإنساني ،وقد عرف الإنسان الطبيعة وسخرها لصالحة فظهرت الآداب والفنون وابتدعها الإنسان للتعبير عن تفاعله ومواقفه وصراعه الدائم مع الواقع بكل أبعاده،وما فتئت هذه الأجناس تتوالد مواكبة بذلك مسيرة الإنسان وتطور الحياة والنمو الحاصل على مختلف البيئات والعصور.
يكون الأدب مرتبطا بحياة الإنسان التي هي الأخرى مرتبطة بدائرة تتألف من عدة عوالم حول هذا الإنسان حيث المحيط الاجتماعي وعالم الطبيعة وما وراء الطبيعة فهنا تكون الكتابة الأدبية قد تفرعت إلى عدة اتجاهات وسلكت طرق عديدة تتضمن ما وراء الكتابة ودوافعها فهنالك ما نناقشه في الحلقة القادمة
القسم الثاني
– الكتابة الذاتية.-
– الكتابة حول المحيط الاجتماعي وما حول المبدع.
– كتابة لوصف وخطاب الطبيعة " كتابة أدب الطبيعة"
– الكتابة في عوالم الخيال أو "ما وراء الطبيعة"
بالنسبة للنوع الأول من الكتاب الذي يدور حول ذات المبدع وشخصيته وتجسيد لتجاربه الذاتية والخاصة وتعبيرا عن تأملاته وأفراحه واحزانه وهمومه ومواقفه وكلما يتعلق بالذات الإنسانية .
الجانب الثاني يدور حول من حول المبدع وما هو خارج نطاق ذاتيته وتجربته الشخصية وما يتعلق حوله وكُل ما له أهمية وخصوصية للآخرين وهنالك عدة أجناس نشأت يُعبرُ فيها المبدع عن غبره مثل الملحمة المسرحية والمقالة الموضوعية والسيرة الغيرية والرواية والقصة .
الجانب الطبيعي أو ما يتعلق بالطبيعة في الكتابة فلهذه الطبيعة مكانه في حياة الإنسان فهو عنصر من هذه الطبيعة أو المنظومة،وينتمي إليها بأي حال من الأحوال فظهر أدب الطبيعة وله أجناسه الخاصة به.
للخيال في الحياة الإنسانية دور هو الآخر حيث أن كل فرد ممن حولنا يمتلك خيالاً وقد تختلف المقاييس فهنالك أدب ما وراء الطبيعة وهو ما يعرج بك إلى عوالم أخرى والاستشراق في رحاب فضاءات غير ما حولنا في الحياة ولهذا الأدب أي أدب ما وراء الطبيعة أجناس كالأدب الصوفي وما يتعلق به وأدب الدعاء والابتهال والمواعظ أدب الزهد وما يمارس من ترانيم وقد كان للدين الإسلام في هذا النوع من الأدب حيث ان هنالك أدب الدعاء على سبيل المثال وهو جنس مستقل بذاته له اسلوبه ويمتلك اللغة كاداه له كما هو حال مختلف الأجناس الأدبية فله أجواءه الخاص أيضا وكذلك يشبه أدب الزيارة الذي غالبا ما ينتمي إلى جنس النثر لكن يتميز بسمة خطابية وتوسلية للخالق من قبل المخلوق كما موجود في كتاب الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين أحد أئمة المسلمين ،
هنا أنواع الكتابة الأدبية وعلاقتها بالإنسان.
والتشابه بين الأجناس الأدبية والحياة الإنسانية ،فالحياة لا يمكن فصلها فلا يمكن فصل الفرد عن الجماعة وهما مترابطان بالطبيعة وبما وراء الطبيعة والحياة الدنيا لها ارتباط بحياة أخرى.
ومثل الأجناس الأدبية كمثل الحياة فالحياة تتكون من ماضٍ وحاضر ومستقبل بينما الحياة الأخرى لا تقترن بزمان إنما هي حياة دائمة ، الأجناس الأدبية أيضا محكومة بذات القياس الزمني فهي أما تُحدث عن ماضٍ أو حاضر أو مستقبل، وغالبا ما تمزج بين هذه الأزمنة .
الأجناس الأدبية وبداياتها
لا توجد وقفة حقيقية لفترة بداية الأجناس الأدبية كقضية، لكن بعض الدراسات ذكرت عودة هذه القضية إلى تصورات أفلاطون وسقراط التي أثارها ارسطو وما تناوله بعده الرومانسيون والنقاد ، هذه البداية إذن كانت من تصورات أفلاطون أي أنها تعود إلى تاريخ قديم وحضارة قديمة
كما أن هنالك العديد من المفكرين والفلاسفة مروا بدراسة هذه القضية او بعض مكوناتها مثل هيغل وفرنارد بروتونير Firebrand brunetire والباحث الفرنسي جان ماري فيشر صاحب الآثار المعروفة في الجنس الأدبي والأدب المقارن وغيرهم العديد،
ولازالت الآثار في هذه القضية من كتب ودراسات لكبار النقاد موجودة وتدل على أهمية القضية في تناولها علميا وفق دائرة الأدب لان مثل هذه الدراسات في أوربا حظت بأهمية واسعة في القرون الأخيرة وخصوصا في القرنين التاسع عشر والعشرين، ومثلت أحد محاور التدوال في البحث والدراسة لأنها دارت وكما قلت حول قضية مهمة تخص الأدب.
القسم الثالث
لماذا يقسم الأدب إلى أجناس ؟
على الرغم من ان هذه المسالة تعدت الإجابات عليها لكن أولاً لابد من معرفة اسس التقسيم وفي البداية أريد ان اذكر ما أفضى به ارسطو بإجابته التي بناها على فلسفته الخاصة بالفن فحواها ان الفن محاكاة للطبيعة والإنسان إلا ان هذه المحاكاة تختلف أداتها .
الأدب يتميز بأنه يأخذ من اللغة أداة له ثم نجد ارسطو يصنف الأجناس الأدبية إلى ( ملحمة , تراجيديا , كوميديا ) وكثيرا ما ينسب إليه التقسيم الثلاثي المعروف ( الملحمي , الدرامي , الغنائي . وهذا ما كان معروفاً ثم أضيف إليه فيما بعد التعليمي)
ويبنى هذا التقسيم على ثلاثة أسس مهمة وهي :-
1-أسس الموضوع
2- طريقة استعمال اللغة.
3-الأساليب المستخدمة
4-البنية الأساسية للموضوع.
5-الصبغة الغالبة على الموضوع.
6-الوظيفة والهدف .
الكثير من الدارسين للأدب قالوا بان البنية الداخلية ضرورة التقسيم والتجنيس تودوروفTodorov من اكثر النقاد والباحثين المعاصرين تحمساً للخوض في قضية الأجناس الأدبية فهو يعتمد على الخصائص الأسلوبية والبنيات فنظرة المقياس البنائي دون التقاضي عن المعطيات التاريخية والأساليب المضمونية ، كما توجد هناك عدة إفرازات أشار إليها تودوروف منها تداخل الأجناس وتطورها،
ويرى هيغل في تصوره للبنية الأساسية، إن الارتكاز المضموني على قضية البنية يكفي لكي يكون تحقيق وتحليل فمن خلال المضمون تجد الهوية .(1)
تطور الأجناس الأدبية
كما ذكرنا أن الأدب العربي كان قائماً على الشعر فقد مثل هذا الجنس الأساس في الأدب العربي حيث كان الأدب العربي أدبا شعريا قائم على أساس الوزن والقافية،وقد استعمل الشعر على مر التاريخ العربي في أغراض شتى حتى انه قسم إلى عدة أنواع،وفي العصر الجاهلي كان الجنس البارز هو الشعر
لكن هنالك أجناس تطورت ودخلت أخرى في العصر الإسلامي حيث صار ما يعرف بشعر الفتوح والشعر السياسي وكان هنالك نوع من النثر تمثل في الخطبة ولخطب الإمام علي ابن أبى طالب خاصية حيث إنها تأخذ منحى الحكمة والوعظ وهذا ما اتسمت به مجمل الخطب والحكم والمواعظ في كتاب نهج البلاغة للإمام علي،
في العصر العباسي توسع هذا التطور ليكون اكثر عمقاً وشمولاً واتساعا حيث تطور الشعر ودخلت القصيدة في أنماط جديدة على وقع خاص يختلف عن السابق كما ظهرت أنواع أخرى من النثر كالرسالة العلمية والمناظرة والمقامة ومرايا الأمراء والتقاريظ والتوقيعات وأدب الرحلة،
ثم يأتي التطور هذا ويصل إلى مرحلة شهدت تطورا كبيرا وذلك بفعل عدد من المؤثرات حيث دخلت القصيدة لتأخذ أشكالاً عدة كما ظهرت القصيدة الحديثة أو قصيدة الشعر الحر وهي التي انتزعت ما كان معمول به من نظام الذي كان يسمى نظام الشطرين حيث كانت القصيدة في السابق تتكون من صدر وعجز وقائمة على وزن وقافية في عموم القصية ، ثم جاء جيل الحداثة المتمثل بالثلاثي العراقي نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي ، وفي عموم الشعر هناك تغيرات حيث ظهر شعر النضال الوطني والشعر الاجتماعي والشعر التعليمي ، وتمتد لتكون هنالك قصيدة اسمها قصيدة النثر .
القسم الرابع
كما تنوعت القصيدة فان النثر تنوع وتطور بفعل عدة عوامل ايضاً فكانت المقالة والمسرحية والرواية والقصة وهذه الأجناس الجديدة على الأدب العربي لم تكن ابتداعاً ولم تأتى من لاشيء لكنها كانت تطوراً لبعض الأجناس،فمن أين يأتي الجنس الأدبي؟ أليس من داخل الأدب ، يقول تودوروف Todorov في هذا المجال " من أين تأتي الأجناس؟ بكل بساطة تأتي من أجناس أدبية أخرى، والجنس الجديد هو دائما تحويل لجنس أو عدة أجناس أدبية قديمة عن طريق القلب أو الزخرفة أو التوليف".
وبالفعل أن الأجناس الأدبية كانت تتطور وهذا التطور يحصل بالشيء الأساس في النثر حيث ان أنواع النثر أخذت تختلف عبر العصور ،
ومن خلال اطلاعي على عدد من الدراسات حول القضية " تطور الأجناس الأدبية " وجد أن هنالك مسالة مهمة وهي اختلاف الجنس البديل،مثلاً أدب الملحمة تحول إلى القصة الواقعية لكن الأول يحمل حكايات دينية وله ارتباط بالعادات والأساطير والوثنية والدينية،وهذا مالم تجده في القصة ، وبهذا الاختلاف يكون هنالك تطور قد حدث على القصة فتطورت على الجنس الذي حلت مكانه أو أصبحت بديل له بعد التطور .
وهنا لا أريد أن اطرح مسالة الفروق بين الأجناس الأدبية ، وانما بيان التطور والاختلاف، وسنناقش مسالة الفروق في هذه الدراسة ايضاً
ولنأخذ مثال غي تطور الأجناس مثلاً في الفن نلاحظ ان بروتوير ذكر ان هنالك تطور في الفن من طابع ميتافيزيقي إلى طابع واقعي الرسم مثلاً في البداية كان أسطوريا ثم تحول إلى تاريخي ثم واقعي، ولهذه التقسيمات عدد من العليلات يذكرها بروتوير وارتباط كل طابع بالإنسان .
نظرية تطور الأجناس
لنظرية تطور الأجناس عدة "نظريات " ايضاً ومنها نظرية أوجنست كونت Auguste Comte الذي نظرَ إلى الواقع أو واقع الإنسان بالتحديد إنطلاقاً من نظرية التطور ومن فلسفته الوضعية فاقترح قانون المراحل الثلاثة:-
1-المرحلة اللاهوتية.
2-المرحلة الميتافيزيقية.
3- المرحلة الوضعية .
ونقل هذا التطور إلى علم الاجتماع وعلم الأخلاق هيربيرت اسبينسر Herbert Spencer وبذلك تجاوز ما يخص الكائنات ، ونقل النظرية إلى سلوك الأفراد والمجتمع وتصرفاتهم ،
وهذا التطور شملَّ الأجناس الأدبية ايضاً حيث إن الأدب يتوالد كما يشير بروتوتيير Brunetiere إلى أن الأدب يتوالد وله عدة تطبيقات في هذا استند على عدد من محاور بحثه "بيان كيف تتولد أنواع أدبية، وما هي عوامل الزمان والبيئة التي أشرفت على ميلادها، وكيف تتميز تلك الأنواع وتتباين، ثم كيف تنمو وتتطور كما يتطور الكائن الحي".
تطبيقاته في هذا النطاق: يرى أن الخطب والمواعظ الدينية في القرن السابع عشر تحولت بعد قرنين إلى شعر غنائي وهو الشعر الرومانسي، وهذا التطور قياس على تطور الكائن العضوي إلى كائن آخر، كما توصل إلى أن الملحمة تحولت مع مرور الزمان إلى القصة الواقعية مع أن مادة الملحمة هي البطولة الخارقة المختلطة بالأساطير الوثنية، وكانت تصاغ شعرا، وبهذا التطور اختلفت القصة في أداتها وموضوعها عن الجنس الذي تطورت عنه
القسم الخامس
الظهور والاختفاء في الأجناس الأدبية
بفعل مؤثرات - وكما ذكرنا- أن هنالك ظهور واختلاف وتداخل في الأجناس الأدبية حيث اختفت أجناس وظهرت أخرى ولنأخذ هذا في الأدب العربي حيث اختفت عدة أجناس منها أدب الرحلة والتقاريظ فقد كانت هذه موجودة في العصر العباسي بينما لا نراها الآن موجودة في هذا العصر،
وظهرت بالمقابل أجناس أخرى لم تكن موجودة وقد دخلت في الأدب العربي بفعل الاحتكاك بالغرب والانفتاح على الثقافات الأخرى حيث ظهرت الرواية والقصة والمسرحية،
هنالك ثلاثة عوامل للظهور والاختفاء في الأجناس الأدبية وهي :-
1-متطلبات كل عصر واختلاف قضاياه.
2-القدرات الإبداعية للمنشئين وما يتمتعون به من عبقرية ومدى استيعابهم للموروث وما لهم من تطلعات
3-التقاليد الفنية والموروثة والمستخدمة.
هذه الثلاث عوامل كانت فعالة في ظهور بعض الأجناس ، وقد عاش المجتمع العربي في العصر انفتاح على الشعوب الأخرى كما ظهرت أجيال النهضة التي تمثلت في دعاة التجديد ، ومكن ذلك من ظهور أجناس أخرى في الأدب العربي .
الفروق بين الأجناس الأدبية
لكل جنسٍ أدبي خواصه وصفاته ومكوناته الخاصة به وهذه جعلت ثمة فروق بين الأجناس الأدبية،فهذه الفوارق سأتطرق في ثلاث أجناس أدبية(الشعر،المسرحية،الرواية) فالشعر يمثل التعبير عن الذات وملتصق بالجانب الشخصي للإنسان وهو ابن الذات بالتأكيد هذه الميزة موجودة في الشعر والشعر الغنائي بالخصوص عكس الرواية التي تكون ابنة مجتمع ، " فالشعر و الرواية يفترقان في مفهوم الحقائق الفنية المستقاة منهما فالحقيقة في الشعر هي التي تصور الروح الإنسانية بصدق بينما الحقيقة في الرواية هي إعطاء صورة حقيقية للحياة.. كلاهما مختلف ويأتي بطرق مختلفة لأشخاص مختلفين في الغالب "(2)
ومن خلال الرواية وقراءتها تكون هناك متعة في متابعتها، أما في الشعر فهنالك استثارة مستقاة من واقع مثلاً والرواية تستند إلى الإحساس والتكوين وتمتلك شخصيات
أما المسرحية فأنها جماعية بالتأكيد يتحدث كاتبها عن عدة أفراد ويتحدث بألسنة متعددة وشخصيات مختلفة الشعر يختلف ويفرق هنا عن المسرحية ايضاً
والمسرحية هي الأخرى تختلف عن الرواية والقصة وهنالك تحليل لهذين الجنسين يتطرق لها فؤاد أحمد البراهيم،في دراسته حول الفروق بين الأجناس الأدبية الشعر والرواية والمسرحية
ولعل من ابرز الفوارق بين الجنسين ان القصة ضرب من الخيال وهي تصور قضية،وتأخذ في ذلك مجالات عديدة بينما المسرحية تقتصر على عدد من الشخصيات " الممثلين" وتكون تجسيدية عبر الأصوات ويتابعها الجمهور مرئياً على الأغلب .
مصادر البحث
1 جان ماري شيفر، ما لجنس الأدبي؟ ترجمة غسان السيد ، نشر اتحاد الكتاب والأدباء العرب 2005
2 فؤاد أحمد البراهيم الفروق بين الأجناس الأدبية المسرح الشعر والرواية، جريدة الوفاق العدد 2238 الخميس 9 نيسان 2005