الأحد ١٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩
في حوار مع أول من رفع علم مصر في سيناء بعد التحرير

ساعة القتال لم يخطر ببالي أي شئ سوى مصر

آجرى الحوار: إبراهيم خليل إبراهيم

علم الدولة هو رمزها وشعارها المقدس الذي تعرف به بين الدول دون الحاجة الى كتابة اسمها ، وعلم مصر العزيزة هو أقدم اعلام دول المعمورة بل كان أساسا لفكرة اعلام الدول الأخرى .. وفي حرب اكتوبر 1973 ـ رمضان 1393 اهتز الوجدان وتحركت المشاعر عندما شاهدنا الصورة التاريخية لأول مجموعة من الجنود المصريين وهم يعبرون قناة السويس يوم السادس من أكتوبر 1973 ويرفعون علم مصر على آول نقطة تم تحريرها في سيناء .. وهذه الصورة التاريخية مازالت حتي يومنا تدخل السرور والفرحة على قلوب المصريين والعرب الذين عاصروا أيام النصر العظيم والذين سمعوا وقرأوا عنه .. ومن هذا المنطلق نقدم إليكم هذه المحاورة مع البطل ( محمد العباسي ) أول من رفع علم مصر على أول نقطة تم تحريرها في معارك اكتوبر 1973

 محمد عبد السلام العباسي الشهير بمحمد العباسي ، أعمل بوظيفة كاتب بالوحدة الصحية بالقرين مركز فاقوس محافظة الشرقية .

 أنا حاصل علي الشهادة الاعدادية ولكنني أهتم بالثقافة فالعلم في الراس وليس في الكراس كما يقولون .

 طلبت للخدمة العسكرية والدفاع عن وطني في الأول من شهر يونيو عام 1967 ومن سوء الحظ كانت النكسة بعد أيام ولكن لم نيأس ولم يكفف دموعنا إلا ما حققناه طوال معارك الاستنزاف والتي مهدت لمعارك اكتوبر 1973 .

 يوم الخامس من أكتوبر 1973 ـ التاسع من رمضان 1393 تلقينا الأوامر في الصباح بالإفطار وعدم الصوم ، وذلك اليوم كان يوم الجمعة فاستشعرت بأن ساعة الثأر قد حانت وخاصة أننا في صلاة الجمعة كنا نسجد على علم مصر .

 في صباح يوم السادس من أكتوبر 1973 ـ العاشر من رمضان 1393 بدأت عمليات التمويه فكان جنود مصر يلعبون كرة القدم والشطرنج وفي حالة استرخاء ثم كانت ساعة الصفر وعبرنا قناة السويس وكنت في طليعة المتقدمين نحو دشمة حصينة بخط بارليف ولم أهتم بالالغام والأسلاك الشائكة وقمت بإطلاق النار على جنود حراسة الدشمة الإسرائيلية وفي نفس الوقت كانت المدفعية المصرية تصب نيرانها على الدشمة ، وتمكنت من قتل أكثر من ثلاثين فردا من الإسرائيليين وقمت بحرق العلم الإسرائيلي ورفع العلم المصري بدلا منه، ومازال بخاطري صورة الطيران المصري وهو عائد بسلامة الله بعد أن دك المطارات الإسرائيلية .

 أشهد الله تعالى أنني وقت العبور رأيت كلمة ( الله أكبر ) مكتوبة بخطوط السحب المتصاعدة من المقذوفات ، رأيتها مكتوبة في السماء فقلنا ( الله أكبر ) وكانت صيحة العبور.

 بفضل الله تعالى كنت أول من رفع علم مصر يوم العبور العظيم على أول نقطة تم تحريرها.

 ساعة القتال لم يخطر ببالي أي شئ سوى مصر ، وكل جندي كان بداخله إما الشهادة أو النصر.

 عندما آستمع إلى الأغاني الوطنية تعود الذاكرة إلى الملحمة العظيمة التي سطرناها في أكتوبر 1973، وأتمني كثرة إذاعة الأغاني الوطنية لأنها تساعد على بث الشعور الوطني داخل كل مصري ومصرية .

 الشرقية محافظة معطاءة ومن حسن الطالع أن البطل ( محمد المصري ) الذي دمر 27 دبابة بثلاثين صاروخا، والبطل ( محمد عبد العاطي ) الذي دمر 23 دبابة إسرائيلية في معارك أكتوبر 1973 من محافظة الشرقية .

 المتأمل يجد أن جد (محمد المصري) اسمه ( عبد المنعم ) لأن اسمه بالكامل (محمد إبراهيم عبد المنعم المصري ) ونجد أيضا أن والد (محمد عبد العاطي) اسمه (عبد العاطي ) واسم والدي (عبد السلام) وحقا خير الأسماء ما عبد وما حمد .

 تم تكريمي على المستوى الرسمي والشعبي والمحلي وقد أهدانى أحد آبناء مصر فيلا عظيمة في الهرم فقد أهداها إلى وزارة الحربية لتهديها بدورها إلى أول من رفع علم مصر على أول نقطة تم تحريرها يوم العبور العظيم فكانت من نصيبي.

آجرى الحوار: إبراهيم خليل إبراهيم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى