السبت ١٥ آب (أغسطس) ٢٠٠٩
في رثاء إدوارد عويس

شكوى الحروف

بقلم: محمد نصيف

ما بـيـن نـزفٍ و نـزف كــنــت محـتــرقـاً
رهـن الجــراح فـكـان الـمــوت مـنـعــتـقـا

عـلـقـتَ حـبــّاً و مـا تـدري العـلـى وجـع
يـعــيـش مـســتــنــزفـاً مـن بالعـلى عـلقـا

مـنحـتَ حـبّـكَ شــريــانــاً يـــســحُ وفـــا
مـا كـلّ مـن سـار في درب الـهـوى صدقا

ما بـيـن نـزفٍ و نـزف كــنــت محـتــرقـاً
رهـن الجــراح فـكـان الـمــوت مـنـعــتـقـا
عـلـقـتَ حـبــّاً و مـا تـدري العـلـى وجـع
يـعــيـش مـســتــنــزفـاً مـن بالعـلى عـلقـا
مـنحـتَ حـبّـكَ شــريــانــاً يـــســحُ وفـــا
مـا كـلّ مـن سـار في درب الـهـوى صدقا
عانـقــت حــبـّـك والـنــيـــران تـسـكــنـه
ما كـنـت تخـشـى على أضـلاعـك الحــرقـا
سـمـوتَ بالعـشـق حتى صـرت تـرشـدنا
كـيـف الـسـمــوُّ إذا مـا الـمـرؤُ قـد عـشـقـا
حـروفــك الــبـكـر كـم كـانـت مـحـمـلـة
ًهــوى الـعـروبــةِ مـن أركـانـهــا انـدفــقــا
إن الحــروفَ الـتي أودعــتـهـا شـغــفــا
تــشــتــاقُ حــبــركَ والآهــات والـقــلــقــا
تـفـيـضُ شـوقــاً إلى مـن صاغ ثـورتها
فـكـل حــرفٍ إذا إسـتــنــطـقــتــه شـهــقــا
إن الحــروف لـتــشـقى حـيـن أسـألـهــا
أن ضـيّـعــتْ فـي احـتــدام اللـيــل مؤتـلـقـا
يا قـلـعـة الـضــاد يـبـكي الضـاد قـلـعـته
ويـشــتـكـي فـي زمــان الـفــقــد مـفـتــرقـا
الـشـعــرُ يـغـفـو أبـا عـمـرو عـلى وهـن ٍ
فإن مـــررتَ بــه فـي دمــعـــه شــرقــا
إنـي أتــوّج شــعـــري حــيـن أطـلـقـهـا
خــيــلَ الـقـوافــي فـلا مـســحـاً ولا مــلـقـا
من فوهـة الجـرح أطعـمـتَ الهوى حمما
وجـئـتَ مـحــتـــرقــاً تــســـتــعــذبُ الأرقـا
وكـلـمـا زاد فــيــك الـحـزنُ فـحـتَ شـذى
كالــعـود طـبــعـاً إذا إشــتـد اللـظـى عـبـقـا
أمـضـيـتَ عــمــرك مـحــمــولاً عـلى ألـم ٍ
وكـنـتَ مـحــتــمـلاً جــورَ الـــورى خـلـقــا
لاويــتَ كـــفَّ الأسـى فـــرداً بــلا ســنــدٍ
فـكــنــتَ كـالــطــود لا تـحـنــي لها عـنــقـا
ما بـيـن بغـداد والـقـدس الجـريــح هـوى
عـلـى جــراحــــك كـم ألــبـــســــتـه الألـقـا
كم إمـتـهــنـتَ ركــوبَ الريـح مـفـتـرشــاً
هـولَ الصـــعـاب ولـم تـرهــب بـهـا زلـقـا
يا فـارســـاً و جـمـوعُ الخـيـل قـد خـَبـَِرَتْ
فـيــكَ العـنـاد فـشــــقــت فـيـك مســـــتبقا
عـرارُ مـن قـبــل قـد أعـطــاك ثـورتــــه
فـصـغـتـما لـمـســــار الشـــعــر منـطـلـقا
وكـنـتـما فـي لـيـالي الشــعـر درب هـدى
إن أظـلـمـت طـرق أهـدى لــنــــا طــرقــا
مـهـلاً أيـا شــاعـــر الأردنِّ مــرتــحــــلا
مــهــلا أيـا قــبــســاً مـن حـولــنـا سـرقـا
يا أيـهـا الـشــاعـر المســـكون روعــتـه
يا مـانــح الحـــرف تـكـريــمــاً إذا نـطــقـا
أبـحـرت تـرجـو الأمـاني دون أشــــرعة
ولم تـخــف إن يـكـن شـوط ُالـمـنـى غرقا
بقلم: محمد نصيف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى