| كاللحنِ في شفة الدنيا يجفُّ فلا |
يُجدي استماعٌ، وجودٌ صامتٌ أزَلا |
| هذا الوجودُ على يُمناهُ ليْ أملٌ |
وفي الشمال قنوطٌ كذَّبَ الأمَلا |
| مَن ذا يعزّي المدى إنْ لاحَ معتقَلاً |
في قُمقمٍ، وهواءً أدمنَ الشَّلَلا؟ |
| مرآةُ روحي.. وكم قد بات ينهكُني |
فيها الطوافُ كأني طائفٌ دُوَلا |
| حبيبةَ الروحِ ما للروحِ عاكفةٌ |
على السؤال وهل ترضى بهِ بَدَلا؟ |
| اللهُ كم أشتهي يوماً لقاءَكمو |
وأشتهي معهُ صَفْحاً إذا قُبِلا |
| وأنتِ وحدكِ: أحلامٌ ونافذةٌ |
أمامَها الأفقُ يرقى ثلجُهُ وَعِلا |
| أزفُّ شوقي إلى عينيكِ أغنيةً |
وقد يكون حَماماً بَعدُ ما وَصَلا |
| فاستقبليهِ إذا جاءَ الصباحُ مُنىً |
بالخيِّرات ودُوري نورساً ثَمِلا |
| أو فاجلسي جنبَ جذعِ التينِ رائقةً |
والفيءُ يغزلُ من عطرٍ لهُ حُلَلا |
| ووقتُكِ الدرُّ من كأسٍ مُرَصَّعةٍ |
بنشوةِ الخمرِ تجري فيكِ مِنْ وإلى |
| حتى المُحيّا حُمّيا الكأسِ تنعشُهُ |
كأنهُ من فمي يستقبلُ القُبَلا |
| لَجَّ الطريقُ رؤىً في شكلِ أسئلةٍ |
وقد أجبتُ وما شاهدتُ مَن سألا |
| لكنها الحيرةُ المفجوعُ ساكنُها |
بالأدعياء فأعطى حشدَهم مَثَلا |
| قصيدةُ النثر!؟ ما أوهى مُنَظِّرَها |
لو يفقهُ الشعرَ حقاً لاختفى خَجَلا |
| حيث الكراهةُ عنوانٌ لهم ولها |
هل يبدعُ الشعرَ كومبارسٌ من الجُهَلا؟ |
| الشعرُ مهبطُ عشتارَ التي صدحتْ |
بالحُبِّ، أين غناءٌ من فمٍ سَعَلا!؟ |
| أم كيف يمنحُنا المأزومُ عافيةً |
وهو الأَحَقُّ بها لو أفرزوا العِلَلا؟ |
| يا مَن تَعَصَّبَ للتحديثِ وهو (نَوىً) |
ومِن حداثة (ذاتِ البين) ما قَتَلا! |
| لو تنظرون إلى مليونكمْ عدداً |
لخِلتُمُ العُرْبَ يعلو وعيُهم زُحَل! |
| لكنما الواقعُ المشطور أورَثَكمْ |
معنى الفصامِ فجاءَ الفكرُ مُرتجَلا |
| مُخَلَّفاتُ شعوبِ الغرب في يدكم |
كناقةٍ حاورتْ في غوغلٍ جَمَلا! |
| وأنتَ يا واهباً للطيرِ غُنَّتَهُ |
تبني التواضعَ للأجيال مُعتَزِلا |
| يا مَن يرى الأحرفَ السمحاءَ مبدأهُ |
وما الحداثة إنْ لم تنتظمْ مُثُلا؟ |
| أنتَ الأصيلُ ويكفي ذاك مدرسةً |
لكَ الخلودُ وللوعّاظِ ما ابتُذِلا |
| شيئاً فشيئاً توخَّينا الرُّقيَّ غداً |
لكنهم حَمَّلوا زرزورَهم الجَبَل! |