عاصفة ثلجية
(1)
في طلة كانون الثاني
استوْدَعني للنُّظارِ
فَرْوًا ملكيّا أهداني
في رغبته أمست ناري
قديسٌ كهلٌ أقنعني
أن أكتب دومًا أفكاري
مَنْ يترك فروًا في ليلي
بطل في مسرح أمتاري
كرة الفلين لسيدها
لا تملك ردَّ الشطار
وأنا شِطْرَنجُ أبي (مَلِكٌ)
قد كَشَّ الدَّيْنَ عن الدارِ
(2)
يا من يحتال لدميته
ما أشقاني بأبي الثاني
شيخ في مجلس دولتنا
والثاني تاجر خُضْرتنا
من أهواه في مجلسنا
لا يملك إلا رتبته
(3)
مازال الثلج يُسامرني
في جَرْوٍ يَلعق أقدامي
أسبوع مَرَّ أُلاطِفُهُ
والثلج يطارد أحلامي
قد ألجمه الجَرَسُ السّادي
أهلا بوزير الأوهامِ
كَرْشٌ كرْشٌ فوق الثلجِ
كالبقمة تاجرنا سامي
(4)
احتلّ الثلجُ مدينتنا
قد شُلت كلُّ شوارعنا
لم يبق لنا ما نأكله
صِدْنا فئرانَ صوامعنا
مَن يُطعمنا فلَهُ أنتِ
أسقطنا حمل مَطامعنا
كم حاول تاجرُ خضرتنا
عَيْنٌ من جوع ودَّعنا
وَعَوَتْ بطني لتُجاريه
اصفرّ أبي قد زَوْبَعَنا
ما عُدنا نفرح بالثلج
خَدَرٌ ما انفك يضاجعنا
(5)
كَسَّرنا مائدةَ الجَوْزِ
أشعلنا الفتنة في البيتِ
هأهأنا نضحكُ في رَعْدٍ
بَرَقَ القطاعُ مِنَ الكبْتِ
رَجفت أبوابُ ملامحنا
وانْدسّتْ أنفاسُ الموتِ
هَرعَا خلفي سامي وأبي
مَنْ يُسعفنا فَلَهُ أنتِ
مِنْ صَوْتِ رصاص أفَنْدِينا
فَرَّ القُطاعُ مِنَ السَّمْتِ
الشمسُ أخيرًا زَفتني
لمزاد الفارس بالصمتِ
الثلج أزاح الاثنين
وحبيبي أفقدني ذاتي
لم يسألني في جائحتي
عمّن قد أفسد ذاكرتي!
مشاركة منتدى
2 تشرين الأول (أكتوبر) 2020, 22:30, بقلم محمد عزت الخالديذس
يا صاحِ الشمس بديرتنا
والنجم يغور بمهجتنا
نهرٌ هدار يغسلنا
كانوا حسناً في الأوتار
جاري ما أحلا من جارِ
كان الموالَ بحارتنا
ضحكات تملأ مسرانا
تحكي شجرات الأزهار
با صاحٍ الشمس بدت ظلا
نجمٌ يصحو في الصبح علا
قد كان النور لنهدتنا
لم يترك شيئاً في الدارِ