عتبات لعودة زمن الخروج ـ القسم الثاني
الطفل قاهر الزوبعة
(1)
قد تنجح
أن تسد منافذ
للريح
أو تفتح على
الأرض
أبوابًا أخرى
لجهنم ...
* * *
قد تنجح
أن تنسج في الدهاليز الخفيّة
خيوطًا للعناكب
وتبعث بجيش من الطاعون
لا يرحم
* * *
وإذا انتابك ؟!!
فائض من شهوة
فاجعل رأسك منجنيقًا
سيظل فينا طفل
يأبى أن ينحني
وأن يركع ....
* * *
ما كان يا عاد
لن يعودَ
فاتركي "ثمود" تجترّ يتمها
ومعها "ارم" ـ فيه تقبع ...
(2)
واصل "إبليس"
رحلة الوهم
"نضجت" نواياك
وسقطت عنها كل الأقنعة
* * *
واصل ... لن نبقى رعايا في أفق الصمت
نأكل الرماد ونستطيب لظاه
واصل ـ وكسّر مجاذيف النداءات
لن يتخثّر الصدى
وسنصنع لنا "موسى"
ليشقّ حِلكة بحرك بعصاه
(3)
واصل ـ وابق أسيرًا
في منفى "اختياراتك"
ستبقى وحيدًا
وتبقى بعيدًا
وتبقى غريبًا عن صوت كنعان الجديدة
كنعان الحقيقة!!!
(4)
ستكبر وتبرعم
فرحًا كبيرًا
وطفلاً منيعًا
يصدّ الريح النّشاز
وكل زوبعة
"هادرة" "قاهرة"
* * *
لا. لا تقل صلبكم جفّ وصبركم قد عيل
سمّموا النهر
وامنعوا المطر
عليه يهبط، وفيه
ينزل
* * *
سمّموا النهر
واستحضروا
بقراءة الفنجان
والفتح بالمندل
عساكر التتار
"ورأسًا" يانعًا
لهم تدلّى
وآخر كان على صهوة فهوى
وتجندل
* * *
سمّموا النهر
لن تسحقوا فينا الخصب
فكلنا نخيل
وفينيق صُلبه ينبض، يترقرق
وعلى سرير الليل يسيل يتدفق
* * *
يا فحول الخيل
عودي بالعذوبة
لم تزل سيّارة
تحمل شموسًا وأقمارًا وكواكب
تلقي ليوسف ـ بالدلاء
وتفتح في ظمأ الرمال
مضيقًا لطارق
يعيد إليه الموانىء والمراكب
مشى الزمان
ودارت بنا الدنيا
وطوت بساطًا وبساطًا وبساط
* * *
الدار تغزوها تشرينات الضباب
يقودها ألف كانون
وكانون لقيصر قارس قارس
* * *
مساء الموت والخدعة
أنا "ربكم" !!
فجددوا لي البيعة
* * *
غليظة أقوالك
يا "ربّنا مارس"
حمراء كموسم نيرون
مصونة كالعِرض في عامورة
وكبكارة
في سدوم فضّت
عنوانها العفة !!!
* * *
نمت حوافر الأرض
يا زمن اللعنة ؟!
وعادت في أرضنا تزحف
حمحمة "وقعقعة" وصهيلا
* * *
أهلاً بك أهلا !!
يا آخر "عام للحزن"
وصبابة أعوام الفيل
* * *
أهلاً بك أهلا !!
لم يَعد انتظارنا
صبحًا خافتًا
صبره قد عيل
* * *
عام الجوع والرغيف المنفي
مكرّم الوجه !!
الله ... غاضبٌ غاضبٌ
لا تنظرنّ حولي
لا ترسلنّ هذه النظرة
لا ترسلنّها هكذا ... إليّ
* * *
تراكم الجوع
وطوينا ثلاثًا وثلاثًا
فأبى إلا أن يأكل أجنّة الأحشاء
شيئًا فشيئًا
* * *
مكرّم الوجه !!
كبر الجوع
وصار في الدار رجلاً سويّا
* * *
فنراه في الليالي النّهمات
سرابًا هنيئًا
ورغيفًا كوجه الشمس ساخنًا شهيًا
* * *
تكسّر الموج
وكان زبد
لا مفرّ اليوم فينا لأحد !!!
العام عام الجوع
وصار الخبز عن الأفواه
في هاتيك الأميال منفيّاً...
* * *
لن يصل دربنا بعد
إلى مفترق
فلا مفرّ لوالد
ولا نجاة لولد ...
* * *
توقف.. يا مكرّم الوجه
توقف الزمان
وكان فيما كان
الموت الرخيص للإنسان
* * *
خبّرنا.. خبّرنا على عجل
من عندك سيأتي المدد ؟!!
أم لا مفرّ لأحد !!؟
* * *
لا تستغربنّ.. مكرّمي!
بقينا كسالى في عام الخبز الأسود
بقينا كسالى
فلم نحفظ هذه ميتةً
ولم نقبل بها كبوةً
فخبأنا لنا
في صحوة غدٍ آتٍ
خبأنا لنا فسحة
* * *
أفق يا جذع كنعان !!
لم يبقَ لمخاض لنا عاد
لم يبقَ سوى هزّة!!
* * *
ويأتيك من صلاة عشتار مزمور الخلاص
ولو ظلّت
تدور بنا الأيام
وتغفو
في أكفّ لنا
سنون
لتضمّ لنا خطايا
وتقصّ حكايا
الضائعين
لا تغوروا، يا اخوتي!!
في تخشّب الصوت
أو تغرقوا
في صمت ليل السكون
* * *
ستعود عشتار
من أور العراق...
* * *
كبر الهمّ
وبلغ السيل حدّ الصبر
وزبد الصبر شوك
لا يطاق
* * *
ستعود عشتار
من أور لا شقاق ولا نفاق
* * *
ستعود عشتار
ولو صار طاعنا في السن
همّنا هذا الهجين !!!
* * *
ستعود عشتار
فهي تنفضُ باقي الرماد
* * *
"انتيل" [1]الفرنجة عاد
حاملاً إرم الخطيئة
وثمود والشقيقة عاد
* * *
"انتيل" عاد يقرأ هذي الوصيّة :
"ستقتلون وتقتلون وتقتلون
ليعيش ويحيا الآخرون"
* * *
هكذا قال "الإله"
"ربّ" البلاد
* * *
ستعود
فخلّوه خبرًا يجري
من دار لدار
ستعود يا اخوتي عشتار
* * *
مؤيدة بنوح وأحفاده
* * *
فاجمعوا من أرض "تموز"
خشبَ النخيل
وجذور أجداده !!!
انتصار يوسف وحدوث المعجزة
قميص الغدر
خلّه في لغة التملّك
لك رتقا
وانسجه لحوار بيننا رواية
وخطاب
زمن الصمت أرسلتهُ
حتى أكفَّ عن الكلام !!
ومن عنائه استريح
قد جاءني
حاملاً منك السؤال
والجواب.
فمنذ عهد ما قبل البداية
واللانهاية
أردته ـ لك البيت الحقيقة
ولنا ـ ونحن فيه
بقاء الوهم
فلا ذهاب ولا إياب
وأياما تمضي كالصفير
وذاكرة غطاها الضبّاب
هذا هو انت !!
تصنع لك زمنا
أنت فيه الالهة
إلبس قميص الغدر !!
واغسل لونه الأحمر
أنا. وإن رميتني في برية
الموتى
أنا هنا. قيثارة صبر لنواح
الذاكرة
أنا هنا. وقد عدت إلى
هاتيك الحكاية
سأظل في غيابته
"يوسف" يمسك
بالخروج
حتى مرور المعجزة .....
حتى مرور المعجزة .....
* * *
اطفالنا يُعيدون المشهد ويبدلون فيه النهاية !!
اصطدتني ؟!!
اسكنتني شرك فراغك ؟!!
قبلتني قطرة في "سحابة" التلاشي ؟!!
وصغتني عدًا تنازليًا واختزالاً ؟!
واصل تهجّي خطواتي
لم تزل في قنديل تناسلي
لم تزل فيه بقيّة ..
توقفت ؟!!!
خبأتني في "غيابات" لك خفيّة خفيّة ..
واحتجزتني تاريخًا. لا اسم، لا هوية ..
واصل "جمع" الهواء
جسدي من الريح
ومهاميز هذي الريح قوية قوية
* * *
أيها "القادر" ؟!!
و "جبروت" برجك حبلى بالفناء
كثر الموت !!
هذا الموت نما وهذا الموت كثر
في "الدار" "اسم لنا"
وفي هذي الدار ـ هذا الموت كبر كبر ـ
لا تخف !!!
في "قُجّة" عمر موتانا فائض لأيام أُخر !!
اقصف الزيتون ؟!!
اصنع لك مقاليع، وما شئت منها ادّخر
* * *
عمالقة أبناؤنا
ورثوا ما تبقى لهم من "عمر"
قرأوا "جولييت" الحكاية وحفظوا البداية
والنهاية
أطفالنا كشفوا سرّ "المقاليع"
"وقذف" ذيّاك الحجر !!!
* * *
عتبات لعودة زمن الخروج
ما تبقّى من لا زمان الرجال
بلغ حدَّ لا مكان اللانهاية
* * *
هذا من لا باب مضى
وذاك من لا نافذة هوى
وفي وطن اللاقيامة
حطَّ الرِّحال ...
* * *
لم يترك أحد عند شهرزاد
سِرَّ هاتيك الحكاية
* * *
أبت !!
سدّت عنّا المنافذ
ابعدوا عن عتباتنا الصّبح
وعن دار فدار، هي لنا،
حجبوا الشمس نهارًا وضياء
* * *
أبت
العازر في رحم هذا اليل حلم
تحرّك
وعاد ينفض عنه غبش الرحيل
ابعث به من عندك
وخلّ جلجامش عودًا
يتنقَّل من مستحيل
إلى مستحيل ...
ويعود بمدن تبكي عروسًا
داسها "الفرنجة"
بكارة بكارة .. بأقدام الخيول ...
عُدْ!!
ليس هذا آخر الدنيا ..
ألست ترى المحال كيف عاد ؟!!
يقترب منك ومنّا ؟!!
* * *
نحن أيها الوفيّ !!
"منافقون منافقون" من الرأس
وحتى أخمص القدم !!!
تحدثنا إلى الموت !!
ولكننا "كذبنا"
وإذ جاءنا البيت ـ قبلناه "أمانة"
ولكننا "خُنَّا" !!!
ويوم "ضربت" لنا الأيام موعدًا معه
محونا الدروب ـ محوناها "وأخلفنا" ..
* * *
عد به يا أنت !!
خفّت موازين الهزيمة ..
وبانت عتبات ملحمة العبور
* * *
خَلِّ قرطبة !!
لا !
فلتكن دار الرشيد، قبل
ملتقى لعناق ..
لتظلّ توأمها يبوس
رجوع النوارس
وآخر أيام الفراق ..
* * *
من اقنوم البعث والابدية
نازلاً عليه من علٍ، حلّ
حلّ صوتا جازما
قال له : كن !!
فصار حزني مهرجانا
وصار حزني معجزة
فهذي عيون الثكالى
تمطر للحياة أغنية !!
* * *
لا تخافنّ
أيها الحبيب موتًا
موتك لم يعد هاتيك النهاية
ألا تراه من بيت عيسى والمصطفى
يعلو !!
براقا وصخرة وخلاصا
ويعلو قيامة
وسدرة المبتدا الأخرى
* * *
فخلّ "السلام عليك وعليه" !!
يبعث ويبعث
ويعود يعود حيا
* * *
وجلّ "السلام عليهم"
عليهم جميعا
تلاوة العمر
لليلة "قدرنا" الكبرى !!
* * *
حديث عودة حقائب السفر
(1)
عادت مواسمي
مواسمي تعود دونما دعوة مسبقة
طالما تحلقت حولي، مشاهد الصمت
تحلقت حواجز مطبقة
* * *
يا لها من مفارقة ؟!!
زمن العجائب أنت
كلما غطّى الحصار مواسمي
بانت دروبي واضحة ..
(2)
رجالنا ظلالنا
ظلالنا قوارب أحفاد نوح
في تيهنا مستأجرة
* * *
لا خوف يا وطني
أطواقنا دروبنا
وعيوننا مرافىء وعيوننا أرصفة
لا خوف يا وطني
حقائب تحت "الفنار"
في روائح البحر ـ عودة مخبأة ـ
* * *
تطاول الفراق ؟!!
وصار أياما
وصار أعوام "ردّة" ؟!!
* * *
لا خوف يا وطني
"السلام" عليك مراكبنا
يوم يجيئنا البعث
يجيئنا قيامة
ويجيئنا حيّا ...
* * *
تمّت نهاية الرحلة !!
تطاولَ الفراقُ
هذا الفراقُ بيننا !!
بيننا هذا الفراق يا مدينتي
بيننا قد طال
* * *
حنيني إليك يا بتولي !!
عادت إليّ روائحهُ
صحوة لإنتظار
"وتذكرة" لآخر مواعيد القطار
* * *
سنكمل المشوار !!
لم يعُد لنا بعد اليوم دخول
يطيق بُعدا وانتظار !
سنكمل الرحلة
هذا الفراق عقم
وعقم الفراق وجع ما أثقله !!
* * *
سنكمل يا باب الطوارىء، سنكمل الرحلة
خرجنا من زمن الحنين
ولم نعد قِطّا يُديرهُ ذيله !!
* * *
سنكمل الرحلة
تبدد الغبار
وصار الوصال بيننا جسرا
عمرُهُ خطوة !!
* * *
اليوم تمّت يا صديقتي
تمّت نهاية الرحلة!
ألم تُعِدّ موائد الشمس
لجوعنا قمحا ؟!!
ولم يكن شبح الغروب
مَنْ "صكّ" لنا سيفا !!
تمّت نهاية الرحلة
تمّت نهاية الرحلة..
* * *
ذاكرة الدراويش وحلقات تحضير الوطن
ثابت على حصان عهدك
أنا "النزيل" يا إمامي في "معهدك"
ألم أفز "بعطاء الدراويش"
وسموني فيه ال "مريدا" !!
* * *
جئتك بعد "درس" التوأمين
"ديلمينا" وشقيقه "الحلاّج"
جئتك بعدما صاغوا بقائي غيابا
وصاغوه خروجا
وزادوني على التاريخ "فتنة"
وزادوني "محنة" و "برامكة" !!!
* * *
لا تغضبوا !!!
لن تكونوا لهذا الزمن "رشيدا" ...
* * *
يا ابن الفارض !!
علت جدران الترقب
وأنا شققت زحام الذكريات
نكبة نكبة
يا ابن الفارض وأنت دليلي :
يشدني ـ حتى النشوة ـ وصال الدروشة
فجئتك شبقا ثملا
كي"أفضك" الهة الهة !!!
* * *
يا ابن الفارض !!
وأنت معلمي ودليلي
طبت من "معهد"
قضت عليّ ذاكرتي
أن أظل فيه الرسوبا !!!
فأنا وذاكرتي في "الحلقات"
اتقنّا تحضير الوطن
وصالا شهيا
ومفتاحا "يفضّه"
بابا فبابا
ودخولا دخولاً !!
* * *
اعترافات من طفل في مخيم
طفلٌ منزله خيمة
خِلّ في الليل دُميه
* * *
أمي تنجدل أجراسًا
ليوم العيد كي تُقرع
* * *
"بابا" عيدي إن حطّ
لن يخشى جُندًا أو مدفع
* * *
أفراح العيد أنوار
العيد صبيان ترتع
* * *
ستخيب ـ افّ ـ إن طارت
طارت في الليل ولم تقشع
* * *
أميّ ثدى مدرار
لطفل طفل كي يرضع
* * *
حليب العزّ علّمني
لا تحنِ رأسًا لا تركعْ
* * *
قوافل فجرى عائدة
لو توجد أذن كي نسمع ؟؟
* * *
حوارية بديلة مع توفيق الحكيم
لم نزل نسكنه
لم نزل فيه "ولادة عاصية"
رفضت أيها "التوفيق" !!
أن تفتح كوّة
ولو واحدة في الجدار
ونحن ؟!!!
نحن الذين في كهف الغياب
نبحث ـ وكأن في زاوية،
قد نشُقّ لنا نافذة !!!
* * *
لم يبق أمامي أيها "التوفيق"
إلا أن أظل ساكنًا "منزل حكمتك"
لم يعد هدهد "سليمان"
وكل الطيور تهاجر ...
عصفورك، شرقي "حرون"
حفظ البلاد
فعاف المدارات وعاف السّفر ..
* * *
احمل "عصاك"
كثيرة في ليلنا الحكايا
وكبر ذاك الحنين لشهريار ..
* * *
باقون معك "يا رأس الحكمة" !!
نفدت أردية النواح
ومحطات الرحيل.
* * *
معك باقون فرح الطفولة
وباقون شوقا وباقون انتظار
* * *
هاتها "عودة الروح"
لنكتب النهاية
وتسدل الستار ...
* * *
هواجس في العيد من وراء الجدار
جرسٌ
قمر يهلّ ومئذنة
صباح بارد يا طفلي
صباح غيابه عنّا
صباح غياب العيد والفرحه ـ
* * *
تواصل، إلينا، عودتك ؟!!
لتظل لنا أملا
ومعا خلاصنا "كلمة" ؟!!
* * *
تكسّر "نجمنا" الآتي
وأتتك قبلنا "ظلمة" ـ
* * *
إن رأيتنا نزدري الموت
صباحا، لقمة لقمة
ونشرب همّنا الواحد
مساء جرعة جرعة
* * *
فقل:عيدنا عاد "إسراء"
"بدرا" وصحوة كبرى
* * *
خلّ "نهره" يجري
على أقدامنا غسلا
اليوم تعود "صخرته"
تعود لموتنا عُمرا ـ
* * *
الغيمة وبئر غدنا العطشانة !!!
مَرّ الليل ..
الليل يمرُّ ولا يمضي !!
* * *
شبَّ قلقُ
والقلق يهمهم في البيت !!!
* * *
لا تحلم !!
أبواب "الغابة" موصدة
وخُطاك سراب ٌ
وخطاك صحارٍ مغروسة
* * *
لا تحلم !!
حلمك عاد ولم يأتِ !!!
سأعود الآن إلى صمتي
لتموت أشياء مني
لكم ـ أشياء منّي قد ماتت
وأشياء تُدجّن في صمت ؟!
* * *
لا تشرح في الصمت ـ
"صدري" .. !!
صدري في الصمت ملغوم
أحلامي في الصمت جراحٌ
جراح لو فاضت ستقوم !!
غدي !!
هناك تركناه
تركناه في
داري الأخرى
* * *
مع أمسِ في النفق
وفي نفق
انطفأت شمعة...
* * *
أبتِ !!
عاد النّفقُ
عاد مسدود الكوّة
* * *
ولدي !!
الآن تسكنك العتمة ؟
وخُطاك تلتهم الظّلمة ؟!!!
* * *
ولدي !!
فوقك سقفُ
فيه تختبىء غيمة ..
* * *
الآن الآن أنزلها
أمطار "اليوم" غضبانة
الآن الآن أرسلها
بئر الـ "بكرة" عطشانة ...
***
الخنساء ـ تلمُّ شمل العائدين
أيامنا حقيبة
لا فرحًا لعودة
أو حنينًا لسفر
أيامنا أجندة
لساعات الحداد
تغطيها .. مناديل الوداع
واحتباس المطر
* * *
أبتِ !!
لم أَعد أبحث عن حقّ
لا أرض لي
أبني فيها مملكة ؟!
* * *
العدل في مدينتي الغارقة
"ميزان"
هو في الحقيقة مقصلة
* * *
أبتِ !!
يداكَ داميتان
فتيجان الشوك هدايا
هاتيك الحدائق والمزارع
وأعراس كنعان
تلوك سراب الرغيف
وتشرب من دنان تطفح بالمدامع
* * *
أبت !!
زمني هذا
لم أعدهُ
حبال الصّمت فيه تقصر
وتضيق تضيق
إمّحت آخر مسافات القهقري
وفي ظهري ألف جدار وجدار
* * *
أبت !!
شبعت تجرّعًا للخزي
وتعبتُ من سعي
بين العار والعار
* * *
همّتي القعيدة
سأعلمها القراءَة
لتمشط التاريخ
رفًا رفًا
وتكسّر ما أقاموه فوقها
من أجنحة الغبار
* * *
أبت !!
بَشِّر خنساوات كنعان :
قضت في ميداننا "هند"
وسيعود ولودًا عامرًا بفلذاته الكبد
ويعود من جنّة في الخلد
"حبيب الرحم" للدار ..
* * *
بريد إلى وطن يُقال أنّهُ سقط وضاع
أول الكلام
كلامنا
مصابيحه انطفأت
حروفنا رؤوس
ترنّحت فتهشّمت
هذي الموائد زجاجات
زجاجات غير مترعة
فتبعثرت ...
* * *
هذا الكلام
فخّ حرام
يشدُّ إليه
إليه سيأتي
صياح الديك
حتى يصيده
* * *
أدونيس
يا رسما
صوّره الربّ
لا تقرب
أبواب الغاب !!
أشجار الغاب !!
ليست "ميراك" [2]
* * *
كلام الحبّ
غاب اتركهُ
لا تأخذ منه العابا
"ايزيز" [3] العصر
عاد وسرّحهُ
وحشًا برّيا
ينساب لُعابا ..
* * *
وطن!!
سقط وطن
وأنت أضعته
واصل بحثًا
حيث أضعته ...
تموز !! عاد "مسلولاً" مبشّرًا يحمل "العشرة"
مكانك وقوفًا "شجرة المعرفة"
ثقل الحمل
وخلاصي تفاحة في رحم الخطيئة..
* * *
وقفتُ لأبقى!
زمن اللاسقوط يفتح نافذة
* * *
هبطت ؟!!
تشابكت خطواتي ؟!!
ولم تعد تحفظ اتجاهًا لها بوصلة ؟!!
* * *
أنت أيتها الروح خطوة
خطوة جالسة في ساعة صبرٍ وانتظار
فاصطادي من عندك جذورًا
جذورًا تدمن معاندة الإنحدار ـ
* * *
أنتِ أناي !
وأنا ـ أقرب منك إليك ـ
وقد اقترب من محطتنا موعد القطار
* * *
نناديك !!
أيها الواحد ـ من بين أخوتك الرّسل ..
نداؤك اليوم عاد
وها هو الآن وصل ـ
"فرعون" من طائر الموت نزل
* * *
يحمل اسم هولاكو !!
معه سيف كاليغولا ..
* * *
ومن هاتيك "الدار" ؟!!
رؤوس حكمة من صفحة "النهر" تطل
* * *
هذا هو سيفه
حولها لفَّ ودارا
* * *
هاته من عنده نفحة !!
خلّ "تموز" مسلولاً تمثّل بشرا
وخلّه "مبشّرا"
"مبشّرا" يحمل "العشرة" ...
* * *
ربيع "ميزان العدالة" ؟؟!!!
سيّان
أن عدتَ "سليمان"
أم لم تعُد !!
* * *
تعب الـ "هدهد"
والسيف يقضم حدّهُ
"سوس" الصّدأ
* * *
لا تخافي يا أمّه !!
خاصرة الوليد بعيدة
عن بترٍ بدأ !!!
* * *
سيّان
إن ظهرت "سليمان"
ميزانا
لا تعرف كفّتاه ـ زِنَة
إلا العدالة !!
أو نصرًا
محا عذابات الأرض
وصبحا بدّد هذا الظلاما
* * *
سيّان "سليمان" إن ظهرت
أم لم تظهر !!
حديث السلم تلك "الطواحين"
وهواؤه يشكو كسادًا
وهواؤه، يشكو البطالة !!
* * *
لا تبق "سليمان" مثقلاً بالحنين
هذا الحنين غارق في الموت حتى
الثمالة
* * *
إبق مكانك في الرميم
ولا تكن لنا "حاضرًا" !!!
* * *
عرّاب "الخير" صاغ خيرنا
سُبحة إذا "فرطتها"
فلا وقت ولا زمنا !!
* * *
أما أنا فيكفي
أن أصبحت على رؤية موتي قادرا
* * *
مهن الخلاص
صناعة
صناعة التأويل
يوسف
"وَدَعُ" [4] سنقضي به أمرًا
* * *
قامت أحلام
ولن تُطق بُعدا
* * *
هُزّ إليك
بدرج الرياح
ليساقط مفتاحا
يهبط
ويفتح البئرا ...
الصّبر الصّبر !!
أطيلوا ليل السلاسل
ضاعفوه !!
لن تجدوا
في ايما بازار كان لكم
أوعدتم الآن وأقمتموه
لمقاسي سريرا
أو وسادة
أيوب شكّلني
شكلني سناما
ينساب صبرا فصبرا
وعنادا عنادا ..
* * *
صيد
هذا الـ "مارس"
إلى غاب قزح عاد
يصطاد اللونا
مطوقتي !! خليّك
ولو في السجن هناك
لم يّعُد إِلاّك سلوى !!
* * *
ويأتيك موسى وقد خبأ "العشرا"
أنا لم أُعده !!
موسى الذي نودي، فلبّى
والتزم
لم أعده
ويدي كما تركتها
ما زالت على جمر له
له قابضة !!
* * *
أنا يا أبت
"تقويم" مقيم
تنكر خاناته الأيام
* * *
ساعته انكمشت
ودقاتها سعال
تساقط من حلقها الأرقام
* * *
فاترك غيومك
ناعسة كسلى
وخلّها هناك في القمة
في غارها
"عليقة" بكرا
* * *
لم تعد فتنة ولا حجة
لم تعد هذه "العشرا"
* * *
سابقى سفرا واقفا
فعندي المنّ
وعندي السلوى !!
* * *
وسأبقى أمطر صبرا
* * *
حتى تصدأ يا أبت
تصدأ المقصّات
وتهوى مُقلّمة
أظافر خطيئة
بعدها كبرى !!
* * *
الكليم يحاور عواصف العودة
تبدّد الصّمت
وعاد إلى ضجيج مضى
صوت الكليم
* * *
فرعون قام
وانحطّ في أرض كنعان
"مقالاً ومقام" !!
* * *
أوصدي أيتها الأرحام !!
ما عندك من أبواب
وليسكت مخاضك
آخر الليل
مع شهرزاد عن الكلام
أورق عندنا يا كليمي !!
يقينُ الزمن الآتي
وعاد يغلي فيه
من الوريد إلى الوريد نبضُ
وتفور حياة
* * *
خلّيك في هذا الضجيج
الكبير
قد نبت، كبر، وأينع
على عصاك كلام
ونضجت شفاه
* * *
وأنا خرجت
من الإقامة مع أسرى
الظلال
ولم أعد يدًا تتقن حمل الخيام
وشدّ المنافي على الرّحال
* * *
لم يعد انتظاري
يا كليمي مقعدًا قلقًا
وليست عودتي وهمًا ...
* * *
ماضيّ سقط في الحاضر
وحاضري أُتخم
أتخم وصار غدًا
* * *
وعواصفي
لن تأتي من أيام ضلّت
ولا من خواء الموت
وغاباته ..
* * *
عواصفي
وقعت في شباك الشمس
لتساقط منها
ذراعًا ذراعًا
ويدا يدا ...