عرض مسرحي «باك طروى»بدار المغرب بمونتريال
بشراكة مع المركز الثقافي المغربي بمونتريال (دار المغرب)، نظم الفضاء المغربي الكندي في الآونة الاخيرة، عرضا مسرحيًا متميزا بعنوان (باك طروى)،BAC 3 احتفالاً بالذكرى 49 للمسيرة الخضراء المظفرة، والذكرى 68 لعيد الاستقلال.
المسرحية، التي إلفها بوشعيب نامدا وأخرجها حميد بناني، جمعت بين الكوميديا والدراما لمعالجة قضايا اجتماعية بروح مغربية أصيلة. وشارك فيها نخبة من الفنانين المغاربة المقيمين في كندا، وهم: وصال بن هيلان، سعد دادون، نادية أكلية، ياسين مصلح، فوزية أوشاقوق، عزيزة الإدريسي، حميد بناني، مارية أورخيس، قمر أيت بلا، مريم الإدريسي، مونية رباح، نعيمة سامي، وحياة بوڭاد.
قدّم الممثلون أداءً رائعًا أظهر احترافية عالية، رغم العراقيل والصعوبات التي تواجههم، سواء من حيث نقص الدعم المادي أو تحديات الطقس والالتزامات الحياتية. حيث أظهر أفراد الفرقة شغفهم بالفن وإصرارهم على تقديم أعمال تعبر عن هويتهم المغربية، في ظل غياب الإمكانيات الكافية. ورغم كل التحديات، يواصل هؤلاء الفنانون المكافحة من أجل نشر الثقافة المغربية وتعزيز حضورها في المهجر، ما يعكس إخلاصهم للفن ولرسالتهم الثقافية.
وقد امتلأت قاعة دار المغرب بجمهور كبير من أفراد الجالية المغربية، الذين عبروا عن إعجابهم بالعرض من خلال التصفيقات الحارة والإشادات الكبيرة. وقد لاقى الأداء تقديرًا خاصًا لما عكسه من جهد وتفانٍ لإيصال رسائل عميقة تمزج بين الفن والوطنية.
في ختام الأمسية، كرمت إدارة دار المغرب، بقيادة السيدة هدى الزموري، جميع أعضاء الفرقة المسرحية، مشيدة بجهودهم الكبيرة التي جعلت من هذا الحدث مناسبة ثقافية ووطنية ناجحة. كما أكدت إدارة دار المغرب على أهمية دعم مثل هذه المبادرات التي تساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية المغربية وإشعاعها في الخارج.
إلى جانب إخراجه لهذه المسرحية، يُعد حميد بناني أحد أبرز رموز الإبداع المغربي في كندا، حيث يعمل بلا كلل لتعزيز الحضور الثقافي المغربي من خلال المسرح ومهرجان السينما المغربية، إضافة إلى تنظيم أنشطة متنوعة تحتفي بالتراث المغربي. أما أعضاء الفرقة، فقد أظهروا روحًا قتالية وإبداعًا فنيًا رغم العراقيل، ليقدموا نموذجًا يحتذى به في المثابرة والعمل الجماعي.
أثبت عرض باك طروى أن الفن والثقافة قادران على تجاوز كل الحواجز، ليكونا رسالة وحدة وانتماء. ومن خلال هذا العمل، أكد الممثلون والمبدعون أن الثقافة المغربية حاضرة دائمًا في قلوب أبناء الجالية، مهما كانت التحديات، وأنها تظل جسرًا للتواصل بين الأجيال والوطن الأم.
لقد كان هذا العرض شهادة حية على الشغف والإبداع المغربي الذي لا يعرف حدودًا، ورسالة أن المثابرة قادرة على تحقيق النجاح حتى في أصعب الظروف.