السبت ٢١ آذار (مارس) ٢٠٢٠
بقلم عدلة شداد خشيبون

عيد عبر الاثير

أمّاه.. عيدك كما كلّ الاعياد... امّاه عيدك وعيدهم على حدّ سواء بلا قبلات.. بلا لمسات بلا عناق.

قالوا في البعد أنت أحلى... لم يصدقوا يا أمّي.. قالوا البعد جفا.. ما ابعد كلامهم عن واقعي يا أمّي..

ولدي ايّها البشير والاميل الغاليين على قلبي وأكثر.. أنتما سرّ الامومة والعطاء.

اليوم ساخسر عناقكما ولكنّي ساشمّ رائحة حبّكما ساتعطّر بها سيمتلئ قلبي بدموع سخيّة بشوق العناق وسنغمس من ذات الصّحن لقمة المحبّة والبقاء.

أمّا أنت أمّاه فربحٌ خسارته فادحة، فسأتسلّل إليك سرًا.. وأقبّل ما بين جبينك... سأحضنك بحضني الدّافئ من خلال صورتك البهيّة.

كلّ هذا وفق التّوصيات.. لا تقربوها... لا تلمسوا خدّيها.. لا ولا تقبّلوا ما بين عينيها
والدي الحبيب.. سأخسر زيارتك واللٌّقاءساخسر فنجان قهوة ساخنة نرتشفها معًا مع جميل الذكريات

ابتاه يا قولا صادقًا للحياة.. سيكون العيد.. وعنك اقترب أكثر كما كلّ عيد.. ولكن ببعد آخر.. هكذا هي التّعليمات.. ليس بغضًا لا ولا قلّة اهتمام.. بل.. هو هو الاهتمام والغيرة على صحّتك..كن بخير ابتاه.. فالعيد سيكون.. أجل أجل سيكون.. فها نحن في معابدنا التي فُرضت علينا كما على غيرنا لله نسجد نصلّي، نرتّل.. مثلك تمامًا اولم تشتكي حظّك قبل ايّأم انّك اعتزلت الخروج من البيت قصرًا وطوعًا لحالتك الصّحيّة. بتنا كلّنا على حدّ قول المثل "في الهوا سوا "

صديقي سلامي اليوم لك بالعينين.. بالابتسامة.. لا باليد لا ولا بقبلة على الخدّ .. فالرّوح لا تلامس بل تخاطب.. فها نحن عدنا لبريق العينين.. وارتجاف المقلتين فهما كفيلان بتسارع دقّات قلب الحياة بالامل والرّجاء.

امّاه، الربيع آت.. اوليست الطّبيعة تزقزق حزنًا وفرحًا في ذات الوقت؟؟

الرّبيع آت.. أوليست هذه رائحة زهر اللّوز والزّعتر وحفنات الامل من اصفر القندول واحمر شقائق النّعمان وابيض عصا الرّاعي؟؟

أمّاه.. اتى الرّبيع.. واتى الامل لا يحمل سيفًا بل باقة ورد وشوقًا لعينيك والامان.

الرّبيع قادم.. لا ينتظر ولا يحارب.. الرّبيع يجمّل المنطق ويكون بعيد امّ عبر الاثير يكون.

كلّ دقيقة وانتنّ زهرات يانعات حبيباتي الامّهات.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى