الأحد ١٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٧
بقلم عادل القرين

عُباد الوجاهة

حين تتطاول الأعناق، وتُوزع الأرزاق، وتصرخ الأبواق، وتتمايل الآفاق لا بد لنا من وقفة توضيحٍ لمقولة: (التيش بريش معلق في عريش) في سياق الحال ونهاية المآل.

نعم، كلما كبرنا تفشت بين أيدينا اجتماعياً ــ مع الأسف ــ البطون المتربصة، والأفواه الناقصة، والأنامل المتراقصة، في اصطيادٍ غير مشروعٍ بالاستجداء المغلف، والاحتلاب المهفهف لكل منجزٍ غائب عن الأعين، وحاضر بهذا المثل: (أخذ من كيسه وعيده).

أجل، تعرفه جيداً ويعرفك في أوساط البساطة وفوق حصير الخوص..

ويتجاهلك وينساك على بوابة صالة الطعام الخاصة، وبين صحون الحمص، والمتبل، والمحمر، ودهن العداني!

يأمر الناس في مجالس العزاء بعدم المصافحة لكامل المكان، بحجة عدم قطع قراءة القرآن، ومن جانبٍ آخرٍ يقيم جميع من حضر للسلام عليه.. فهل تذكر هذا الحديث بما معناه: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ فَصَافَحَهُ تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ"؟!

كل هذا من جانب، أما فوهة البركان حين تصطف الصفوف، وتتألف الألوف، ويأتي من أتى للحتوف.. ليأكل من كل صحنٍ ملفوف، بامتطاء فرس التصوير وحياكة التقرير!

تذكرت شيئاً هاماً: كنا يوماً ما نصطف كالعادة للتبريك لزواج أحد الأحبة بعرسه، وبعد برهةٍ خطف أعيننا (البريسم بدون أحم ولا دستور ولا استحياء) للوصول أولاً للعريس، وبعد حين جمعتنا الأقدار على فنجان قهوة تركية، أخذ الحبيب يُحلل ويُحرم، ويدعي الانشغال المطلق والمدفوع الثمن!!

هذا بخلاف من يشعر إذا صافحك وسلم عليك بحرارة نقص زيته، وأصبح (LOW FAT)..

الخاتمة:

لا تُراهن على ثغرك وقد صيرته الأيام للمجاملة، فإصلاح الدار أولى من الجوار.. فالإنسان الواعي هو يصنع الألقاب لا العكس، (ومشمر القايله ما يجزي مخرف التوث)!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى