غبش اليقظة
نزلَ الفجرُ على الشارع ِ :
عشبٌ طازجُ الخُضْرةِ
يعلوهُ ندىً ماوَجَ بردَ الطقس ِ بالألوانِ
أشلاءُ ظلام ٍ تتناءى في حضور النور ِ
ما شابَ يقيني غبشُ اليـَقْظةِ
إذْ مرَّ على نكهةِ " فنجاني " النسيمُ
..........................................
كلُّ ليل ٍ ..... ينتهي :
فاكهةُ الظلمةِ خلخالُ بياض ِ
المرأةِ الـ نامتْ على فِتْنَتِها
في زورق ِالشهوةِ تصفو و تغيمُ
خلعتْ رائحةََ النوم ِ
أتاها سُكَّرُ الصبح ِ بماءٍ كالضحى
يفضحُ نهديها ويخفي و يحومُ
باركتْها فضّةٌ تشربُ ألوانَ محيّاها
و قد غادرها الوقتُ الدميمُ
و ولاداتُ هوىً أو زهرةٍ أو دمعةٍ
حلمتُها تبعثُ عمراً من حليبٍ
في سواقي الوقتِ
مِشكاةً تضيءُ
و هواءً من بواكير ِ أمانيها يجيءُ
هكذا تصرخُ أمٌّ لمخاض ٍ و تقومُ
..................................
كلُّ ليل ٍ ....... و أنا أنتظرُ .. المولودَ
و الوالدَ ... لو شيءٌ جديدٌ
خارجَ الأشياءِ يحيا أو يموتُ
آيةٌ ترتيلها الجمر
فلا يأتي ولا يذهبُ تأويلٌ قديمُ
نصفُها من عسل ِ اللهِ سلامٌ
و بقاياها عناقُ الحبِّ
ما يدفِىءُ مذْ كانتْ بيوتُ
............................
جنّةٌ تطردُ روحي
أوّلُ الدربِ دمُ الإخوةِ
غاباتٌ على ماء سواقيها القتيلُ
....................................
لم تكنْ توقظُكَ العشبةُ
" أنكيدو " رمادُ الروح ِ
سِفرُ الطين ملحٌ و ذبولُ
..............................
جنةٌ تُودِعُني نسلَ هواها
بعدَها الأرضُ أتتني
فلتباركْني يداها
وحدَها الأرضُ ، وأولى خطواتي
منجمُ الكشفِ على صدر رؤاها
.......................................
أوّلُ الفجر حكاياتٌ
مزاميرُ البقاءْ
طلَّةُ الشاعر من شرفة ماءْ
و صعودُ الحيِّ في خيط بكاءْ
ممسكاً ثديَ الحياةْ
أوَّلُ الفجر ِ كتومُ
يتراءى كخيوطٍ بثهُنَّ الوجدُ سوداً
ثمّ ألقاهُنَّ بيضاً حينَ أشجاهُ الأفولُ
فاشفِ روحي
بقليل الوصل ِ .. يحييني الوصولُ
جسدي – شفَّ على مطلعك الآنَ - هزيلُ
ما الذي يغسلُ عينيك بماء النور ِ
تصحو الشرفاتْ ؟
و لماذا الناسُ ألوانٌ كهذا الزهر ِ
في جذع الحياةْ ؟
أوَّلُ الفجر كتومُ
فمتى ينطقُ بالخير السديمُ ؟
بعدما مكّةُ
عانتْ في حياض البيتِ كيْ تدفعَ فيلَ الـْ ...
كان لا بدَّ من النثر ِ
و لا بدَّ من التفصيل ِ و التفسير ِ و التأويل ِ
و النسج ِ الجديدِ
كانُ لا بدَّ بلالٌ – عبقُ الفجر الوليدِ
......................................
و رذاذُ الفجر ِ و الشعر ِ حطامٌ
كلُّ ليل ٍ ينتهي ... يغمرني " الرصدُ "
تسابيحَ حزينةْ :
ياسمينٌ ذابلٌ
بعضُ دوال ٍ هدّها السقمُ اصفرارُ الورق ِ الميْتِ
و جارٌ وخط الكِذْبُ جبينَهْ
واضحٌ الآنَ الطريقُ
كــــــــــاذبٌ ......
خارطة الدربِ نفوقُ
لا تعاني صحف السلطانِ
من سوء العناوين ِ ...
فقد أعمى دمُ المعنى عيونَهْ
صعدتْ " فيروزُ " نهر الشمس ِ
لم تسكت عصافير فؤادي
قمرٌ " غزّةُ " و البحرُ همومُ
...........................................
جسدي قُبَّرَةُ الكونِ
و ما ترسلُ إلا شوكَ حزني
و أنا أعرف كيف اعتدت شجو الكلماتْ
كلما فاتنة شفَّتْ
زجاجُ الروح ِ في نفسي تكسّرْ
مؤنسٌ هذا التماهي !
شفةُ الذكر ِ على نهرين ِ :
خمر ٍ ، عسل ٍ
و الحور جنانٌ و جحيمُ
................................
أ ترابٌ يصطفيه النورُ
كي يدخلَ خلقٌ آخرون الطرقاتْ
و طيورٌ أخرجتنا من ضجيج الموتِ
كي تهدأ أو ترفدَ ألوانٌ و موسيقا الجياةْ
ليتها تشعلك الخمرُ
فلا فيءَ لهذا الشجر الواقفِ في الفرحةِ
لا ماءَ لهذا الغيم في تمّوزَ
لا نهرَ ...جفافْ
بكّرَ المعنى ....
و ما حانَ القطافْ
...............................
غبش اليَقْظةِ
نهرُ الكونِ ،" و البدءُ كلامْ "
غمرتني ضفةٌ بالمشتهى من كرز الحلم
وفاض الماءُ في صمت الظلامْ
من يعرّي جسدَ الرؤيةِ من متعتِهِ
النورُ على عيني كليمُ
" مدنٌ مالحةُ " الصحو ِ أمامي
ومراياها غيومُ
ضللتني سَدَفُ الغيبِ
و أوهى مقلتي الشأوُ السقيمُ
عبدالكريم عبد الرحيم
شاعر فلسطيني مقيم في سورية منذ النكبة عام 1948 عمل في التعليم و الصحافة وكان رئيسًا للقسم الثقافي في غير صحيفة كما عمل في مؤسسة الأرض، وهو سكتير تحرير مجلة فارس العرب الآن .
عضو أمانة اتحاد الكتاب و الصحفيين فرع سورية مسؤول النشاطات الثقافية و النشر.
عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية الشعر
عضو اتحاد الصفيين متقاعد
كان من مؤسسي رابطة رواد الأدب في دمشق عام 1959 .
له أربع مجموعات شعرية صادرة بالتوالي عن اتحاد الكتاب الفلسطينيين 1985 بين موتين و عرس دار الجمهورية 1996 وزارة الثقافة السورية 1997 اتحاد الكتاب العرب 2001 .
وله كتاب البحث عن إبداعات القباني صادر عن وزارة الإعلام السورية 2000
مجموعته الخامسة : للماء أمنح صوتي قيد الطبع
صفد التاريخ و الكفاح \ بحث – شهادات حية \ قيد التأليف
رؤى نقدية مجموعة مقالات 1961 - 2000 قيد التجميع منشورة في الدوريات العربية.
كُتب عنه فصول احمد المعلم
دراسات متفرقة في الدوريات
له عدة مساهمات في مواقع الأنترنيت .
مشاركة منتدى
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2003, 14:26, بقلم ريم صبح
عجيب أن تقول بقلم فلان و من المفروض أن تقول شعر عبد الكريم ،فغبش اليقظة قصيدة مبنية على تفعيلة الرمل فاعلاتن
و هي قصيدة مركبة مفتوحة على الحياة و قضايا الكون الكبرى
بصورة جديدة وبناء شعري متين،ولست أدري كيف لا يميز بين الشعر العظيم في هذه القصيدة الواعية لمعاصرتها والمستندة إلىأصالة تعبر عنها اللغة و الدلالة و الوزن الدقيق .
و إني لأشكركم على نشر هذا الشعر و أرجو أن تدققوا بما تطلقون عليه اسم الشعر .
ريم صبح
ماجستير آداب
3 تشرين الأول (أكتوبر) 2003, 12:46
ريم صبح
زهرة على جيد القصيدة تستوعب زمانها و مكانها شكراً لحسك النبيل
الشاعر
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2003, 14:48, بقلم عدنان كنفاني
صديقي وأخي
كم يسعدني دائماً أن أسمعك وأقرا لك.! أحسّ بنبض القضية وروح المعاناة وألق الروح
أحييك وأتمنى لك دائماً التحليق في فضاءات الإبداع
واسلم أخي
3 تشرين الأول (أكتوبر) 2003, 12:38
أخي عدنان
قلق الإبداع نوع من النزيف لا يختلف أبداً عن النزيف على تراب الوطن أو في محراب الإنسانية المذبة اليوم بأميين يديرون شؤون العالم و لم يعرفوا نكهة ابن الفارض أو شكسبير أو بتهوفن إن أمثال بوش و بلير و شارون لا يخرجون من حظائر التارخ النتنة الملأى بالرعب و القتل و الموت طوبى لك و لأمثالك من البشر الحقيقيين
عبد
9 تشرين الأول (أكتوبر) 2003, 07:10, بقلم نضال نجار
فجرٌ.. يفتشُ في جمالات الفوضى
عن حلمٍ..
ويشردُ في رحيقِ اليقظةِ/القصيدة...
مودتي
نضال نجار
13 تشرين الأول (أكتوبر) 2003, 18:40
تزهو القصيدة في شفتيّ الشاعرة ،تشرب حلمها و تغادر إلى يقظة
عبد الكريم