السبت ٢٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٣
بقلم محمد محضار

غزة ..صوت المجهول

سَبعون عاما وصوت المجهول
يتردد مُتموّجا مُدويا كالهَزيم
سبعون عاما وليل الغربة
يتمدد مُقطّع الأوصال
سبعون عاما ولا حديث إلا عن نجيع دم
يشق ربى غارقة في الوجع
لن أبالغ إذا قلت: أن الزمن تَسَرّب
إليه الملل
وصار حديث الأشلاء ولُغة الموت
مجرد تسلية في حضرة "الجَزيرة"
يمضغون العِلك.. يزدردون الفشار
يتفرجون على الخراب والدّمَار
وقد يكتبون تغريده : يدعون للنَّفير
والصمود "لأن النصر قادم"
يحصد الموت ما شاء من أرواح
وتصرخ سيدة عجوز :
"نحن نُذبح كالشياه يا تجار القضية
نتنفس البارود ورائحة العفن"
سبعون عاما ولا بارقة نور
تحمل بشرى فك الحصار
ودك حصون الطغاة
سبعون عاما من المراثي
والنوازل الفاشية تقتل وجه الحقيقة
لن أبالغ إذا قلت: أن الحياة لبست ثوب الموت
وأن الذهاب المبكر صار فريضة.
وأن الغد مجرد وهم
مجرد حلم
غزة تنام
على حزن
وتصحو على ألم
وبابتسامة شاحبة
تصافح شمس الصباح
ثم ترخي دوائبها
السود في ضجر
قد انهكها سخام
الأيام البئيسة
وأثقل كاهلها
وجع الغزاة

غزة تتنفّسُ
صمتا
وتحترق في آتون
العتمات
غزة قمرها
جريح
ونجومها بلا بريق
غزة ترتجف كفراشة
هائمة
و تفتح صدرها المثخن بالكلوم
لمزيد من الطعنات


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى