الأحد ١٧ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم
فقاعة خرساء من عقل الوجع النائم
حليب أحمر نزَمن ومض الليمونبلل أرجل الليلفغارت نجمة عمياءتمسحت بأهداب فراشةكانت تسير بمفردها في صحراء القيامةوأنا امسح حروف الأخباروحبك ينعى دفء المراعيعند ولادة الأعشاب على أسرة الهواءيتكئ حزني مع فرحيعلى غصن يتدلى من رحم الحقول الناعسةويختال الأسى أمام الدكاكينوهو يرجم الذاكرة بكرات الفجيعةفتتسلل المسرات من أفواه الحكاياتوالنوارس صارت تبني قصورا لها في أعماق المحيطاتوتبكي البكاء هناك أمام مجمرة التمنيوصورتك من جانبه الأيمنصار كينبوع بركانييصدر المسامير إلى التضاريسوالمواعيد تنتحبوالنجوم تشكو الياسمين الصيفيالمياه الآسنةتأتي بالبريد المثقل بالمناديلوصار الكلام أشجارالا تعطي سوى المفاتيح للطرق الفسيحةوللصدى وخز جارفيداعب مؤخرة الريحدونما موعداحرث الحريق الباكي في غفلة من الوقتلا ستنبات الجواهر الصدئة في دروبك الحالكة.لقد نسجت لك من بقايا دمعيساعة تؤخر الوقت الهزيلبمعزل عن الجدران المتحركةفي نهر الشوق الذي يطير في باطن الأرض كسيحاوتعالى من داخلي صمت حزينظل يثرثر حتى مغادرة الصباح باب المدينةولكي تهدأ الجراحأحرقت أنين الفلاسفةفي قدر من زجاج طيني المزاجعصبي الانثناء،وظللت أتقافز في محراب الظلمةكقبّرة ملساء تبحث عن حزمة نور خافتكيف افعل بحبكالذي صار كصوت المومياءيداعب جفون الحوتويتبع القمر في أنفاق الرمانوظفائرك تتدلى من كهف المساءتدخن خارطة الصحراءوتسكب في طريق الصالحين زيتا لا يضئترتفعين على ظهر حصان طائريرفع معه كل فواكه الأرضإلى مآدب النائمين على الشهبوالقارات تسير للاحتفاءبموت القطب الشمالي في فنجان قهوةهناك بوذي مخموريبكي في حضرة الأرقبلغة تفهمها العناكب الذهبيةالمعششة على أسلحة التتارويضئ للمراثيويمضي نحو نهر جيحونليغتسل هناك الغسل الأخير،ويختفي في حقيبة امرأةصنع نهداها من خشب الصاج المعطروعلى أرصفة الذاكرةأضع أجزاء صوتك المعجونبالنحيب الضاحكالمحلى بشيخوخة الشباب العذبوتنبت من الأسىشامة على شعرك المصبوغ بلون المتاحف.حبيبتي أتمنى لك السلامةمن ثورة النيران في عشق الخاصرةالمضمرة من هول المنعطفاتوالرمال تكسونيكالهدهد الضالوهو ينوح على خبز يصرخمن لفح التنور في نهار الصيفيشرح طقوس القيظ بغيظ ظاهرلقد تعبت كما تعب جنود الروسنطوريسمن السير على الماءوهم يحملون أردية الأشباحعلى زجاج ظهورهم المدببة،عيناك سيدتيمثل جمال الكونعندما يستطيل على حقول اليانسونويُرضع مرتزقة الإمبراطور تحت ظلال المعابد.اشتهي صوتكالذي ينبعث من بين الصخوركموسيقى دامسةتتمايل على اسدية الزهوروتـُُنفـّر الوحوش عن الغزلانوعندما أصحو عند كل خاطرةانثر رغبات الأطفال على هموم المطر،وأسافر مع الفجر إلى الضفة الأخرىاجمع هواجس التاريخوبعض الألوان من اجل الحلم الوسطواضرب خساراتي بسوط الملوكالضوء فيك فقد ملامحهوقبعتي ما زالت تشكو الظمأوتتصلب قشرة الموزحتى لا يفتضه احدوأظل في صلاتك مذبوحااكتم أنفاسيكي لا تجرفني اسماك الساقية،امرأة ميتافيزيقية يداها تحل محل الرجلينوتبصر بأذنها صمت الصوتوتسمع بعينها الوحيدةدقات المطر في ساعات الضجر،وأظل امشي واقفا.