في بيدر الحزن
في بيدر الحزنِ قمحٌ جريحٌ
و يدٌ تبحثُ, كي تراكَ..
عن حقولِ في يديك
و عن مواعيدَ أجمل..
هل تراكَ تتحمل..
صوت برتقالة ينطقُ
إسمَ الصهيلِ في عينيك
شال من الأرجوان ينزفُ على كتفيك..
و بحر من الوقتِ في عروقِ التوت
عن جدكَ يسأل؟
هل تنسى؟
لا تنسَ..
لا تجهل.. و أنت لا تجهل
أقمار حكايات ما زالت وديعة لديك..
أشجار ذاكرة في كتاب
و صورة عمك الشهيد
معلقة على الجدار الأول..
هل تنسى؟
لا تنسَ..
و أنتَ تلوكُ صفصاف الغياب؟
و أنتَ تأخذ يومك المكلوم
تنتشله من الأعصاب..
في أرقة المخيم..
و تروح تضمده بالصبر و الذكريات
و رائحة الغيوم و القرنفل
و تحفظه و صايا الشهداء و اللا جئين؟
و تنظف-ما إستطعت- ساعاته
من عوسج و هموم.. و إنتهاكات..
هل تراكَ الآن تتحول؟
فلا تتذكر؟
و أنتَ تشرب نصفَ فنجان القهوة
قبل الغارة الأولى
لتكمله بعد الثالثة,
مع أصدقاء الحي و الصرخات
و مسيرة الفجر و المعمل..
و أنتم ترتدونَ المساءَ و الخاكي,
كي يخطىءَ العدو,
فلا يصيب, بحقده, المستقبل؟
هل تتذكر؟
كانت قوافلُ الغضبِ الفدائي
تدنو من دمكَ..فلا تبتعد
و كنتَ في المتراسِ تصحو
في المتراسِ تقرأ آيات الرمح
و تدرك غايات الجمر المُتقد
و مذكرات نيرودا و تجربة جيفارا
و سلالم الروح و اللوز و البلد..
و كنت تردم بالعصيان
آثارَ النرجسي على صفحةِ الجسد
تبعدُ وخزات التردد..
و تلقي بذرة الضياء
في تراب الكبرياء..
و أنت تهتف للنصر
تحمل بشاراته
بقلب الإنتماء
تطوف به الحارات و تتجول..
أتراكَ نسيت يا صديقي؟
أم قصصتَ جذورَ التذكار
و حسبتَ قمح هذا العام
يمكن أن ينتظرَ خمسينَ عاماً
في الأسرِ و الصبار
و أن الحصادَ في القهرِ يتأجل.
سليمان نزال