| يا حرقةً قد أُشعلتْ كـم تعصـفُ |
يا فجعةً في القلبِ باتـتْ تجـرفُ |
| كم ذا تحاولُ صحبتي زجرَ النُّهى |
والدمعُ يجري في الخدودِ يُعَنِّـفُ |
| آليـتُ ألا أستبـيـح مواجـعـي |
فرَقا علـى أمٍّ نعاهـا المصحـف |
| لكنّ بـي شوقًـا إليهـا هزّنـي |
من لمحةٍ عَرَضَتْ وصوتٍ يهتـف |
| فكأننـي ورد علـى لَمَساتـهـا |
يصحو وبَعْدَ البُعدِ عنهـا يُقطـفُ |
| وكأنّ هذا الأفقَ في عينـي دجًـى |
فيه المطامحُ والكواكـبُ تُكسـفُ |
| أُمّاه يا حضنًـا يغيـبُ بخافقـي |
إني أرِقُّ إلـى سكـونٍ يُسْعِـفُ |
| وأبيتُ أستجدي الوصالَ حمامـةً |
حامتْ على قبرِ النجـومِ ترفـرفُ |
| أبكي سويداءَ الفـؤادِ كمـا بكـى |
يعقوبُ لمّا غـابَ عنـهُ يوسـفُ |
| وأتوقُ للفجـرِ المبيـنِ بجبهـةٍ |
كان ارتقائي من رؤاهـا يغـرفُ |
| إنّـي بـلا دفءِ الـذراعِ كطائـرٍ |
في دُجْيَةٍ تحتَ الزوابـعِ يرجـفُ |
| آهٍ فديـتُ الصـوتَ فيـكِ مرتّـلًا |
والقلبَ معتكِفًـا ودمعًـا يـذرِفُ |
| والمطمحُ العلـويُّ فيـكِ مُجَنَّحًـا |
فـي حكمـةٍ والعابـد المتلهِّـفُ |
| إنّـي بروضتِـكِ المـديـدةِ وردةٌ |
تبقى على ذكرى المشاعرِ تعكُـفُ |
| يا ربُّ هذا البحـرُ خيـرُ وديعـةٍ |
لي عند بابكَ يـا كريمـا يَعْطِـفُ |
| يا أختُ كان اللهُ في عونِ النـدى |
في أيِّ روضٍ بعد أمـكِ يَخْلُـفُ |
| وبأيِّ عزم تُقبليـنَ علـى الحيـا |
ة وحيـدةً وبـأيِّ عيـنٍ تَطْـرفُ |
| وبأيِّ بحـرٍ تَمْخُريـنَ وهـذه ال |
أنواءُ في كلِّ المسالـكِ تَعْصِـفُ |
| يا أختُ ربُّكِ خيـرُ مَـنْ أبقيتِـهِ |
هو من يجير لدى المُصابِ ويلطفُ |
| واللهُ يسمـعُ كـلَّ نأمـة ناحـبٍ |
وله القلوب على السكينة تهتـفُ |
| فتجمّلـي بالصبـر إنـا كلـنـا |
في ذات يـوم للقبـور سندلِـفُ |
| وليرحـم الله العبـاد جميعـهـم |
وليشف قلبك من جـراح تنـزفُ |